البعث يحيي ذكرى ميلاده الثانية والستين وسط المقاومة والجهاد والتحرير

 

 

شبكة المنصور

علاء جواد الشمري

مرت علينا قبل ايام ذكرى مناسبتين مهمتين, كان لهما الاثر البالغ على مايجري على ارض وطننا المحتل, العراق.

المناسبة الاولى كانت  ذكرى ميلاد حزب البعث العربي الاشتراكي, حيث احتفل حزب البعث بالذكرى الثانية

والستين لتأسيسه. أما المناسبة الثانية فهي مرور ست سنوات على احتلال بلدنا العراق.

 

تمر ذكرى تأسيس حزب البعث والعراق وشعبه الابي تحت نير وسلطة الاحتلال الامريكي الايراني, ذلك الاحتلال الذي وصلت جرائمه وجرائم ادواته من احزاب وميليشيات حدا فوق الخيال- مليون ونصف عراقي قتيل, مايقارب الخمسة ملايين مهجر خارج وداخل العراق, نهب منظم ومستمر للثروات الوطنية, إغتيالات وقتل يومي لطلائع شعبنا المقاومة, تدمير منظم لكل مؤسسات الادارة المركزية للدولة العراقية, وتمزيق منظم لوحدة ونسيج المجتمع العراقي.

 

مع ذكرى ميلاد حزب البعث تتزامن ذكرى الاحتلال السادسة لوطننا. فبين ميلاد حزب البعث وبدأ الاحتلال تقترن ذكرى أعظم وأهم, ذكرى إختزلت تلك المناسبتين برمزية مؤثرة إلا وهي: إنطلاق المقاومة العراقية, من رحم النظام الوطني. فذكرى ميلاد البعث اقترنت بانطلاق المقاومة العراقية, بينما اقترنت ذكرى بدأ الاحتلال  بهزيمة مشروعه في العراق على يد فصائل المقاومة العراقية.  هذة المقاومة التي هندستها واطلقتها قيادة البعث التاريخية, لتكون الرد العراقي على المشروع الامريكي الامبريالي للهيمنة على الوطن العربي ونهب ثروته الاستراتيجية- النفط.

 

ونحن نعايش مأساة الاحتلال وتداعياته عراقيا وعربيا لايسعنا إلا ان نستذكر بتقدير واكبار تجربة حزب البعث العربي الاشتراكي وقيادته الاستثنائية فيما بنوه حضاريا وعلميا وصناعيا طيلة فترة الحكم التي قادها الحزب من تموز 1968 الى نيسان 2003. تلك التجربة التي وضعت العراق على خارطة العالم السياسية وعلى عتبة النهضة الصناعية. تلك النهضة, التي كانت خطا احمرا وضعه الغرب ليس امام العرب فقط, بل امام دول العالم النامية قاطبة.

 

لقد تمكن حزب البعث(الحزب العربي الوحيد) من تشخيص اسباب التجزئة والتخلف التي يعانيها العرب, واضعا سبل علاجها والقضاء عليها.  فقد وضع حزب البعث أسس ومقومات مشروع الوحدة العربية في صلب عمله ومنهجه, وترجمه لاحقا في الممارسة العملية لفترة قيادته للحكم في العراق, معبرا في تلك الممارسة عن حلم وتطلعات الشعب العربي في الوحدة والتحرر والنهوض الحضاري. حيث ُشُخصت العلة:  الهيمنة الغربية الامبريالية, والعلاج: انجازمشروع الوحدة العربية!

 

في هذا الصدد يُشهد لحزب البعث: ان التحليل الفكري والسياسي الذي قدمه كان ولايزال التحليل الاكثر صحة وتماسكا, والاقرب  تماسا مع الواقع العربي. فقد تبنى حزب البعث بوصلة فكرية ثورية لفهم الواقع وسبل التعامل معه والنهوض به, (خصوصا فيما يتعلق بمسألة الدين(الايمان) والاشتراكية).

 

إننا في الوقت الذي نشيرفيه لمسيرة النهضة الحضارية في العراق, والتي أصبحت ملكا تأريخيا للعراقيين والعرب, لايسعنا إلا نشيد أيضا بالانجاز العظيم الحالي إلا وهو ملحمة المقاومة العراقية, التي يرجع الفضل لصيرورتها الى القيادة العراقية الشهيدة ممثلة بمحورها القائد التاريخي صدام حسين, والقيادة الاسيرة في سجون الاحتلال, والى عشرات الالاف البعثيين الابطال الشهداء الذين قدموا حياتهم ثمنا للعزة والكرامة الوطنية على درب المقاومة والتحرير. تلك التضحيات الجسام التي حجمت الاحتلال واذنابه في منطقتهم الخضراء،  وأعادت العزة والكرامة ليس للعراقيين فقط, بل للعرب جميعا. ان ملحمة الشعب العراقي الحالية في التصدي للاحتلال وحكوماته هي ملحمة المقاومة العراقية وفصيلها الطليعي حزب البعث العربي الاشتراكي. صفحتان مشرقتان ساطعتان تُحسبان لحزب البعث العربي العربي الاشتراكي؛ صفحة مشروع النهضة الصناعية وملحمة المقاومة العراقية. مأثرتان واحدة عشناها, والثانية نعايشها!

 

لقد أشار الامين العام لحزب البعث السيد عزة الدوري في خطابه بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب, أشار الى دور وأهمية الاعلام المقاوم والكلمة المقاومة قائلا: "أيها المجاهدون الأعزاء يا فرسان الكلمة المقاتلة يا حداة الثورة الأعزاء...."., معطيا الاهمية الكبيرة لترابط العلاقة بين فعل البندقية المقاومة على ساحة المواجهة وبين الكلمة المقاومة بوصفها انعكاس وفعل مكمل للمقاومة العراقية. في هذا السياق نتوجه بتحية خاصة لكل الاصوات والاقلام التي تصدت للاحتلال واحزابه وعمليته المسخ المسماة العملية السياسية, والتي لعبت دورا فعالا وحيويا أفشل تعتيم وتشويه اعلام النظام الرسمي العربي الموجه ضد المقاومة العراقية ومشروعها الوطني. هنا نخص بالذكر الاخوة الرفاق شاعر العراق الكبير عبد الرزاق عبد الواحد, الاستاذ صاحب قصيدة لشاعرها, الاستاذ حسن خليل غريب, الاستاذ محسن خليل, الدكتورعبدالواحد الجصاني, الاستاذ سعد داوود قرياقوس, الاستاذ صلاح المختار, الدكتور كاظم عبد الحسين عبود, والبقية الكثر من الاخوة الرفاق...., لما قدموه من مساهمات قيمة ومبدئية, وبالاخص تلك المساهمات الفكرية والسياسية التي ساهمت في تعزيز وتعبئة الراي العام العراقي والعربي في دعم المقاومة العراقية ومشروعها التحرري, من خلال تمسكهم بأولوية الصراع وبخيار المقاومة اللامرتد لدحر الاحتلال والتحرير الكامل للتراب الوطني. فقد ساهمت اقلامهم المقاومة في صياغة رؤية واضحة ومبدئية لمشروع المقاومة العراقية, إعتمدت إرثهم الفكري الثوري وفهمهم العميق للواقع العراقي بكل تشعباته القومية والدينية والمذهبية, متصدين في ذلك لكل محاولات خلط الاوراق السياسية ,منطلقين من رؤيا ترتكز على خيار البندقية المقاومة كأقصر وسيلة لانهاء الاحتلال واعتبار المقاومة الممثل الشرعي الوحيد للعراق وشعبه.

 

في الختام نتوجه بالتحية والاكبار لحزب البعث العربي الاشتراكي واعضائه الكرام الذين اثبتوا وحزبهم المقاوم بانهم خير من ذاد عن العراق وشعبه, وما ملحمة المقاومة العراقية وتضحيات عشرات الالاف من البعثين إلا دليلا ساطعا يضاف لسجل البعث الحافل بالانجازات الثورية.

 

المجد والخلود لشهداء المقاومة العراقية الابرار

المجد والخلود لشهداء البعث الابطال

المجد والخلود الى القيادة العراقية الشهيدة والاسيرة ورمزها القائد صدام حسين

تحية اجلال واكبار الى شعبنا العراقي الابي, والى سواعد أبطال مقاومة الاحتلال وتحرير العراق

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ١٧ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٣ / نـيســان / ٢٠٠٩ م