نافذة / لولا الغيوم لمــا استمتعنـا بأشعة الشمس

﴿ الجزء الثالث

 
 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
3-    ان امتنا العربية تعرضت في السابق بل ومنذ نشوئها لكل انواع الاستهدافات المعادية لوجودها ولقيمها ولثقفتها وكانت تتصدى لها بروح قوية ومؤمنة بحضارتها وعطائها الانساني ,وحصل تغيراكبيرا في حياتها والذي مس بشكل مباشر فلسفتها فكرها بشكل خاص وفي تقديري في محطتين عبر تاريخها ومن هاتين المحطتين كانت مواقد فكرها وثقافتهاتنبعث منها اشراقات وتنويرات لعقليتها في ترتيب نظام حياتهاالفكرية والعقائدية  وتراكيب حياتهاالاجتماعية والسياسية.

 

المحطة الاولى عندما ولد الاسلام من رحمها مبشرا بقيم روحية ومقيم لبنيان حضاري رصين ومكملا لقيم الرجولة والشهامة والشجا عة و الاستشهاد في سبيل القيم وكاشفا للعالم قوتها الفكرية سواء في ادبها الشعري اوالفني وقوة البنيان الاجتماعي العربي في حينه ومشذبا لبعض النتوئات الاجتماعية التي لم تتفق مع تعاليم الخالق عندما خلق الحياة في هذه الارض وعاكسا حقيقتها الانسانية وبارزا كل الجوانب المشرقة في هذه الامة.والانعطاف الاخر في حياة الامة حدث في تاريخها المعاصر بولادة فكر البعث الخالد , والذي ايظا ولد من مخاض عسير لمعناة الامة وتحديد هويتها الاصيلة من خلال مولودها الحقيقي و المتمثل بالبعث الخالد, وارتوى من منابع اصالة العقليةالعربية واولها منابع الاسلام الحنيف ومجددا فيها القيم وسلوكيات الاجداد الخالدين وذلك من خلال فكره ونهجه وتقديمه لصورة البعثي المناضل في سبيل هذه الامة وما شعاره (امة عربية واحدة  ذات رسالة خالدة) الا تعبيرعن التحام الايمان بالرؤية النقية لحقيقة الامة وايظا لمستقبلها ومفسرا لنشوز واقعها عن حقيقتها وطارحا في الوقت عينه طريقا لزواج حقيقتها بواقعها باهداف ( الوحدة والحرية والاشتراكية ) .

 

انها مهمة البعث كما حددها المفكر العربي الكبير والقائد المؤسس للبعث((انها اول محاولة جدية لتحريك القوى الثورية في الوطن العربيض من اهداف عربية وطريق عربي مستقل, ولا يمكن لحركتنا ان تدعي انها خلقت القوى الثورية, فالامة العربية تعيش مرحلة ثورية من قبل ظهور حركتنا. ولكن هذه الحركةحاولت ان تعطي الثورة العربية صيغتها الموحدة المنطقية الشاملة, وان تضعها في وقت واحد, في جو العصرالذي تعيش فيه, عصر المذاهب الاجتماعية السياسية والاقتصادية,وفي جو الروح العربيةالاصيلة))*..انها جزءا من الصورة الحقيقية للبعث. وعليه يمكن ان تنسأل هل يمكن ان يجتمع الانسان العربي (فكرا وسلوكا )المؤمن بقيم السماء والاديان العربية الذي يهدف الى تحقيق عدالة اجتماعية اواشتراكية بنهج عربي (وعالمنا اليوم والبارحة يعج بالاشتراكيات التي تلتقي في هدفها العام وقد تختلف في تطبيقاتها وادواتها) وبالعربي الذي يؤمن بوحدة الامة ومصيرها الواحد(وايظا هنالك رؤى تختلف ولكنها ايظا تلتقي بالهدف) ,ولكي اكون اكثر صراحة , فاعيد صياغة تسأولي ما الذي يمنع تحقيق الهدف العربي في جهد من حركات اسلامية وحركات شيوعية ومع جهد بعثي قومي ؟؟ اذا توفرت النية الصادقة ..وايظا ماذا يمنع الانظمة الملكية مع الانظمة الجمهورية  وانظمة اميرية وكل الديمقراطيات العربية(الانظمة السياسية) لان تتوحد الجهود في سبيل تحقيق الحلم العربي ..

 

انا اقول اذا تجاوزنا اسلوب التجريح و المهاترات ورمي وقذف النعوت وتجريم واحدنا للاخر وتقديم كل واحد منا على انه النظام الافضل والسلوك الاحسن وهو الاجدر بقيادة الامة وتجاوزناها بصدق انا اقول ممكن جدا ان يلتقي الاخوة على وحدة الامة وباشكال فالاختلاف في الافكار والانظمة قد يكون معينا للوصول لصيغة الامثل لوحدتنا, وبنفس الوقت لتوضيح الطريق الاحسن لوحدة العرب. واسمحوا لي ان نترك نهج معاداة واحدنا للاخر (ان امكانية لقائنا كعرب ممكنة اذا استغنينا عن تفسيرات ماركسية وفجة لنوعية الصراعات ووفق معاير مادية هي بالاصل فقدت تاثيراتها في الساحة الدولية فكراو نهجا ), والذي اقصده ان نميز بان الذي بيننا و بين العقلية الامبريالية والصهيونية وطائفية ملالي طهران مصيري! نعم يرتقي الى مستوى الصراع لسبب واضح لان الذي بينا يتعلق بوجودنا كامة وليس هو خلاف او اختلاف على مصالح .ولكن الذي بيننا كعرب احزابا وتنظيمات و انظمة لا يتعدى اختلافات وقد تتصلب في بعض اطرافها او حافاتها ولكن وحدة الامة ووجودها تذيبها (هذا بعيدا عن التفسيرات المادية التي اكل وشرب عليها الزمن و ثبت عقمها بانه من المحال الجمع بين البرجوازية والكادحين وبالاضافة لفشل هذه الاستنتاجات في واقعنا العربي وهي عقيمة لنا بالاساس).. 

 

والسوأل الذي يمكن ان يبرز كيف يمكن ان نعمل للوحدة ونحن نمتلك روى مختلفة لها ,انا اقول لنلتقي على طاولة المشتركات ومن ثم نتحاور حوار متكأفئ في طرح البدائل ونتقبل واحدنا للاخر ونتحمله وبكل محبة واعتقد ان العتبة الاولى من الوحدة ستكون البداية لاستقرارالقناعات بها ومن ثم يبدا فعل ثورية الوحدة يفعل فعله في المراحل اللاحقة ,وهذا هو دور البعث بين اخوته في استيعاب كل العرب فكرا و انظمة ( البعث هو الاخ الاكبر من ناحية الفكر و التجربة والبعد لرؤية المستقبل العربي الموحد )..

 

وانا على يقين بقدرته من ذلك في فرض ما يؤمن به ومن خلال التحاور والنقاشات وليأخذ ذلك سنين, المهم ان نبداء هجومنا على من يري بالامة العربية ضررا ومحو هويتها وبث سمومه في تشضي بالونات الطائفية والعرقية ولنعمل ومنذ الان كعرب على مساندة ثورة العراق والمتمثلة بمقاومته البطلة لانها هي البؤرة المتححقة الان لوحدة الامة ويمكننا ان نجعل من الاخ سندا في اقناع المحتل بالرحيل وترك ارضنا ومع بقاء الاقلام والبنادق مشرعة بوجهه, ونحن كما قال شيخ المجاهدين نراعي مصالح الاخرين وبقدر ما يراعون مصالحنا كامة (.. لإقامة أفضل وأوسع وأعمق العلاقات الستراتيجية مع أمريكا على أساس المصالح المتبادلة والمشتركة وعلى أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير وعلى أساس الند للند واحترام حرية واستقلال الشعوب وخياراتها في الحياة)** لنبداء..

 
 
* في سبيل البعث ( الدور التاريخي لحركة البعث ) في حديث القي في بيروتفي احتفال القيادة القوميةبالذكرىالثالثة عشر لتأسيس الحزب
** من الخطاب التاريخي  للقائد العام للقوات المسلحة  القائد الاعلى للجهاد والتحرير لمناسبة الذكرى تأسيس الجيش العراقي .
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ٢٠ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٦ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م