المقاومة العراقية : تأسيس البعث وضرورات تجديده  بالاستفادة  من البعثات

 
 

شبكة المنصور

الوليد العراقي
كل العقائد الدينية التي لم تمت جاءت بأرادة من السماء أي من الخالق البارئ العظيم الله سبحانه وتعالى ومن خلال حكمته في خلقه وتذكيرا  لهم بين فترة واخرى على مهاوي الزلل الذي تقع فيه الانسانية نتيجة الابتعاد الزمني وربما المكاني عن الرسالة ومن ثم تكاد العقيدة الربانية ان تطوى وتستبدل بأخرى وضعية منفصلة تماما عن ارادته سبحانه وتعالى وعن المبادئ السامية التي نزلت من اجلها رسالة ما من الرسالات السماوية وفي زمان ما ومكان ما وحسب الزيغ وناسه الذين ابتعدوا عن ارادة الرب الاعلى وهو الاعلم بمصالحهم والادرى بخيرهم وصلاحهم كونه خالقهم ومهندس الكون لاجلهم.عند ذاك ونتيجة لتراكم الشر وموبغاته وخطورته على البشر التي ابتلى بها تنزل عقيدة جديدة بفكر متجدد اخر مضافا اليه ما يصلح بال البشر ومكملا لما سبقه وبالتواتر من عقائد ورسالات جاءت خصيصا لزمن ما ومكان ما وحاجة ما وكما يقدرها رب العزة خالقنا سبحانه وتعالى.استمرت تلك الرسالات السماوية بالنزول الى ان  وصلت الى اخرها كمالا وشمولية لكل البشر ولكل الازمنة ولكل الامكنة وهي رسالة الاسلام الحنيف التي هبط بها الرسول الكريم جبريل عليه السلام على نبينا نبي الرحمة والرحمة والبناء والخير والعطاء والتقدم والتطور محمد صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم.

 
من جهة اخرى استطاع الانسان بنفسه ان يجتهد معتمدا على ارثه السماوي الكامل ليضع قوانين وانظمة  واجتهادات مكملة لما تنبت عليه من قوانين السماء العلى وتسد الفراغات التي تركت ربما بقصدية من الخالق عز وجل للبشر كي يكون بعقله ما يراها مناسبة لتصريف امور حياته وملئ الفراغات الاجتهادية للرسالات السماوية الكبرى .كما نرى ان كل هذه الاجتهادات التي نمت وترعرعت بين البشر ودامت وفرعت وتسربلت بأوراق الحياة من خلال كونها حية تتماشى وضروف البشر ومعطيات زمنهم كونها جاءت امتدادات لما جاء في الابداع الالهي الاعلى ومرتكزة عليه.نعم نراها ومهما كانت اشكالها سواء كانت على شكل احزاب او مجموعة من القوانين او الانظمة الصالحة قد استمرت في نموها ولازمان طويلة جدا قد تمتد الى نهاية الحياة الدنيا.لكن بالمقابل ظهرت افكار واجتهادات بشرية اخرى مبتورة عن الفكر السماوي متجاوزة اياه وبديلة عنه نراها قد ذبلت وطمرت وعفى عليها الزمن بعد فترة من انتشارها بين البشر وفي فترة قصيرة من الزمن وكأنها جاءت مرحلية الهدف او ناقصة  او بديلة عن الناموس الكوني الذي اسسه وهندسه العقل الاعلى المبدع للكون بنواميسه الكبرى. انه العقل الالهي الجبار الذي لا مناص من الارتكاز عليه ان اراد البشر لفكرته الخلود .

 
من هنا ومن تلك المقدمة البسيطة وبمناسبة ذكرى تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي من ناحية ومن ناحية اخرى بقصد تذكر صيرورته المتفردة التي صاغها الرفيق المرحوم ميشيل عفلق اعتمادا وامتدادا للفكر الاسلامي الجبار ومن دون ان يكون بديلا عنه من ناحية العقيدة الاسلامية ولا غطاءا له او خيمة يشكل في ظلها مجلس حكم بل صراحته العظمى في ان فكر البعث اسلامي الجذور عربي الانتماء ايماني العقيدة.ان هذا التشكل لفكر البعث هو سبب تعلق العربي به ومن أي مجموعة جاء كونه الفكر الاجتهادي المتصالح مع كل الثوابت التي تفرضها بيئة العربي وتغذيها حاجات البشر الدنيوية والاخروية كون العربي مسلما باكثريته وعربيا باكثريته ومؤمنا بالله الواحد الاحد باكثريته وما لكل من هذه العوامل المشلكة للفكر البعثي من قوة التاثير والتفاعل على مجمل الفعاليات التي تهم البشر في الارض العربية من المحيط الى الخليج.انت عربي وعليه لا بد من شعورك القومي تجاه شعبك وانت مسلما اذن لا بد من انحيازك الى دينك ومن يعتنقه وارتباطك به وبهم وانت مؤمنا في شعب عربي يؤمن بالله الواحد الاحد فاذن لا بد من فكر يؤمن لك نظرتك الايمانية ولا يتجاوز عليها او يلغيها.من هنا نجح البعث كفكر جبار من اجتذاب الانسان العربي وفي كل بقاع الوطن العربي ولم يتوقف وينحسر في سوريا او لبنان ولا حتى في العراق وحسب اولوية جغرافيا التبشير به.

 
واكمالا لما رحنا اليه واعتمادا على منظريه وواضعي  دستوره من رفاقنا الاسبقين نجد ان فكر البعث فكر متجدد لا يتوقف عند مرحلة من المراحل ولا يتصادم مع ما يفضيه الزمن من اضافات لا بد للانسان ان يتفاعل معها ويقف عندها مليا ويأخذ منها ويرد عليها ومهما كانت ومن أي مصدر جاءت طالما انها برزت على سطح الكرة الارضية مهد الرسالات السماوية التي هدفها محاكاة البشر دون النظر الى اللون او التصميم الشكلي او الفكر السائد في محيطه.ان فكرة التجديد والتجدد التي جاء بها البعث ودعى الى استمرارها صائغوا نظريته البعثية المتفردة بين كل الرسالات السياسية التي انبرت بين البشر هي مهماز بقائه وينبوع استمراره من خلال اروائه بكل جديد تتطلبه حياة البشر والعربي هو جزء  منهم وهنا يأتي الوجه الاخر للبعث وهي نظرته الانسانية الى كل شعوب العالم طالما ان تلك الشعوب ما زالت تعمل وتكفل التفاعل الحي البناء لمستقبل البشرية ولا تتصادم مع الفكر البعثي الدنيوي الاخروي الملتزم المستقل والذي يرفض ان يذوب بغيره من الافكار صنيعة البشر لكنه لا يمانع في تبادل ما ينفع الناس ولا يتقاطع مع الثوابت التي جاء بها دستور البعث ليشكل نظريته  وشخصيته المميزة والمصممة اصلا للانسان العربي كونه حزب عربي مسلم قومي اساسا أي يمثل التيار العربي وسواده الاعظم على الساحة العربية ويحتظن كل الاقليات خارج الصفات الاساسية للبعث ويؤمن لها العيش الرغيد والسلام والرحمة ويكفل لها الاطمئنان على مستقبلها كونها اقليات كان قدرها ان تعيش على الارض العربية  وما لهذا من حقوق تاريخية لها ان تستمر في حياتها كاملة غير منقوصة ومن دون الدخول في خصوصياتها القومية او الدينية كونها جزء لا يتجزء من المخلوق العربي  وطيفه الوطني على امتداد الوطن الكبير.بل اكبر من ذلك حيث استطاع البعث ان يكفل لتلك الاقليات الوطنية الدخول في الحزب وممارسة حقها كاملا حالها حال المكون البعثي الكبير وهو كما قلنا العربي المسلم المؤمن.

 
هنا وفي تلك المراجعة السريعة لما عشعش في الذاكرة لا بد من الاشارة الى الاجتماع الذي عقده الرفيق ميشيل عفلق مؤسس الحزب مع ممثلي الاتحاد الوطني لطلبة العراق ومن كل انحاء العالم وحيث يوجد الطالب العراقي كما نعرف وكان هذا الاجتماع في السبعينات على ما اذكر عندما ارسلت قيادة ثورة البعث العظيم الاف الطلبة للدراسة خارج العراق وهي الثورة الاكاديمية العارمة والتي ادهشت العالم في حينه من توجه العراق بثورته الفتية الى ثورة العلم والتربية وطلب المعرفة من أي مكان في الارض التي حاول ويحاول خنازير الاحتلال وذيولهم البائسة من وأد تلك الثورة التطويرية الكبرى من خلال قتل وتهجير العلماء ومن خلال تركهم في زاوية ضيقة في دوائرهم بعيدين كل البعد عن مزاولة ابسط حقوقهم في ابداء الرأي في مجال تخصصهم هذا اذا كانوا محظوظين ولم تمتد يد الغدر والخيانة لهم لتسحقهم في بلدهم العراق العظيم لا لشئ سوى انهم عقوله وجاء اليوم لاجتثات تلك العقول التي رفضت المحتل وداست على ذيوله الخسيسة لتصرخ اقتلوهم  فكان الموت وكان التهجير وكانت محاكم التفتيش لعلماء العراق ومنذ ان جاءت فرق التفتيش القذرة والى اليوم.

 
نعم لقد كانت الوصية الكبرى والخالدة للرفيق المؤسس ميشيل عفلق الى طلبة العراق خارج العراق وهي :يجب ان تتذكروا يا ابناءنا الطلبة اننا لم نبعثكم من اجل ان تحصلوا على شهادات اكاديمية فقط بل ارسلناكم كي تتعايشوا مع الشعوب المتقدمة التي انتم بها اليوم تدرسون ومن ثم تأتونا بالجديد وهو لماذا وكيف تقدمت تلك الدول؟وما هي تجاربها؟وما هي النظريات الميدانية التي تمارسها؟وكيف ينظرون الى انسانهم الذي استطاع  من خلال البحث والتطوير ان يصل بهم الى الذي هم فيه اليوم.هذه هي رسالتكم يا طلبتنا الاعزاء وهذا هو مشروعنا بعد الثورة وهو اغناء تجربة البعث بالجديد البناء ومن اضافته الى خبرتنا كي نتجدد وكي نتطور ومن ثم يتطور انساننا ويمسي اكثر استجابة للضروف على الكرة الارضية ومن ثم سهولة معايشتها وعدم التصادم معها ومن ثم نظمن كسب الوقت في مجال تطورنا وهي محاولة الامساك باطراف المعرفة اليوم لا الرجوع الى حيث بدأت منه وهنا خسارة كبيرة لنا بما يخص الجدول الزمني الخاص بمهجنا في الثورة العلمية  والزراعية والصناعية والعسكرية الخ من مهام حركة البناء الانفجارية المخطط لها من قبل الحزب والمنفذة من قبل رجال الثورة وعقول الشعب العراقي العظيم.

 
من هنا يمكن ان نتصور اهمية الالتصاق بالفكر البعثي الخلاق للمستقبل ومهما كانت الضروف ومهما خطط له من قبل الاشرار في الداخل والخارج اذ ان البعث فكر وليس رجل وعليه فالفكر لا يموت وله من الرجال العمالقة وفي كل حين ما يحملونه في القلب وفي الحنايا لا لانه يحملهم على كتفه هم وشعبهم ويعبر بهم الى ضفة الامان ولكن  لكونه الفكر العقلاني الواقف على عوامله الثابتة الثلاث وهي العروبة والاسلام والايمان التي يؤمن بها السواد الاعظم من الشعب العربي وهذه هي سر ديمومة البعث وتفسير عودته سالما معافى بعد كل هزة عنيفة حصلت له بعد كل اجتثاث طاله من قبل اعدائه ولم يطال الافكار السياسية الاخرى على مد الوطن العربي لانها ببساطة لم ترتكز على ثوابت البعث ولم تشكل الفكر الستراتيجي او ايديولوجيا الثبوت والخلود بين اهلها الشعب العربي.اذن بالنتيجة فالبعث العربي هو الحزب العربي الوحيد الذي يمكن ان يكون الند لكل الطامعين بالوطن العربي وحدة وخيرات.من هنا نرى ان كل الهجمات  الاستعمارية التي نالت من الوطن العربي جاءت وهي تحمل بين اوراقها الاستيلائية الشريرة له ان كيف تنال من مقومات ديمومة البعث أي كيف تنال من القومية العربية من خلال التجزئة  وكيف تنال من الاسلام من خلال التكفير بأنواعه البيضاء والسوداء ومن خلال الكفر بعقيدتنا الاسلامية وبالتالي الغاء مفهوم الايمان كون الايمان هو طاقة العربي لمواجهة كل انحراف وهو طاقة العربي لاستنهاض عناصر القوة والرفض فيه لكل جاني متجبر عنود.

 
نظرة واحدة لما يجري في العراق على ايدي الجلادين من الخنازير المتوحشة الكافرة وذيولها البائسة تكفي على الالتصاق بالبعث وعدم التفكير باستبداله بتاتا لكل من يحمل اثرا من الحكمة والنظرة المستقبلية  للوطن العربي.ان ما يجري في العراق الذبيح بفعل الاحتلال هو الهجوم الساحق على ثوابت البعث وهو تدمير ما يمكن تدميره من الفكر القومي حتى امسى العراقيون اليوم يبحثون ويقاتلون من اجل عروبة العراق؟؟؟!!!وهو البلد العربي من بداية التاريخ الى عام 2003؟؟؟!!!كما ترى الهجوم المبرمج على الاسلام من خلال اسراب اللحى وبكل انواعها ومناهجها المعلنة لا المستورة التي تتفوه باسم الاسلام والاسلام منها براء وكل البسطاء والحكماء يعرفون او عرفوا ذلك لاحقا بعد التجربة.اسراب من اللحى المجرمة جاءت متمرسة على القتل والنهب والجريمة وامام كل البشر وكانها تريد ان تقول او هي رسالتها وكما اعدها لها المحتل الكافر ان شاهدوا كيف نعيث بالارض وكيف نفسدها بعد احيائها باسم الاسلام والا كيف للملتحي ان يحرق بشرا او يشوي بشرا او يغلي بشرا ويجلس يأكل ويشرب نخب الانتصار عند جثته وهو مسلم وخطيئته انه مسلم؟؟؟!!!اما هجومهم على الايمان فقد جاء من خلال تغليبهم المادي على الاخلاق الاسلامية ومن خلا ل  المخدرات والقنوات الفاحشة غير المسيطر عليها ومن خلال الانترنيت مطلق البث ومن خلال الممارسات الجنسية الاباحية ومن خلال السلوك اللااخلاقي مع الاسرى والاسيرات ومن خلال ممارسات المنحرفين والمنحرفات العلنية في صفوف المسؤولين والحرس والشرطة بين اوساط الشعب فضلا عن ذلك  مداهمات البيوت وتخريب ما فيها وسرقة اموالها والعبث بمقدرات ناسها واستسهال هذا الفعل المشين واشاعته بين العراقيين حتى بدأ العراقي المسلم بمزاولة نفس الاساليب من خلال كونه جزء من منظومة المحتل في الشرطة او الحرس الحكومي الى غير ذلك من الاف الممارسات الغريبة التي دخلت مجتمعنا عل ايدي تلك الخنازير وذيولها القذرة وكلها جات مستهدفة اسلامنا وايماننا المستقرين بقلوبنا الى يوم الدين انشاءالله.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٠١ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٧ / نـيســان / ٢٠٠٩ م