صدام حسين وعزة الدوري 
ورفضهما التشهير بمرتكبي الجنح الأخلاقية لأزلام المعارضة العراقية

 
 
 

شبكة المنصور

 أبو علي الياســـري / العراق المحتل - النجف الاشرف

أفيش ياريحة البصرة ونسمة هوى العشار وحلاوة تمرنا

 بعد  وصولي إلى مصر العروبة لغرض العلاج .. وأثناء مراجعتي لأحد الأطباء في  احد أحياء القاهرة فوجئت   بصديق حميم  وعزيز علي شاء القدر أن يفارق بيننا منذ اليوم الأسود لاحتلال الوطن ... موقف صعب في لحظة اللقاء بعد أن طال بيننا  اللقاء  .. قابلني أخي (أبو زهراء ) في الأحضان جاهشا بالبكاء ومرددا  (أفيش يا ريحة هلي ... أفيش  يا ريحة وطنا الغالي .. أفيش  يا ريحة نجفنا وحلتنا وسماوتنا .. أفيش ياريحة البصرة ونسمة هوى العشار وحلاوة تمرنا ) .. موقف صعب جدا  وأنا أشاهد أخي ( أبو زهراء ) ولأول مرة يجهش   بالبكاء .. نعم إنها دموع  الشوق والحنين لفراق أبناء العراق  الطيبين عن تربة ارض النهرين ..نوح وبكاء ودموع أثرت في قلبي مما جعلتني أن أتمالك نفسي  لأترك العلاج  وأعود  إلى وطني  بالرغم من حالتي الصحية   التي  سببت لي مغادرة الوطن.. ...هدأ قليلا ولكنه استمر بين الحين والحين بالقبلات والقبلات مما  زادني ألما وألما  عندما سمعته يقول  .. (  أبو علي أريد  أشم  ملابسك  عسى أن تلصق في قلبي ودمي ذرة  من ذرات تراب العراق ( .

 

 ا أريد أن أطيل لإخواني القراء الأعزاء  لما دار في لحظات اللقاء  .. استضافني أخي ( أبو زهراء ) إلى شقته فلبيت طلبه  لما له من مكانه خاصة في قلبي , ونحن في الطريق يسألني في كل لحظة ودقيقة  .. (أشلون العراق .. اشلونها بغداد .. كيف حال النجف وأهل النجف ؟ ..رحت على الديوانية وكيف حالها ؟ كيف حال أهل كربلاء ؟ وأهل البصرة والانبار ونينوى وصلاح الدين  .. الخ ؟ ... يسال ثم يسال  .. كيف حال العراقيين ؟ ... وكيف حال نهري دجلة والفرات ؟ وكيف حال شط العرب ؟ .. كيف حال آثارنا في بابل وآشور وذي قار ؟ كيف حال مستشفياتنا وشوارعنا ومحلاتنا ونخيلنا ؟ كيف حال كل شيء في العراق ؟ .... وعند الوصول إلى الشقة تفاجأت عائلة أبو زهراء ليطيروا من الفرح الذي  اختلطت  فيه الدهشة  والبكاء .. قضيت ليلة من العمر بين أخي وأختي أم زهراء وأولادهم إلى أن انجلى الليل ونحن نتذكر الذكريات قبل الحرب واحتلال العراق تخللتها الكثير من ألأسئلة وألاسئلة  .. عن الحرب و والغزو البربري وما أصاب بغداد نتيجة ذلك .. وما جاء به  الاحتلال من أحزاب وميليشيات .. وما قامت به تلك الأحزاب والميليشيات من قتل ودمار .. وتقسيم العراق .. وزرع الطائفية !!!!!!!!..  فأجبتهم عن كل الأسئلة .. واختتمت كلامي لأخي  أبو (زهراء ) والعائلة بالكلام  التالي .. اطمئنوا فالعراقيون اليوم وبعد ستة أعوام من  الاحتلال ذاقوا فيها ما ذاقوا  من انتهاك وتدمير وتهجير وتقسيم وسرقة ونهب وقتل عشوائي وعلى الهوية من قبل ميليشيات وفرق موت وعصابات الأحزاب التي جاءت من إيران ..  قد أدركوا وأيقنوا اليوم  بعد أن جربوا هؤلاء الأرضة التي جاءت بوصفة ديمقراطية على الدبابات الأميركية هم السبب الأول والأخير في تدمير وتفتيت وتقسيم ونهب وتهجير وقتل العراق وشعبه .

 

صدام حسين واجتماعه مع مختصين في الجانب الامني والإعلامي

بعد حديث طويل بدأ أخي العزيز أبو ) زهراء ) يسرد لي  قصص موثقة وحقيقية بصفته أحد رجال الأعلام الفنيين سابقا  طالبا مني أن  انشر هذه القصة الواقعية والقصص الأخرى في الصحف والمواقع والشبكات الإخبارية الدولية ... فرحبت بما طلبه مني فكانت  القصة الحقيقية الأولى  هي تاريخ سوابق  هؤلاء الأرضة المتجذرين بالجنح الغير أخلاقية من وضيعي النفوس الضعيفة المتعفنة الذين تآمروا على العراق وشعبه  وكما يلي  :-

 

كنت حاضرا  في احد  ألاجتماعات  مع الرئيس المجاهد الراحل  )صدام حسين) (  رحمه الله ) قبيل انعقاد  مؤتمر لندن لما يسمى آنذاك بالمعارضة العراقية .. كان الاجتماع في بناية متحف الهدايا في منطقة القصر الجمهوري وحضر الاجتماع عدد من المختصين في الجانب الأمني والإعلامي ... هيأ للاجتماع الذي عقد  في صالة كبيرة  عارضة فيديو  وشاشة وطاولة اجتماعات لعدد من الفنيين المختصين في  ألأجهزة الأمنية والإعلامية  ... بدأ الاجتماع من  أحد الحضور عن فعاليات أحدى  الأجهزة الأمنية التي تمكنت وبنجاح باهر  من اختراق الأغلبية ممن حضروا اجتماع مؤتمر المعارضة العراقية في لندن ... تم العرض الأول  والذي  أثبتت  بألادلة الثابتة  أخلاقيا وجنائيا ضدهم وكان ذلك واضحا  من خلال التسجيل الصوتي للمكالمات أو الاجتماعات أو من خلال التسجيل الفيديو  لما  يقومون به من أفعال وأعمال غير أخلاقية ... ثم استمر  العرض لثلاثة أفلام لما يسمونهم اليوم  بمسئولي العراق الحاليين . فوجئنا والحاضرين بالسيد الرئيس الشهيد المجاهد ( صدام حسين ) آنذاك  طالبا إيقاف العرض فورا .. وإضاءة المصابيح .. وإذا بشخص السيد الرئيس يقول  (( تريدون أن تعرضوا هذه الأفلام لوكالات الأنباء الأجنبية عن هؤلاء المتورطين بهذه الجنح الأخلاقية , كنت أتوقع منكم خطة أفضل , تريدون أن تشهروا بهؤلاء النفر الضال وتقطعوا عليهم سبيل وطريق التوبة والرجوع إلى صوابهم ,أنا لن أرضى في يوم من الأيام أن يشهر بأي مواطن عراقي وحتى أن لم يكن عراقيا كائن من يكن ,تريدون أن تشروا هذا اللباس القذر أمام أنظار العالم ,ماذا سيقول عنا العالم أهؤلاء العراقيون بهذا الانحطاط الخلقي ؟!!!!)) .... فرد عليه أحد الحضور قائلا :- سيدي (أنهم يتآمرون على العراق وأنهم مطية المخابرات الأجنبية ومعادون للعراق ويريدون تدميره وتقسيمه وبث الفتنة الطائفية والعرقية فيه والقضاء على مستقبل العراق )....

 

صدام حسين :-من يبيع شرفه وعرضه لا يعز عليه بيع وطنه ومعتقداته

فكان جواب السيد الرئيس  (( أن من يبيع شرفه وعرضه وكما شاهدتم قبل دقائق لا يعز عليه بيع وطنه ومعتقداته وأن المستعمر الأجنبي لم يجد من العراقيين الشرفاء والحمد لله , من يتعامل معه سوى هؤلاء الشواذ ,ولو عدنا إلى الوراء لنرى أن كل من وضع يده بيد الأجنبي لا بد وأن يكون هناك خللا في تكوينه العائلي والأخلاقي , ولو دققتم في أصوله ووضعيته لوجدتم أنه قد مس شرفه بشائبة ,وهكذا فأن أجهزة المخابرات الأجنبية  لا تجند الشرفاء من العراقيين .... ولا بد لها أن تجند وضيعي النفوس كهؤلاء اللذين يتآمرون على شرف أهليهم وشرف العراق وشرف كل ما هو شريف و لا استغراب في ذلك ... سينكشف هؤلاء المتآمرون الأقزام أمام العراقيين في حياتهم قبل مماتهم....أعدكم بذلك ..... ويذكرنا التأريخ بمصير الجواسيس من الفرنسيين اللذين مهدوا لاحتلال بلدهم وكيف كانت عاقبتهم بعد التحرير .....  )) ...

 

عزة الدوري ينصح كل من في قلبه ذرة خير وذرة من وطنية أو ذرة من دين

 

هذه هي القيم  التي امن ويؤمن  بها القادة العظام الذين يؤمنون بالمبادئ الرسالية   .. مبادئ  حافظت وتحافظ على جميع القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية  ...وما أشبه اليوم بالبارحة في تنفيذ  هذه القيم لما لها من  علاقة جوهرية  للمبادئ التي يحملها اليوم  خير خلف لخير سلف المتمثل برمز المقاومة والجهاد المهيب الركن ( عزة إبراهيم الدوري) عندما أعلنها للملأ في خطابه الميمون بالذكرى ( 88) لتأسيس الجيش العراقي البطل من خلال توجيه عدة رسائل للذين يمتلكون الضمير الحي واعتلوا منبر الرذيلة سواء كانوا مجبورين أو مخيرين، فكانت رسالته الخامسة إنما هي تعبير عن إنسانية أولئك القادة الرساليين  لينصحوا  بها كل من  يريد أن يغفر له الله (جل وعلا) والعراق وشعبه الصابر عما ارتكبوه من أخطاء كبيرة بحق الوطن والمواطنة الشريفة وخاصة لمن في قلوبهم ذرة من خير وذرة من وطنية أو ذرة من دين أن يفعلوا الخير والخير الكثير ... أليس دعوتي الشهيد المجاهد ( صدام حسين ) ( رحمه الله ) في ذلك الاجتماع وخطاب شيخ المجاهدين ( عزة النفس والكرامة ) ( حماه الله ) هما الجوهر الحقيقي للقيم والمبادئ  الرسالية  الإنسانية الخالدة والمخلدة في ضمائر القادة العظام المؤمنين إيمانا حقيقيا ووجدانيا بالإنسانية ؟ أليس هذا هو التسامح الذي يستر ويمنع  التشهير بكل نفر ضال ظلل نتيجة أخطاء مادية أو ورط وتورط بها من قبل مخابرات دول أجنبية  جراء شهوات دنيوية جعلته أن يخون دينه ووطنه وشرفه ؟ أليس هذه الدعوة من قبل هؤلاء القادة الإنسانيين  هي  السبيل الوحيد والطريق الصحيح للتوبة والرجوع إلى الصواب....وكيف  نصف ونعبر عن  تلك الإنسانية النابعة من قلوب عامرة بالإيمان عندما يختم شيخ المجاهدين خطابه ب(لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا، وشعب العراق المقاوم المجاهد المؤمن يقول لكم : عفا الله عما سلف(.

 

شتان ما بين أحرار حرائر العرب والعبيد المذلولين الذليلين    ومن هنا  نستطيع أن نفرق ونقول

 

)شتان ما بين  أحرار حرائر العرب   والعبيد المذلولين  الذليلين لأسيادهم والمبتهجين فرحا  بانتهاك شرف حرائر العراقيات العربيات )  .. وعليه  ومن  واجب الذكر والتذكير لا يسعنا في مقالنا هذا  إلا أن  نذكر أحرار العراق والأمة ليفرقوا بين أنموذج  الرجال الميامين رجال المبادئ المؤمنة بالقيم السماوية الرسالية ونماذج  العبيد من خدم  المحتل  الذين  سولت لهم أنفسهم في السقوط الأخلاقي جراء  تباهي احد  رؤساء  جوقاتهم من الذين  لا يعز عليه بيع وطنه ومعتقداته في ما يسمونه اليوم   برئيس حكومة الاحتلال الصفوية وهو  يشهر ويتجنى على  سيده وسيد أسياده ( البعث ومناضليه  ) .... نعم البعث الذي كسر شوكة أولياء أمره وأسياده من الفرس المجوس... انه النموذج المسخ بمسخ  العبارات والمصطلحات السوقية التي  لا تصلح لهكذا مستوى إن كان  فعلا مؤمنا  بفكر سياسي مهما يكن طائفيا  أو عنصريا أو حتى مجوسيا   ليشهر ويتطاول على البعث وأمام من ؟ أمام البعض من المهازل الإعلامية  للفضائيات الديمقراطية الصفوية وهي تصور ذلك المسخ  من على منصة الذل والرذيلة  في إحدى قاعات  إسطبل المحتل الغازي للمنطقة الغبراء  وصف البعثيين ( حاشاهم ) ( بالفاسدين ) ..

 

 الحكم العادل هو شعبنا العظيم وامتنا العربية المجيدة في تشخيص الفاسدين

 

ومن هذا المنطق الرذيل ..  ومن جانب الحق والعدالة ما علينا  إلا أن نضع شعبنا العظيم  وأمتنا المجيدة  (حكام  ) عادلين لإصدار قرارهما العادل ) لحقيقة تشخيص  ... من هم  الفاسدين ؟  ودليلنا على ذلك ما أكد عليهما  رمزا البعث شهيد الأمة ( صدام حسين ) ( رحمه الله ) في الاجتماع الذي ذكرناه في مقالنا هذا  وخطاب شيخ الجهاد والمجاهدين المهيب الركن  ( عزة إبراهيم الدوري ) في الذكرى ( 88) لتأسيس جيشنا البطل  برفضهما رفضا قاطعا بالتشهير بهؤلاء النماذج من  النفر الضال  خدام الاحتلال والذين هم الآن في العملية السياسية المخابراتية الأميركية يترأسهم ما يسمى برئيس  حكومة الاحتلال الصفوية والذين كانوا يطلقون على أنفسهم آنذاك  بالمعارضة العراقية ...  والمعروفين اليوم من قبل شعبنا المجاهد بتجار المافيا  لحكومات الاحتلال الطائفية الصفوية  ) مع احترامنا وتقديرنا لرجال المعارضة العراقية آنذاك من  الذين أبت ضمائرهم  بالمشاركة في أية حكومة من حكومات الاحتلال الذين  جاءوا مع وعلى وفوق عفش الدبابات الأميركية ( .

 

سؤالين مهمين للحزبين الجمهوري والديمقراطي الأميركيين

 

.. ومن هنا يتوجب على كل عراقي غيور أن يسال مصنعي الديمقراطية الأميركية من الحزبين الجمهوري والديمقراطي الأميركيين  هذين السؤالين  :- هل المبادئ الديمقراطية التي يؤمن بها  الحزب الجمهوري  الأميركي مؤمن إيمان حقيقي في التشهير بمبادئ الحزب الديمقراطي الأميركي ؟ .. وان كان الجواب كلا .. إذن لماذا مبادئ الحزبين  الجمهوري والديمقراطي متوافقان ومنسجمان  مع مبادئ عصابات ألأحزاب والميليشيات الصفوية الإجرامية التي  تؤمن إيمان حقيقي بالتشهير والغدر والخيانة العظمى للمبادئ الديمقراطية التي جاءت بهؤلاء النفر الضال  ليحكموا وطنا عربيا   بالرغم من أن أصولهم غير عراقية ولا عربية ؟
 

 أبو علي
الياســـــــري
العراق المحتل / النجف الاشرف
١٦ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد / ٢١ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٧ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م