المقاومة العراقية : فيلق الاعلام في خطاب الرفيق القائد عزة ابراهيم بمناسبة الذكرى السادسة للاحتلال البغيض والذكرى الثانية والستين لميلاد البعث العظيم

 

 

شبكة المنصور

الوليد العراقي
تمر الشعوب بانعطافات خطيرة في حياتها تصل حد فقدان اسمى ما تملك وهي رسمية دولتها وكيانها المحدد المعروف والمعترف به عالميا وبفعل الاستعمار والغزو خاصة اذا ما جاءها بقصد التخريب والتدمير وانهاء حضارة بكاملها ومن ثم يغادر تلك البلدان المدمرة بعد انتهاء مهمته في ذلك الهدف الخبيث.ان موجات الغزو التدميرية ضد الحضارات التي يراها عدوة له ليست غريبة بل حصلت لمئات بل الاف المرات على مدى تاريخ البشرية الطويل.كما ان بلدنا العراق معروف عنه انه نال اكبر قسط من تلك الغزوات المدمرة لانسانه وحضارته وربما يرجع ذلك كون العراق بقي مهدا للحضارات ومقياسا للتقدم والتطور الاجتماعي والقانوني والعلمي بل وحتى السلوك البشري السليم مما حدى بالقوى المحيطة به والخائفة منه ان تثور عليه محاولة استغلال ضعفه الذي ينزل به بين فترة واخرى نتيجة التغافل السلطوي وملهاة الحكم ونسيان التاريخ المحيق بالبلاد حتى يقع المكروه ثانية وهكذا دواليك.كما ان العراق دائما وابدا وعلى مد التاريخ يستطيع من دحر اعدائه ولجمهم بعد عبثهم بمقدرات الوطن والشعب ومن خلال ظهور رجال اشداء يقودهم رجل داهية قوي الشكيمة ممتاز العقل  لا يهاب المنايا ومن ثم تنتصر به وبمن معه من القوة المحررة  البلاد والعباد في  ارض ما بين النهرين.عادة وكما يروي لنا التاريخ يبقى العراق وبعد الغزو ومن ثم التحرير الى عدد من القرون موحدا قويا  ومعيدا بناء حضارته وبانيا على انقاضها ما هو اجمل منها  و كما تعيش الاجيال ما بعد التحرير حياتا اخرى من اليسر والعافية والامان والتقدم والرخاء وهذا ما اكتشفته كل الدراسات التاريخية والاثارية والجغرافية والبشرية التي جرت على ارض الرافدين والتي اسبرت الاغوار عن حضارات عظيمة عاشت ونمت على انقاض حضارات عظيمة اخرى قبلها كان قدرها ان تنسحق وتدمر بالكامل نتيجة الترهل وتراخي القيادة في الحكم وملهاة القيمين عليها ومن ثم استغلال هذا الفراغ من قبل العدو ليجهز عليها وينسفها ويخرج وهكذا يبقى العراق.

 
ان المستمع المتروي لخطاب الرفيق القائد عزة ابراهيم في تلك المناسبة ليجد رائحة جديدة بل وطعم اخر مضاف ولون شع به الخطاب  وهو التركيز وتبريز دور الكلمة المقاتلة في حربنا ضد الاحتلال البغيض.ان تبريز دور الفيلق الاعلامي الذي كتبنا سابقا بصدده والذي وصفناه بالمنحى الجديد الذي قرر القلم المقاتل سلوكه من ناحية ومن ناحية اخرى قرار المقاتل من صداقة القلم المقاتل ورفقة الكلمة والتسلح بها الى جانب البندقية كان كل ذلك منحا جديدا اتخذته فيالق الجهاد المسلحة بالبندقية لتترجم المقولة البعثية الشهيرة ( للقلم والبندقية فوهة واحدة ).

 

ان دور القائد الميداني والسياسي وكما هو عليه رفيقنا الرئيس عزة ابراهيم قد تمثل بارقى صور التعبيرعن الربط الملحمي الذي افرزته حربنا العالمية الثالثة ضد الثلاثي الاحتلالي ( اميريكا - الصهيونية - ايران ) ومن تحالف معهم من قوى الشر والرذيلة والانحراف عن ابسط القواعد الانسانية والقانونية والعرفية والسماوية. وعليه ونتيجة تلك الهجمة العالمية الفريدة علينا فقد انبرى جيل ثائر جديد قل نظيره في حمل القلم والكلمة والفن الراقي الوطني المقاتل  بل وحتى القصيدة اخذت منحا اخرا في تغلغلها حتى في تلافيف العقول المجهدة من شدة الخدر نتيجة  الحقن الارهابي الدعائي الاحتلالي الرهيب الذي اصاب الكثير من ابناء شعبنا بل والعالم بأسره نتيجة التخطيط الاعلامي الداهي الشيطاني الذي تتبعه الصهيونية العالمية والموجه بكل قواه وامكاناته العالية الى مسامع وانظار مجتمعنا المذهول بصدمة الاحتلال والعالم المتفرج المغلوب على امره والمستسلم تماما لما يسمى القوة الاعظم اميريكا.

 
ان ما يمكن ان يفهمه السامع الجيد للخطاب يخرج بحقيقة رئيسية مفادها انه لا يمكن لك ان تستقطب الناس بالقوة وبفرض القانون حتى كما يقول ويطلب البعض لكنك يمكن ان تمتلك عقول الناس بالاقناع وان ماكنة صنع الاقناع هي الكلمة والقدرة على جعلها تتوغل في عقول الاخرين دون عناء كونها تعبر عنهم وتتناول همومهم وتمسح جراحاتهم  وتطمئنهم على انك منهم ولهم والفرق انك تخاطر اكثر منهم من اجلهم.كما ان مصداقية الساسة او قل الهدف الجماعي تبرز من خلال القدرة الهائلة على كشف الحقائق المغيبة امام الجمهور ومن ثم  وضعها امامه على طبق من ذهب ومن ثم عليه هو ان يتفحصها نتيجة معايشته الميدان الذي هو خليط منك ومن غيرك بظمنهم اعداؤك اعداء الشعب وهنا اتكلم بمنطق حزب البعث  الذي انا جزء منه فكرا وفعلا.صحيح ان البندقية  تصرع عدوك المحتل وتقطع ذيوله ولكن هناك ميدان تشابكت به اغصان الاعلام  والاعلام المعادي لتحول الجهاد والمقاومة الى ارهاب وتحول البطولة الى  ما  نشاهده من مفخخات تطال الاخضر واليابس وبفعل المحتل.

 

ان الكثير من افراد شعبنا ما زالت لا تعرف الحقائق بل وما زالت تخلط بين التحرير  وبين ما تراه من قتل اجرامي جماعي وتخريب كل شئ وهي الصورة المعبرة تماما عن الحرب الشيطانية التي يستخدمها المحتل بكل عناوينه وذلك لتشويه  الفعل التحريري والمقاوم البطولي الذي اعجز المحتلين ومن هنا جاءت حاجته الى الفعل الاعلامي المخابراتي في اللعب بالشارع العراقي ومن ثم التشويش على العقل العراقي وخاصة البسيط منه بحيث يجعله فاقدا التمييز بين الفعل المقاوم المشروع وبين الفعل الشرير الذي يعبث بحياة الناس ودون تمييز لانه غريب على اهل العراق بل وعدو لهم ولا يهمه من عاش ومن قتل؟

 
من هنا كان علينا نحن المهتمين بالكلمة بكل شهياتها الشعرية والمقالية والفنية ان ننتبه اكثر في كتاباتنا وبدقة اشد الى ان نصل الى صنع الكلمة المقاومة التي تميت كلمة المحتل واعوانه خاصة داخل العراق ومن ثم الوطن العربي واخيرا العالم من خلال المتابعة ومن خلال اختيار البراهين الاكثر دقة وشعبية وسياسية واقتصادية وقتالية واعلامية الدالة على سيئات المحتل واعوانه وهذه هي الحرب الثانية التي تتوازى مع حرب البندقية وتكشف لها الطريق لتصوب بدقة نحو صدور الاعداء  مستلهمة شعاع الكلمة الذي انار لها الطريق الى صدر العدو تحديدا وهنا نقصد المحتل وذيوله من اجل الاقتصاد في أي اذى لا سامح الله يقع على اهلنا العراقيين.

 
ان للاعلام القوة الفاعلة والضاغطة الواقعية في ايضاح اهمية التلاحم والتوحد بين كل القوى الوطنية والقومية والاسلامية التي نجد فعلها المقاوم البطل في الميدان.كما ان الكلمة التي تخرج من القلب ودون مصدات حب الحكم التي قد تلوثها قد تزيل خوف الاخرين من فكرة الاستحواذ على السلطة ومن هنا يمكن للكلمة ان ترتقي بالانسان الى مصافي الصوفية والرومانسية  التي يتستعذبها كل لب صحيح وغير مريض.ان الحروب وخاصة العالمية ومنها حربنا اليوم  اهم ما تتمخض عنه هو تخريج جيل من القادة المقاومين المجاهدين هم اكثر ميلا الى الرومانسية والتصوف والزهد تجاه حرث الدنيا كون رأس مالهم العظيم هو الموقع الجهادي المعنوي الذي كانوا فيه ابان الحرب لا بعدها لان تاريخ الثوار في مثل هذه الحروب يخلق اثناؤها لا بعدها فنحن نعرف ونجل القائد الفيتنامي( جياب ) كقائد تحرير تاريخي لا قائد عسكري بعد التحرير وهكذا هو شأن وتاريخ الثوار العظماء الذين ينؤون بانفسهم عن ديدن السلطة ويلهثون وراء موقع القيادة في حرب التحرير التي هي النار والجمر  الذي يزداد سناه كلما تسلق المقاوم سلم القيادة في جيوش التحرير وهذا هو المفترض والعكس لا يصح ابدا.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء / ١٢ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٨ / نـيســان / ٢٠٠٩ م