المثقفون الثوريون المبدعون .. في .. ضمير شيخ المجاهدين

﴿ الحلقة الثانية

 
 

شبكة المنصور

أبو علي الياســـــري - العراق المحتل / النجف الاشرف

1. الحقيقة الأولى ( الصراع التاريخي العالمي الاممي بين قطب الشر والرذيلة وقطب الخير والفضيلة على الأرض ) :-

أن التشخيص الدقيق لفكر شيخ المجاهدين ( حماه الله ) عندما وصف الحرب وغزو واحتلال العراق بحرب عالمية إنما هو تشخيص  معتمد على الثوابت التاريخية للصراعات العالمية ألأممية بين قطبي الشر والفضيلة .. فالحرب على العراق له من  الوزن بوزن الحروب العالمية أو أكثر بسبب اختلافه  كليا وجذريا عن الحربين العالميتين الأولى والثانية سواء كان في تكتيكها أو إستراتيجيتها الإرهابية  . فالحربين وما قبلها  شنت إما بين قطب واحد أو قطبين مختلفين وكما وصفهم شيخ المجاهدين بقطبي الشر والفضيلة  إضافة لما لها من محدودية الأهداف كونها حروب غير مصيرية وهذا جعلها أن تتحدد في أهدفها المصيرية  بعدم تجاوز احد أطرافها على الآخر سواء كان ذلك التجاوز باجتثاث احدهم الأخر أو غير ذلك ..أما الحرب وغزو العراق وكما شخصها شيخ المجاهدين أنها حرب بين قطب الفضيلة على ارض العراق بالبعث وثورته وشعبه وجميع قوى الخير في الأمة وخارجها بالرغم من أن  قوى الأمة كانت ولا زالت قليلة الفعالية والتأثير للأسباب التالية :-

 

الأول :- لان الأمة أصبحت مغيبة تغيبا شاملا وكاملا عن دورها القومي لضعف أنظمتها  العربية .

الثاني :- لان الأمة ونظامها  العربي الرسمي مكبلة وأصابها الضعف والهوان لأسباب معروفة  .

 

ومن هنا فقد شخص شيخ المجاهدين سر بقاء هذه الأمة بالعراق وشعبه المجاهد الصابر بالسر القوي في بقاء  ونهوض وتجدد الأمة  وسر بقاء الإنسانية جمعاء والدليل على هذا ..  تاريخ العراق التليد ويومنا الحاضر المجيد .. أي  يومنا هذا الذي أنجب المقاومة العراقية  الباسلة وبجميع فصائلها التي أفشلت جميع المؤامرات التي حيكت ضد العراق آخرها الفشل الذر يع لمشروع الاحتلال الأميركي وما صنعه المحتل من قرارات ومؤسسات غير شرعية والذي  سبب  إلى نهوض الأمة من سباتها العميق ومن غفلة المعاهدات الكاذبة لحماية أنظمتها الرسمية  ودولها والمصالح المشتركة للدول الكبرى التي لغم  تحت ملفاتها  المؤامرات والمؤامرات الهادفة  إلى  احتلالها  وتقسيمها وتفتيتها من اجل اضعافها كليا ثم الهيمنة عليها وكما حدث للعراق   . فعلى الأمة أن تدرك جيدا بان انتصار العراق في هذه الملحمة الكبرى هو انتصار الأمة والإنسانية والشعوب المستعبدة  .. وان خسارة  العراق هذه  المعركة التاريخية ( لاسمح الله ) تعني خسارة  الأمة والإنسانية جمعاء وبشعوبها الممتدة على الكرة الأرضية  كل شيء  وسيطغي الظلم والطغيان شعوب العالم استعمارا واستعبادا ونهبا للثروات .. فعلينا وبصفتنا  كفيلق إعلامي مجاهد أن نبدع بكل اختصاصاتنا لإظهار مسببات عيوب الأمة وكوامن الخير والنخوة فيها  لا ستنهاض شعبنا العربي لإدامة روح النصر في العراق الذي هو نصر الأمة إن شاء الله  .

 

2. الحقيقة الثانية ( معركتنا في العراق هي معركة المصير ):

إن المعركة التي تخوضها  اليوم  المقاومة العراقية وبجميع فصائلها الوطنية والقومية والإسلامية هي معركة المصير .. والقصد من المصير هو ... إما أن ننتصر وتنتصر الأمة  لأجل أن تمارس دورها التاريخي في صنع الحياة  .. أو تنكسر لتتخلى عن دورها التاريخي في صنع الحياة ليظهر من بعد ذلك  العابثون الفاسدون لينهبوا كل ما أكرم الله هذه الأمة من الخيرات .. فعلى الفيلق الإعلامي المجاهد أن يستنهض  الأمة وأنظمتها من خلال خزينهم  وإبداعاتهم  الإعلامية كل واختصاصاتهم لدعم المقاومة العراقية المسلحة ماديا ومعنويا وعسكريا ليتحقق النصر على الأعداء  الغزاة المحتلين وعملاؤهم الديوثين الذي هو نصرا للأمة والإنسانية جمعاء  .

 

3. الحقيقة الثالثة ( قوى الشر في القارات الخمس ) :-  

حقيقة مهمة ضمن حقائق الخطاب التي تمكننا بطرح السؤال المهم الذي يساعدنا على استنهاض الأمة وصحوتها من  غفوتها التي طالت وكما يلي :- من الذي غزا العراق ؟ وبموجب السؤال هذا يستطيع الفيلق الإعلامي المجاهد  تحديد وتشخيص وفضح  جميع قوى الشر في العالم الذي أشار إليه  شيخ المجاهدين من الذين ساهموا واشتركوا في التآمر بالحرب والغزو واحتلال العراق  والمدرجة عناوينهم  في التسلسلات التالية  :-

 

أ.الامبريالية الأميركية وحلفائها ومحيطها الشرير .

ب.الصهيونية العالمية وحلفائها ومحيطها الشرير .

ج. الاستعمار القديم والحديث .

د. الصفوية الفارسية وحلفائها وعملائها من العلقميين .

هـ. العملاء والجواسيس والخونة والمنافقين والمرتدين في العراق والأمة .

 

لو نعد إلى الماضي القريب ونتذكر ما فعلته قوى الشر أعلاه بالعراق  قبل دخول القوات المسلحة العراقية  الكويت نلاحظ إن قوى الشر أعلاه هي  السبب الرئيسي في تنفيذها الحصار الجائر على العراق وشعبه وان هذا الحصار  لم  يكن مفاجئا وإنما جاء نتيجة مهمة لصفحة أولى  من صفحات إستراتيجية الحرب وغزوا واحتلال العراق  .. ثم تلتها  الصفحة الثانية بالتشديد  لأحكام فرض  السيطرة على آليات الحصار الجائر بعد دخول القوات المسلحة العراقية  الكويت .. وبعد مضي  ثلاثة  عشر سنة من الحصار أعقب بقرار الجائر المعتمد على ذرائع كاذبة ومظللة  من إدارة  الشر الإدارة المتصهينة للامبريالية الأميركية في شن الحرب على العراق بحجة امتلاكه  أسلحة الدمار الشامل ولنظامه الوطني علاقة بالقاعدة ..  وأعقب ذلك  الغزو العسكري احتلال العراق احتلالا  عسكريا .... ولكن كل هذا جعل  بالشعب العراقي والعربي أن  يتفهم  جيدا بأن غزو واحتلال العراق  كان مرسوما منذ أمد بعيد  وضمن إستراتيجية معدة مسبقا  للهيمنة والسيطرة واحتلال المنطقة العربية التي تبدأ باحتلال العراق  وتدمير بنياته التحتية وحل مؤسساته العسكرية والأمنية وتقسيمه إلى دويلات  وأقاليم صفوية أولا ...  ثم الشروع إلى  احتلال  الأمة العربية كصفحة ما قبل ألأخيرة  لإستراتيجيتها  ألمعدة  مسبقا ثانيا ... ثم  ألانتهاء   بالصفحة الأخيرة التي تكتمل  بتقسيم الأمة  إلى دويلات وأقاليم طائفية جديدة ثالثا  ..

 

4. الحقيقة الرابعة ( أن حزب البعث العربي الاشتراكي وثورته وشعبه ينيب الأمة والإنسانية كممثل قطب الخير والفضيلة والإيمان في الصراع التاريخي الملحمي المصيري ) :-

 

وهذا أصبح  معروفا للشعب العراقي  والعربي نتيجة للفعل التاريخي المفعم  بنضال البعث منذ تأسيسه كحركة تحررية وطنية وقومية ضد الهيمنة والسيطرة والاحتلال  الاستعماري لامتنا العربية .. والدليل على ذلك  اتخاذ  البعث الهدف الرئيسي  لجوهر مركزية نضاله يكون في  تحرير فلسطين من الكيان الصهيوني .. إضافة لما للبعث من دور قومي للدفاع عن الأمة ابتدءا من  حماية دمشق من السقوط عام 1967 والأردن وسيناء واليمن والسودان ولغاية الدفاع عن البوابة الشرقية للأمة العربية من الريح الصفراء الطامعة تاريخيا بالعراق والأمة العربية في الحرب العراقية الإيرانية  .. فعقيدة البعث ومبادئه قومية إنسانية إيمانية خالدة بخلود رسالة العرب الكبرى عندما أرسلت إلى الدنيا كلها وكما وصفها شيخ المجاهدين بأنه منهج  قومي شعبي تقدمي أنساني حقيقي نقي بنقاوة  روح رسالة السماء الخالدة التي جاءت لتنقذ وتحمي الإنسان العربي والإنسان على مستوى الإنسانية .

 

5. الحقيقة الخامسة (استهداف الغزاة الأمة وشعبها باستهداف البعث وثورته وتجربته وجيشه ) :-

إن الهدف الرئيسي للغزو الأميركي  على العراق هو ليس كما أشيع في ذرائعهم الكاذبة والمظللة وإنما  لاستهداف البعث الخالد باعتباره الحركة التحررية التي تمثل الأمة العربية ولأنه يمثل القطب الخير في الأرض .. ولأنه روح الأمة من اجل نهضتها .. ومفجر ثورتها الكبرى وكما وصفه شيخ المجاهدين حماه الله  .. ولأن البعث يمثل  النموذج الأول لحركات التحرر العربية  الأولى الذي  بنى  أول تجربة نهضوية للأمة على ارض الرافدين .. ولأنه من أوائل الحركات التحررية القومية الإنسانية الذي اعترف أمام الله والوطن والشعب والأمة  لما حصل له من هفوات وأخطاء طيلة (35) عام والتي شخص تلك الأخطاء  بمن ارتكبها موضحا ذلك بان  البعث براء من كل هذه الأخطاء والانحرافات وبراء من كل من ارتكبها .. ومع هذا فان شيخ المجاهدين  أوضح في خطابه الميمون  أن الأخطاء التي  شخصها البعث درست بشمولية كاملة وشخصها تشخيصا دقيقا . فالبعث ومقاومته الوطنية وبتجاربه الميدانية على الساحتين النضالية والجهادية قد غربل الكثير والكثير من هؤلاء الأدوات  الذين هم السبب الرئيسي في تراكم الأخطاء والهفوات من الانتهازيين والنفعيين والمادين والمرتدين والمنافقين عن أصحاب المواقف البطولية من رجال العز والشرف رجال المقاومة العراقية ومن معهم من المتحالفين الوطنين والقوميين والإسلاميين طيلة الستة سنوات الماضية . ومن هذا المنطلق  فان البعث سيعود إن شاء الله لا بل عاد اليوم وكما وصفه شيخ المجاهدين إلى أصل منبع فكره القومي الإنساني الإيماني الخالد ..

 

على أبناء شعبنا في  العراق وأبناء امتنا العربية  أن يتذكروا دائما  بان استهداف الغزاة للأمة العربية وشعبها الأصيل يأتي باستهداف البعث وجيشه .. فعندما يستهدف البعث وجيشه الجسور تستهدف  وتضعف الأمة .. ولهذا يمكننا أن نصيغ هذه  ألأسئلة من أصل الحقيقة التي ذكرها  شيخ المجاهدين ألا وهي :-

 

أ. لماذا استهدف البعث وثورته وتجربته وجيشه ؟ ولماذا لم يستهدف العدو اجتثاث أحزابا أو قوى خارج دائرة البعث

ب. ولماذا لم يستهدف العدو الغازي أحزابا وقوى وطنية خارج دائرة البعث القومية ؟

ج. ولماذا لم  يجتث العدو الغازي أحزابا وقوى دينية خارج دائرة البعث الدينية ؟

 

.. هذه الأسئلة تجعل منا كمنتسبين لفيلق إعلامي مجاهد أن نوضح إجابتنا بالتشخيص الدقيق  لكل سؤال  ليتمكن العراقي والعربي معرفة هذه الأسباب  .

 

أبو علي
الياســـــري
العراق المحتل / النجف الاشرف
١١ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ١٥ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١١ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م