المقاومة العراقية : ولايات ام محافظات ام سافرات ؟!

 

 

شبكة المنصور

الوليد العراقي

خلق الانسان بقدرة الواحد الاحد سبحانه ووضع فيه اعظم مضغة واعقدها وهي العقل الناطق الابجدي الذي تمييز فيه الانسان على كافة مخلوقات الله من الكائنات الحية التي عرفناها لحد الان على الاقل.هذا العقل الجبار الذي يتحسس كل شئ ويبرمج كل شئ بل وله القدرة الهائلة على تحليل كل شئ ومهما كانت درجة ارتقائه في سلم ما يسمى اليوم بالحضارة  وان كانت تلك الترجمات تتباين بقدرتها على وصف ظواهر الكون بدءا من سلوك الانسان نفسه والى غير ذلك من عجائب الخلق التي تحيط به بهتافاتها لتناغيه.ان القدرة على تحليل الواقع ومن ثم تصنيفه اما في خانة الشر او في خانة الخير او الاسود او الابيض او المقبول او الا مقبول الخ..هي بذاتها فطرية جبل الانسان عليها ومنذ الخلق الاول والا لكان الانسان رمى نفسه في النار ولكان الانسان استهوته شهوة التدمير ونهج نهجها لولا الخسائر المريعة بالنتيجة طالما هو في الطريق غير المقبول من قبل العقل البشري الفطري.ان ردود فعل الطبيعة على من خرج على قوانين التوازن فيها لهي صارعة اقوى قوة ترى نفسها من الجبروت ما لا يمكن لقوة في الكون من ردعها وهذا الناموس الطبيعي المتوازن هو السبب الرئيس في بقاء مكونات الطبيعة او قل الكون سائرة في ما قدر لها من طريق وحركة ابدية وبعكس ذلك هو خراب الكون وتدمير كل شئ وغور الحياة بالنتيجة وانهاء فصل خلافة الانسان على الارض.

 

جاء الاحتلال الى العراق وبغض النظر عن اسبابه لكننا دعونا ندرس نواياه وطريقة حكمه للبلاد التي جاء لينقذها من (الدكتاتورية)كما اعلن-لا كما نوى-ومن ثم ليشيع (الحرية) و(الديمقراطية)للشعب العراقي الذي كان مضطهدا من قبل (الحكم الوطني)قبل الاحتلال.وليحرر الانسان العراقي من اخيه العراقي كما يروج له زبانيته السذج من العملاء الصغار الباحثين عن مكان لهم من الرذيلة تحت الشمس وها هم كثر علينا لا ضرع ولا لبن.

 

لقد جرب الاحتلال البغيض عدة اساليب وفكر جهنمية كان قد اقترحها وصاغها قبل الاحتلال ليطبقها على انسان ما بين النهرين هذا الانسان الرقيق الشديد الذكاء والتحسس لكل ما هو خارج المنطق وفكرة المقبول.كان اول نظرياته الشيطانية ان استخدم  فكرة التعددية السياسية  فجاء بوجوه صاغها كي تمثل كل التوجهات والتنظيرات السياسية  التي اخترعها الانسان ومنذ ان شكل المجتمعات والدول حتى تبان لك انها صورت الجهد الساسي البشري من اقصى اليمين الى اقصى اليسار حين جمعهم في مختبر واحد عله يخرج بحكومة يمكن ان تكون مكتشفة لاول مرة في تاريخ البشرية يمكن تجريبها على البيت التجريبي المحتل العراق؟!لكن تلك الحكومة الخليط على الاقل بالعناوين ممثلة بالفكر الاممي والوسطي ومن ثم الرأسمالي مركبة منهم جمجمة الحكم الفارغة التي اسماها (مجلس الحكم) وهم اكثر من عشرين دابة جاء بهم الاحتلال ليحكموا العراق وليجرب بهم كيفية تشكيل اغبى حكم يمكن ان يقود دولة في العالم مثل العراق؟والنتيجة ان تهاوت تجربته وانكشفت ومن ثم فشلت في حكم العراق وتم تقييم بحثه هذا بدرجة (غير ذي فائدة)وردت اوليات البحث عليه وان كان لا يخجل من هذا التقييم كونه  يؤمن بالمحاولة وتكرار التجربة مع الاجتهاد والتغيير في طرائق العمل والمواد المستخدمة في بحثه الخنزيري الجهنمي الشرير.

 

راح يجرب اسلوبا اخر في حكم العراق المبتلى به فرجع الى اثارة الطائفية والاثنية ومن ثم طرح فكرة الاقاليم وبنفس المادة البشرية التي جاء بها  والقابلة للتحوير والتنعيم والقولبة كونها دمى  يعبث بها ويستغلها كيف يشاء كونها اسيرته..ثار الشعب العراقي عليه ورفض تطبيق تلك التجربة على فيافيه الموحدة الجميلة فتعالى صراخه وفقد صوابه وما هي الا فترة وجنى محاصيل الخيبة والخسران ثانية وخانه مختبره السياسي اللعين وتم تقييم تجربته وبحثه بدرجة(غير ذي فائدة)ورد عليه بعد البركان العراقي الذي ثار وافشل ادوات ومواد بحثه من الذيول وكسر اجهزته من الالة العسكرية التي تحملهم في الميدان العراقي الثائر.

 

راح اخيرا يجري تجربته المحافظاتية بلون الولاياتية في حكم العراق حيث اعطى الضوء الاخضر لذيوله  باتباع نظام الحكم اللامركزي في المحافظات واقحام هذا الجديد في اوهن العقول واكثرها ميلا لحياة الدواب من الذين انتدبهم وزكاهم عبر احزابه العميلة التي جاء بها على ظهره المتعب المفجوع بجنون العظمة ومهلكة القوة.هنا كان وراء تلك التجربة افكار شيطانية اخطرها هي بما انكم يا عراقيون رفضتم المحاصصة السياسية وبعدها المحاصصة الاثنية والطائفية فاليوم عليكم السير في طريق اخر اكثر بشاعة من سابقتيه وهي المحافظاتيه بصيغها المعلنة وما وراء ذلك من محاولة التفتيت الى تسعة عشر ولاية شبه مستقلة وبظمنها( الكويت).

 

اليوم الصراع على سلطة المحافظات هو اقرب الى صراع  استلام سلطة دولة منها محافظة ولهذا اشتد الصراع  الدامي احيانا بين الفائزين (بالاكراه)الجدد والمنتهية ولايتهم على سلطة السرقة والجاه واستنزاف المال العراقي  السابقين لهم .ليس هذا فقط بل الاغرب في زمن الديمقراطية اللعين الجديد هو ان القادمين الجدد لحكم المحافظات جاؤا وكلهم نقمة واحتراب على معاقبة المخلوفين ونشر عيوبهم وسرقاتهم واستغلالهم للسلطة ابان حكمهم للمحافظات بل الانذار لكل الادارات السابقة بالطرد من مراكزها واستبدالها بشخوص من الوزن الجديد الثقيل بالحزم ان لا تبقي شيئا في صندوق المحافظة الا وسرقته ولا من دابة الا وباعتها في المزاد العلني.هذا القادم المرعب وتصادمه مع المخلوف المرهق بفضاعة جرائمه والخوف على مستقبله في العيش على الاقل جعل منهما معسكرين لحرب وجود من عدمه.هذا الصراع الدامي باسم الديمقراطية المخلقة خصيصا للعراق بعد نفي ثوابته وشخصيته خارج حدود الارض والعقل هو محنة اخرى وصورة بلهى للفوضى الخلاقة وما سوف تفضي اليه من ارهاق وتمزيق للعباد والبلاد وكل ذلك جاء تحت يافطة الديمقراطية والحرية التي يتغزل بها ذوو العاهات في زمن الاستغباء البشري الوافد اللعين.رغم كل هذا وذاك ما زال الاغبياء في ارضنا الامعاة يحتفلون بيوم احتلال العراق وان تسألهم ما سبب احتفالكم هذا يجيبون انه اليوم الذي تحرر العراق من العراقيين وقد نسوا كل هذي المواجع والفواجع التي حلت بنا بسبب هذا الاحتلال البغيض بل وقد نسوا عرضهم وارضهم ودمائهم وتحولوا الى ديوثيين جبناء تمنطقت وجوههم باللحى العفنة التي احتوت كل شعرة شيطانا.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ١٧ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٣ / نـيســان / ٢٠٠٩ م