أمي الحنونة

 
 
 

شبكة المنصور

الرفيق ابو ياسر ( رومانيا )

لا تقلقي علينا ، سنعود فورا ، ضعي أبريق الشاي على النار وحضري لنا " الفطور " لن نتأخر أبدا ، ومهما كانت قضبان السجن صلبة ستذوب تحت قوة صبرنا وحبنا للوطننا العراق، فأنا كما تعرفيني عنيد لا أتنازل قيد أنملة عن أفكاري الوطنية ، بل أنني في معتقل " غوانتيناموا ابو غريب " أغلي كالنار ، حقدي على العدو يتصاعد ويكاد الحماس يدفعني لآقطع قضبان الحديد بأسناني ، أنا في المعتقل كما في خارجه مناضل من أجل الخبز والسلام والتحرير، فلا تخافي علينا يا أمي ، فان كنا اليوم خارج البيت فليس عيبا فنحن لم نعتقل بسبب سرقة أو جريمة قتل ، ولم يقبض علينا لآننا نزور عملة ونهرب الحشيشة أو نعتدي على املاك الغير. أولادك لم يشتموا أو يخدشوا يوما شعور أحد . أعتقلنا يا أمي كوننا نحب الناس ونحب الوطن ونصلي في هيكل الفقراء ، كوننا نحصد مع الفلاحين زرعهم. كوننا نعلم الاميين القراءة ، ونكنس الطرقات من الاوساخ . كوننا نقاوم الاحتلال الفاشي على ارضنا . كوننا أضرمنا النار في هشيم الطائفية والعشائرية .كوننا حشدنا أهالي قريتنا على عدم الانصياع لآوامر " البيك " والشيخ " والسيد"وصاحب " العطوفة " ممن يقف مع الاحتلال.

 

اعتقلنا يا حبيبة


لآننا مع وحدة الوطن وعروبته وتحريره .
لآننا مع شعب العراق وقضيته العادلة .
لآننامع شعب فلسطين وقضيته العادلة.
لآننا مع شعب لبنان وقضيته العادلة .


فنحن يا أمي لم نعتقل في حانة ، ولم نلعب يوما الميسر ولم نركض وراء " زعيم " أو نأكل من صحنه .
أعتقلنا لآننا نكره الظلم والاحتلال ونعشق الحرية والاستقلال .


فأعتزي يا أمي وارفعي رأسك عاليا ، فلا تحزني على غيابنا أو تنوحي ، أولادك سيكملون مشوارهم الطويل .
ولم تزيدهم قضبان الاعتقال وسلاسل الاحتلال الا اصرارا على حب الوطن والتفاني من اجل تحريره .
فأعتزي يا امي وأرفعي رأسك عاليا شامخا ، فقريبا نعود الى البيت ، الى الوطن ولا تنسي تحضير "الفطور" لاننا سنأتي مع طلوع الفجر .

 

ارفعي رأسك واصرخي بكل جوارحك

 

لا نصالحْ! .. ولو منحونا الذهب ..أترى حين أفقأ عينيك .. ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى ..؟

دمت لنا يا امي ساعود لاكحل عينايا بابتسامتك وطلتك البهية واتنشق من هواء عراقنا الحبيب من هواء نخيله وان ذلك ليس ببعيد.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء / ٠١ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٧ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م