مــــن نــكـبـــــة شـعــــب الــي نــكــبـــة أمـــــة

 
 
 

شبكة المنصور

الــــوعــــي العـــــــربــــي
منذ نكبة الشعب الفلسطيني قبل إحدي وستون عاما في الخامس عشر من شهر مايو / آيار 1948 ومازالت النكبات مستمرة وباتت الأمة العربية كلها بفضل سياسات أنظمتها وحكامها تعيش النكبة تلوالأخرى، و اليوم العالم كله ممثلا في الجامعة العربية وأنظمتها والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وعصابته يشاهدون ما يحدث للشعب الفلسطيني دون أكتراث وإصدار قرارات لا ترقي حتي الي مستوي الحبر الذي كُتبت به بل ويساوون بين الجلاد والضحية ، أما الشعب الفلسطيني تٌرك وحيداً مع أستمرار القتل والتدمير والحصار وبناء المستوطنات وتهويد القدس ومحاولة نزع إعتراف عربي ودولي بيهودية الدولة كما إنتزعوا في السابق إعترافا عربيا بدولة الكيان الصهيوني ، هكذا هو حال الفلسطينيين كل يوم يدور في حلقات مفرغة من الزمان الذي يعيد نفسه ، حيث المشهد ذاته يتكرر كل مرة بكل تفاصيله اللهم أختلاف الزمان وتنوع الأسلحة والآليات العسكرية وتطور تكنولوجيا الوسائل القتالية المستعملة والتي أصبحت أشد بطشاً منذ نكبة عام 48 واليوم يعيش الفلسطينيين نكبة لا تختلف عن الأولى سوى مرور واحد وستون عاماً فالقتل ذاته والهدم والتدمير ذاته وعندما صمد الفلسطينيون على الأرض أستبدل التشريد بحصار خانق ومشدد تفرضه إسرائيل علي شعب غزة وصولا الي قرار صهيوني ببناء جدار عازل بين مصر وفلسطين وأحتلال فحصار فعداون فاجتياح فتدمير وخراب هذا ما حدث لغزة من العدو الصهيوني الهمجي وبعد الإنتهاء من المهمة علي طريقة بوش الغبي عُقدت المؤتمرات والمناقصات والمزادات لإعادة بناء ما دمرته آلة الحرب الهمجية وبعد الخراب والدمار الذي أحدثه العدو الصهيوني جاء الإحتلال ليستعمل هذا الوجه القبيح لكي يواصل عملياتة الوحشية تحت شعار إعادة الإعمار وما زال الشعب الفلسطيني في العراء والخيام لا مأوي ولا كساء ولا ماء نظيف أو كهرباء، ومن جديد يعيش المواطن الفلسطيني في غزة حياة اللجوء والخيام مشرداً بائساً كما لو كان كُتب علي هذا الشعب العيش في الشتات وفي الخيام حتي علي أرضه فما زالوا يعيشون سنوات النكبة بكل فصولها من جديد ،

 

إذن لا أحد يعرف حتي الأن لماذا تم عقد مؤتمر شرم الشيخ لاعادة إعمار غزة ؟ وما الذي أسفر عنه وهو كسابقه من مؤتمرات عُقدت في هذا الشأن وعُرف بمؤتمرات المانحين وكان أخر هذه المؤتمرات في باريس كانون أول / ديسمبر من عام 2007 وفيه تعهدت الدول المانحة بدفع سبعة بليون دولار للسلطة الفلسطينية علي مدار ثلاث سنوات ولا أحد يعلم حتي اليوم ما هو مصير هذه الأموال وفي أي أغراض صُرفت وذلك لأنها سلمت إلي سلطة الجنرال الأمريكي دايتون في الضفة لصرفها علي العناصر الأمنية لحماية أمن الكيان الصهيوني من ضربات المقاومة ولا أحد يعلم أيضا ما إذا كان مبلغ "الخمسة بليون"التي تم منحها في شرم الشيخ مستقلا عن مبلغ "السبعة بليون" المخصصة للسلطة الفلسطينية في"مؤتمر باريس " وعموما كل هذه المبالغ ربما قد تُصب في صالح سماسرة السلطة وبذلك يحُرم الشعب الفلسطيني ويدور في حلقة مفرغة من المساومات فالغذاء والكساء والإيواء مقابل الإعتراف بالكيان الصهيوني وشروط الرباعية الدولية ونزع سلاح المقاومة وهذا هو المطلوب فالمقاومة مقابل الإعمار والدولارات وليست المقاومة في مقابل الأرض ، وأخيراً أنفض المُولد وأغُلق المزاد ونفض الغرب والشرق أيديهم من غزة وأعمارها وترك الشعب الفلسطيني يواجه مصيره في العراء تحت سمع وبصر المجتمع الدولي والمجتمع العربي فلا العرب ناصروهم ولا الغرب أغاثوهم ويظل وهم الأعمار عدواناً جديداً علي الشعب الفلسطيني وهو نوع من العدوان والإبتزاز مقابل الإعتراف بالكيان الصهيوني ويهودية الدولة ، أن ما يجري من مؤامرات ومؤتمرات تحت شعارإعمار غزة هو نكبة أخري تضاف إلي كم النكبات والصفعات التي يتلقاها كل يوم النظام العربي الرسمي الذي ما زال يعجز عن إمداد أهل غزة بأبسط مقومات الحياة وذلك رضوخا لتعليمات الكيان الصهيوني ومازال هذا النظام بعد كل هذه الصفعات يخفي رأسه في الرمال وذلك للتغطية علي فشله وصمته وعجزه في مواجهة العدوان الصهيوني بل وحتي فشل في أن يوجه أي إشارة ولو بالمسئولية عما أرتكبه الكيان الصهيوني من جرائم بحق البشرية والإنسانية بل وخرج هذا الكيان من وراء ذلك وكأنه أعُطي له شهادة لإبراء ذمته لما حدث ويحدث بحق الشعوب العربية بل ومن ثم مكافأته علي ذلك بإعطائه صكا علي بياض تخول له إرتكاب المزيد من المجازر وتكرار العدوان بحق الشعب الفلسطيني أو أي شعب عربي يدافع عن أرضه في ظل دعم اوربي وغربي ،

 

وأن ما يجري اليوم علي المشهد السياسي من لقاءات وحوارات تحت شعار المصالحة الفلسطينية وبرعاية الجامعة العربية ما هي إلا نوع من الإبتزاز أو يأتي في هذا السياق وهذا لا يقل في خطورته عما يرتكبه الكيان الصهيوني ومجرمي الحرب بحق الشعب الفلسطيني فكل من النظام العربي والسلطة والكيان يشتركون في إبتزاز الشعب الفلسطيني ونزع شرعية إنتصاره الذي حققه بصموده ومقاومته من أجل كِسرة خبز أو شربة ماء أو زجاجة دواء فإما إلقاء السلاح جانبا والاعتراف بإسرائيل وإما التجويع والحصار والموت البطئ والبقاء في العراء وليبقي إعمار غزة هو الأهم من تحرير فلسطين والمسجد الأقصي ومؤامرة تهويد القدس،إذن لن تحرر فلسطين أو العراق إلا إذا وجُدت الإرادة والتحدي العربي والأيادي العربية الشريفة التي لا تتاجر بقضايا الأمة أو تدور وتلف في فلك التحالفات الأستعمارية وإلا سوف تحل كل يوم علي امتنا العربية نكبة جديدة .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ٢٠ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٦ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م