المقاومة العراقية : البعث المقاوم يتغلغل في العقل العربي المغلوب بسبب الخيبات الرسمية

 
 

شبكة المنصور

الوليد العراقي
كنت يوما قريبا من احد الاطباء الاختصاصيين الذين عرف عنهم  بالحساسية الشديدة من البعث والبعثيين قبل الاحتلال وبعده تنفس الصعداء عندما احتل العراق وهوت دولة البعث من على الارض لتقود مسيرة النضال من تحتها وظمن شرعيتها المقرة من قبل كل قوانين الارض والسماء.

 

التقيته مرات ومرات وكل مرة يقول لي : كل يوم يمر على الاحتلال والحكومات الاحتلالية وانا اصاب بالاحباط نتيجة فشل تلك الحكومات في بسط الاستقرار والامن على العراق وتحويله الى جنة عدن. قلت له لماذا انت مهموم جدا حول نجاح تلك الحكومات في امر تسيير البلاد تحت خيمة الاحتلال؟اليس انت اليوم في افضل حال مما كنت عليه تحت حكومة البعث التي  غادرت سطح بغداد؟قال يا اخي اريد لهذه الحكومة ان تثبت انها افضل من حكومة البعث وان العراق بخير وكل شئ على ما يرام.قلت له سبق وان قلت لك لا تستعجل ودع لهؤلاء فرصة كي يتثبتوا للعراقيين تجربتهم في حكم العراق وعلى مستوى يفوق البعث؟!قال مع الاسف يوما بعد يوم اصاب بالقرف من هؤلاء وخاصة الاحوال في العراق تسوء يوما بعد يوم بعد ان تحول العراق الى مجزرة ومثرمة للبشر وما كنا نريد ان تنتهي هكذا؟!قلت له اخي ان انظمة الحكم تحتاج الى وقت والحكومة اليوم وقوات الاحتلال مشغولون بتثبيت جذور الحكم لتقف وتنمو على ارض قوية وخصبة فماذا تقول خاصة وانت من المتحمسين لازالة البعث من على سدة الحكم؟ قال مع الاسف الايام تثبت غير ذلك ويبدو ان القادم ينذر بالاخطر والامر في حياة العراقيين..

 
راحت ايام وجاءت بديلاتها وانا على التصاق بهذا العراقي الذي هلهل لرياح التغيير وزمر حتى انفجرت طبلة اذنه لقوات الاحتلال البغيض عندما دخلت العراق ولكن( بدون صوت مسموع بل كنت اسمع نبض مشاعره عن بعد واتابعه كنموذج يصلح لدراسة المتغيرات على عقله وقناعاته مع عبور الايام  على حكم الاحتلال البغيض ).

 

كان يثق بي وما زال كوني لصيق به ومتحدث سهل معه وبعيدا عن كل ما يثير الشك فيه  ويحفز حفيظته تجاهي وتجاه زياراتي له والتي كانت معظمها تحصل من خلال وسيط موثوق فيه بالنسبة لي وبالنسبة لهم.كنت اعرف تماما ان له اتباع وبمستوى معين من الثقافة والوعي وهم بمجملهم يؤيدون رياح التغيير ومن المستفيدين منه ماديا ومراكز سلطة كما يعتقدونها وهم سعداء بها لولا الظروف الساخنة التي يمر بها العراق اليوم من مقاومة الاحتلال من ناحية ومن ناحية اخرى  سيل الكوارث اليومية من قبل الاحتلال وقواه على الارض العراقية وهذا ما كان لا يريحهم كونه ينذر بتململ الشعب العراقي الشمولي ومن ثم الثورة العارمة التي تنهي كل احلامهم في السلطة والحكم.

 
في احدى الايام وليالي زماننا المقاوم العنيد توجهت له والتقيته ودار حديث بيننا حيث قال :سمعت اليوم ان البعث  اصدر بيانات قوية باسم المقاومة فهل تعتقد ان البعث  راجع لحكم البلاد ؟قلت له وما ادراني بذلك وحالي حالك في استقبال الاخبار وتحليلها على هوانا؟قال لي  لماذا يريد البعثيون ازالة حكومة المالكي انه رجل وطني يحاول عمل ما للعراقيين لكن ايران تضغط عليه؟هنا كان لا بد ان ارد عليه بهدوء المراقب المعتدل بعيدا عن التعصب السياسي حتى لا يحس من انا.اخي العزيز  من اين جاء المالكي ليحكم العراق واين كان قبل الاحتلال ومن هي الجهة التي كانت تساعده وتضيفه وما هو حزبه؟قال اكيد ايران لكن حزب الدعوة عراقي وله حق المشاركة في الحكم؟قلت له اذا كان حزب الدعوة عراقي فعلا هل يستطيع طرد الايرانيين وعملاؤهم وجلاوزتهم من العراق وخاصة هو اليوم على سدة الحكم في بغداد  وهل يستطيع مقاطعة ايران رسميا ولو ببيان اولي واحد وليتفت الى الدول العربية؟ اجاب لا اعتقد ذلك فقلت له اذا المالكي هو اسير النظام في طهران وما هو الا تابع لهم ومن هنا تلعب ايران بمقدرات العراقيين كما تشاء وكما تريد.تنفس الصعداء محدثي وقال اخ منك ايران كانت وما زالت هي بلوى العراق والعراقيين....

 
افترقنا ثم بعد حين ليس ببعيد التقينا كالعادة ومباشرة قال لي يبدو ان البعثيين وعلى رأسهم رئيسهم عزة ابراهيم الدوري مصممين على بسط السلطة بمفردهم على بغداد؟لقد دعتهم الحكومة للمصالحة فلماذا لا يوافقون بالمشاركة بالحكم وظمن شروط الحكومة  ونخلص من هذه المشكلة المعقدة ونرتاح كي يستقر العراق وتستمر حالنا على ما نحن عليه؟ضغط ثانية وثالثة ورابعة علي كي احلل ما راح هو عليه من سؤاله اعلاه.اجبته بغيرالمباشر وبدون اكتراث بالموضوع يبدو ان البعثيين لهم طريقهم وحسب ما اقرأ عنهم ومن خلال علاقتنا السابقة معهم ابان حكم البعث ولا اعتقد انهم سيوافقون على الشراكة في الحكم مع هؤلاء لانهم مختلفون في الفكر والتوجهات فالبعثيون يقاومون المحتل كما نسمع ونرى في حين كل الحكومات واتباعها التي جاءت مع الاحتلال هي من دب للعراق بمعيته ويعمل حسب ما يوجه به.وربما هذا هو السبب في مقاطعة البعثيين لحكومات الاحتلال؟قال وما النتيجة اخي؟اجبته علينا ان ننتظر(هي تضحي)فضحك واحمرت اوداجه بقلق ثم افترقنا.

 
ان هذه الصورة التي التقطتها لكم رفاقي واعزائي القراء هي واحدة من ملايين الصور للعراقيين وخاصة الذين استهوتهم فكرة التغيير ورياحه الصفراء فما ان وقع الاحتلال وراحت الايام لتكشف خباياه وخفاياه ونواياه حتى عاد كل ملتوي بائس ويائس ليعيد تنظيم افكاره من جديد طبقا لمعطيات الميدان التي امست في صالح شرفاء العراق من المقاومين والمجاهدين النشامى الابطال  وبكل مشاربهم  يقودهم البعث العظيم.

 
البعث العربي اليوم في عصره الذهبي كفكر قاوم ويقاوم اشرس قوة مرت على التاريخ بعد ان تم ترشيح كل العناصر البعثية ليبقى الملتزم المبدأي الغيور والمتشبث بالحق والانصاف والملتصق بشرف الفكر ومهما كان الثمن طالما ان الفكر لم يخون..اما البعثيون الاخرون الذين هبطت عزائمهم وخارت قواهم التي اوهموا بها قيادتهم يوما ما فقد ولوا الى غير رجعة وما عاد شعبنا الذكي بطبيعته يذكرهم مليا في جلساته وحواراته الا ما ندر.ان البعثيين المقاومين اليوم يعبرون الامتحان الاصعب الاصعب امام امتهم العربية جمعاء ليلتقوا بها ثانية وبكل شموخ انهم هم الذين تصدوا لاشرس هجمة خنزيرية متوحشة طالت بلادهم واودت بنظام حكمهم ان يغور تحت الارض والى حين حيث يقود معارك التحرير الكبرى في انبل واشجع حركة تحرير تشهدها الانسانية وعلى مد تاريخها الطويل.

 
اليوم البعث العربي بفكره القومي جاءت فرصته الاخيرة الذهبية ليقول للعالم وخاصة العربي منه انني الفكر الذي اعرف كيف افرق بين عدوي وصديقي واعرف كل الاغراض وكل الامراض المزمنة التي اصيبت بها تلك الشعوب والقوميات التي جاءت مستهدفة امتي ومستقبلها في الوجود.اليوم ما عادت الثورة الكبرى في العراق ثورة طلابة حكم وانما ثورة تاريخ لتغيره وتضع  ثوابته حيث قدر لها على مد الايام والسنين السالفات.اليوم جاء البعث وقرر ان يقاوم  اعداء العرب التاريخيين ليعطي الاف الشهداء  الغوالي على مذبحة الحرية  والاستقلال النهائي وايقاف كل التدهورات والنكبات التي طالت الوطن العربي وفتت الشعب العربي في العصر الحديث.

 
ان موقف البعث المقاوم الشرس اليوم جاء رسالة خالدة للعرب ان لا يأس مع الانسان العربي مادة الرسالات السماوية وقائدها ورائدها لتبشير الانسانية كلها بخيرها وعدالتها.هذا هو قدر البعث ان يكون رأس الحربة في عيون الطامعين الاجانب بخيرات العرب دون حق.

 
اليوم البعث العربي التحرري المقاوم المبدأي الشرس جاء ليقول لكل متامر افاك لعين عليك ان تتوقف عن هذا  وعليك ان تعيد حساباتك ايها العدو اللعين بأنني عربي التكوين واسلامي الدين وايماني اليقين.اما اذنابك من المنبطحين  والصفويين والمتأمركين والمتصهينين الذين اجهزوا علي يوما ما فقد عرفت الطريق بعد التجارب الرهيبة معهم وما عادوا سرا علي  وعلى امة العرب ولا على عقولنا المبدعة في ان تصيغ اروع وادق القوانين والمواثيق والسنن والدساتير من اجل حماية حقنا وبرعاية اقوى واذكى انساننا العربي واعمق وابعد وانقى وادق وارهف بشرنا الذين يتحسسون رائحة الاعداء عن بعد ويؤدونها عن بعد ويمنعون كل هذه الخنازير المتوحشة من دخول بيتنا العربي  واعاثة الفساد والخراب فيه.فما عاد بعد اليوم أي يوم التحرير الفاصل بيننا فرصة للتورط بكم ولا للتورط فينا كوننا نريد ان نبني بلادنا ونسعد فلذات اكبادنا  ونكون مهادنا وطننا اخضرا معطاءا يسحر الناظرين.اليوم بعد التحرير وبعد ان استنشقنا رياح الحرية العبقة امسينا كلنا حاكم وكلنا محكومين لا فرق بيننا ..

 

كلنا راع وكلنا مسؤول عن رعيته وهذا صمام اماننا وديدن حكمنا الخالد وتلك هي ديمقراطيتنا وتداول السلطة عندنا والله ولي التوفيق ولك الله والابطال الاحرار الميامين يا عراق.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ٠٤ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٣٠ / نـيســان / ٢٠٠٩ م