عمامة الملالي وطاقية اليهود - وحدة الإستراتيجية و اختلاف التكتيك

﴿ الجزء الخامس ﴾

 

شبكة المنصور

علي الكاش / كاتب ومفكر عراقي

إحتلال العراق تدمير العراق مقدراته السياسة والإقتصادية والثقافية والإجتماعية

 

بالرغم من المحاولات اليائسة التي يحاول الفرس* أن يغربوا فيها حقيقة علاقتهم مع الكيان الصهيوني* لكن شمس الحقيقة لا تخفى بغربال الزيف والكذب والتقية السياسية، بل تكشفها لعيان البصر والبصيرة عن طريق مسئولي النظامين أنفسهم فالأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني صرح في مايس عام 2007 خلال إفتتاح المنتدى الإقتصادي العالمي بأن" إزالة إسرائيل من الخارطة هي قصة خيالية أخترعتها وسائل الأعلام الغربية" وبجرأة أكبر يعترف " إن بلادي لا تريد تدمير إسرائيل" مكذبا دعوة رئيسه احمدي نجاد بإزالتها عن الخارطة, ومن الطبيعي أن من يمارس التقية في الدين يسهل عليه ممارستها في السياسة!

 

وتلت تلك تصريحات اخرى تصب في نفس المعني منها ما جاء على لسان اسفنديار رحيم مشائي نائب الرئيس الإيراني وصهره في نفس الوقت عام 2008  بأن بلاده " هي صديقة للشعب الأمريكي والإسرائيلي على حد سواء " ولا توجد أمة عدوة لإيران بفضل سياسة الملالي الحكيمة!!!( لم يذكر العراق بالطبع لأنها أمست ضيعة لبلاده), وقد مهد الرئيس نجادي الأرضية لإعلان حقيقة موقفه من الكيان الصهيوني بقوله" إن إيران لا تشكل خطرا على الغرب ولا أيضا على إسرائيل" خلال إفتتاح مشروع الماء الثقيل في آراك, ليختتم الفصل الأخير من قصة العلاقات مع الكيان الصهيوني في أيلول عام 2008 بتصريح مثير لصحيفة( نيويورك ديلي نيوز) مؤكدا بصريح العبارة بأن بلاده " مستعدة للإعتراف بإسرائيل"! وقد مر هذا التصريح بخفة مرور الأفعى ولم يثير ضجة لا في الإعلام العربي ولا الغربي وبلعته حماس بسرعة عجيبة! إللهم الا صيغة الدهشة والإستغراب الذي ظهر على محيا المحلل الإستراتيجي بيتر تاتشل في الغارديان وهو يطرق أصابعه على مكتبه بتونر يساءل نفسه قبل قرائه " بالأمس فقط كان نجادي يصرح بأن دولة إسرائيل لن تعيش والآن مستعد للإعتراف بها" يا للهول بل  يا للفاجعة ونزيد من عندنا يا للتقيه؟ وفي تصريح لاحق للرئيس نجادي يذكر لكل من تلتبس عليه الحقائق وتلاطم عقلى أمواج الغموض" يمكن لإيران أن تتعايش مع دولة إسرائيلية بأتفاقهم مع الفلسطينيين على إقامة دولتين"!

 

رغم تكتم الجانبان الإيراني والصهيوني عن علاقاتتهما الوشيجة لكن بعد فضيحة إيران كونترا التي كشفت التعاون التسليحي الوثيق بين نظام الملالي والكيان الصهيوني وتوحيد جهودهما لتدمير مقدرات العراق بات الأمر مكشوفا لا يتطلب التكتم، لذلك لنرجع قليلا الى الوراء ونستذكر بعض ما تناسيناه! فقد اكد مناحيم بيغن عام 1982 عمق هذه العلاقة وإعترف بأن " بلاده صدرت السلاح لإيران خلال حربها مع العراق" والغرض من ذلك كما عبر عنه أريل شارون تثبيت القاعدة الحربية التي يؤمن بها كيانه بقوله " بلا شك أن تقوية إيران تعني إضعاف العراق" وهو نفس ما أشار اليه في مذكراته بأنه لم يعتقد يوما ما" إن الشيعة أعداءا لإسرائيل" رغم تحفظنا على مقولته بأستثناء الشيعة العرب فهم أعداء حقيقيين للكيان الصهيوني ولا تنطبق عليهم هذه المقولة وربما يقصد بعض شيعة الفرس أو حكومتهم على أقل تقدير! ونفس الكلام أكده رئيس أركان الجيش السابق ايهود بارك والذي نشرته صحيفة(دافار) بقوله " إن العراق يشكل علينا خطرا أكثر من إيران, لأنه شارك في كافة الحروب العربية ضدنا منذ عام 1948". كما كشفت صحيفة (روسيا اليوم) إعتراف لجنرال إسرائيلي متقاعد أشار فيه بأن "بلاده قد باعت أسلحة لإيران, وهي مستمرة ببيع أسلحة لإيران منذ قيام الثورة الإسلامية بقيادة الخميني. وتجري العملية بوساطة أمريكية "الذي لا يعرفه الكثريرين ان الرئيس الإسرائيلي(موشيه كاتسلف) ووزير دفاعه(شاؤول موفاز) وعدد كبير من المسئوليين الرفيعين هم من يهود إيران, ويزيد اليهود الإيرانيين في الكيان الصهيوني باكثر من (14) ضعف عن اليهود الأمريكان وللمزيد من المعلومات يمكن الرجوع الى كتاب( يهود إيران لمأمون كيوان).

 

من الطبيعي أن وجود عراقي عروبي قوي ومتماسك وموحد من شأنه أن يقلق النظامين الصهيوني والأيراني لأنه يشكل درعا حصينا أمام مطامعهما التوسعية في المنطقة العربية لذلك فإنهما بذلا كل جهودهما لتدميره وتمزيقه لأنهاء مخاوفهما منه. لذلك فأن مقولة نائب الرئيس الإيراني محمد علي أبطحي في 15/1/2004 خلال حفل إختتام (مؤتمر الخليج* وتحديات المستقبل) الذي نظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية بأنه " لو لا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بمثل تلك السهولة" هي دليل على القلق الإيراني من العراق القوي والعمل على تمزيقه, بل ان الرئيس نجادي اعترف بأن " الله جعل العراق وإفغانستان اللذان ازعجا إيران مرارا في سلة إيران" لكن المفارقة ان الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني من عبأ سلة نجادي بالعراق وافغانستان وليس الله ومعاذ الله أن ينصر الشياطين لتدمير الشعوب! وهناك حقيقة تغافلها الرأي العام العربي عندما أعترف رافسنجاني بأن القوات الإيرانية المسلمة قاتلت مع الأمريكان ضد الأفغان المسلمين " لقد قاتلت قواتنا طالبان وساهمت في دحرها ولو لم نساعد القوات الامريكية  في هذا القتال لغرق الأمريكيين في المستنقع الأفغاني". وقد اعترف وزير الدفاع الأمريكي السابق حامل سيف الإمام علي(رض) بالدور الأيراني المساعد لتحقيق الصف لقواته في العراق بقوله" لم تقوم إيران بنشاطات تجعل حياة قواتنا في العراق صعبة" والحقيقة ان قيام الولايات المتحدة بسجن أسد العروبة العراق قابلته بإطلاق الذئاب الفارسية من أقفاصها والسماح لها بأن تبعث بمقدرات الأمة العربية.

 

تحاول الولايات المتحدة أن توظف إدعاءات زائفة لتبرير إغراق العراق ورمي طوق النجاة لإيران بأن الغرض هو تحقيق التوازن في المنطقة كما أشار اليه عدد من المسئوليين الأمريكان من بينهم ريتشارد بيرل وكان رئيسا لمجلس تخطيط السياسة الدفاعية في الولايات المتحدة وقد شارك زميله دوغلاس فيث الرجل الثالث في البنتاغون في كتابة دراسة عام 1996 لرئيس وزراء الكيان الصهيوني اليميني المنتخب حديثا(بنيامين نتنياهو) تدعو لإسقاط النظام السياسي في العراق باعتباره هدفا استراتيجيا مهما للكيان الصهيوني على اعتبار إن مستقبل لعراق يمكن أن يؤثر في التوازن الاستراتيجي في الشرق الأوسط تأثيرا عميقا. وكذلك خليل زادة سفيرهم لاحقا في العراق الذي كتب في صحيفة لوس انجلس تايمز مقالا عام 1989موضحا سياسة بلاده في العراق بأن" خروج العراق منتصراً على إيران من شأنه ان يعزز قوته في المنطقة دون ان تتمكن إيران من منازعته وأن إيران بحاجة الى درجة من الحماية"! بل ان مشائي نفسه أعترف في حديث أدلى به لصحيفة الحياة اللندنية بتأريخ 21تموز عام 2008  بأن" الجمهورية الإسلامية الإيرانية ةتشكل مطلبا امريكيا ضروريا وليس للولايات المتحدة الأمريكية من حاجة لشن حرب على طهران"؟ وهذه التصريحات تفضح حقيقة التعاون الأمريكي الإيراني بشأن تدمير العراق.

 

وأن لعبة محور الشر التي اعلنها الكونغرس الأمريكي في مطلع كانون الثاني عام 2002 التي ضمت أيران وكوريا الشملية لجانب العراق ليست سوى أكذوبة أثبتت بطلانها الأحداث اللاحقة. ويلاحظ أنه بعد أحداث 11 أيلول طالب المحافظون الجدد كما ذكر جونثان رادل بتغيير" وجه الشرق الأوسط بتطهير الدول الفاسدة كمصر والسعودية وباكستان وفرض قيود جديدة على سوريا وإيران وكوريا " والعمل على إزاحة النظام العراقي وتقليص حجم القوات العراقية ونزع أنيابها ومنها من أن تشكل تهديدا لجيرانها و إسرائيل" وبالطبع إيران تدخل ضمن نطاق جيران العراق. وهو نفس ما ذكره المندوب السامي الأمريكي في العراق بول بريمرفي مذكراته بأنه أصدر أوامره بحلِّ الجيش العراقي" استجابةً لرغبة صهيونية ملحة". لذلك فإن إخراج العراق القوي من منطقة الشرق الأوسك أدى الى تخلخل ميزان القوى في المنطقة ويس كما يدعي الأمريكان غذا اخذنا بنظر الإعتبار ان هناك تفاهم بين نظام الملالي والكيان الصهيوني بشأن العراق بعيدا عن جعجعة الاعلام! وقد وصف ألاستاذ في العلاقات الدولية بجامعة هوبكنز تريتا بارسي في كتابه الموسوم ( التحالف الغادر) بأن( المثلث لأمريكي الإيراني الأسرائيلي بني على المصالح والتنافس الإقليمي والجيوستراتيجي, وليس على الأيولوجية والخطابات والشعارات التعبوية الحماسية".

 

بلا شك ان الولايات المتحدة هو الوجه الآخر للكيان الصهيوني وان احتلال العراق كما اعترف الرئيسين الأمريكي بوش والطالباني بأن أهم اسبابه إضافة الى السيطرة على النفط هو حماية أمن إسرائيل, وقد كشف المحلل الامريكي ستيفن سينغوسكي عام 2006 عن وثائق أمريكية وإسرائيلية بأن من الأهداف الرئيسة لغزو العراق" تأمين حماية إسرائيل". وهو نفس ما عبر عنه المؤرخ الأمريكي بول شرودر الذي إستغرب الحرب بالنيابة التي تقوم بها الولايات المتحدة لصالح أمن إسرائيل مدعيا بأن القوى العظمى" تحرض القوى الصغرى وتثير الخلافات فيما بينها كي تذكي نار الحرب بالشكل الذي يحقق مصالحها العليا، وغزو العراق هو أول نموذج في التاريخ بقيام دولة عظمى(الولايات المتحدة) بخوض حرب بالوكالة عن دولة صغيرة(الكيان الصهيوني)". وهنا تظهر حقيقة ان الولايات المتحدة غزت العراق نيابة عن الكيان الصهيوني, ورغم ان هذا الأمر صحيح لكنه لا يعكس كل الحقيقة لأن الكيان الصهيوني شارك مشاركة فعالة ومباشرة في الغزو بقواته العسكرية البرية التي طعم بها قوات الغزو الامريكي او الطيران الحربي. علاوة على المشاركة الفعلية مع قوات البيشمركة في شمال العراق حيث تستوطن المخابرات الإسرائيلية في ظل الأمان الكردي. وسبق أن نشرت الصحافة الإسرائيلية بأنه تم مشاركة قوات إسرائيلية وانزلت في غرب العراق في قاعدة صواريخ للحيلولة دون إطلاق العراق صواريخ أرض- أرض على لكيان الصهيوني. ونقلت صحيفة( يديعوت احرونوت) في عددها الصادرفي شهر ك 2/ 2002 بأن الإدارة الأمريكية إتفقت مع الكيان الصهيوني على قيام الأخير بشن هجومات" على أهداف في غرب العراق دون الإعلان عن ذلك"!

 

قد قدمت الولايات المتحدة العراق على طبق من ذهب لإيران كما عبر السفير السعودي السابق في الامم المتحدة بسماحها دخول القوات العسكرية الأيرانية وفيلقي بدر والقدس الى العراق بكامل أسلحتهم وذخائرهم ودعمتهم بقوة وسمحت بفتح السفارة الأيرانية في بغداد المتخمة بعناصر المخابرات الإيرانية وجعلتها تحكم قبضتها على مرافق الحياة كافة, ولا يمكن لعاقل أن يغفل بأن هذا التنسيق كان نتيجة لصدفة وإنما بنية وقصد مبيت وتخطيط مسبق بين الطرفين أمن الهيمنة على النفط وارتفاع منسوب القوة لنظام الملالي على حساب الأطراف العربية ومن ثم دعم أمن إسرائيل. وفي نفس الوقت فتحت البوابة الشرقية على مصراعيها للكيان الصهيوني وفرشتها له بالسجاد الاحمر! وفي الوقت الذي يتمركز فيلق القدس وقوات بدر والحرس الثوري في جنوب ووسط العراق فأن القوات الإسرائيلية تتواجد في شمال العراق, وكما تقوم القوات الإيرانية بتدريب جيش المهدي والميليشيات المرتبطة بها كحزب الله وبقية الله وثأر الله والعشرات غيرها وتمدهم بالأسلحة والذخيرة والمواد المتفجرة بإعتراف المصادر الحكومية العراقية الرسمية, كذلك يقوم الكيان الصهيوني بتدريب البيشمركة الكردية لتشكيل جيش خاص ويمدونهم بالأسلحة والذخيرة, وقد كشف المحلل الأمريكي الإستراتيجي( سيمون هيرش) عن خطة للكيان الصهيوني بالإتفاق مع الزعماء الأكراد على بناء جيش قوامه (75000) عنصر ليكون سندا للقوات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة ولضرب المقاومة العراقية.

 

كما وقعت القيادات الكردية  صفقة مع الكيان الصهيوني لبناء مطارات مدنية وعسكرية في المحافظات الكردية الثلاث, ووقعت إيران ايضا اتفاقيات مع الحكومة العراقية الموالية لها ببناء مطارات في النجف وكربلاء والبصرة.

 

لتدمير مقدرات العراقية العسكرية والعلمية قام النظامين الإيراني والصهيوني بشن حملة شعواء ضد علماء العراق  وكبار الضباط والطيارين وأساتذة الجامعات وتم تصفية اللآلف منهم وإفراغ العراق من الكفاءات العلمية عبر هروب من نجا من الأغتيال الى دول العالم الأخرى وسبق أن اعترف زعيم حزب ثأر الله الموسوي بانه وراء تصفية الكثير من العلماء والضباط وأساتذة الجامعات, وسبق أن أقسم عبد العزيز الحكيم لمولا وزير الخارجية الإيراني متقي" أقسم بأننا سنثأر لكل الشهداء الايرانيين الذين استشهدوا دفاعا عن الثورة الاسلامية، وسنحصد رقاب أيدي كل من تجرأوا على إطلاق النار وساهموا في الحرب وقاموا بطلعات جوية خلال الحرب ضد إيران" كما نشرت صحيفة الصنداي تايمز تقريرا مفصلا ذكرت فيه" أن الطبيعة التنظيمية لعمليات الاغتيالات توجه أصابع الاتهام إلى مسئولين في داخل الحكومة العراقية من الموالين لإيران كجهة تقف وراء هذه الاغتيالات " ويمكن مراجعة مقالنا ( غياب الصقور وحضور الغربان مأساة الطيارين العراقيين / الجزء الثاني ) للمزيد من المعلومات .

 

من جانب آخر فإن الكيان الصهيوني ساهم الملالي بتنفيذ الخطط الشيطانية فقد أفاد تقرير أمريكي بأن جهاز المخابرات الإسرائيلي( الموساد) بالاشتراك مع قوات الاحتلال قام بتصفية(350) عالماً نوويا عراقياً وأكثر من(200) أستاذا جامعيا, وأعدت وزارة الخارجية الأمريكية تقريرا اعترفت فيه بأن وحدات من الكوماندوز والموساد تعمل في العراق منذ فترة وهي مختصة بتصفية العلماء العراقيين بعد أن رفضوا التعاون مع قوات الاحتلال. وقد أعترفت الصحف الصهيوني كمعاريف وهارتس عن دور الموساد بتصفية علماء العراق والطيارين*, وبشأن التعاون الإيراصهيوني تحدثت صحيفة معاريف في عددها الصادر في شهر ك2/2003 بأن الموساد الإسرائيلي زود فيلق بدر " بقوائم تضمنت تفاصيل عن مئات الشخصيات العراقية المستهدفة وأن هذه المعلومات نقلت إلى "الحرس الثوري الإيراني" ولنا ان نتساءل لماذا...؟

 

بعد الغزو الأمريكي للعراق قامت لولايات المتحدة بزوع العديد من المسئوليين الصهاينة في الوزارات والمؤسسات العراقية بأسماء المنسقين والمستشارين وغيرها من التسميات وهؤلاء كانوا من يوجهون الوزارات فعليا وليس الوزراء العراقيين الذين كانوا دمى لأسيادهم الصهاينة والأمريكيان يوجهونهم بالرمونت كونترول, ومن هؤلاء اليهودي( دور هيرمان) مستشار وزارة التعليم العالي, واليهودي ( ديفيد نومي) المستشار في وزارة الزراعة, واليهودي ديفيد لينش في وزارة النقل والمواصلات, واليهودي ( ديفيد تومي) لوزارة المالية, واليهودي(فيليب كارول) في وزارة النفط, والسيدة جيمسي في وزارة الخارجية، واليهودي ( روبرت رافائيل) لوزارة التجارة واليهودية ( بولا دوبريانسكي) لوزارة المرأة واليهودي ( مارك كلارك) لوزارة الرياضة وهكذا في بقية الوزارات بل ان من كتب الدستور العراقي هو اليهودي نوح فليدمان. وبنفس الوقت زرع نظام الملالي عناصره ولاسيما العراقيين من التبعية الفارسية بشكل شيطاني ومخابراتي في البرلمان العراقي وحكومة الاحتلال ومن ابرزالبرلمانيين المتجنسين أو ذوي الأصول الفارسية عبد العزيز الحكيم رئيس كتلة الأئتلاف وجلال الدين الصغير وعلي الأديب وهمام حمودي وجواد العطار وعلي الدباغ ورضا جواد تقي وابراهيم الجعفري وقاسم داود وهادي العامري وتحسين عبد مطر ومحمد راجح ومحمد حسين صالح وحميد رشيد معلة وجمال جعفر علي وغيرهم. وفي الحكومة أولهم  رئيس الحكومة الحالي  نوري المالكي وموفق الربيعي( كريم  شاهبوري) ستشار الأمن الوطني والملة خضير الخزاعي وزير التربية ووزير المالية الحالي باقري صولاغي  ووزير النفط حسين الشهرستاني ووزير الحوار الوطني اكرم الحكيم وعلي الاسدي وزير منظمات المجتمع المدني إضافة الى العديد من المحافظين ووكلاء الوزرارات والمدراء العامين والمستشارين  والسفراء منهم حامد البياتي وجواد الحائري. الأغرب في كل هولاء والذي يثير الدهشة هو وزير النفط حسين الشهرستاني فهو إيراني الجنسية وهذا أمر مغروغ منه لكنه تسليمه بالذات وزارة النفط أمر يؤكد التنسيق بين الشيطانين الأكبر والأصغر فوزارة النفط من الوزارات المهمة التي لم تفرط بها قوات الأحتلال وتسلمتها منذ أول يوم الغزو ولم تسمح بدخول حتى العراقيين اليها، وهي الوزارة الوحيدة التي لم تتعرض للتدمير أو الحرق, ووضعت إدارة الأحتلال يدها على كل الوثائق المحفوظة فيها بل سحبت(الهارد دسك) من جميع الحاسبات كما أعلمني مدير عام سابق فيها, وموافقة إدارة الأحتلال على إستيزارها من قبل إيراني لا يمكن ان يكون خارج إطار التفاهم بين الشيطانين ومن المؤكد ان الأتفاقيات السرية بين الطرفين سترى النور عاجلا أم آجلا وستنقشع الغيمة السوداء  التي تحول دون رؤية البعض لحقيقة التفاهمات ممن هم في الوطن العربي ولكن رئتهم التي ينفسون بها في بلاد فارس.

 

أرتاينا ان نفرد موضوع تقسيم العراق في دراسة خاصة ليكون الجزء الأخير نظرا لأهميته وتشعبه وخطورته وهو يمثل احدى اقدم واخطر الأستراتيجيات المشتركة بين النظام الإيراني والكيان الصهيوني.

 

تنويه

*  نود الإشارة بأن إستخدامنا كلمة (الفرس) لا يعني إننا نستهين بإلمسلمين الفرس ولا نشكك باسلامهم فالفرس مصطلح قومي ليس له علاقة بالدين وكما ننتمي نحن الى القومية العربية فهناك أقوام بقوميات أخرى كالأكراد والتركمان والروم وغيرهم. وذكر القومية الفارسية لا تعني التقليل من قيمتهم وليس لهذه التسمية علاقة بالدين فليس كل العرب مسلمين ولا كل الفرس مسلمين. كما إننا نناقش الموضوع من ناحية سياسية وليس دينية أوعقائدية، ولم نتناول معاذ الله ما يسيء لسمعة الشعب الإيراني ولا حضارته ولا إسلامه أو تشيعه. ومن المؤسف ان البعض لا يفرق بين الدين والقومية ويرى في إستخدام كلمة الفرس إستهانة بإسلامهم وهذا نابع من جهل مدقع! أما إطلاقنا تسمية نظام الملالي فهي طبيعة النظام السياسي في طهران و هي حقيقة لا يمكن إنكارها أو القفز عليها. حيث تنص المادة(57) من الدسور الإيراني على خضوع السلطات الثلاث( التشريعية وانتنفيذية والقضائية) للمرشد الأعلى, وتمنح المادة(110) الصلاحيات الكاملة للولي الفقيه لإدارة البلاد.

 

* عدا ما هو مقتبس فأننا نستخدم مفهوم" الكيان الصهيوني" ولكن للأمانة ونقل النص كما هو إبقينا المصطلح المسخ( دولة إسرائيل) في حال الإقتباس فقط.

 

* من المؤسف ان تحذف كلمة العربي من الخليج في المؤتمر المذكور اكراما لعيون نظام الملالي في الوقت الذي تحدث فيه نجادي بكل وقاحة واصفا الخليج بالفارسي؟ ونستغرب ان يستنكر البعض استخدامنا كلمة الفرس ويعيبنا على ذلك في حين ان الدستور الإيراني يستخدمها! وان كلمة إيران هي مصطلح جديد ولد مع منتصف القرن الماضي تقريبا, كما ان بعض الفرس يعتزون بقوميتهم وتراثهم الفارسي احيانا اكثر من اعتزاهم بالإسلام نفسه! فالتقويم المستخدم في إيران فارسي! والعيد الديني الكبير هو النوروز ( إحيائه بأحد عشر يوما من الاحتفالات والالعاب النارية وتبادل التهاني) ويلقى مرشد الثورة كلمة بالمناسبة وليس عيدي الفطر (بلا عطلة رسمية) والاضحى (عطلة يوم واحد) ولا توجد تهنئة رسمية من المرشد أو رئيس الحكومة للشعب الإيراني, كما أن الرئيس الامريكي الجديد اوباما وكذلك شمعون بيريز ارسلا برقيات تهنئة للشعب الايراني الصديق بهذه المناسبة تحدث فيها بيريز عن عودة العلاقات الحميمة مع الفرس.

 

ثم ان الخليج العربي يطلق عليه نظام الملالي( الخليج الفارسي) وليس(الخليج الإيراني) اعتزازا بقوميتهم, وقد رفضوا اقتراح منظمة المؤتمر الإسلامي أبان حرب الخليج الأولى بأن يطلق عليه( الخليج الإسلامي) إعتزازا بفارسيتهم وتفضيل كلمة(فارسي) على(إسلامي).

 

* اننا نتحدث عن إستراتيجية إيرانية صهيونية مشتركة تجاه دول الخليج العربي بشكل عام والعراق بشكل خاص من خلال إضعافه وتقسيمه واحتلاله, ولا نتحدث عن تشابه في طبيعة النظام السياسي والديني والثقافي والإجتماعي بين إيران و الكيان الصهيوني ولا يعنينا هذا الأمر. كما إننا لم نجر مقارنة لتحديد أي منهما ألاخطر على العراق ودول الخليج فخطورة كل منهما تعتبر نسبية من حيث تإثيرها أو تأثرها على محيطها الخارجي. فخطر إيران على مصر لا يشابه خطر الكيان الصهيوني عليها! كما أن خطر إيران على دول الإمارات والبحرين يختلف عن خطر الكيان الصهيوني على تلك الدول! لكن يبقى العدو واحد سواء كان لا بسا عماما أو طاقية أو قبعة مع اعترافنا بتباين درجة العداء وخطورته! ولا أظن أي منا يغفل حقيقة إن التعرض للدغة عقرب يختلف عن التعرض للسعة أفعى لكن كلاهما مؤذية! في العراق مثلا نلاحظ  غان احتلال العراق تم بمساعدة ايران والكيان الصهيوني كما ان اغتيال العلماء العراقين والطيارين سيما الذين شاركوا في حرب الخليج الأولى تم على أيدي المخابرات الإيرانية والصهيونية وعملائهما, كذلك سرقة آثار العراق ونهب المخطوطات والسيطرة على الوزارات العراقية عبر ما يسمى بالمستشارين، وفكرة تقسيم العراق وشراء ذمم الصحفيين وغيرها من الصفات المشتركة التي أشرنا اليها. لكن زرع الفتنة الطائفية في العراق تمت على أيدي نظام الملالي وكذلك تشكيل الميليشيات الطائفية وفرق الموت, و نهب النفط العراقي, واحتلال حقول النفط في مجنون وجزيرة أم الرصاص, وتصدير الأدوية الفاسدة والمعلبات المسمومة والمخدرات الى العراق، علاوة على إنتشار الأيدز عن طريق الحاجات الإيرانيات عبر زواج المتعة سيما في العتبات المقدسة. كما ان آيات الله الذين يتدخلون في شئون العراق هم من الفرس, والعديد من اعضاء البرلمان والوزراء والمدراء العامون والسفراء هم من الفرس. والأسلحة التي تم العثور عليها في العراق بما فيها صواريخ أرض – أرض هي إيرانية الصنع. وببقى لكل دولة رأيها في تحديد أي من العدوين هو الأخطر على أمنها القومي؟ وهذا الأمر خارج نطاق بحثنا.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ٢٩ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٥ / نـيســان / ٢٠٠٩ م