الحرب الاعلامية ( معركة القادسية والاعلام )

 

 

شبكة المنصور

أبو خليل التميمي / بغداد المسورة بكتل الاسمنت

في هذا الجزء سنخوض في مجال واسع وعريض من نماذج الحرب الاعلامية وهي الحرب الاعلامية بين العراق والفرس في معركة القادسية في الحقيقة بداءة  هذه الحرب قبل الشروع بالعمليات العسكرية بل ممكن القول انها بداية  قبل وصول الخميني والعمائم الى السلطة في ايران وفي لمحة تاريخية للصراع نوجز مايلي :

 

تعود جذور الحرب العراقية الإيرانية إلى قرون مضت، ويعتقد أن تبعاتها ستستمر لقرون قادمة وما يعيشه العراق اليوم من هيمنة إيرانية واضحة على مقدراته لا يخرج عن إطار هذا التاريخ أبدًا، إلا أن الأهم هو الإشارة إلى ما بعد سقوط العهد الملكي في العراق في عام 1958 التي راحت ضحيتها العائلة المالكة في العراق وقادت عبد الكريم قاسم للوصول الى السلطة، وكان قاسم اول من طالب بحقوق سكان الاهواز العرب (محمرة وخرامشهر) حيث كانت جزءًا من العراق قبل أن تسلمها الدولة العثمانية في زمن ضعفها لإيران . مما دفع الشاه الى استخدام قواه العسكرية للتمدد على حساب الاراضي العراقية فاحتل الكثير من الاراضي العراقي وساعد الحركات الانفصالية في الشمال بالسلاح والمال والتدريب كما تمدد بنفوذه الى ان وصل الى الضفة الشرقية من شط العرب و كان قرار إيران بالسيطرة على جزء طنب الصغرى وطنب الكبرى وابوموسى بعد انسحاب بريطانيا من الامارات، قد تسبب في اتخاذ العراق وعدد من الدول العربية قرارًا بقطع العلاقات الدبلوماسية بينها وبين ايران، وهو الامر الذي اضاف سوءًا على سوء العلاقات العراقية الايرانية وكان القرار بإقفال تلك القضية والقضاء عليها عام 1975 عبر توقيع اتفاقية بين الشاه وصدام حسين، وقبل ذلك كانت القوات الايرانية  قد بدأت هجومها على القوات العراقية ووقع ضحايا كثر في صفوف كلا القوتين عام 1974، ومما يذكر في تلك الفترة أن وزير الخارجية الاميركي هنري كيسنجر قد نصح صديقه الشاه بمهاجمة العراق عن طريق الجنوب لقطعه عن الخارج عبر استهداف اطلاله على الخليج اولاً، ثم التقدم نحو الشمال الى بغداد، وهو ما حاول النظام الاسلامي في ايران تحقيقه اثناء الحرب . وقد افشل هذا المخطط الايراني الامريكي بهذه المعاهدة التي عجلت بسقوط الشاه ومجيء الخميني للسلطة .

 

إن الحرب لا تبدأ يوم إعلان ساعة صفرها بل تبدأ في عقول البشر. فقد بدأت الحرب في عقل آية الله العظمي الخميني منذ أن طلب إليه العراق الرحيل من أراضيه بناء علي اشتراط الشاه لتوقيع اتفاقية الجزائر عام 1975 وقد سبق الخميني أن أقام في العراق نيّفاً وعشر سنوات بكامل التوجيب والاحترام غير أن شرط الشاه كان يصل إلي درجة التهديد بمواصلة دعم التمرد الكردي وإن لزم الأمر الهجوم علي العراق وكان أمام القيادة العراقية واحد من خيارَيْن: إما أن تصر علي بقاء الخميني في أراضيها أو أن تعرّض مصير العراق للخطر.

 

واختار العراق أهون الشرّينْ فعمد إلي توجيه طلب رقيق إلي الخميني يدعوه فيه للمغادرة مع شرح الأسباب القسرية لهذا الإجراء والاعتذار عنه.

 

وللأسف فقد حملها الخميني ضغينة وحسرة في نفسه طوال مدة لجوئه إلي فرنسا.

وفي مجريات استثمار الموقع الديني الهام فقد طفق آية الله العظمي الخميني يستنبش ألواناً من التعبئة النفسية وإثارة الكراهية والاحتقانات المصحوبة بنوازع تاريخية إلي درجة أنه يوم 22 نيسان (ابريل) عام 1980 أعلن في خطاب جماهيري حاشد: إن إيران قادرة علي احتلال بغداد في ساعات ثم استدار ليخاطب الجيش العراقي بقوله اتركوا الثكنات وانفروا ضد الموقف المخزي لنظام بغداد وتخلصوا من صدام كما تخلّصنا من الشاه العميل.. .

 

ومن ناحية اخرى أن أي صراع أو قتال عندما يندلع بين طرفين (مهما كان الطرفين دولتين أو قبيلتين أو شخصين أو غيره) فأنه وبناءاً على منطق الحرب والقتال يكون الطرف الأكثر إمكانيات وقوة هو الذي يسعى للقتال والحرب وليس العكس ، وإيران تمتلك إمكانيات اكثر بكثير من العراق ويمكن توضيحها على النحو الآتي :

 

في بداية الحرب كان عدد سكان إيران 39 مليون نسمة والعراق 13 مليون نسمة أي أن سكان إيران ثلاثة أضعاف سكان العراق .مساحة إيران تزيد على مساحة العراق بأكثر من ثلاثة أضعاف ونصف .

 

طول الحدود وافتقاد العراق للعمق الإستراتيجي لمدنه يجعل عدد كبير من مدن العراق والمهمة (مثل البصرة والعمارة وديالى وأربيل وخانقين وغيرها) تحت مرمى المدفعية الإيرانية ، ومدنه الأخرى ومنها العاصمة بغداد والتي تبعد 120 كم عن الحدود مع إيران تحت مرمى الصواريخ الإيرانية القصيرة المدى - سكود وغيرها والتي لا تتجاوز 150 كم - التي تمتلكها إيران والعراق في بداية الحرب . بينما إيران تمتلك عمقاً استراتيجياً كبيرا بسبب سعة مساحتها فلذلك معظم مدنها المهمة مثل عاصمتها طهران واصفهان وشيراز وقم وغيرها بعيدة عن المدفعية والصواريخ العراقية) .

 

أن العراق كان يعتمد على 85% من اقتصاده على تصدير النفط الذي يتم تصدير معظمه عن طريق (مينائي البكر والعميق في الخليج العربي) والباقي عن طريق وتركيا وسوريا التي أوقفت تصديره في السنة الثانية للحرب بناءاً على وقوفها في الحرب مع إيران ، وبما أن الساحل الشرقي من الخليج العربي كله لإيران والعراق لا يملك إلا ما طوله 30 كم من السواحل فقط في شمال الخليج فأنه بذلك مهدد بأن تقوم إيران بمنع العراق من تصدير نفطه عن طريق الخليج العربي وهذا ما قامت به إيران منذ اليوم الأول لبدء الرد العراقي في 22/9/1980هـ .

 

كانت القيادة الإيرانية تعتقد (متوهمة) بأن الشيعة العرب في العراق الذين يمثلون اكثر من 40 % من الشعب العراقي آنذاك سيقف معها في الحرب باعتبارهم ينتمون لنفس المذهب ولم يقف معها سوى حزب الدعوة العميل وبعد ذلك المجلس الاعلى جماعة الحكيم وهؤلاء لايمثلون الا العمالة بالشيعة بل حتى اصولهم ايرانية ، وكذلك الشعب الكردي الذي نسبته 13% ، وما حصل هو العكس ماعدا الاحزاب العميلة كحزب الطلباني والبرزاني الذي شكرهم خامنئي في اخر لقاء مع جلال على دورهم بالحرب .

 

من اهم نقاط الاستهداف هو ان  اصبح العراق لديه في نهاية السبعينات افضل اقتصاد في المنطقة وتوفر له احتياط بلغ اكثر من 35 مليار دولار! وكان الدينار العراقي يساوي اكثر من 3 دولارات! كما كان لديه افضل نظام طبي وتعليمي في المنطقة، ونظراً لرغبة الأمريكان التخلص من الشاه بسبب توقيعه معاهدة الجزائر مع العراق ولـتأجيج الفتنة مع العراق ولأسباب أخرى تم تحريك الشارع الإيراني ضد الشاه الذي كان متعطشاَ للخلاص منه وإقناع الشاه بضرورة الخروج من إيران حتى يهدأ الوضع، كما جرى تلميع صورة الخميني وتسهيل عودته من فرنسا واستلامه السلطة وانتهاء عهد الشاه ، ومع استلام الخميني القيادة في إيران بدأت رائحة وشرارة الحرب تفوح وتشتعل شيئاً فشيئاً ، واليكم أهم الأدلة والحقائق التي تثبت أن القيادة الإيرانية تتحمل كامل المسؤولية في دق طبول الحرب واندلاعها واستمرارها لمدة 8 سنوات وان القيادة العراقية لم تكن تريد الحرب مع إيران مطلقاً بل خاضتها مضطرة للدفاع عن العراق ، وهي :

 

أرسل الرئيس صدام حسين رسالة تهنئة للزعيم الإيراني الخميني بنجاح الثورة وتسلمه السلطة معرباً عن أمله بأن تكون مكسباً للامة العربية والإسلامية ،ومتمنياً بأن تكون العلاقات بين الشعبين العراقي والإيراني مبنية على مبادئ الدين الإسلامي الحنيف والجيرة الحسنة بما يطور العلاقة بين البلدين والشعبين، وقد قال السيد موسى الموسوي (مستشار الخميني آنذاك) المتواجد حالياً في لندن بأن الخميني قال له بعد قراءة الرسالة أمامه بأن صدام خائف لان هناك نسبة كبيرة من الشعب العراقي سيؤيده حالما ينادي بإسقاط النظام العراقي باعتباره عاش في العراق 13 سنه، وقد رد الزعيم الخميني برسالة جواب للرئيس العراقي تتضمن تهديداً ووعيداً وختمها بجملة والسلام على من اتبع الهدى وهي جملة معروف أنها تقال لغير المسلم.

 

الحرب الاعلامية قبل واثناء المعركة

الحرب الاعلامية الايراني :

بدأت القيادة الإيرانية بحملة إعلامية واسعة وكبيره من خلال وسائل الأعلام المختلفة بالترويج لما يسمى بتصدير الثورة الإسلامية للأقطار المجاورة خاصة العراق ودول الخليج لزعزعة وإسقاط أنظمتها (التي كانت تصفهم القيادة الإيرانية بالأنظمة الكافرة والعميلة للغرب) لإقامة أنظمة موالية لها، كما رددت من خلال خطابها الإعلامي في أنه أي اتفاقية وقعها الشاه لا تعبر عن طموح الشعب الإيراني وتطلعاته تعتبر لاغية وخصت بالذكر اتفاقية الجزائر الموقعة مع العراق .

 

على الرغم من ان ايران كانت تخوض الصراع من اجل اطماع قومية لكنها كانت تستخدم الدين بهذا الصراع بشكل واسع ومخزي ان استخدام اسم الله في الصراعات المبنية على اسس دنيوية يعتبر انتقاص كبير من قيم الالوهية وقد تاجر ايران بالدين وخصوصا بالمذهب الشيعي لاجل الحصول على مكاسب قومية وواضح جدا من خلال الاعلام الايراني الموجه ضد العراقيين والى الشعوب الايرانية هذا الاستغلال لاجل خداع هذه الشعوب والتغطية على السبب الحقيقي للحرب وبالضد من هذا فقد ركز الجانب العراقي على القيم الوطنية والقومية بالصراع ففي الوقت الذي دفع به الاعلام العراقي الى  تمسك به العراقيين بالارض  كما ورد في اغنية(  ياكاع ترابج كافوي ) نلاحظ ان الاعلام الايراني يدفع باتجاه كربلا  كما ود في  كلمات الرادود الايراني 0 ( جربلا جربلا نداريم نيامي) بمعنى نحنوا قادمون الى كربلا ء وكربلا تبعد ثلاث الى اربع محافظات عن الحدود مما يثبت النية في احتلال العراق . وقد ورد على لسان أعضاء القيادة وعمائم إيران الكثير من الخطب والتوجيهات التي كانت تبث في الاعلام الايراني بهذا الاتجاه بمعنى ان الجو السائد في ايران على الصعيد الاعلامي الموجه هو باتجاه احتلال العراق وتصدير الثورة له كما نلاحظ من خلال الخطب التي كان يوجهها الخميني وغيره من عمائم ايران وكنماذج على هذه التصريحات لاعلى المسؤلين الإيرانيين كما ورد في الاذاعة والاعلام الايرانية قبل واثناء الحرب وهي تصريحات تنم عن العدائية والنيه المبيته .

 

نشرت الصحف الإيرانية في مطلع آذار 1979 حديث الخميني أمام وفد شعبي كويتي وجاء فيه حول مغادرته للعراق إن الحكومة العراقية طلبت مني التخلي عن نشاطاتي وذلك لان لديها تعهدات مع الحكومة الإيرانية، إلا إنني لم اعر اهتماما لطلب الحكومة العراقية… وعلى كل فأنني لا ألوم الحكومتين العراقية والكويتية لأنهما كانتا مضطرتان للالتزام باتفاقياتهما .

 

في 15 آذار 1980 ذكرت إذاعة طهران في برنامجها في اللغة العربية على لسان الخميني، احذري أختي المعلمة، احذر أخي المعلم، احذر أخي العامل، احذر أخي الفلاح، احذروا من البعث الغادر الذي فرق المعلمة عن زوجها وجعل الزوج في جهة والزوجة في جهة أخرى، احذروا أعداءكم أيها الشعب العراقي وثورة حتى النصر.

 

قال الخميني في كلمة ألقاها ابنه بالنيابة عنه يوم 21 آذار 1980، بأنه يجب إن نبذل قصارى جهدنا لتصدير ثورتنا إلى الأجزاء الأخرى من العالم ونترك فكرة إبقاء الثورة ضمن حدودنا.

 

ذكر الخميني بان إيران ستطالب بفرض سيادتها على بغداد إذا ما أصر العراق على مطالبته بالجزر العربية الثلاث، ووجه الخميني نداء إلى الشعب العراقي وأفراد القوات العراقية المسلحة، يحرضهم فيه على الثورة وقلب نظام الحكم في العراق.

 

 بتاريخ 18 نيسان 1980، نقلت إذاعة طهران باللغة الفارسية كلمة خميني إلى أعضاء قيادة التعبئة العامة لجميع المدن الإيرانية، حيث ندد بالرئيس العراقي صدام حسين، وطلب من أفراد الجيش مجابهة نظام البعث العراقي وإسقاطه،وأضاف خميني، أن الحكومة العراقية هي ليست حكومة كما إن هؤلاء لا يملكون مجلسا وكل ما هنالك إن عددا من العسكريين جالسون ويفعلون ما يحلو لهم، وليس لهؤلاء أي اتصال أو ارتباط مع الشعب… إنهم عناصر بالية… صدام حسين يخطط ألان باستمرار ويقول أشياء، وقد قال نحن عرب، وأضاف الخميني إن على كافة الشعوب المسلمة أن تعرف معنى هذا الكلام، نحن عرب، أي إننا لا نريد الإسلام، فالشخص الذي يتفوه بالعرب فان العرب أرادوا في وقت ما الوقوف أمام الإسلام، إن هؤلاء يريدون نحيي عهد بني أمية، يريدون العودة إلى ذلك العصر الجاهلي لتكون القوى عربية فقط دون أن يكون هنالك اثر للإسلام، فهؤلاء لا يؤمنون بالإسلام. إن الشعب العربي يعرف إن المرحوم آية الله محسن الحكيم أفتى بشرك هؤلاء وقال انههم ملحدون لذلك فان هؤلاء مجموعة ملحدة بفتوى آية الله الحكيم وإذا أراد الشعب العربي أن يعمل لله وللإسلام فعليه أن يناهض هؤلاء… وتساءل خميني هل إن هذا الجيش العراقي الذي أفراده من المسلمين الشيعة والسنة سينهض لينادي بالعروبة لوجه الإسلام؟ وأضاف خميني فأما الإسلام فانه يضم العرب والعجم.

 

إن البعث العراقي يحارب الإسلام ويجب أن يتخلص الشعب العراقي النبيل من مخالب هذه الأصابع، وكما أدرك الجيش الإيراني إن الشاه المخلوع كان يحارب الإسلام والتحق هذا الجيش بالشعب وساهم بثورته الإسلامية، فان الجيش العراقي يجب أن ينتفض، إن الحرب التي يريد البعث إشعالها، هي حرب ضد الإسلام، فهل يرضى الجيش العراقي محاربة الإسلام وهل يرضى بان يوجه حرابه صوب القرآن، إن هذه الحراب مسددة نحو القرآن.إن الواجب يدعو الشعب العراقي والجيش العراقي لان يتخلى عن هذا الحزب اللا إسلامي وهذه الزمرة اللا إسلامية وكما التحق الجيش الإيراني بالشعب، التحق أيها الجيش العراقي بشعبك، انك مسؤول أمام الله ولا عذر لك بحربك مع الشعب العراقي وإيران الإسلام.إن هذه حرب ضد رسول الله (ص)، ( ما اشبه اليوم بالبارحة لاحظ الخطاب الذي يستخدم الدين  ) أيرضى الجيش العراقي أن يحارب القرآن ويحارب رسول الله، إن إيران اليوم هي بلد رسول الله وان ثورتها إسلامية وحكومتها إسلامية وقوانينها إسلامية، نحن نريد إقامة دولة إسلامية، نريد أن نجمع العربي والفارسي والتركي وسائر القوميات تحت لواء الإسلام.لماذا تسكت عشائر العراق وهي تشاهد هذه الزمرة العبثية تقتل شباب العراق جماعات جماعات في غياهب السجون، لماذا يبقى الجيش العراقي ساكتا ويؤيد من يخالف الإسلام والقرآن، هل يجهل الجيش العراقي بأنه يقتل في سبيل الكفر وفي حرب ضد الإسلام وهل يجهل هذا الجيش عواقب هذا العمل وهل يجهل بأنه في حالة اعتدائه على إيران فان إيران ستحطمه بشدة وسوف يزحف الجيش الإيراني إلى بغداد ويساند الشعب العراقي ويطيح بالحكومة هناك،

 

وفي مجريات استثمار الموقع الديني الهام فقد طفق( آية الله العظمي) الخميني يستنبش ألواناً من التعبئة النفسية وإثارة الكراهية والاحتقانات المصحوبة بنوازع تاريخية إلي درجة أنه يوم 22 نيسان (ابريل) عام 1980 أعلن في خطاب جماهيري حاشد: إن إيران قادرة علي احتلال بغداد في ساعات ثم استدار ليخاطب الجيش العراقي بقوله اتركوا الثكنات وانفروا ضد الموقف المخزي لنظام بغداد وتخلصوا من صدام كما تخلّصنا من الشاه العميل.. .

 

أبو الحسن بني صدر سيصدح هو الآخر (كان يشغل دور رئيس الجمهورية) بتاريخ 25 نيسان (ابريل) 1980 نحن لا نستطيع منع جيشنا إذا رغب بالتوجه نحو بغداد وفي اليوم ذاته (25 نيسان/ابريل 1980 ) سيصرخ صادق قطب زاده في الكويت (كان وزير خارجية إيران): إن الجزر التي تسمّونها إماراتية هي إيرانية تاريخياً بل إن العراق نفسه هو فارسي في الأساس

 

وفي تصريحات ومقالات الشيرازي ان الفرصة قد تضاعفت لإسقاط النظام ، فوجه نداء إلى الجنود العراقيين دعاهم فيه إلى التمرد على البعث  والهروب من الجيش والالتحاق بالجمهورية الإسلامية في إيران ، وأعلن بأن " الحرب تحت لواء البعث خزي في الدنيا وعذاب في الآخرة ، فمن قتل مسلما دخل النار ومن قتل على يد مسلم دخل النار". 

 

كما وجه بيانا إلى المسلمين في العراق دعاهم فيه إلى " الثورة الجماهيرية حتى إسقاط هذا النظام الكافر ليسود مكانه نظام الهي يكون قانونه الإسلام ورئيسه مرضيا لله ومنتخبا من الأمة " ودعا الجيش إلى الفرار من الثكنات وجبهة القتال بكل صورة ، كما دعا إلى مساعدة المسلمين في العراق وإيران بالمال والسلاح والدعاية لإسقاط” النظام البعثي الكافر” .

 

وفي نداء ثالث طالب" الجيش العراقي بتوجيه أسلحته إلى صدور خونة البعث ، لأنهم كفرة فجرة ، والهرب بالأسلحة ، وقتل كل بعثي ملحد ، فلمن قتل أي فرد من البعث الكافر الجنة والعزة".

 

وقال الشيرازي تعقيبا على الحرب :" انها أشعلت حماس المسلمين في كل مكان وجعلتهم يتحركون لينفضوا عن أنفسهم غبار الذل والكسل والجمود والانهزام ليلتحموا مرة أخرى ،  ويكوّنوا حكومة إسلامية عالمية واحدة تحت لواء الإسلام وحكم القرآن".

 

ولما كان الشيرازي والحركة الإسلامية ووسائل إعلام الجمهورية الإسلامية تتهم صدام بالكفر والعلمانية ومحاربة الإسلام ، فقد وجد الرئيس العراقي صدام حسين بأن من صالحه رفع شعار الإسلام والتظاهر ببعض الشعائر الإسلامية ، وهنا أصدر الشيرازي بيانأ رفض فيه  إسلام صدام ، واعتبره كإسلام اليهود المنافقين الذين قالوا: ( آمنوا بالذي انزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره)  وذكر الشيرازي عشرين دليلا على كفر النظام كرئاسة عفلق الصليبي لحزب البعث ، وإلغاء الأذان والقرآن من الإذاعة العراقية ، والتصريح بالقضاء على الدين ، ونشر حوانيت الخمر والبغاء ، وقتل العلماء وهدم الحوزات ومنع الزيارات ، وحرق مئات القرى الكردية ، وإحياء القومية الجاهلية ، وترويج سب الله والمقدسات ، وتسفير مئات المسلمين وسجن الآلاف والاعتداء على شرف الفتيات المسلمات، وهدم المساجد وضرب قوانين الإسلام كالشورى ، وانتهى إلى القول بأن علماء المسلمين قد أفتوا بكفر البعث ، وحان الموعد لأن يلفظ الشعب العراقي المسلم هذا الحزب الكافر بالله واليوم الآخر .

 

وبناء على ذلك نادى الشيرازي باستمرار الحرب بين العراق وايران ، ورفض أي محاولة للصلح مع صدام ، وأيد  ايران في رفع شعار  ( لا صلح مع البعث )  نفس مقولة المالكي اليوم  .  وقال:" ان ما أبداه البعث الكافر ، من وقف القتال مع الجمهورية الإسلامية ليس إلا مكيدة وخداعا يريد بذلك تجديد أنفاسه ليعيد الكرة ، فالواجب الشرعي على الجمهورية الإسلامية مواصلة القتال ، كما ان الواجب على الأمة الإسلامية في العراق وخارجه مساعدة المقاتلين المسلمين ضد الكفار والعملاء الفاسدين".

 

وطالب الشيرازي المقاتلين بالصبر ومواصلة الحرب حتى سقوط حزب البعث الحاكم في العراق.  وقال : " ان المسلمين داخل وخارج إيران لا يتصالحون مع الكفر أبدا ، وعلى المسلمين ان يمدوا الشعب العراقي الثائر … بالمال والسلاح وسائر المستلزمات".

 

وأصر على موقفه المطالب بإقامة الحكم الإسلامي تحت قيادة العلماء في العراق وتشكيل الحكومة الإسلامية الواحدة التي يكون قانونها الإسلام ويعين رئيسها بالشورى في انتخابات حرة ، حيث " ان العراق بلد مسلم لا يقبل إلا بالإسلام دينا ومنهجا ".

 

ومن هنا فقد دعا إلى تسليح الشعب العراقي ودعم ثوار العراق من الداخل بالمال والسلاح  ، وقام الشيرازي بمقابلة الإمام الخميني في بداية الحرب العراقية الإيرانية ، وعرض عليه تزويد الشعب العراقي بمليون قطعة سلاح ودعمه بمليار دولار  . 

 

وتحرر الشيرازي في ظل الحرب من كل القيود والتحفظات وبدأ يحث على كل انواع المقاومة السلمية والعسكرية ضد النظام البعثي ، وأصدر بيانا في مناسبة " الأربعين"  يقول فيه:" الواجب الشرعي على الجميع ان يجعلوا من (زيارة الأربعين) منطلقا لأجل تكميل الثورة الإسلامية ضد البعث ، وذلك بتجديد العهد مع الامام الحسين ومع أنفسهم بمقاطعة كل شيء يرتبط بالبعث ومواصلة الإضرابات والمظاهرات ، والفرار من الإدارات والثكنات وكسر أبواب السجون وتحرير السجناء ، وحمل السلاح ضد البعث ، والقيام بكل أعمال المقاومة من نسف القطارات الحاملة للأسلحة وإلقاء القنابل في مراكز البعث ، وحيث ان البعث يعد كافرا محاربا للإسلام فمن قتل بعثيا فله الجنة". 

 

وبينما كان الشيرازي يعول كثيرا على انتصار الثورة الإسلامية في العراق في وقت قريب ، أزعجته ، مرة أخرى ، أنباء عن احتمال وقوع انقلاب عسكري في العراق ، أو إقامة جبهة وطنية ،  فأصدر بيانا رفض فيه  أية حكومة عسكرية أو ائتلافية في العراق ،   واتهم كل من يشترك في تلك الحكومة بالعمالة الصريحة للاستعمار.  ووعد باستمرار القتال في حال وقف اطلاق النار بين العراق وايران ، من داخل العراق حتى اسقاط نظام البعث .

 

ولكن الحرب استمرت ولم يحدث انقلاب عسكري في العراق ولا قامت جبهة وطنية ، ولم تستطع الثورة الإسلامية ان تتقدم أو تنتصر على إجراءات النظام القمعية ، ولم تستطع القوات الإيرانية ان تدخل في العراق لتغير النظام فيه أو تقيم حكومة إسلامية بأي شكل من الأشكال.. وتدهورت علاقة السيد محمد الشيرازي بقيادة الجمهورية الإسلامية في إيران ، التي أهملته وفضلت عليه السيد محمد باقر الحكيم لقيادة "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق" الذي أسسته عام 1982 ، وهذا ما دفع الشيرازي إلى اتخاذ قرار مفاجيء بالانسحاب من المواجهة السياسية والتعبئة الإعلامية ضد النظام العراقي ، والانزواء في قم والعمل من اجل المرجعية وتقويم التجربة الإسلامية الإيرانية ككل ، وخاصة في اتجاهها الاستبدادي وابتعادها عن الشورى والديموقراطية.

 

ومنذ عام 1982 وتحديدا بعد تحرير مدينة خرمشهر (المحمرة) بدأ الشيرازي يتحدث في مجالسه الخاصة عن عبثية الحرب وضرورة وقفها . ولم يكن يستطيع ان يعلن موقفه أمام الملأ ، خوفا من الاصطدام مع الامام الخميني الذي ظل يدفع باتجاه الحرب ستة أعوام أخرى.

 

الحرب الاعلامية العراقية :

اسس العراق لحرب اعلامية مضادة للاعلام الايراني الموجه والهجومي الاستفزازي بحرب الاعلامية على اسس وطنية وقومية وبطريقة دفاعية رائعة مبنية على اسس انسانية فقد كان الشعر والاغنية والقصيدة والرواية والقصة التي ارخت لهذه الحرب هي جزء مهم من الجهد الاعلامي العراقي بالضد من الحرب الاعلامية الايرانية التي اعتمدت على الخرافة والروزخونية والشعور بالعظمة ومحاولة تصغير الاخريين وتشويه قيمهم والتي استندت على اسس طائفية منهجية دعت الى استخدام المذهبية الموجهه لاجل الاهداف لمصلحة الاهداف القومية الفارسية التي تتطلع لتحقيق حلم الامبراطورية الايرانية التي هزمت في عهد الفتوحات الاسلامية  لذلك نرى ان الاعلام العراقي المقاوم ركز على فضح هذه الاهداف وعلى راسها تسمية المعركة بالقادسية الثانية او قادسية العرب والتي سميت على نطاق محلي بقادسية صدام تكريما للجهد الذي بذل من القيادة العراقية في التصدي لهذه الحرب ومعها كل الشعب العراقي الذي اشترك بها من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب فاشترك الكاتب والمؤلف والقاص والشاعر والمطرب والمجاميع لؤوسسوا الى فيلق اعلامي منضبط ورائع بكل المقاييس فكان الجهد الاعلامي من المحفزات الأساسية لاستنهاض الهمم وتمجيد الدفاع عن الارض والعرض من خلال الشعر والقصة والكتابة كما استلهم روح الاجداد وعظمة الارض وليحقق الانتصار تلوا الانتصار على الايرانيين عن طريق التمسك بالقيم العليا للصراع الثقافي ومن خلال هذا الفيلق الذي انتج الكثيرواتخذ اسلوب واقعي ومدروس بالاعلام المقاوم فمن الفلم التسجيلي الى الافلام الكاملة الى القصيدة المغناة الى المسرحية كمسرحية حسين رخيص وساند الجهد العسكري معنويا بصورة صحيحة ومدروسة سنوجز قسم من هذه الاعمال والاسماء الامعه في هذا الصعيد :

 

كانت السينما العراقية وثيقة مهمة لرصد الحياة وبفعل جدارة هذا الفيلم استطاع أن يحصل على العديد من الجوائز الدولية في المهرجانات التي شارك فيها مثل: لاييزك – وموسكو – وطاشقند – وقرطاج – ويصل معدل ما يتم إنتاجه سنويًّا من الفيلم الوثائقي إلى أربعين فيلمًا تتناول موضوعات عديدة   كقصة الصراع ولم تغفل الافلام التربوية والتأهيلية والثقافية ومنها الكثير كما نذكر

 

ريحانة – المدينة البديل 1989 لا يوجد مخرج، مجموعة من المصورين. وهو نتاج يعرض لتاريخ مدينة عنة – كمركز استيطان حضاري وكيفية إنقاذ آثارها قبل غمرها بالمياه.. ثم تصوير المدينة البديلة الكنائس في العراق 1988 سيناريو وإخراج خيرية المنصور آثار عن الفرات سمير جودة 1988   العراق الوطني سيناريو وإخراج طارق عبد الكريم 1981   الحرف العربي  سيناريو وإخراج د. عياش الشلاه 1981  بلد الخير سيناريو وإخراج حسين أمين 1981    القباب المشعة سيناريو جبرا إبراهيم جبرا إخراج ياسين البكري 1981 عن الحضارة الكاظمية والكيلانية وسامراء  بغداد الأزل سيناريو وإخراج فلاح قاسم 1987الحياة الحضارية لمدينة بغداد.بغداد الحبيبة سيناريو وإخراج جعفر علي 1987عن أوجه الحياة الجديدة المتطورة في العراقوعاد الزمن إليها سيناريو وإخراج عدنان عمر 1989عن ترميم بناية القشلة.أغنية لشمس الصباح سيناريو وإخراج بسام الوردي 1983الحياة اليومية لمدينة بغداد عرض بداية العدوان الإيراني بضرب التظاهرات ثم عرض المعارك.معركة الأهوار سيناريو وإخراج صاحب حداد 1985تدريبات الجيش الشعبي أثناء الحرب والمهمات التي قام بها ثم عرض لبيئة الأهوار الجميلة.النخيل المقاتل أحمد إبراهيم 1985 عن الجيش الشعبي ودور النساء ورجال الأهوار والعدوان الشهيد أكرمنا عبد الهادي الراوي 1980عن عملية إخلاء شهيد في المعركة.فصول من قادسية صدام رشيد ياسين 1981عن تحرير مدينة المحمرة.أبرياء كاظم العطري سنة 1982عن قصف إيران للحدود العراقية والجرحى والأبرياء سائرون نحو الشمس جناف صبري 1983حول الجيش الشعبي في شمال الوطن.الحدود المستحيلة ياسين البكري 1983عن الحرب العراقية الإيرانية وأطماعه التوسعية.لماذا الحرب صاحب حداد 1983عن الأحقاد التاريخية والأطماع في العراق.البصرة حياة وصمود طارق عبد الكريم 1983عن صمود مدينة البصرة في ظل الحرب الإيرانية – العراقية.فرسان العراق جنان صبري 1983تاريخ تأسيس الجيش الشعبي وحتى الحرب ودوره.رجال التحدي محمد الطائي 1984 حول تدريب الطلبة في الجيش الشعبي.حكاية الفتاة غادة حسين أمين 1986حول الفتاة غادة المخطوبة إلى أحد المقاتلين الذي يقع في الأسر أثناء الحرب الإيرانية العراقية.الطالب والمعركة خيرية المنصور 1986يتحدث عن دور الطالب بتفوقه في المدرسة.النار طارق عبد الكريم 1989يتحدث عن مدينة النار بعد تحررها.شعاع الشمس أحمد إبراهيم 1982 حول الحياة الجديدة في شمال العراق في ظل الثورة رجع الصدفي علي صاوي الحسون 1989 يعرض للوحات متنوعة وأبرز سماتها الإسكندرية – حسين أمين 1979 حول معمل الإسكندرية للصناعات الميكانيكية ومراحل الإنجاز ودور العمال. وسام شرف عبد السلام الأنظمي 1986 عن إبداعات أحد العمال وتكريمه وابتكاراته. الخنساء خيرية المنصور 1989 – إنتاج اتحاد نساء مع دائرة السينما والمسرح) عن المرأة والظلم الذي لحق بها في جميع العهود السابقة والمكاسب التي حصلت عليها ورغم المكاسب التي حصلت عليها فيجب أن يشمل التغير الاجتماعي لكي تأخذ المرأة مكانتها الطبيعية. مضاف لها فلم القادسية والحدود الملتهبة لصاحب حداد والمسائلة الكبرى وهي من الافلام الطويلة  

اما على صعيد الشعر

 

فقد استحق الشعراء نتيجة لابداعهم الشعري القاب مهمة  فعبد الرزاق عبد الواحد شاعر القادسية وغزاي درع الطائي شاعر القوات المسلحة وعبد الودود زكي القيسي شاعر القوات المسلحة اما رعد بندر فلقّب بـشاعر ام المعارك و ساجدة الموسوي شاعرة ام المعارك . وهذه الالقاب كانت نتيجه لجهدهم الكبير وللقصائد الرائعة التي كتبوها كما لمعت اسماء عديدة في الشعر الشعبي والفصيح ومنهم  :

 

كاظم الرويعي ربيع الناصري فارس عبدالواحد مهدي شعلان احلام عبود الصافي ايليا  راجي مرقس زهير الدجيلي هشام صباح الفخري لهيب عبدالخالق ضرغام البرقعاوي عبد النور داود صابر محسن الدوري ابتسام عبد الله صباح عنوز علي حسين علي رزاق الزيدي ريم قيس كبة دنيا ميخائيل كاظم النصار احلام منصور محمد الكعبي حامد الموسوي د. علي الجابري د. حسن الشرع عبد القادر جبارمزاحم البياتي كريم العراقي جواد الحمداني فاطمة الليثي عباس جيجان عادل محسن حمزة الحلفي خضير هادي عريان السيد خلف كاظم اسماعيل الگاطع كاظم الركابي

ومن الكتاب لمعت اسماء حميد سعيد وسامي مهدي وعبد الامير معلة في فترة الحرب مع ايران الذين مجدوا بطولات الجيش العراقي  كقول عبد الامير معلة :

 

الصبايا تعلمن حمل البنادق

والرقص بين الوميض ، وخطف الصواعق

والحب بين تراب الخنادق

والعصف

والكبرياء

 

وكذلك الشعراء خليل الاسدي ومنذر عبد الحر ورباح نوري وعقيل علي وكزار حنتوش وعلي الامارة وجبار الكواز وامل الجبوري ووليد الصراف وعلي جعفر العلاق وغزاي درع الطائي وعشرات غيرهم امثال خالد مطلك وعبد المطلب محمود ومرشد الزبيدي وعبد المنعم حمندي وخالد علي مصطفى واديب ناصر وخيري منصور ( من فلسطين ) .

وفي مجلة اسفار التي كان يرأس تحريرها عدنان الصائغ والصادرة عن منتدى الادباء الشباب والتي حفلت ايضا بقصائد نصيف الناصري ، حاتم عبد الواحد ، لهيب عبد الخالق ، منذر عبد الحر ، رباح نوري ، عبد الجبار الجبوري ، افضل فاضل العاني ، صلاح حسن ، خالد علي الخفاجي ، امل الجبوري ، رعد بندر ، عدنان الصائغ الذي قدم القصائد ايضا .

 

الشاعر عبد الوهاب البياتي الذي نشر مقالا في جريدة الثورة كتبه يوم 11/8/1988 جاء فيه : ( قال الرئيس القائد صدام حسين في احدى خطبه ان السلام القاعدة والحرب هي الاستثناء . ولهذا فان حلول السلام هو الهدف الذي كان يسعى اليه العراق منذ اليوم الاول للحرب مع ايران . هذا النصر يعد انتصارا لشعبنا العراقي وللامة العربية وللانسانية ماديا ومعنويا وقدم شهداء لاحصر لهم . )

 

كما صدرت الالاف الكتب والمطبوعات القصص القصيرة والروايات التي تمجد بطولات الجيش العراقي وتكشف الاعيب الاعلام الايراني واسست دائرة التوجيه السياسي التي لعبت دورا كبيرا في ايصال المعلومة للمقاتلين وكذلك في رفع الروح المعنوية للجيش والشعب العراقي .

 

اما على صعيد الاغنية فقد صدرت الكثير من الاغاني الوطنية وقسم منها في مدح صدام حسين خصوصا بعد ان استهدف النظام الايراني شخص رئيس العراقي في ذلك الوقت وهو صدام حسين فكانت ردة الفعل الاعلامية العراقية بالمدخ لشخصة ومنها  عونج يا كاع  , الله اكبر يا عرب  , الله ينصرك سيدي  ,هاخوتي النشام ,  ها يا جنود الحق , حيهم يا خوتي , شجابك شدلاك  , والله وشدينة على الخيل  ,  يا حوم اتبع لو جرينا  , يا ابن العراق المهيوب ,  يضل صدام شمس الوطن وهلاله, روحي نخلة بتكريت , عقال الراس , يا بو الخير , كريم العراقي : دللول , نجاح سلام و صلاح عبد الغفور : سالم يا صدام , علاء سعد : هلا يا سيدي , صلاح عبد الغفور : الله يخلي الريس , سعدون جابر : يا ساري بينا للمعالي , عباس مجيد : يا ابو الوفا , حسين نعمه : العزيز انت , سوزان عطيه : عجيد القوم , مهدي كاظم: و حياتك , صدام اخو هدله .. نعم .. للخيلة مسروجة نعم .. للاجه من العوجه , فرحانه الدنية بصدام تتباهه بعزها وغاليها , العراق بيت الشرف والطيب عنوانه , القدس نادت وينك يا بو عداي , اخو هدلة ... ياعنوان الفخر يا نعم الرجال , ابونا و النعم صدام ابوناالفنان البصري علي الشليان : الداد صحنا الداد ونعود الى بدايات الحرب

 

فقد  بدأت القيادة الإيرانية ومنذ يوم 4/9/1980م بالتحرش بالمدن والقصبات العراقية الحدودية وقصفها بالمدفعية والتحرش بالسفن في الخليج العربي وشط العرب وفرض رفع العلم الإيراني فوق السفن العراقية وتحريض ما يسمى حزب الدعوة لإشعال نار الفتنة الطائفية وللقيام بتفجيرات داخل المدن والعاصمة بغداد، وقيام طائراتها بالإغارة على عدد من المنشآت العراقية حيث تم إسقاط إحدى الطائرات وأسر قائدها الذي احتفظت به القيادة العراقية إلى نهاية التسعينات على أنه دليل إثبات على بدء الحرب من قبل الجانب الإيراني، وقد قدمت القيادة العراقية اكثر من 260 مذكرة احتجاج موثقة ضد الجانب الإيراني على ممارسته وتجاوزاته وخروقاته للأراضي والمياه العراقية للأمم المتحدة وصور منها للجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي والسفارة الإيرانية في بغداد، وقد تحملت القيادة العراقية كل ذلك بصبر وحكمة ومسؤولية عالية بهدف منع تطور الوضع إلى ما هو أسوء . وبعدما يربو علي 260 مذكرة من الخارجية العراقية إلي جامعة الدول العربية والمؤسسات الدولية والإسلامية وشخصيات عالمية (في مجموعة دول عدم الانحياز أفريقية وآسيوية وأوروبية) فإن بغداد قررت أن ترسل مذكرة مباشرة إلي طهران تشكو فيها من اضطراب الوضع الحدودي بين البَلَديْن بمسؤولية القوات الإيرانية المرابطة علي الحدود مع العراق.. وكان تاريخ المذكرة هو 8 أيلول (سبتمبر) 1980 أي قبل إعلان الحرب من بغداد باسبوعين.. وكان رد طهران يثير عصبية النبي أيوب عليه السلام أو يخرج (حُلم إياس) عن طوره.. لقد جاء في الرد ما يلي:

 

نحن لا نعترف باتفاقية الجزائر وهذه المناطق المقصوفة هي مناطق إيرانية وقد قبرت طهران إلي الأبد اتفاقية الجزائر بينكم وبين الشاه العميل .

 

أما الجواب الإيراني فكان تاريخه هو ذات تاريخ المذكرة العراقية!

 

ماذا يفعل العراق ببلد جار ومسلم يمارس ضده كل أنواع الحرب دون أن يُعلنها؟! فهل كان (تحرير القدس عبر بغداد) شعار الثورة الداوي أم أنها الحكمة في شعر المتنبي (حَلَبٌ قصدنا وأنت السبيل)؟ وهل حقاً كانت الثورة الإسلامية تقصد (القدس عبر بغداد) أم أنها تقصد بغداد فعليّاً من حيث أن تصدير الثورة عقائدياً لا ينطبق علي اليهود بل علي المسلمين؟!

 

لكن مع الأسف أن القيادة الإيرانية فسرت صبر القيادة العراقية وحكمتها وشعورها بالمسؤولية بالضعف والخوف والتردد مما جعلها تتمادى وتستمر بالتجاوزات والخروقات وقصف المدن والقصبات والاستفزازات في المياه الإقليمية والدولية وإشعال نار الفتنة بين الشعب العراقي، ولما تأكدت القيادة العراقية من عزم وإصرار القيادة الإيرانية في إلحاق الضرر بالعراق وإشعال الفتنة الطائفية فيه والتصميم على إسقاط القيادة العراقية قولاً وعملاً ، خرج الرئيس صدام حسين على شاشة التلفزيون ومزق اتفاقية الجزائر وقال أنها لاغية لان الإيرانيين خرقوا الاتفاقية في أهم بنودها وهو بند عدم التدخل بالشؤون الداخلية لكلا الطرفين، ولإفهام القيادة الإيرانية بقدرة العراق على الرد بكل قوة، قامت القيادة العراقية مضطرة بالرد في يوم 22/9/1980م بقيام عشرات الطائرات العراقية بقصف معظم المطارات الإيرانية بوقت واحد رافقه دخول الجيش العراقي بعمق 10 كم داخل أراضى إيران على طول الجبهة بهدف أبعاد المدفعية الإيرانية عن المدن والقصبات الحدودية .

 

شعوراً من القيادة العراقية بالمسؤولية لوقف نزيف الحرب فقد وافقت على كل قرارات مجلس الأمن الدولي من أول قرار صدر في الأسبوع الأول من بدء الحرب العسكرية وحتى القرارالأخير رقم 598 الذي صدر بداية عام 1988م وعلى كل المبادرات والنداءات الدولية، بينما رفضت القيادة الإيرانية كل قرارات مجلس الأمن والمبادرات الدولية ووضعت شروطاً تعجيزية لوقف إطلاق النار وهي إسقاط النظام العراقي الذي تصفه بالكافر والعميل للغرب وإحلال نظام إسلامي على غرار النظام في إيران ومحاكمة صدام والقيادة العراقية باعتبارهم هم المعتدين ودفع التعويضات، حتى أن أمين المنظمة الدولية ديكويلار ومن خلال شاشة التلفزيون كان دائماً ينصح إيران بقبول وقف النار وإنهاء الحرب .

 

تأكيداً على تمسك القيادة العراقية بالحل السلمي فقد قامت بالمبادرة بإيقاف الحرب من طرف واحد في المناسبات الدينية كشهر رمضان المبارك والأعياد وعاشوراء وغيرها بهدف إتاحة الفرصة المناسبة للقيادة الإيرانية لوقف الحرب .

 

كانت القيادة العراقية واضحة مع شعبها والشعوب الإيرانية والعالم في السر والعلن في أقوالها وأفعالها، بينما كانت القيادة الإيرانية تتعامل بوجهين فهي تصف أمريكا بالشيطان الأكبر لكسب تأييد الشعوب الإيرانية والعربية والإسلامية بينما كانت هناك علاقات بالسر مع أمريكا وإسرائيل وتتزود بالأسلحة وقطع الغيار الأمريكية فيما سمي بفضيحة إيران كونترا فقد تمت الصفقة الأولى في مارس 1981م، أي بعد أشهر قليلة من بداية الحرب، توسط فيها الشيخ صادق طبطبائي، الذي كانت له صلات ببعض عملاء الاستخبارات الإسرائيلية، ثم تلتها صفقات أخرى عن طريق عملاء آخرين في لندن وغيرها. أما الحادثة التي أسهمت في علنية العلاقة بين إيران وإسرائيل وطبيعة صفقات السلاح، فجاءت إثر إسقاط وسائل الدفاع السوفييتية لطائرة أرجنتينية، كانت محملة بالسلاح في طريقها إلي طهران، فسارعت أجهزة الإعلام البريطانية، بنشر تفاصيل الأمر حول قيام تاجر بريطاني، "استويب ألن"، بتسليم إيران ثلاث شحنات أسلحة خلال شهر يوليو 1981م، وكذلك وجود شحنات أخرى عن طريق عملاء آخرين.

 

واضطر الرئيس الإيراني أبو الحسن بني صدر للاعتراف بعلمه بهذه الصفقات وبالعلاقات الإيرانية الإسرائيلية، واضطر الزعيم الديني آية الله الخميني، لأن يعزل وزير دفاعه عمر فاخوري، لتغطية الموقف أمام شعبه وبقية الشعوب الإسلامية، كما اعترف بعض القادة الإسرائيليين، مثل مناحم بيجين وشارون، وأشاروا إلى أن الغرض من هذه الصفقة، هو السعي لإضعاف العراق، إلى جانب الحصول على احتياجات إسرائيل من النفط من إيران.

 

في السنة الثانية للحرب 1982م واستجابة لدعوات بعض الدول والمنظمات العربية والدولية بهدف إقناع القيادة الإيرانية بالحل السلمي ولإثبات حسن نية القيادة العراقية وتمسكها بالحل السلمي انسحبت القوات العراقية من جميع الأراضي الإيرانية إلى داخل حدودها ما قبل يوم 22/9/1980حسب اتفاقية الجزائر، رغم ما يمثله ذلك من خطورة على المدن والقصبات العراقية الحدودية بسبب وقوعها تحت مرمى نيران المدفعية الإيرانية .

 

بدل أن ترد القيادة الإيرانية على مبادرة العراق الحسنة بالمثل ، قامت القوات الإيرانية وبكل حقد ووحشية بقصف المدن والقرى الحدودية بالمدفعية بشكل يومي لأنها أصبحت قريبة من مرمى المدفعية الإيرانية، كما بدأت تقوم بهجمات بأعداد كبيرة بما سمي بالموجات البشرية بهدف خرق الحدود العراقية واحتلال أجزاء منه خاصة المناطق الجنوبية في البصرة والعمارة، واستمرت بقصف المدن والهجوم بالموجات البشرية حتى استطاعت احتلال شبه جزيرة الفاو على الخليج العربي عام 1986 وأطلقت عليها اسم الفاطمية وأقامت عليها دوري بكرة القدم بهدف ضمها للأراضي الإيرانية .

 

استمرت القوات الإيرانية بقصف المدن والقصبات العراقية بالمدفعية وبكل وحشية وبشكل يومي منذ انسحاب العراق من الأراضي الإيرانية، كما قامت القوات الإيرانية في عام 1987م بقصف العاصمة بغداد وغيرها لأول مرة بصواريخ سكود (المتوفرة لدى إيران والعراق ومدها 150 كم) التي هي الأكثر تدميراً من المدفعية والتي سميت في حينها (حرب المدن) والتي بدأتها بالفعل القيادة الإيرانية لان المدن العراقية كما ذكرت معظمها ومنها العاصمة بغداد (التي تبعد 120 كم عن الحدود الإيرانية) تقع ضمن مدى المدفعية والصواريخ الإيرانية وكان ضمن ما شمله القصف الوحشي مدرسة بلاط الشهداء في بغداد التي راح ضحيتها عشرات الأطفال، ولان القيادة العراقية لا تستطيع الرد بالمثل بسبب بعد معظم المدن الإيرانية ومنها طهران (التي تبعد 600 كم عن الحدود واصفهان وشيراز وغيرها) عن مرمى صواريخ سكود اكتفت بالرد من خلال القصف بالطائرات (رغم خطورته على الطيارين) التي احتفظ بها العراق واستنفذتها إيران خلال الأشهر الأولى للحرب من خلال إسقاطها من قبل القوات العراقية، وحذرت القيادة العراقية إيران من جريمة قصف المدن وتدميرها وقدمت عدة مذكرات بذلك للأمم المتحدة والجامعة العربية وإنها سترد على تلك الاعتداءات في الوقت المناسب

 

استطاعت القوات العراقية وفي الأشهر الأولى من عام 1988م من تطوير صواريخ سكود بزيادة مداها إلى صواريخ الحسين 300 كم والعباس 600 كم وغيرها، وقامت القوات العراقية بمفاجئة الإيرانيين بالرد العنيف بعد الصبر حيث دكت الصواريخ العراقية معظم المدن الإيرانية ومنها العاصمة طهران والتي سقط عليها لوحدها 160 صاروخ مما جعل سكانها البالغ عددهم اكثر من 8 ملايين آنذاك أن يتركوها إلى الضواحي والجبال وبدأت معنويات الإيرانيون تنخفض وتصل إلى حالة الإحباط .

 

في نفس الوقت أكملت القوات العراقية تجهيزاتها للقيام بتحرير الأراضي والمدن العراقية التي احتلتها القوات الإيرانية، فقامت بتحرير شبه جزيرة الفاو بتاريخ 16/4/1988م خلال 36 ساعة وبعدها تحرير الشلامجة ونهر جاسم وجزيرة أم الرصاص والقرى والقصبات الأخرى حتى أن القوات الإيرانية من شدة تدني معنوياتها وإحباطها هربت من قرية حلبجه التي كانت مسيطرة عليها ودخلت القوات العراقية مرة ثانية إلى داخل الأراضي الإيرانية بعمق 10 كم على طول الحدود مع إيران وكان بإمكانه أن تدخل اكثر (بسبب إحباط القوات الإيرانية وتدني معنوياتها وهروبها من ساحة القتال) وهو كان رأي معظم القادة العراقيين في أن تستمر القوات العراقية حتى إسقاط نظام الحكم في إيران إلا أن الرئيس صدام حسين أمر بإيقاف تقدم القوات العراقية داخل العمق الإيراني وقال نحن أصلاً لم نرغب في الحرب وإنما اضطررنا لها ولا نريد لها أن تستمر يوماً واحداً وإسقاط النظام الإيراني مسؤولية شعوب إيران .

 

بعد تمكن العراقيين من تطوير صواريخهم وقصف معظم المدن الإيرانية بما فيها طهران وتمكنهم من تحرير جميع أراضيهم من القوات الإيرانية بل ودخول القوات العراقية داخل العمق الإيراني إلى ما كانت عليه قبل انسحابها منها عام 1982م أصاب القيادة الإيرانية الإحباط واليأس فقررت مضطرة وقف الحرب وقبول قرار مجلس الأمن الدولي الأخير رقم 598 الصادر في 1988م والتوقف عن إطلاق النار على الأراضي العراقية، وأعلنت القيادة العراقية قبولها بذلك بشرط أن يكون للعراق الحق في إطلاق آخر قذيفة وأن لا ترد إيران عليها وخلافه ستستمر الحرب ورضخت القيادة الإيرانية لهذا الشرط (وكان هدف القيادة العراقية من هذا هو إيضاح للشعبين العراقي والإيراني والعالم بأن إيران هي التي بدأت الحرب والعراق هو الذي أنهاها وهو الذي انتصر فيها)، وقد قال حينها الخميني (الذي كان مصراً على الحرب حتى إسقاط القيادة العراقية) بأنه يتجرع السم لقبوله وقف الحرب مع العراق! بينما عمت الفرحة الشعب العراقي والقيادة العراقية لقبول إيران وقف إطلاق النار وتوقف الحرب .

 

(وأقول انتصرت القيادة العراقية في الحرب إذا عرفنا هدف الطرفين المتحاربين ومن منهم حقق هدفه فأن الإيرانيين ومن خلال خطابهم السياسي وحربهم الإعلامية  كان هدفهم ومن أول أسبوع في الحرب هو إسقاط الحكومة العراقية ومحاكمة صدام ومعاونيه ودفع التعويضات، بينما كان هدف القيادة العراقية وقف الحرب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والاحتكام لأي جهة دولية محايدة لتحديد المعتدي، فيتبين أن القيادة العراقية هي التي حققت هدفها وبموجبه تعتبر هي المنتصرة )

 

يتبع ...

 
 أبو خليل التميمي بغداد المسورة بكتل الاسمنت
عاشت الأمة العربية موحدة
عاش العراق محررا مستقلا
المجد للمقاومة العراقية الباسلة وعمادها الجيش العراقي
الرحمة لشهداء العراق وعلى رأسهم شهداء المقاومة
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ٢٢ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٨ / نـيســان / ٢٠٠٩ م