اسمعوني ... أيها الحاقدون رغم أنوفهم ..!.

 
 
 

شبكة المنصور

الهادي حامد / تونس

لما كنا طلابا في الجامعة خلال مايسميه الإعلام العربي بحرب الخليج الأولى أو مايسميه الإعلام المقاوم بأم المعارك كنا تائهين وهائمين على وجوهنا في المظاهرات اليومية إلى درجة أن الواحد منا يفقد القدرة على الكلام أو تحسس مكانه واتجاهه حتى.رفضا لتحطيم قوة العراق العلمية والاقتصادية والعسكرية لاعتبارات قومية مبدئية وإستراتيجية. كثير منا لم يكن على معرفة بنسيج المجتمع العراقي والحقيقة أن النظام الوطني نجح في توحيد العراقيين على الولاء للعراق وللأمة.متجاوزا كل الولاءات المذهبية أو العشائرية أو المناطقية. مظاهراتنا لم تكن مع هذا وضد ذاك من مكونات هذا الشعب المجاهد.واذكر أني التقيت مصادفة مع احد العراقيين بالعاصمة التونسية في نزل صغير ومتواضع، وشغفت به أيما شغف وكأنني عثرت على كنز. حكى لي عن استشهاد زوجته النمساوية الأصل، وعن منع السلطات النمساوية زيارته وابنيه لقبرها تنفيذا فجا وأحمقا للحصار وعن طلبه من القذافي التوسط له لديها...كنت انظر إلى العراقيين بأنهم شرفاء بالطبيعة وأصحاب همة ومبدأ وشهامة قل نظيرها. ومنذ تلك الجولة من الحرب الثلاثينية وأنا متابع للوضع العراقي وخصوصا لنشاط القيادة اليومي على تلفزيون العراق.

 
تكون لدي شعور قوي بان البلد مستهدف وبأنه في صراع إرادات مرير، وبأننا يجب أن نسانده وننصره على أعدائه الذين صاروا أعدائي. اعداءا واقعيون وليس اعداءا كما تصورهم أديبات الفكر القومي والتحليلات السياسية.صارت قضية العراق قضيتي وتشكلت نفسيتي على نمط جديد. نمط يرنو إلى أداء العراق في مواجهة الفولاذ والمؤامرات.واذكر أني راسلت الإعلامي فيصل القاسم عبر البريد العادي لما وصل مسيلمة الكذاب (بوش) إلى الحكم وبدا في التعبئة للعدوان الذي لازلنا نعيش على وقعه إلى اليوم ، طالبا منه أن يضرب من موقعه قدر مايستطيع وبان الأمة كلها في خطر(لا ادري عن مصير الرسالة ولكني احتفظ بنسخة منها).

 
حدث العدوان، وتحرك الشارع العربي في حدود ماهو متاح. وكانت تعوزنا الأخبار الصحيحة والفعلية.وقد لاحظنا أن قناة الجزيرة بدأت في التعاطي مع معجم مشبوه ( الرئيس السابق/ النظام السابق/ السيد رئيس الوزراء/الحكومة العراقية/البرلمان العراقي/الرئيس العراقي..) فضلا عن حجم الحقد على رموز الحركة القومية التاريخيين كعبد الناصر وصدام حسين الذي كان واضحا وجليا في الأداء الإعلامي للمتخلف أحمد منصور..هنا كان لابد من البحث عن مصدر للمعلومة. وهنا اتجهت مظطرا ، ومن اجل العراق ، للشبكة العنكبوتية. رغم أن الحالةالمادية لم تكن ملائمة.


منذ تسوية اشتراكي انطلقت في تتبع المواقع المقاومة ، ووصلت مصادفة إلى موقع دنيا الرأي فباشرت في المشاركة بنصوص تنحاز صراحة إلى حركة التحرير. اعلاءا للهمة ورفعا للمعنويات  وإضاءة للكثير من الحقائق التي شوهتها الأقلام المعادية والإعلام المعادي والمأجور.ومتجاوبا في الآن نفسه مع دعوة شيخ المجاهدين في خطابه الأخير الأقلام إلى دخول الميدان. لكن ماراعني ، في هذا الفضاء الحر ، هو أن بعض الأخوة العراقيين شككوا في هويتي القطرية. ومنهم من اقسم باطلا بأنني عراقي ومن مكتب الإعلام الحزبي!!!..فرددت عليه بقسم يبطل قسمه ووضحت له أن ماقاده إلى هذا الباطل هو حقده وحنقه على المقاومة وعلى مناصرتها، ويأسا في ضوء تواتر المؤشرات على إنفراط عقد قوى الاحتلال. كما لاحظت ان من يعلق على نصوصي ينسب نفسه إلى الانبار وكثيرا منهم إلى الفلوجة تحديدا ، وهذا تحقيقا للأهداف التالية :


1-إظهار قوى المقاومة وكأنها مجردة من التأييد الشعبي في حاضنتها التقليدية.
2-إظهار قوى المقاومة وكأنها مركونة في آخر معاقلها وهي في انحسار.
3-إبعاد شبهة موالاة المحتل عن بيئة موالاته التقليدية.
4-إظهار المقاومة وكأنها آتية من خارج العراق كمايدعي أعداؤها.
5-إظهار المشتركين أنفسهم في وضع بعيد عن حكومة البرتقال والعمائم.

 
فيما اتجه البعض إلى تحذيري (تهديدي) وكأني جرو من جرائه.دون أي احترام لمبدأ الحوار وقيمه و مشروعيته.بمايوحي أن المطلوب هو السكوت وإلا...السكوت على تخريب البلد وتحطيم بناه كافة و فتحه أمام الأعداء من الشرق والغرب. السكوت على ذبح أبنائه بحسب الأسماء والجغرافيا. تلويث شرف نسائه ورجاله. بيع كل فيه بأبخس الأثمان وبلا ثمن.

 
في مقالي المنشور يوم الأحد 17/4/2009، في مواقع المقاومة وفي دنيا الرأي ، والذي يحمل عنوان :من أجل ماذا يناضل البعثيون؟، والمرفق ببريدي الالكتروني ،اعتمدت منطقا سهلا وبسيطا ووجهت كلامي إلى المغرر بهم والمدفوعين إلى معاداة المقاومة وقطع الطريق أمامها. وقد بلغ عدد القراء في موقع واحد مايفوق الستة آلاف في أمسية واحدة.وأكيد انه أثار حقد الحاقدين وسعادة المقاومين. من الشريحة الأولى وصلني أيميل أقدمه كماهو :

 
{ انهم يناضلون من اجل القتل والمقابر الجماعية التي ملئوا بها ارض العراق ومن اجل افقار شعبه وتوزيع ثرواته على كلاب من امثالك الذين يمجدون هذا الطاغية المجرم وامثاله , اخزاكم الله من امة كذوب مثلما اخزى سيدكم المجرم صدام صبيحة وكلابه الجرباء من امثالك وامثال الشعب الفلسطيني النجس .الحمد لله الذي شتت شمل البعثيين واخزاهم واذلهم وهو الذي يمهل ولا يهمل ولعنكم الله من امة كل فرد فيها اكذب من مسيلمة ومحمد سعيد الصحاف , هل تعرف من هو محمد سعيد الصحاف ؟ اظنك تعرفه انه البعثي الكذاب العراق ....}.. الايميل بإسم: إحسان المجيد.

 
هنا أقول التالي :ليس كل من يعشق البطل صدام حسين بعثيا. وليس كل من يدافع عن المقاومة بعثيا ولا كل من يدافع عن العراق الجريح بعثيا أيضا. بل ليس كل بعثي بعثيا، وهذه حال الحياة.كما لاضير في أن يكون العاشق والمدافع بعثيا طالما أن البعث عشق ودفاع والتزام فوق التصور العادي للقدرة.ليس كل من يقاوم المحتل بعثيا وليس كل بعثي عربي العرق ولا كل بعثي عربيا سني المذهب. واني أسال : ماهي مصلحتي في الحديث عن النضال البعثي في العراق..؟؟!!هل أطمع في شيء مثلا..؟؟..هل أرجو أموالا من قوى تقتات العشب وترتدي المرقع؟؟..قوى تصنع سلاحها من قطع الخردة وبقايا الحديد الذي قذف فوق رؤوسهم!..هل من يضع ساقه في معارك الشرف له أغراض شخصية؟؟!..أقولها وقوى المقاومة ، في تقديري ، توافق على مااقول : العراق أعظم من حزب البعث وأبقى. بل البعثيين قدموا أرواحهم من اجل ماذا..؟؟..أليس من اجل العراق والأمة!!...كيف يعتبرون أنفسهم اكبر من العراق والأمة؟؟!!...لو رفع عبد العزيز الحكيم البندقية في وجه الأمريكان ماتردد البعثيين وكافة القوى الوطنية في السير خلفه ومبايعته ملك الملوك حتى!..ماذا يريد البعثي،أو ماذا أريد ،في ضوء ماكتبت أو ماسأكتب ، غير الحرية للعراق العظيم والخلاص من المحتل وعودته ضمانة إستراتيجية للأمة في صراعها مع أعدائها التاريخيين ؟؟!..لو أفتى السّيستاني بمقاومة المحتلين فقسما بالله أني اجعله في مقام صدام حسين وكل الذين أهدوا أرواحهم العزيزة أثمانا لشرف العراق والأمة!!..أحينما ننحاز إلى مقاومي الاحتلال وننوه بعطاءاتهم الغالية نلعن كالكلاب؟؟!!..من هم الرجال إذا ؟؟..الذين يسهرون مع المندوب الأمريكي السامي و يتراقصون على جثث ضحايا حقدهم ..؟؟..الذين يعترفون بعمالتهم لأجهزة امن الأعداء وبالأجور التي حصلوا عليها..؟؟..الذين يقبلون بتخريب بلدهم طاعة في فقيه جاهل أو زعيم لا يسوى قيمة لعبة بلاستيكية معلقة في واجهة المحال ومغازات لعب الأطفال ؟؟!! ..أهذه الرجولة التي تريدون..؟؟!!..

 
حرروا بلدكم أيها العراقيون...ليتوحد الشيعي مع السني مع الزارادشتي مع اليزيدي مع...العربي مع الكردي...ضد الامريكان والصهاينة ثم يختار شعب العراق قيادته، حتى وان كانت نخبة من الشياطين!!..مشروع حزب البعث ليس السلطة والحكم..إنّه التحرير..هذا حزب جهادي لا يعرف إلا مسالك الشرف والخلود..وليس له في التجارة والدعارة.أيصل الحقد بالبعض إلى أن ينحاز إلى الصهاينة ضد أبناء شعبه من البعثيين..وبداعي أنهم بعثيون..؟؟ ؟!!!..هل الصهاينة أفضل من أبناء الشعب وان كانوا من سلالة بوكاسا (آكلي لحوم البشر)!!..لو افترضنا أني في مجتمع قتل رئيسه كافة أفراد عائلتي و يأتي الصهاينة لتخليصنا منه ، هل أبيعه لهم..؟؟!!..أليس ابن بلدي في النهاية..؟؟!!..كيف انحاز إلى الأجنبي ضد أبناء بلدي..؟؟!!..أليس دفاعي على المقاومة درسا لكم لوكنتم تعقلون..؟؟!!..ألستم انتم أولى مني بهذا الدفاع باعتباركم المتضررين الفعليين من الاحتلال وبشكل لحظي؟؟!..أليس أحمد وعلي وعمر وخالد والحسين و مصطفى أسماء عربية..؟؟..ألا توحدكم الأسماء أم أنها أصبحت في مناخ التعبئة الطائفية الخبيثة والمدمرة عناوين اتجاهات متعارضة في الميدان؟؟!!..أيعقل أن يجلد العراقي أخاه والأمريكي يستمتع بالمشهد ويدخن سيجارة مبتسما نشوانا..؟؟!!..أي قيمة لفتوى تجيز موالاة المحتلين و العملاء ضد البلد وأبناؤه..؟؟!..أنجهل حقيقة الإسلام إلى هذا الحد من الغبن والعمى..؟؟..الم يقل الله في قرانه : قاتلوهم !..اثمة ماهو أسمى وأكثر حكمة من كلام الله وتوجيهه؟؟!..هل تعرف إيران وقواها وأئمتها في العراق حقيقة الإسلام أكثر مما تعلنه نصوصه صراحة وتحسم فيه القول..؟؟!...شيء من العقل والمراجعة والعودة إلى الضمير...فالتاريخ لا يرحم وفوقه غضب الله وحسابه!.

 
أيها السائرون خلف الشيطان...البسطاء من أبناء العراق العظيم..انتم الحطب والنار والحطام..بكم تسعى قوى أجنبية من الشرق والغرب إلى تحقيق أهدافها الشريرة غير المشروعة والخبيثة.وانظروا ماذا تحقق بعد سنوات من " التحرير " المزعوم.. . رائحة الموت في كل زاوية من بلدكم. رائحة الجريمة بصنوفها. والعراق الذي كان، أصبح بفضل انخداعكم وإتباعكم و إثارة عواطفكم المذهبية مرمى فضلات!..ماذا حقق لكم الحكيم المزعوم..؟؟!..ماذا حقق الفقيه المزعوم ..؟؟!..ماذا حققت علوج المحتلين وعجائزهم العفنة والنتنة..؟؟!.. الخراب ولا شيء إلا الخراب!!..لبلد كان هامة من الهامات العالية في كل المجالات. إن الذين يشحذونكم بالسّموم إنما يشحذونكم لإيذاء إخوانكم وأهلكم.. بعثيين وغير بعثيين..إيذاء لحمتكم الاجتماعية وتكاتفكم و تآزركم في الشدائد والمسرات، وفي الأخير يتحول العراق إلى سوق للعبيد!

 
هذا مايمكنني قوله للمتحاملين على ما أكتب وما يكتب غيري من أجل إنبعاث جديد للتاريخ الكوني  ومن أرض الرافدين ، للشّاتمين والحاقدين رغم أنوفهم، ومن تبعهم وصاحبهم وسار على خطاهم ومعهم.أما عن العراق، فهو عرسنا الات!.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ٢٣ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٩ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م