في ذكرى تحرير الفاو مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم .. كل عام والعراقيون بالف خير الذين طهروا ارض الوطن من رجس الخمينيين الفرس .. لماذا أسماها سنحاريب باب السلامة ؟!! ولماذا طلب صدام حسين  من الخائن نزار الخزرجي ان يقسم  بالقرآن  قبل  تحريرها ؟!! ولماذا ارتدى الصحفيون في الصيف ملابس شتوية ؟؟ ولماذا حزن قائد الفيلق السابع ماهر عبد الرشيد ؟

 

 

شبكة المنصور

المحامي علاء الاعظمي

عندما بدأت القوات الخمينية الفارسية وكنا لا نطلق مصطلح خمينيين بعد وقف اطلاق النار بيننا وبينهم لاننا اردنا ان نفتح صفحة جديدة من العلاقات  لكنهم ينطبق عليهم البيت الشعري

الكلب كلب لو طوقته من ذهب            والعبد عبد لو علت مراتبه

بقصف البيوت الآمنة في مدينة الفاو قبل 22-9-1980 وهو يوم  رد العدوان الذي قامت به القوات العراقية لابعادها من مدننا الحدودية بدأ ابناء المدينة بالنزوح عنها الى وسط مدينة البصرة ومنهم من ارتحل الى مدن عراقية اخرى ولقوا هناك كل لترحيب والعناية الا ان من كان حظه سيئا فنزح الى مدينة النجف تحسبا منه على انها مدينة امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وسيكون هناك في مكان مريح له ولعائلته .

 

الا ان الرياح تأتي بما لاتشتهي السفن !! فقد عانى اهل الفاو المر في النجف حيث عاملهم العاملون في الحوزة العلمية بكل صلافة وخشونه حتى وصل الامر الى عدم اعطائهم الماء للشرب والسبب يعود الى امرين هما :-

 

الاول مذهبي  :-   وكما وضح ذلك الاستاذ عبد الله الحويزي انه في المذهب الجعفري اتجاهان الأول الاتجاه الاصولي والثاني الاتجاه الإخباري، وأهل البصرة لسنوات قريبة هم اخباريون، يختلفون عن الاصوليين بمسالتين مهمتين الأولى تضييق مبدأ الاجتهاد إلى الحد الضروري جدا وعمليا إلى حد لا اجتهاد إلا بموضوع لا سابقة له أبدا، وعادة لا يفتي علماؤهم بسهولة، والأمر الثاني هو عدم تدخلهم بالسياسة فرجل الدين لديهم رجل مختص ومتفرغ لأمور الدين، لان الحياة تتطلب التخصص، والاخباريون ينتشرون في كل منطقة الخليج، (يطلق أهل البصرة عليهم لقب البحارنة نسبة للبحرين) لكن السنوات الأخيرة وبدفع من المقبور خميني بدأت الضغوط لتصفية رموزهم الدينية . علما أن هؤلاء الاصوليين ( الذين يسمونهم النجفيون  بالشروكية ) من محافظات الناصرية وميسان لم يدخلوا البصرة إلا بعد ثورة تموز 1958 بسبب النزوح الكبير للمدينة من مناطق الجنوب الأخرى، وخلال فترة الاحتلال تعرضوا لشتى أنواع التصفية الجسدية، لانهم موالون للبعث ولكونهم عربا.

 

أما الشيخية، نسبة إلى الشيخ احمد الاحسائي، احد كبار علماء النجف في زمانه اختلف مع رجال الدين هناك لأمور فقهية صرفة، واضطر للهرب إلى إيران وتبعه الكثيرون هناك وانتشر فكر الشيخ الاحسائي بإيران والبصرة وبعض مناطق الخليج وعند تولى خمينى السلطة في إيران اعدم قياداتهم الدينية وجرت تصفيات دموية لأغلب رموزهم وبسبب ذلك انتقلت قيادتهم الدينية إلى البصرة،وبنوا فيها مسجدا جامعا هو احد معالم البصرة المعمارية  حاول فيلق بدر التحرش بهم فردوه ردا قاسيا.

 

 الامر الثاني سياسي:- فأهل الفاو وقفوا بالمرصاد للمتسللين من الخمينيين الفرس الذين كانوا يعبرون شط العرب بالزوارق للقيام بأعمال إجرامية ضد العراقيين

 

لذا فان الحوزة طلبت من الناس عدم تقديم الرعاية لأبناء الفاو .. وحتى الان فان ما يعانيه هؤلاء العراقيون لم يعانيه احد بسبب الاضطهاد والقتل والتنكيل بهم .

 

وعندما وضع الرئيس الشهيد صدام حسين حفظه الله خطة تحريرها من براثن الفرس المجوس ونجحت بكل تفاصيلها امر القوة الجوية العراقية بعدم تهديم الجسر الذي يصل بينها وبين عبادان للسماح للخمينيين بالعودة الى بلادهم دون اذى حفاظا على النفس البشرية ولكن .. وإن  انت أكرمت اللئيم تمردا !!!

 

والكل يتذكر ما نادى به رموز الشر والطغيان في قم وطهران بعد أحتلال الفاو كيف انهم طالبوا الكويت بالتعامل مع الجار الجديد لهم ورؤساء التحرير للصحف الكويتية الموجودون الان خير شاهد على ذلك ام ان ذلك افتراء مني ؟؟؟!!

 

ولنعد الى ذكريات تلك المناسبة

فبعد ان قام ابي رغال العصر جلال طالباني بمساعدة قوات العدو الفارسي باحتلال حلبجة وصلت اوامر الرئيس القائد العام  للقوات المسلحة المهيب الركن صدام حسين بان يثبت تقدم العدو عند المواقع التي احتلها بشرط حماية سد دوكان ودربندخان من هجوم مباغت لان هدف العدو الايرامي هو الوصول الى السدين وتفجيرهما لاغراق بغداد !!!

 

وثم تم تسريب خبر زيارة المرحوم الفريق اول الركن عدنان خير الله طلفاح وزير الدفاع الى قاطع العمليات في حلبجة وتم بث صور الزيارة على مدى ثلاثة ايام

على الجانب الاخر انهت القوات العراقية استعدادها لتحرير الفاو ولم يتم تحديد ساعة الصفر لذلك وقبل ان يوعز الرئيس الشهيد بالهجوم طلب من الخائن لبغلق لامه وابيه نزار الخزرجي واخرين معه ان يقسم بالقرىن ان لايقل لاي احد عن موعد الهجوم وتفاصيله عدا من اتفق معهم ( احد العملاء في لقاء تلفزيوني قال ان صدام حسين اخفى الهجوم على الكويت على اعضاء القيادة وهذا خطأ )

 

يقول ناكر الجميل عبد الجبار محسن والذي كان يشغل منصب مدير التوجيه السياسي والناطق العسكري للقيادة العامة للقوات المسلحة ان موضوع تحرير الفاو التي احتلت في عام 1986 ترك  لغاية عام 1988 حيث فيه قامت ايران بحشد قواتها في شمال العراق في محاولة للتوغل باتجاه كركوك والسيطرة على آبار النفط والمنشآت النفطية , في هذا الوقت بالذات عقد اجتماع للقيادة العامة اذكر انه الرئيس سال اين وصلت خطة تحرير الفاو ؟ فوجئ الجميع لان السؤال لم يكن في مكانه فالمعارك مازالت مشتعلة في قاطع الفاو , اذكر ان رئيس اركان الجيش انذاك الفريق نزار الخزرجي قال له ان الخطط جاهزة ولا تحتاج إلا الى لم النهايات السائبة , وانتهى الموضوع عند هذا الحد , في اليوم التالي عقد اجتماع مصغر ضم الشهيد ابا عدي  ونائب القائد العام وزير الدفاع المرحوم عدنان خير الله ورئيس اركان الجيش نزار الخزرجي ومدير الاستخبارات العسكرية الفريق الاول الركن الاسير صابر الدوري وقائد قوات الحرس الجمهوري آنذاك الاسيراياد فتيح الراوي وقائد القوة الجوية حميد شعبان ومدير التصنيع العسكري , في هذا الاجتماع المحدود صدر امر الرئيس القائد باعداد القوات التي كان قد خصصت لتحرير الفاو ودفعها الى المنطقة بصيغة الدفع التدريجي أي تذهب القوات بشكل مجموعات صغيرة لكي لا تلفت أنظار العدو او انتباهه وتتخذ لها مواقع في المواقع التي يحتلها جنود الفيلق السابع و في المملحة ومقابل الفاو , وامتزجت عملية مخادعة فكلفت الفرقة العاشرة بالمناورة المكشوفة الى قاطع حلبجة كي يتصور العدو ان العراقيين يقومون بتعزيز قطعاتهم في قاطع حلبجة وأمر وزير الدفاع ان يقوم بزيارة تفقدية أذيعت تفاصيلها مصورة في تلفزيون بغداد لتفقد القوات التي تقاتل في الشمال وامر التوجيه السياسي ان يهيئ عدد من الصحفيين المصورين وان يجعلهم يرتدون الملابس الشتوية لأنهم ذاهبين الى منطقة شديدة البرودة كنوع من الحذر , قسم العمل على محورين الاول المملحة تتولى التقدم عليه قوات الحرس الجمهوري والمحور الساحلي تتولى التقدم عليه قوات  الفيلق السابع حدد الاول من رمضان يوم بداية الهجوم وتقرر ان يبدأ الهجوم بقصف مدفعي وجوي لتليين الدفاعات الايرانية لا يقل عن ساعتين وكانت كلمة السر هي رمضان مبارك وهي كلمة اعتيادية يتبادلها الناس في الاول من رمضان وبعد معركة حلبجة ظهر للرئيس ان الوقت قد حان ليباغت الفرس  بالخطة التي كانت معدة سلفا بالقوات التي جهزت سلفا ودربت سلفا في هذا الوقت بالذات لم يكن الفرس يتصورون ان المعركة ستحدث فالعراق الذي يدافع في حلبجة عن كركوك وآبارها لا يمكن ان يهاجم الفاو هذا منطق ,لكنه مهاجمة الفاو جاءت بالحقيقة خارج المنطق وغير متوقعة ولذلك نجحت لانه في الامور العسكرية كما في الامور السياسية احيانا اللامنطقي ياتي بنتائج افضل من المنطقي .

 

كان ابو عبد الله البطل الفريق الركن ماهر عبد الرشيد يطمح ان تكون قواته التي يشرف عليها اول من يرفع علم العراق على الفاو الا ان الحؤس الجمهوري سبقوه بذلك فحن كثيرا على ذلك

 

***ففي هذا اليوم انتصف العرب من العجم في واقعة الفاو مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم في معركة رمضان مبارك في السابع عشر من شهر نيسان عام 1988 ليثبتوا للعالم ان الامة التي ستكون شاهدة على الناس يجب ان تكون منتصرة.

 

***اليوم كان العراقيون يقودهم حبيبهم  ابوعداي وولداه الشهيدان عدي وقصي وخالهم الشهم عدنان الى ضفة النصر فتجرع خمينيهم السم بالكاس .

 

***اليوم سطر العراقيون سفرا جديدا أهابتهم به الامم وحسبت لهم ألف حساب فحشدت جيوشها من أحلاف وارشو والناتو ومرتزقة افريقيا وأمريكيا اللاتينية لان العراقيين ابطالاَ فلن يقدر احد لوحده على هزيمتهم حتى لو كانت عاصمة الشر فاستعانت بكل قدرات العالم العسكرية لان العراق دولة عظمى وعلى قدر اهل العزم تأتي العزائم .

 

***اليوم جسد العراقيون من زاخو الى الفاو صورة الوطن الواحد الذي ان اراد ابناؤه شيئا من اجله لن ولم تقف بوجههم اعتى ترسانة عسكرية او اقوى جيش بالعالم.

 

***اليوم انهى العراقيون أسطورة تصدير الثورة الخمينية الى بلاد العرب والتي اراد منها خميني ان يستعبد نساء العرب ويأخذهن اسرى ردا على جلبنا لبنات كسرى اسيرات في معركة القادسية الاولى .

 

***اليوم كان وفي معركة الفاو مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم شيعة آل البيت العراقيون يقفون بالمرصاد للصفويين ويذيقوهم مر الهزيمة فكانت الجحافل النجفية والكربلائية والواسطية والبابلية والذيقارية والميسانية والقادسية والمثنائية تتقدم مع جحافل تكريت ونينوى والانبار والتأميم وبغداد وديالى لتطهر ارض العراق من دنس الفرس المجوس الخمينيين الاوغاد.

 

***اليوم أحس الخمينيون ان شعاراتهم بالعداء للشيطان الاكبر يجب ان تتحول الى تحالف مع الشيطان الاكبر لان العراقيين سيدخلون طهران في ليلة ظلماء ليؤسروا دهاقنة الشر في قم وطهران الذين يحوكون الشر ضد العرب والعروبة تحت اسم الاسلام وهو منهم براء .

 

***اليوم نذر الخمينيون ان ينتقموا من العراقيين من كل اطيافهم ومذاهبهم فتحالفوا مع الشيطان الاكبر وادخلوا فيلقين ( القدس وبدر ) للقتال الى جانب الاحتلال الامريكي  وليغدروا بالفيلق الرابع والفيلق الثاني وقوات القدس في واسط وميسان ويدخلوا من قاطع ديالى والايام ستثبت ذلك .

 

***اليوم غنى العراقيون ياكاع ترابج كافوري و انشودة حظك يالعاثر دهرابة واشجابك لأبن أم عصابة وغنى المرتد كاظم الساهر:

 عروستنا واخذناها بعد شنهو العواذل .

 

***ولن ينسى العراقيون عامة وابناء الفاو وبالبصرة خاصة كيف ان ملك الجهات الاربعة صدام حسين كان يحمل طاسة الاسمنت على كتفه الشريف ليبلط شوارع وارصفة الفاو .

 

***واليوم يتذكر العراقيون كيف ان ابناء عمومتنا السعوديون تبرعوا بحديد وزجاج لبناء بعض مرافق المدينة  ثم قالوا انها ديون على النظام السابق ؟؟!!ونحن دفعنا الالاف من الشهداء لحماية (عكلهم ) وشرفهم ونساءهم من الاسر الخميني.

 

***كل عام وابطال الفيلق السابع الافذاذ بقيادة الشهم ابو عبد الله ماهر عبد الرشيد جد الشهيد البطل مصطفى قصي صدام حسين الذي كان اخر من استشهد في ملحمة الموصل بعد ان استشهد امام عينيه وبين يديه عمه الباسل عدي وابيه البطل قصي وجحافل الحرس الجمهوري بقيادة الشهم اياد فتيح الراوي قك الله اسره والقوة الجوية بقيادة الشهم حميد شعبان واسناد طيران الجيش بقيادة الشهم الحكم حسن علي وقادة الفرق الثانية والسادسة والثامنة والسابعة واربعة عشر وواحد وخمسين التي اذاقت العدو الامريكي والبريطاني المر والهوان في ملحمة ام قصر عام 2003  بقيادة نور العيون الواء الركن خالد الهاشمي وتسعة عشر والثانية عشرة وواحد وعشرين وفرق الحرس الجمهوري وابطال القوات الخاصة والوية المغاوير ورجال البحر الشجعان من القوة البحرية والدفاع الساحلي بكل خير ورحم الله الشهداء منهم

 

***كل عام والعراقيون جميعا بالف الف خير الذين طرزوا اروع الملاحم من اجل تطهير ارضهم من رجس الخمينيين الفرس وان شاء الله سنحتفل قريبا بالقضاء على الحلف الشيطاني الامريكي – الاطلسي – الصهيوني- الفارسي

 

***وعندها سنحتفل بيوم الفاو ويوم بغداد معا

وطز بشمعون بيريز وطز ببوش وطزين بابيه كما قال الشهيد البطل في قاعة المهزلة ونقول ايضا طز بخامنئي وبلير واحلاف الشيطان.

 

***وكما قال الرسول الاعظم ص اليوم انتصر العرب من العجم وبي نصروا

 

 

يعود تاريخ الفاو إلى سنة ( 2500ق.م) وحسبما تشير اللقى التاريخية إلى إن الملك الآشوري سنحاريب أطلق عليها ( ريبو سلامو ) أي باب السلامة وأطلق عليها العرب عام 635 ميلادية منطقة ماء الصبر أي المر وسماها الوالي العثماني مدحة باشا مفتاح العراق وقال عنها صلاح الدين الصباغ أحد قادة ثورة أيار  عام 1941 أرض السلامة .

 

وأختلف اللغويون في تفسير معنى الفاو فقد قال ياقوت الحموي أنها الفج الواسع بين جبلين وقيل أنها الفاو المتدلي على الخليج العربي وذهب آخرون إلى أنها مشتقة من الغولاف وهونبات تشتهر بزراعته منطقة الفاو والذي تستخرج من أزهاره صبغة حمراء استعملت في طلاء شناشيل البصرة , وتشيرالمصادرالتاريخية  ألى أن الفاو أكتسبت أسمها من سفينة تحطمت فوق الصخور الكامنة تحت الماء كانت تدعى الفاو . وأوضحت مصادر تأريخية إلى ان الفاو شهدت محاولة من قبل العيلاميين لاحتلالها في العصور القديمة ولكنهم فشلوا في ذلك بعد أن خسروا المعركة التي دارت بالقرب من نهر الكرخ أمام الجيش الآشوري القادم من العراق وقتل قائد العيلاميين وخلفت هذه المعركة نقوشاً وكتابات مازالت محفورة على الواح من المرمر تحذر أهل  عيلام من معاودة التحرش بالعراق وتبدأ بعبارة ( من هنا مر ملك العراق العظيم ) وفي التاريخ تنازع على الفاو البرتغاليون والعثمانيون والإنكليز الذين أحتلوها سنة 1914 فيما أحتلتها أيران في شهر شباط  عام 1986 .

 

وتتميز مدينة الفاو بكثرة جداولها وأنهارها ويذكر المؤرخون أن عددها ( 172) وتتوزع بين المناطق والمقاطعات مثل كوت بندر وكوت عباس ومناطق اخرى في الفاو.

 

وتحمل مدينة الفاو خصوصية تنفرد بها عن بقية مدننا الجميلة فنرى اغلب سكانها يمتهنون الصيد ويجودون بما يجود به عليهم البحر.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء / ١٩ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٥ / نـيســان / ٢٠٠٩ م