اللحظة الراهنة وتكتيكات امريكا

 
 
 

شبكة المنصور

عبد الاله البياتي
يخطئ من يظن ان الولايات المتحدة قد غيرت اهدافها في المنطقة العربية,انها تحاول تغيير تكتيكاتها,في العراق قد غيرت اعتمادها على احمد الجلبي الشيعي العلماني الى المالكي الشيعي الطائفي,وكلا الاثنين يحاولان ليس فقط خدمة استراتيجيتها وانما كذلك تكتيكياتها,اما عبدالعزيز الحكيم فان اخلاصه لايران ومحاولته لقيادة التعاون الامريكي الايراني ضد العرب والعروبة فليس له حدود.

 

انه الدور التاريخي الذي لعبته المرجعية النجفية تاريخيا في التعاون مع البريطانيين وقد حولته عائلة الحكيم الى خدمة الاميركان اما اللاعبين الاخرين كاياد علاوي ومقتدى الصدر والباججي والحزب الاسلامي فهم مجرد كومبارس.لا شك ان الكثيرين يتعاطفون معهم.انهم هناك لامتصاص نقمة الناس على ما فعله الاميركان والقيادات الشيعية والكردية ولكنهم غير راغبين ولا قادرين على تغيير النتائج الماساوية لغزو العراق من قبل الولايات المتحدة اول ماسي الغزو هي القضاء على الهوية العربية للعراق.

 

عروبة العراق ليست مسئلة عاطفية او اثنية,انها مسئلة جيوبوليتكية بامتياز.انها تعني ان لا حق لايران او تركيا او العرب ان يحكموا العراق ويسخرونه لمصالحهم.مع تركيا نحن نبحث اعلى اشكال التعاون الممكنة ومع ايران نحن نبحث عن اعلى اشكال السلام الممكنة ولكن مع العرب نحن نعرف اننا امة واحدة يرتبط مصيرنا بمصيرهم ويرتبط مصيرهم بمصيرنا وليس هناك ضرورة لان نخدم مصالح ايران او تركيا او اسرائيل او الغرب ان لم تكن متطابقة مع مصالح شعب العراق بمجموعه وليس ادل من معاداة هذه الحقيقة من الذين يتعاونون مع اهداف الولايات المتحدة من الموقف من اجتثاث البعث, اجتثاث البعث هو حرب على العراق , كلهم يعرفون بل ويطبلون ان البعثيين هم ليسوا سلطة صدام حسين فهناك عشرات التيارات والمواقف بين البعثيين وما يجمعهم معا هو عروبة العراق ومصالحه الاستراتيجية ,, وحزب البعث في السلطة لم يغير الهوية الاساسية وتركيبها.

 

صحيح انه كان اكثر راديكالية من العهود السابقة ولكنه حافظ هلى هوية العراق العباسية التي نشات مع استقلال الدولة. ويتفق مع البعثيين في هذا نخبة الحكم الملكي ونخبة جمهورية عبد الكريم قاسم ونخبة العهود الناصرية بل وكل الطبقة المتوسطة العراقية وجهاز الدولة. لا يختلف معه في ذلك الا القيادات الانفصالية الكردية والقيادات الطائفية الموالية لايران والولايات المتحدة واسرائيل نحن نعرف ان شعبنا يتعرض لعملية ابادة جماعية وان ليس من حقنا ان نطالب ابنائه باكثر مما يستطيع ان يتحمله البشر ولكننا نعرف ان شعب العراق هو شعب ابي وهو يملك تاريخا وكادرا سياسيا واعيا سيستطيع ان يقود العراق نحو الحرية والرفاه والتقدم,اليس الانتخابات الاخيرة دليلا على ان المشروع الاثني الطائفي قد اندحر؟.

 

او ليس تبني المالكي لمنطق وحدة العراق دليلا على رغبته في تضليل الجماهير لاستخدامها في صراعاته السلطوية؟,


الولايات المتحدة تغير تكتيكاتها ونحن ايضا .ولكننا لن نغير استراتيجيتنا في ان يكون العراق سيدا على ارضه وثرواته,سوف لن نقف ضد اي خطوة لارجاع العراق لاهله ولن نقف ضد اية خطوة لتقليل معاناة الانسان في العراق ولن نقف ضد اية خطوة لمنع تقسيم العراق ولن نقف ضد اية خطوة للقضاء على الفساد ولن نقف ضد اية خطوة لتحرر المراة والمساواة بين المواطنين او اية خطوة لتحرر الشباب والتعليم ولن نقف ضد اية خطوة لتلبية الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية لشعب العراق وفي مقدمتها حرية التفكير وبما ضمنها ان يكون الانسان العراقي، بعثيا او شيوعيا او ناصريا او اسلاميا، اوحق التعبير والتنظيم والتظاهر والاضراب وحق العمل والصحة والتعليم والاستفادة من ثروات الوطن بل واننا سندعم كل من يناضل من اجل هذه الحقوق حتى وان لم يكتشف بعد ان اساس مصيبة العراق هي الاحتلال ومن سار في ركابه


,ولكننا نعرف ان شعب العراق المنحاز كليا لمقاومته الوطنية والفخور بها هو الوحيد القادر على انجاز كل ذلك وليس الولايات المتحدة وعملائها وبعض من عين نفسه ككومبارس قدما مع هذا وذاك وقدما مع مطامح شعب العراق وقدما مع العملية السياسية وقدما خارجها قدما مع الطائفية وقدما مع الاميركان او الطائفية او اليسار فما يصرحون به هو لمجرد رفع العتب وتضليل الناس.ان ما سيغير وضع العراق هو القطيعة الكاملة مع العملية السياسية الامريكية بكل اهداهها وقوانينها واجرااتها وشخوصها وفسادها ولا انسانيتها,ما غير ذلك هو تضليل او سراب.


ان حصيلة الصراع في العراق سيقرر مستقبل النهضة العربية الجديدة التي طال انتظارنا لها.اما الزبد فسيذهب جفاء
 ,.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ٢٠ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٦ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م