المقاومة العراقية : استنتاج تجربة - هل مشاركة الحزب الشيوعي في الحكومة الصفوية الاحتلالية جاءت محض صدفة ؟

 
 
 

شبكة المنصور

الوليد العراقي
كل ما جرى للعراق منذ قيام ثورة البعث العملاقة عام 1968 والى اليوم كان معروف الاسباب ,منها ما كان قد تكشف في حينه ومنها ما تبين للعين لاحقا ومع ادائها على الارض العراقية وكل له شأنه وله حيثياته..ان حكومة للبعث كانت دوما مطاردة   وغير مروغب فيها على الساحة العربية ومن المحيط الى الخليج, لكن لا بسبب تحسس الشعب العربي ضدها ولكن بسبب اعتناقها للقومية العربية فكرا وميدانا ومنها كان قدر البعث ان يقاوم وبضراوة من اجل وجوده الذي يعني وجود الوحدة العربية كهدف مستقبلي في عقول البعثيين اولا ومن ثم  نماؤها في العقل العربي العام كون القومية العربية كفكر هي المحرك لفعل العرب تجاه وحدتهم المقدسة التي تناضل كل القوى القومية على احجامها من اجل ذلك .ان الوعي القومي العربي هو القوة وروح القوة المضادة للتجزئة التي ارادها بل واستقتل من اجلها الاستعمار في بداية القرن الفائت من اجل طمر هذا الحلم العربي والى الابد وانهائه  من عقول العرب بدافع الرعب من عودة قوة العرب ومن ثم تمكنهم من السيطرة على جغرافيتهم ذات الموقع الستراتيجي الذي اذا تم سوف يجهض كل احلام المستعمرين في  التامين على مصالحهم من جهة وفي  تسهيل تحقيق احلامهم في اعادة الدولة الرومانية المسيطرة على غرب العالم والتي تمد بعنقها الطويلة باتجاه الشرق عابرة منطقتنا وجاعلة منها الجسر الاقصر والاخطر اذا ما تمكنت منه وتسلطت عليه.

 
ان مراجعة بسيطة للسياسة  والايديولوجيا الغربية الاستعمارية التي خلقت حتى الاحزاب الاشتراكية المتطرفة في ماديتها ونفيها لعامل الروح والايمان أي التي نحت نحو الوجودية كالحزب الشيوعي  لا يمكن فصلها عن الاهداف الاستعمارية ولا يمكن ان تكون جاءت بمحض ارادتها لتخوض غمار التنظيم ومحاولة الحصول على سلطة في بلاد الشرق ومنها بلادنا..ان الاحزاب الاشتراكية مطلقة الاشتراكية وعلى رأسها الحزب الشيوعي كانت ظمن برنامج مرحلي  مركز قراره دهاقنة الغرب الاستعماريين بالدرجة الاولى  وكان لا بد من ان يتعكزوا على الفكر الاشتراكي المحض في بدايات الثورات التحررية في العالم المستعمر ومنه بلادنا كون الساسة الغربيين ومن خلال احتلالهم لشعوبنا وجدوا من الاستحالة تطبيق الرأسمالية على بلدان يأكل وجهها واكبادها سل الفقر والفاقة والتاخر والتخلف والجهل وفقدان رأس المال عند اهل البلاد الاصليين,فلا دول ذات رأس مال قوي ولا تجار يستطيعون مجارات قانون وبورصات رأس المال في العالم المتقدم الغربي.عليه دفعوا علينا التيارات الاشتراكية المتطرفة ومنها الحزب الشيوعي والتي جميعها كانت برامجها تنادي وتركز على حرب الجوع وانتشال الشغيلة من الجوع والفقر والفاقة ومن هنا ولتلك المرحلة من البرنامج الغربي التوسعي بعيد المدى والصبر وجدت تلك الاحزاب حاضنا ومهما كان محدودا وصغيرا قياسا بالكثافة السكانية الا انه راح يعلن عن نفسه ويعبر عنها من خلال اعضائه المتميزين بثقافتهم التي تم التركيز عليها بشكل مذهل وغير اعتيادي حتى راحت الاحزاب القومية تنادي على اعضائها ان تسلحوا بالثقافة والقدرة على الحوار قبل ان تفوتوا في حوار مع شيوعي او اشتراكي من النمط الذي نخصه هنا.

 
لقد وصلت الاحزاب الاشتراكية المتطرفة في فكرها الى بعض سلالم السلطة وراحت تطالب بحقوقها من خلال المد الذي حظيت به بين الجماهير وهم عادة من النخبة السرية اولا مع التفاف بعض ذوي الفاقة وتعاطفهم  معهم الى ان وصلوا الى مراحل من التواجد ان اسسوا مطابع واصدروا صحف  وكونوا مكاتب تنظيمية مرة سرية واخرى علنية   وكما حصل مع الحزب الشيوعي العراقي في السبعينات حينما دخل مشارك في الجبهة الوطنية والقومية التي ااتلفت تحت لوائها عدد من الاحزاب الفاعلة على الساحة العراقية.لكن الذي حصل في العراق في حينه هو ان بانت نياتهم  وتكشفت اهدافهم  المرحلية حتى عرف البعث وباليقين بشكل مباشر

 

او غير مباشر ان هؤلاء ليسوا وطنيون وليسوا عرب بالشعور والانتماء بل هم عبارة عن مجاميع فكرية مدربة على(  الهجرة في اوطانهم ) من اجل تحقيق اهداف واجندة خارجية لا تمت للبلد ولا للشعب باي انتماء بل وتضرب عرض الحائط كل الثوابت الاجتماعية  والدينية والاخلاقية التي  تربى عليها وتغذى الشعب العربي المسلم.هنا لا مناص من التصادم وقد حصل بين الافكار المهاجرة الينا وبين الفكر البعثي العربي القومي المؤمن الملتزم مما قاد ذلك الى الفجوة بين الحزب الشيوعي وحزب البعث الحاكم بالعراق لا بسبب التنافس على السلطة في بغداد كما تبرر الامور بكل بساطة ولكن بسبب الاختلاف بالاهداف والنوايا والبرامج .ومن هنا اختلت الموازين بين الفكرين وبالتالي انهارت الجبهة وهو امر طبيعي ان يحصل بين فكرين مصنوعين في ماكنتين مختلفتين تماما ويشتغلان باليتين مختلفتين كذلك ومهما حالوا التستر على الحقائق والنوايا في صدورهم لكن الميدان وطول الزمان  كفيلان ان يكشفا هوة الاختلاف الفكري وبالتالي ينتهي هذا القران وقبل الدخول اصلا.

 
ان ما حصل من افكار مستورة طافت على السطح العراقي من رفاق الحزب الشيوعي الغرباء فكريا في وطنهم العراق نفسه حصل لمعتنقي الفكر الصفوي من العراقيين والذين حاولوا التستر على افكارهم  الاجنبية ولكن بمرور الزمن ومن خلال الفعل انكشفوا واذا بهم يعملون لصالح الشرق (ايران)لا لبلدهم العراق واولهم حزب الدعوة الذي طورد   وشتت ونفي وفرق خوفا من خطره الفكري الصفوي على الانسان العربي المسلم لا رعبا من اعضائه العراقيين والذين اسست لهم وقادتهم ايران الصفوية وكلفتهم  بالمهام التي تخدمها  كعملاء باسم الدين ولوجود حاضن لهم كما تعتقده ايران وهم اهلنا الشيعة في العراق تحت يافطة اهل البيت تارة وتارة اخرى باسم المظلومية تلك الفكرة التي صنعت وترعرعت وتغذت في الدهاليز الفارسية الماخوذة بحلم الامبراطورية الساسانية الكبرى على مداد المشرق العالمي مناصفة مع الفكر الروماني  المقنع بالشيوعية التي انكشفت امورها وبسرعة من قبل القوميين العرب ومن قبل الشعب العربي المسلم الرافض لتلك الافكار الناكرة للعروبة والاسلام.

 
هنا التقيا الشيوعيون والصفويون على ارض العراق خاصة وربما كل هذا اللقاء وفي العراق بالذات ما جاء اعتباطا بل بتخطيط مسبق مدروس ومحبوك بين دهاقنتهم الكبار الغربيين بقيادة الفكر الصليبي- الصهيوني المتشدد وفي الشرق بقيادة الفكر الصفوي الساساني  تحت لبوس الاسلام.ان النشاط الشيوعي الاشتراكي والنشاط الصفوي الماكر لم يخلوا من دهاء وحنكة فقد استطاعا الاثنان من اختراق العراق حكومة وشعبا ومنذ تحركهما الحديث باتجاهنا ..لاحظوا كيف استضاف العراق بحسن نية الخميني ونسي ساسته او بالاحرى فات عليهم انه جاء منظما لصفويته ومتغلغلا بين العراقيين من خلال الطيف الشبعي, كما حل السيستاني هنا وقام بنفس الدور من حيث عرف الساسة ام لم يعرفوا الى ان جاء الاحتلال وكشف المستور ولكن بعد فوات الاوان وحصول الطوفان الذي تنتظره ايران الصفوية وظمن برنامجها في احتلال دول الجوار والقضاء على عقيدتهم الاسلامية ومن ثم انهاء قوميتهم واحلامهم فيها وكما رسموا لها وبعناية وبصبر طويل..من ناحية اخرى انكشفت اسرار ونوايا الشيوعيون سواءا العراقيين منهم وبشكل مباشر او نيات اسيادهم من الغرب ومنها روسيا وكيف تخلوا عن العراق وعن منهجه القومي العربي وتركوه لقمة سائغة بيد حلفائهم الغربيين  حين نسوا بحكم الاهداف المرسومة لهم في تواجدهم بالعراق ان هذا البلد هو حليف لهم وله معهم معاهدات تعاون وربما دفاع عن مصالح ..

 
لنرجع قليلا الى ايام وسنوات قيام ما يسمى بالثورة الاسلامية الايرانية وما  بان وتوضح مما رحنا اليه في هذا المقال فمثال واحد على الاتحاد بالاهداف ضد الفكر القومي العربي الاسلامي تجلى على اوضح صوره بين الشيوعيين والصفويين وخاصة في بريطانيا المشهور عنها بالديمقراطية في الطرف الاغر في لندن.هناك لو تذكر المشاهد والمراقب الحصيف الصورة المثلى على تلاقي الاهداف  بينهما(الشيوعيين والصفويين) وخاصة عام 1979 وعام 1980 وما بعدهما  فكل ما حصلت مظاهرة ضد السفارة العراقية هناك تجد انها تتشكل من الصفويين والشيوعيين بشكل رئيسي؟ترى ما الذي يجمعهم على هذا الهدف هل بسبب كون الاثنين يعادون النظام الوطني البعثي في العراق وهذا ما كان يشغل الكثير من بسطاء التفكير من بعثيينا هناك ومن القوميين العرب الذين كانوا يتعاطفون معهم .ان هذا اللقاء مدفوع الاجر ومن جهات اجنبية معروفة  والذي ادرى بها الرفيق الشيوعي المدعو(حميد)والقاطن في مدينة (سوانزي) البريطانية والذي كان مسؤول الحزب الشيوعي هناك في بريطانيا وايرلندا وكيف انه اصبح ملتقى الشيوعيون والصفويون  ومنظم اجتماعاتهم هناك .لقد اولى الايرانيون هناك اهتماما منقطع النظير للشيوعيين العراقيين وبالمال وامور اخرى نتركها لهم كي يتذكروها نساءا ورجالا؟؟؟!!!

 
من هنا علينا نحن العراقيين ان لا نستغرب من اشتراك الشيوعيون العراقيون مع الصفويين ان كانوا عراقيين ام ايرانيين في حكم العراق تحت الاحتلال وبهراوته حيث انه كان زاد هاتين المجموعتين من فتات الانكليز ومن جهات اخرى  تمدهم بالمال وبالجوازات وكل التسهيلات في حين كان العراقيين الوطنيين في حينه في ادق الضروف واخطرها من قبل الحكومة البريطانية التي كانت تنتظر النتائج على وجل  وتغط برأسها الى فريقيين هما الايراني والعراقي ومن منهم سيغلب الاخر لتكون معه على الاقل مرحليا وكما عرف عن الانكليز من دهاء  وصبر وبروبكندا من اجل الوصول الى الهدف..لقد وصل الحال في حينه الى ان يبلغ الرفيق الحزبي البعثي وكذلك السفارة العراقية كل الطلبة البعثيين الملتزمين ان هناك احتمال وارد جدا انكم ستطردون وتتركون دراستكم في بريطانيا بسبب مواقفكم الوطنية ولكن اعلموا ان الحكومة في بغداد سترسلكم الى دول اخرى لاكمال دراستكم وهذا اعتبروه ثمن الوطنية والمبادئ وكان الطلبة فرحين بما هم فيه لانهم كانوا يعيشون الفكر البعثي على نقاء سريرتهم  وبكل حرارة الملتزم الخلوق.وبناءا على تاريخ العلاقات بين المؤسسات السياسية  سواءا معنا او ضدنا ونوعية عناصر هذه المؤسسات علينا ان نتعامل مع الحاظر ونخطط للمستقبل ولا ننثني بعد تلك التجارب العنيفة التي اوضحت الطريق امامنا وبجلاء لا نظير له لمن يريد سلوكه ويصبو الى الانتصار ويمنع ضد أي اختراق لتلك الجراثم القاتلة والتي لا ترى الا تحت المجهر طالما نحن نتعامل مع افكار نستنتجها ولا نلمسها في اكثر الاحايين,,ومن الله التوفيق ولك الله يا عراق وثوار التحرير الابطال واصحاب العقول الممتازة.....

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ٠٢ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٨ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م