المقاومة العراقية : مرة اخرى مع ولايات ام محافظات ام سافرات ؟!

 

 

شبكة المنصور

الوليد العراقي

يبدو انك ان اردت ان ( يفين حظك ) فاضرب على نفس النغمة وناغي نفس العصب من الناس وبطريقة سمجة متدنية تخلو من أي جديد سوى مصالحك  وبناء مجدك الشخصي وان كان ذلك يمر من خلال ملايين الجماجم ويدوس ملايين العقول الممتازة  وينفي الاخر ومهما كان هاتفه والزمن الذي يصدح فيه كونك تعيش غفلة الانشغال بداخلك بعد ان نسيت ان هناك محيط خارجي بكل شخوصه ومعطياته وقوانينه.هنا تتلبد كل الاشياء عندك بالمنوم الذاتي الذي يوغل في تحريم حتى النظر الى ما حولك كونك مهموما بما انت فيه ناسيا ان الذي انت فيه هو من صنع الله اولا وثانيا من شراكة الاخرين واياك في تمشية هوامش وبواطن الامور في شتى مناحي الحياة.كل هذا ممكن ان يحدث لك ان كنت قد قررت ركوب قارب الحكم أي حكم واشتهيت صراعه او ربما اكتفيت بما يجلب لك من هموم الذات الغبية ناسيا محيطها الراصد لها ليل نهار وبأدق التفاصيل وما لهم من حقوق.

 

ان الذي دعاني الى مواصلة الكتابة عن هذا الموضوع هو ما اسمعه من الصفير والعويل وصفارات الانذار وابواق الاسعافات وما اراه من البنادق المصوبة نحو الجمهور  والمحمولة على سيارات تكاد تطير من سرعة  التفكير بالمجهول القادم لقطع الرقاب التي تعرف نفسها ان غريبة على المشهد العراقي الذي يفعل فعله بالوراثة وبالفطرة   مستلهما فكرة الصبر على ما يراه من عبث جرئ بفعل عشق المادة والسلطة الاخاذ.نعم سألت جارنا مالذي دهى المدينة  وهل هناك بركان ما انتخابي يمكن انه ثار ليستفرد بالعفن الجديد ويطهر الارض منه؟اجاب جاري الموهوم بالزمن الغريب :لا يا سيدي انها عملية تسليم واستلام السلطة في المحافظة؟قلت له لم اسمع بهذا الموعد علما اني مختلطا بالناس وبشتى عناوينهم؟اجاب:ما عادت لغة الانتخابات ولا الحكومة تعني شيئا للجمهور المبتلى بالاحتلال سيدي فلقد اتخمتنا الايام بالاخبار الكاذبة وبعد ست سنوات من الكذبة الكبرى التي يسمونها ديمقراطية مالذي جنيناه سيدي؟!ولهذا ما عاد الجمهور يتحدث بلغة الانتخابات ولا ما ينبع منها من حكم افسد الذوق العام وجنى على العقل العراقي السليم.قلت له سيدي اذا لما هذا كل هذا الزعيق وهذا الرعب والخوف وهذا(الظرا...)المختلط من قبل المخلوفين والمستلمين سيدي الجار؟عجبت والله لهذا الموت الزؤام من اجل الولوج في كرسي السلطة المسروق من الشعب العراقي عنوة ودون مبرر سوى الحب في العمالة بعد ان طهر هؤلاء وبالتيزاب كل ما كانوا يحملون من معاني الرجولة والشهامة والشرف والغيرة المصدرة مقابل الدولار؟قال لي جاري العزيز انهم اصحاب رؤوس اموال كبيرة اليوم سيدي ولا يتكلمون الا بملايين الدولارات التي بحوزتهم رغم انهم كانوا من الامعاة والوجوه المنبوذة من قبل المجتمع بل وحتى شهاداتهم التي دخلوا من خلالها ومن خلال احزابهم الوضيعة كلها مزورة في ماكنة الاحتلال ذات القدرة على تصنيع أي اداة تخريبية تطال العراق والعراقيين وهذا هو الهدف الذي جاؤا من اجله هؤلاء.

 

تخيلت اني اقود سياراتي بقرب المحافظة(الادارة)..ترى كيف لي ان اعبر كل هذا الكم من الهمرات والجنود الاميريكان الذين جاؤا لتهنئة المحافظ الجديد وتهنئة رئيس مجلس المحافظة  الجديد ومن ثم التربيت على اكتاف الاخرين من اعضاء المجلس الفاغرين افواههم وحلوقهم لبلع ما يمكن بلعه من اموال العراقيين على طول فترة حكمهم للمحافظة الذي طال انتظاره والذي حصل بقهر عقول الناس الاصحاء وبسرقة الاصوات  اناء الليل واطراف النهار كون الجمهور بغالبيته اعتذر عن المشاركة في تلك الانتخابات الموجعة للرأس والمفسدة للظمير .

 

سمعت ان احد الفائزين بمقاعد المحافظة قال (ايصير خير بس نكضب المحافظة والله الا انطيرهم كلهم هؤلاء السراق والحرامية احنا الهم..خوش حجي بس ترى الحجي مكلوبي احنا هم انطالب بحصتنا التي كاونا من اجلها؟!).من هنا يمكن تصور حجم المشكلة ووزن الطامة الكبرى التي يزداد حجمها كلما طال امد الاحتلال وكلما جاء بفكرة جديدة ماشيا على رؤوس وجماجم اتباعه من العملاء المخانيث قبل باقي العراقيين.

 

هنا جاء جاري ليقول والله المفلس بالقافلة امين وانكم لاسعدنا كونكم بعيدين عن هذا الوباء الوبيل الذي نحن فيه بالتعامل مع الاحتلال والذي اضطر البعض الى ان يتملص حتى من دينه وطائفته وعرقه من اجل ان يرضي شر الاحتلال مقابل وصخ الدنيا ونار الاخرة.قلت له انها ليست بالصعوبة بمكان ان لا تتعامل مع المحتل ولا تنهار امام لافتات المنحرفين المنافقين الذين جاؤا على ظهور دباباته فكل الذي تحتاج كي لا تقع هو الايمان بالله وبقدره خيره وشره واليقين المطلق بذلك.قال نعم.قلت له ارجع الى التاريخ سيدي واقرأ كيف عاش العراقيون ابان الاحتلال الانكليزي وكيف انهم اكلوا الخباز والجراد والجنيبرة والبصل وما قل من خبز الشعير ان توفر ولم يخونوا دينهم ولا شعبهم ولا وطنهم كونهم اصحاب مبادئ.بل انظر الى الشعب الافغاني لا يداني نفسه ان يأكل من عطايا الاحتلال ولو مات جوعا اتباعا لسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم انك لا ترمي بنفسك في حظن الاعداء مقابل الاكل الوفير والفراش الوثير والنعمة الزائلة.اذن لا يوجد مبرر للذي نراه من بعض المنتمين للعروبة والاسلام هنا في بلادنا.عليهم ان يعلموا علم اليقين انهم هم وامثالهم من الذين يسيل لعابهم وببساطة وسهولة  خلقوا صورة مشوهة لنا نحن العراقيين في ذهن المحتل البغيض حتى ظن ان العراقيين جميعا ممكن ان يكونوا عملاء وممكن ان يبيعوا بلادهم بحفنة من الدولارات.ان هؤلاء هم الذين شجعوا المحتل على غزو بلادنا وما تبع ذلك من الفواجع والمواجع التي حلت بالبلاد والعباد.انهم يمثلون الجزء الاكبر في ورطة المحتل البغيض بدخول بلادنا وكذلك يمثلون ورطة شرفاء العراق بالمحتل البغيض وكيفية اخراجه وبكل الوسائل وما يتبع ذلك من تضحيات جسام ليس للعراقي الشهم فيها ناقة ولا جمل سوى كونه ضحية هذا الكم من العملاء والمنبطحين تحت اقدام الاحتلال المهينة.

 

ما بالك سيدي لو ان كل العراقيين رفضوا الاحتلال وطروحاته جملة وتفصيلا وقاوموه هل سيبقى في البلاد اكثر من ايام او ربما اشهر ومن  ثم يخرج خاسئا من حيث اتى.العملاء والجواسيس هم دائما اكبر كارثة تحل بالشعوب التي يوجهون اليها وهم دائما مفتاح سقوط الدول ومهما كانت قوتها وحنكتها السياسية لانهم يتوغلون بطرقهم الجهنمية المدربين عليها في كل مفاصل الدولة  التي باتت هدف لهم برغبة الاستعمار في الانتقام او الاستحواذ على خيرات البلاد المراد احتلالها.ولهذا فقيمة الجاسوس والعميل دائما لا تتعدى طلقة حقيرة في رأسه ومن ثم تتخلص منه وهذا ما يتم تداوله في كل دول العالم حفاظا على مصالح شعوبها واسرارها من الضياع بفعل هؤلاء ذوي العاهات.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ١٨ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٤ / نـيســان / ٢٠٠٩ م