نافذة / لولا الغيوم لمــا استمتعنـا بأشعة الشمس

﴿ الجزء الاول ﴾

 
 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
اطليت بقلبي المحب لكل ماهو يمس شعبي وامتي, وعقلي المترصد لكل ما يكتب على صفحات مواقع مقدسة ومبدئية ونزيهة انها بمثابة معبدي لعقيدة تعرفت عليها بالسنين عدت اربعون وبالمشاعر كل العمر واكثر ,واقراء لاشرف الاقلام وانزه الافكار.وجذبتني وكالعادة مقالة الرفيق صلاح المختار ولااقدر ان اقول بحقه الاان الالقاب ليست سوى للحمقى والرجال العظام ليسوا بحاجة لغير اسمهم, نعم اسم صلاح المختار علامة ثقافية وسياسية ثورية كبيرة.وان مقالته الموسومة(من يطارد عصفورين يفقد هما معا)..اعجبني الكثير ما جاء فيها وتقديري لما طرحه الاستاذ صلاح المختارمن نقاط جدا مهمة في هذه المرحلة التي تمر بها الامة العربية, فتجراءت ان اصف بعض من كلماتي المتواضعة الى جانب كلماته الكبيرة في مضمونها واهدافها, وحملتها بمعان تقترب من معاني ما اراده الرفيق العزيز..

 

انا اقول , ان نفهم فكرة ما او شخصا ما في ظل خلفية مسبقة عن الفكرة او الشخصية ,يسهل الكثير من الوضوح في استيعاب الفكرة او الشخصية,وهذا بالتاكيد يرفع من درجة صوابية ودقة احكامنا سواء على الفكرة او الشخصية المعنيتين بالبحث عن فهمهما.ايظا ومن المهم جدا في التأكيد ان الروابط بين الاخوة ومهما الذي جرى يظل عامل قوة ومساندة للهوية العائلية اوالعشيرة  اوالوطنية او القومية بالقدر الذي يتمتع به الاخوة من روابط الحب بينهما, وايظا بقدرة احدهما في استيعاب الاخرواستثمارالاخطاء والمعاداة ان صح التعبيرفي بلورتهما باتجاه تهذيب المشاعر وتصويب المسارات واصلاح الاعوجاجات لبناء علاقة سليمة بين الاخوة,وان كل المواقف ومهما وصلت من التضادات لابد ان يرتقي عنها الاخ الاكثر حكمة واقتدارا ومهما تحمل من الاذى من اخوته وها هو يوسف (ع) كيف حول غدر الاخوة وحقدهم عليه الى قوة في وخزات ضميرهم,و تصحيح فهمهم للاخوة وكذلك حاجة الاخوة لبعضهم وعلمهم كيف يكون التسامح ,وهذا كله من الحب الذي انعم الله سبحانه وتعالى ليوسف واصبح يوسف مثالا حقيقيا للاخ المحب المتسامح.


فكيف والحال عندما يتعرض الاخوة لتحدي كبير لا يتعلق بالمعيشة او الطموحات بل يتعدى كل ذلك ليمس قضية الوجود ..هذا هو حالة الامة العربية شعبا في اقطاره المتعددة وانظمة اصطبغ بعضها بالقدسية التي يحرم المساس بها .ان هذا الموضوع الذي يطرحه الاستاذ صلاح المختار مهم جدا من جانبين ,الجانب الاول هو كونه يتعلق بالمصير العربي والتحديات التي تواجه الامة العربية والتي بدءت تضهر باكثر وضوحا بعد طرح الامبريالية العالمية مشروع الشرق الاوسط تزامنا مع العولمة وبالنيابة عن الصهيونية العالمية في هدف تميع الهوية العربية سواء بتشجيع اقامة انظمة عنصرية او دينية او طائفية بهدف اعطاء الشرعية للكيان الصهيوني في تثبيت دولته العنصرية وكما سبق ان قلت ان بعض الطروحات للحركات الدينية في اقامة دول دينية يشجع الصهاينة على دولتهم على اساس الدين(الدولة اليهودية) فان اصرار حركة حماس او غيرها في اقامة دولة فلسطينية دينية ان هذا الشعار يعطي الشرعية لهذا الكيان باقامة دولة دينية ,فهل تدرك حماس الخدمة التي تبرعت فيها في شرعنة الدولة اليهودية ؟وبنفس الاتجاه والقوة تخدم ايران الهدف الصهيوني  في معادتها للعرب والعروبة من خلال الكثير من شعاراتها سواءالتي تتعلق شعارها بتصديرما يسمى بثورتها او من خلال سلوكها ضد العرب و بالخصوص استعمارها للجزر العربية الثلاث او ادعائها بان البحرين العربية هي ولاية فارسية!...  

 

وثانيا الظرف الذي انخلق بسبب احتلال الامريكي للعراق, وهو معقل عربي ثوري متقدم في ساحة المجابهة مع الامبريالية والصهيونية في المنطقة.ان المشروع الامبريالي الصهيوني الذي طرحته الولاياة المتحدة والذي طورته الى مشروع الشرق الاوسط الكبيرفي بداية هذا القرن بعد ان كان يسمى مشروع الشرق الاوسط الجديد ,وحيث تسعى الولاياة المتحدة الامريكية من مشروعهاالجديد لتحقيق تغييرفي الاسس والتكوينات الثقافية لدول المنطقة و بالذات للدول العربية ,وسعيها ايظا لنشر قيم العلمانية والتعليم وما تسميه بالحرية واحداث اصلاح في الاتجاه العلماني والثقافة الغربية لمقاومة اي وجود للاصالة بتاريخ المنطقة ولكن تحت غطاء تسميه امريكا ان افعالها لمقاومة اي وجود اصولي في المنطقة ولابد من ذكر الحقيقة التي لا يجب اغفالها ان الحركات الدينية السياسية والاصولية اوجدتها وادامتهاهي امريكا لخدمة اطماعها والوقوف امام المد الثوري لليسار العربي .وان المشروع الامريكي الجديد كان واضحا في استغلال تقريري الامم المتحدة حول التنمية البشرية العربية للعامين 2002 و2003.

 

وانهم ادركوا (المشرعين الامريكين) قد وضعوا خططهم بان الشعب العربي وشعوب المنطقة عامة سوف لن يقبلوا بهذه الاستراتيجية الامريكية بسهولة وكذلك ان عملية التطبع مع المشروع الامريكي لن يكون بالامر اليسير, الا باتخاذ اجراءات اولية لتشجع شعوب المنطقة على القبول بالمخطط الامريكي الجديد كحث او حتى الضغط على حكومات المنطقة بمنح الشعوب المزيد من الحريات والديمقراطية , وكذلك بعض الاصلاحات الجزئية في القوانين التي تخص المراءة مثلا,والاهتمام بالتعليم وباتجاه العلمانية وليس الديني ,وان هذا المشروع الامريكي الجديد لاقى تقبلا من بعض المثقفين العرب المبهورين بالحضارة الغربية و ابدوا تعاطفا في الترويج له ليس من باب ملائمته للواقع العربي بل من خلال التأثيرات الغربية في نشأتهم وتربيتهم,وخاصة اذا ما حضى بتمويل غربي مشبوه....

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ١٨ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٤ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م