حروب أمريكا الخاسرة ..

 

 

شبكة المنصور

سعد الدغمان

( ليست هناك من دولة مستقلة وذات سيادة ترغب في وجود قوات أجنبية على أرضها )...
السيناتور جورج مالجفرن

 

في مقاله المنشور في لوس أنجلوس تايميز و الواشنطن بوست يذكر السيناتور جورج مالجفرن هذه المقولة ويعلق (لقد لقنا الأمبراطورية البريطانية هذا الدرس عام 1776 عندما تمكن جورج واشنطن وجيشه المكون من جنود بملابس رثة من طرد جنود الأمبراطورية البريطانية عن سواحل الولايات المتحدة).


لقد شهدت الولايات المتحدة خمسة حروب كبرى في تاريخها منذ الحرب العالمية الثانية؛وإذا أستبعدنا الحرب الأهلية الأمريكية؛فهي بالتتابع الحرب الكورية؛حرب فيتنام؛ حرب العراق؛حرب أفغانستان؛عدا صراعات عديدة لاترتقي ومسميات الحروب؛لم تستفد منها خبرة رغم أن من المفترض أن تخرج بحصيلة لاتقل عن الكم الهائل من الخبرات والتجارب ؛وقد يقول قائل أنها قوة عظمة وها هي تنتصر في كل صراع؛إلا أن الواقع يثبت عكس ذلك ؛فلم تنتصر الولايات المتحدة إلا في الحرب العالمية الثانية حين كانت تحارب القوات الألمانية؛وحينها يقال أنها كانت على حق؛ولانجزم في هذه الأخيرة وإنما العهدة على من قالوا.


ففي الحرب الكورية قرر الرئيس ترومان الأبقاء على قرابة 50000 جندي من قوات بلاده بقصد الحفاظ على الأمن هناك كما يصرح اليوم القادة الأمريكيين وسياسي الأدارة الأمريكية حول الأبقاء على مثل هذا الرقم من الجنود في العراق بغية الحفاظ على الأمن؛وهو المفقود بتواجد مايقارب 140000 جندي أمريكي وباقي قوات التحالف والمرتزقة الذين يشكلون نفس الرقم تقريبا ولا أمن ولا أمان؛فكيف سيحافظ ربع هذا الرقم على ذلك الأمن المفقود؛علما أن القوات الأمريكية ورغم هزيمتها هناك لاتزال تبقي على قواتها وبقرابة 30000 ألف جندي تقريبا هناك في شبه الجزيرة الكورية من أجل الامن وأن المنطقة وبعد كل هذه السنين من هزيمة أمريكا هناك لاتزال معرضة لهزات عنيفة وليس حروب فقط؛وللعلم وكما ذكرنا أن موضوع شبه الجزيرة الكورية منذ زمن الرئيس ترومان؛ولكم أن تقدروا فاعلية تلاك القوات في الحفاظ على الأمن .


ولايحتاج موضوع فيتنام الى حديث مطول عن هزيمة أمريكا المعلنة والمخيفة هناك؛وهي حرب مازالت تداعياتها ماثلة وشواهدها قائمة والهزيمة فيها مرة ومنكرة وهي مصير كل معتد أثيم.


وبالتعريج على أفغانستان فتصريحات القادة الميدانيين هناك ليست بحاجة الى محللين عسكريين أو حتى سياسيين ؛فالهزيمة واضحة وضوح الشمس وثابتة وليس بأمكان أمريكا ولا غيرها أن يغير من واقع الحال هناك؛ومن بوادرها ؛أستجداء الولايات المتحدة من حلف الاطلسي العدة والعديد بين فترة وأخرى ليس بالبعيد عن الاذهان ؛ومن ثم (تطنيش) دول الحلف للطلبات الأمريكية يوضح الموقف على الأرض؛وسيطرة طالبان تعدت حدود أفغانستان ولم تبقى إلا كابل العاصمة وربما اشبار قليلية خارج نطاق سيطرتها؛والولايات المتحدة مستعدة أن تستميت من أجل عدم أنتزاع طالبان تلك الأشبار القليلية كيما تحافظ على ماء وجهها أمام العالم كقوة عظمى ليس من المعقول أن تهزمها طالبان؛كما فعلت في العراق حين أستعانت بستار أبو ريشة وهو قاطع طريق لص وسارق ليحفظ لها هيبتها المفقودة أمام أبطال المقاومة العراقية الباسلة وأن يمنع عنها ضرباتهم الجبارة.


واستنزاف الخزينة الأمريكية مستمر حتى باتت تلك الأمبراطورية الرعناء مفلسة واشهرت أفلاسها علنا؛ولكن خونة الأمة العربية والأسلامية من يدارون على ذلك ويكذبون الواقع الذي يصرح به الأمريكان أنفسهم.


أما في العراق فحدث ولاحرج؛فبعد الأنتصارات الباهرة المبهرة التي رسمت إدارة بوش السيء الصيت (مجرم الحرب) ألوانها وزينتها على مدار السنين الستة الماضية وفرضت أطواقا من الحواجز على الحقيقة وناقليها وعلى جثامين الجنود التي فاقت أعدادها حدود التصور؛والتي تصر الإدارة الأمريكية ومازالت على أن أرقام موتاها لم يتجاوز الاربعة الالاف قتيل ويضاف اليها مائتين أو يزيد بقليل؛بينما الأرقام الصريحة تتحدث عن مايقارب السبعة وأربعين ألفا الى حدود الخمسين ألف قتيل وأضعاف هذا الرقم من المعاقين والمصابين؛ناهيك عن خسائر المعدات والأجهزة الحربية والأنتحار في صفوف جنودها؛وفوق ذلك الأموال التي كانت ومازالت تضخ على حروب خاسرة أصلا سواء في العراق أو في أفغانستان والتي تقدر بمبلغ 12 مليار دولار شهريا وعلى مدى السنين الستة المنصرمة ومازالت والى مدى سنة 2011 التي أعلنوها كموعد للأنسحاب.


أي أقتصاد في العالم يتحمل كل ذلك النزف خصوصا إذا علمنا أن الولايات المتحدة كانت قد أقترضت من الصين ماقيمته (10 ترليونات دولار)؛ وأن فوائد المترتبة على هذا المبلغ مازالت مستمرة.


ولنترك لغة الأرقام والخسائر ونعود الى واقع الأرض العراقية التي أحتلها الجيشالامريكي منذ ست سنين حيث سيطر على كل اتراب العراقي وأدخل من ادخل من عملائه ومن ثم اسس لحكومات تابعة تاتمر بأمره؛ممايعني أن االسيطرة التامة هي الاصفة الغالبة على عملياتالأحتلال تلك؛ومن هذه السيطرة المزعومة للجيش الأمريكي الاقوى عالميا يخرج قائده العام في العراق ليصرح أن قواته تتعلرض الى مايقارب 700 هجوم أسبوعيا؛وبحسبة بسيطة (حساب عرب) نقارن بين مايعلن من خسائر وبين تصريح ذلك القائد يتضح أن هناك خلطا بالأوراق والتصريحات كمحاولة للتظليل يقصد بها الرأي العام وتشتيت الفكر بل تسطيح الرؤية والفكر معا لدى المتابع الأمريكي ومن ثم العربي أو العالمي عموما؛فلو أفترضنا أن في كل هجمة من تلك ال 700 أسبوعيا يسقط قتيل واحد من جيش الإحتلال سيكون لدينا 700 قتيل أسبوعيا قد ذهبوا الى جهنم غير مأسوفا عليهم ؛ما يعني 2800 قتيل شهريا؛كيف إذا وعلى مدار ستة سنين من القتال الضاري في أزقة العراق عموما وليس بغداد تحديدا ومجموع قتلاهم 4200 أو يزيد بعشرات عن هذا الرقم؛ناهيك عن التأثيرات الجانبية التي يصاب بها جنودهم؛والأمور التي لانعلم عنها شيء؛ فهل بعد هذا أنتصار لأمريكا.


حين يبصم مواطنوك بشهادات حية حول أوضاعهم المعاشية والأزمات التي يعانون ومعاناتهم وتشردهم وطردهم من وظائفهم الى الشوارع ودون سكن يأوؤن اليه ؛تلك هي الهزيمة؛حين تبني خططك العسكرية على تصورات خرف زنديق (مخنث) كأحمد الجلبي وتغزوا بلدا لم يكن يشكل تهديدا لأحد على وجه الأرض كما أتضح فيما بعد ؛تلك هي الهزيمة؛حين يطلق جنودك الصهاينة النار على شيخ مصاب وأعزل كما في الفلوجة والعالم كل العالم رأه وسمعه تلك هي الهزيمة؛حين يغتصب جنودك المجرمون عذراء بريئة ويحرقوها وعائلتها لمجرد أنهم أحتسوا الخمرة ولاوازع أنساني لديهم كما بلدهم تلك هي والله الهزيمة المنكرة؛حين يتبعك الأراذل ومن تربى بين ظهراني الفرس واليهود وينصبون على رؤوس الأشراف ولاحاكم ولاحكم تلك والله هزيمة المثل والقيم مثلتموها على أرض العراق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ولكن.


تذكروا ان الشعوب دائما تنتصر وليس هناك من هو قادر على كسر إرادتها مهما علت وطغت قوته؛ذلك أن الموضوع ينطوي على سر بسيط جدا ؛كان قد غاب أو تغيب عن عقولكم القذرة ومن معكم ممن تبعكم وترك الله ومنهج الحق المبين ذلك السر هو(إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) صدق الله العظيم


ولن يخذل الله شعب العراق الصابر الأبي ورجاله الأشراف ومقاومته الباسلة؛فهم قد نصروه في أولها؛فلن يخذلهم سبحانه في خاتمتها؛وأن الله ناصر عباده المؤمنين.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٢٨ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٤ / نـيســان / ٢٠٠٩ م