تأملات / المقاومة العراقية .. فكر وجهاد وسياسة

﴿ الجزء العاشر

 
 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
ونعود لنؤكد على الحقيقة الثابتة بانثقافة المقاومة لا تنحصر في الانتماءت الفكرية أو الأيديولوجية أو الدينية أو طائفية ، بل يضم معسكر المقاومة كل الشرفاءمن الذين ارتقى احساسهم ووعيهم الوطني او القومي إلى مستوى التحديات،وقد تكون هذه التحديات احتلالا بغيضا او صراع فكريا او صراع على الوجود . ولكي اكون منصفا لابد من تجريد البعض من صفة المقاومة ,فلا يمكن ان تكون المجاميع الهجينية التي لملمتها الامبريالية الامريكية والصهيونيةواستخدمتهم في اضعاف و محاصرة ثورة عراق البعث واستغلتهم في كل مخططاتها ولم يوجد بينهم مشترك لا عقائدي ولا سياسي و( بالمناسبة هم يعترفون بانهم لم يلتقوا و حتى لاخر يوم قبل الاحتلال على اية ستراتيجية موحدة والتقائهم الوحيد كان فقط في حقدهم على البعث وثورته في العراق).

 

فهم متناثرين حتى في مرجعيتهم الفكرية والسياسية و مصادرالتمويل المالي والسلاح , على سبيل المثال لا الحصر,وانا اقول كيف يجتمع من يدين بولاية الفقيه بالذي يؤمن بالمادية الجدلية والمادية التاريخية وكيف يجلس في مجلس الحكم من يؤمن بالديمقراطية الاشتراكية الى جانب من يعمل على نظام اوليغراشية الدينية,واذا اردنا الولوج ببعض  التفصيلات الضرورية انا اقول ان البعض منهم لازال يدعي بالثورية والتقدمية وهوكان ولا يزال يعمل مع المحتل الامبريالي وينفذذ له بشكل مباشر او غير مباشرمخططاته وفي نفس الوقت يدعون بتمثيلهم لطبقة العمال وها هم يتواجدون في مناسبة 1ايار في مظاهرة للعمال ويدعون بتمثيلهم لهم! لاادري هل هي تقية سياسية او مذهبا جديدا؟؟انا اقول لانني سبق ان اطلعت على الفكر الماركسي اللينيني والاضافات التي طرأت عليه بعد انهيار المعسكر الاشتراكي والذي مس بالاساس ستراتيجية الفكر الماركسي اللينيني فقط , والذي انا لم افهمه كيف وعلى اي قاعدة يجتمع دعاة هذا الفكر الجباروالذي يتيح لمن يعتنقه ان يشكل جبهات مع البرجوازية الصغيرة وبعض القوى القومية في مرحلة تاريخية محددة عندهم ,ولكن الغرابة كيف يلتقي دعاة الثورة والبروليتارية مع حركات دينية في جبهة؟! ومفكريهم المعاصرين لا يزالون يهاجمون رجال الدين , وهذا مثال على مواقفهم يقول منصور حكمت احدقيادي الحزب الشيوعي العمالي الايراني:


(فالملالي في إيران يرهنون بقاء الدين بدور البنك المركزي و وزارة الصناعة وسعر صرف الدولار مقابل الريال) وكذلك(في ظل الأوضاع التي تطرح فيها البرجوازية نماذجها في الاقتصاد والسياسة والثقافة على المجتمع  وبأشكال مختلفة بدءاً من القومية والدين وصولاً إلى الفاشية والعنصرية.)*.فكيف يفسر الشيوعيون العراقيون هذا التصريح, ومن خلال ما جاء في اعلاه ارى ان حزبا بهذه المواصفات موقعه في مقاومة ثورية وليس في ذيلية مهينة للفكر, وتحالفا مع احزابا ثورية وليس مع الامبريالية الامريكية والتي لها الدور الكبير في اسقاط المعسكرالاشتراكي.وهم الان جزء من ضمن المنضومة التي تستغل شعب العراق وليس طبقة من طبقاته ,بل  هم مع الامبريالية يضطدهدون الشعب كله   فكيف يحلها او يفلسفها الشيوعيون العراقيون فقد تحولوا جزء من منضومة الاستغلال الامبريالي وهذا ما قرائه المفكر والمناضل فرانز فانون** (ما كتبه في ((بشرة سوداء, اقنعة بيضاء, سوسيولوجيا ثورة,الى معذبوا الارض)) وهي جزء من كتاباته) فهو يقول (في ان بقدر ما يعارض ويقاوم الاستعمار ,وممارساته فانه يقدم نقدا حاسماوقويا لمجتمعات العالم الثالث التي اصبحت تتشبه بالاستعمار وتحاول ان تقلد نماذجه وحتى في طريقة تفكيره, وهو في نفس الوقت يكون هنالك رفضا للبرجوازيات الوطنية التي ترتبط بالمراكز الرأسمالية و الاستعمارية,وايظا شخص فانون مجموعة من الاخطار المحدقة بالدولة ما بعد الكونيالية مثل فصل السلطات فيها عن الشعب وتحول الاحزاب الى بؤر للدفاع عن مصالح الفئات على حساب الاغلبية الساحقة من الشعب).


)ان المشهدالعراقي الان يعرض متداخلات وانا اقول ان واحدا من واجبات المقاومة مساعدة الاخرين في استيعاب فكرهم وتوعيتهم لدورهم الرسالي وبقدر تعلق ذلك بايديولوجيتهم ومساعدتهم في نفض الغبارعن ادبياتهم واعانتهم في استيعاب لادوارهم وبنفس القدرالذي تؤديه المقاومة البطلة في منح الشرف للاخرين في الكفاح المسلح ضد الاحتلال.وهذا واجب البعثين وبحكم دورهم المتميز ثقافيا ونضاليا ..

 
 
*نشرت هذه المقابلة في العدد الاول من جريدة(انترسيونال(الاممية) لسان الحزب الشيوعي العمالي الايراني الصادرة في شهر اذار 1992.وقد ترجم عن نص فارسي منشور في الطبعة الاولى من المجلد الثامن من الاعمال الكاملة لمنصور حكمت الصادرة في تشرين الثاني 1997.
 
**فرانز فانون (1925-1961)طبيب نفساني وفيلسوف اجتماعي اسود من مواليد المارتنيك, عرف بنضاله من اجل الحرية و ضد التمييز و العنصرية ,وحارب ضد النازيين في الحرب العالمية الثانية وعمل طبيبا عسكريا في الجزائر في فترة الاستعمار الفرنسي وعالج ضحايا طرفي الصراع على الرغم من كونه مواطنا فرنسيا , انضم كطبيب الى جبهة التحرير الوطني الجزائرية.و صار رئيس تحرير جريدة المجاهد حين كانت تصدر من تونس ,وفي عام 1960 صار سفير الحكومة الجزائرية المؤقتة في غانا,وفىعن عمر يناهز ال 36 سنة من مرض عضال ودفن في مقبرة مقاتلوا الحرية الجزائريون.وكان فانون يؤمن بان مقاومة الاستعمار لا تتم الاباستعمال العنف فقط.
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ١٢ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٨ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م