البعث يتجدد ويتألق بالمقاومة والتضحيات

 
 

شبكة المنصور

الدكتور محمود عزام

مضت أكثر من ست سنوات وعمليات الإغتيال المنظمة وقوانين إجتثاث البعثيين أينما وجدوا وسلب حقوقهم وممتلكاتهم ومتابعتهم وملاحقتهم بقرارات حكومية وممارسات ميليشيات الأحزاب الطائفية المتسلطة وأوامر مخابرات وحرس الثورة الإيرانية  وتدخلات سفير إيران التفصيلية وعمليات جيش القدس وجيش المهدي وفيلق بدر وعصابات الدعوة والجلبي ..مستمرة وبتزايد وبرعاية أمريكية من الطراز الأول..

 

وتتوالى  حملات الإغتيالات والإعتقالات والخطف والمداهمات والملاحقات والمتابعات التي قامت وتقوم بها القوات الأمريكية وأجهزة وأحزاب الدولة وميليشياتها تحت مسميات كثيرة منها (مكافحة الإرهاب ) أوبحسب معلومات (المخبر السري) الذي رفض مجلس النواب (في دولة العراق الديمقراطية الجديدة !) مقترح إلغاء قانونه ليبقى خنجرا مسموما موجها لكل وطنيي وأحرار العراق حيث وصلت تضحيات الحزب الى أكثر من 400 ألف شهيد ومعوق ومعتقل ومفقود وبقدر ما شكّل هذا الرقم من التضحيات خسارة كبيرة للحزب والشعب ..إلا انه أثار أعداءه وأصابهم بالغم والحسد !..

 

وبالرغم من تشكيك (ذوي النفوس الضعيفة من المدافعين عن الطبقة الكادحة ويساريي آخر الزمان !) بأعداد ضحايا البعث بقصد تحميل قيادة الحزب مسؤولية هذه الضحايا ..

نقول للذين (كانوا يتندرون بحجم التضحيات سابقا!)..

وللذين يحسدوننا على المصيبة والضحايا..

ويضعون رؤوسهم في التراب وسط (حملة إعتقالات وإعادة إعتقال وخطف لمن لم يتم إغتياله لم يشهدها التأريخ الحديث ) في بلد (يحكمه الأمريكان والإيرانيون والمخابرات الأجنبية والفكر الديني وفكركم اليساري!).. 

برغم ذلك فلا زال البعث باق وقوي ومتجدد ..

ولازالت حيويته تزداد تألقا ..

ووجوده يلتصق بعمق الشعب من كل أطيافه ..

 

نقول مرة أخرى :

لن يحتاج عدو العراق الى أكثر من الثبات في الميدان والصبر على الملمات والتوكل على الله والمضي في النضال والمقاومة حتى النصر الأكيد ..

 

أما الذي يدّعي إنه من أنصار تحرير العراق!..

فعليه أن ينتبه الى  حقيقة إن الحريص على تحرير العراق والنضال من أجل إستقلاله وسيادته وإرادته لا يتضمن منهجه ولأي سبب كان مهاجمة من (يتطابق في النهج معه) ..وخاصة إذا كان فصيلا مقاتلا أو حزبا مثل حزب البعث الذي يمثل العدو الأول والأهم (للعدو المشترك!)..

وأن لا يجهد نفسه ويجر قلمه (الذي يفترض أن يسخر للقتال والمقاومة وبإتجاه أعداء العراق ومحتليه والقتلة الذين إغتالوا كل الكفاءات العراقية من مثقفين وضباط وطيارين وعلماء ومفكرين ومناضلين ..والذي عليه أن يهاجم بلا هوادة سارقي السلطة وقوت الشعب وثرواته من الذين تربوا في وكالات المخابرات الأجنبية الأمريكية والبريطانية والإيرانية ومن الذين قتلوا الأسرى العراقيين وأحرقوا مستودعات ودوائر الدولة وسرقوا ممتلكات المواطنين في صفحة الغدر والخيانة ثم عادوا ليحكموا العراق أو أولائك الذين أعلنوا العصيان على كل حكومات العراق وأوغلوا في حقدهم العنصري على كل عربي ) ليتفرغ بغرابة لمهاجمة البعث والمقاومة !..

 

أو يغوص في أعماق المعاني لبيانات الحزب وتصريحاته ليخرج بإستنتاج حاقد يهدّم جرفنا ويقرّب حافات العدو المتاهبة للنيل منا جميعا!..

 

ونسأل المشككين والموتورين والحاقدين :

إذا كانت مواقفكم وتلميحاتكم وتعليقاتكم تخدم عدو العراق فما هو تفسير إدّعاءكم بوجودكم في الصف المقاوم ؟..

لقد قلتم بالأمس وتقولون في مجالسكم اليوم لماذا وصل الأمر بالعراق الى الإحتلال !..

ويتناغم طرحكم مع أحزاب السلطة الطائفية الحالية التي تقول إن البعث هو الذي جلب الإحتلال!..

وتقولون كان على البعث أن يقبل بالإستسلام!..

وتستغربون كيف لم يقاتل البعث القوات الأمريكية الغازية الى الرمق الأخير وكان على القيادة العراقية أن تجبر كل تنظيمات الحزب من الأنصار والأعضاء والقيادات للإستشهاد في هذا القتال على الرغم من إن للقوات الأمريكية السيادة المطلقة في كل مجالات المواجهة ؟..

 

وإنتقدتم في كل مقالاتكم وأحاديثكم وإجتماعاتكم قرارات القيادة المسؤولة بتجنيب البعث هذه الكارثة في حينه والتوجه للمقاومة الشاملة!..

 

وعندما تشكلت المقاومة الوطنية العراقية المسلحة البطلة في أول يوم للعدوان وإستمرت بعد الإحتلال عدتم مرة إخرى لإنتقاد البعث لأنه يحمل السلاح ويقاتل العدو وأخترتم (يامن إبتدعتم مفهوم الكفاح المسلح في الأرض العراقية في الماضي) أن تضعوا يدكم اليمنى بيد الولايات المتحدة عدوكم التأريخي والأيديولوجي ..

وتضعوا يدكم اليسرى بيد مروجي مفاهيم (إفيون الشعوب ) حسب تفسيركم؟..

 

وإخترتم البعث والمقاومة من كل أطراف المواجهة في الساحة العراقية لتناصبوهما العداء!..

وكنتم ولازلتم من المؤيدين لإجراءات الإجتثاث مع قناعتنا الكاملة بأن منظري ومفلسفي (فكركم الثر) يعرفون جيدا عقم هذا المفهوم وإستحالة تحقيقه!..

 

هي إذا الفرصة التأريخية لكم !..

لشن الحرب (بالمشروعية الكاذبة والقانون والدستور المصمم لذلك) على البعث وقياداته ورجاله ورموزه ومناضليه ..

وهي الحرب على فكره القومي ..

هي حربكم على الشجاعة..

وطلب العز والمعالي ..

والفخر والثبات..

وهي حربكم على التضحية من اجل العراق..

وهي الحرب إذا على المقاومة التي تقاتل مَن بقيتم مئات السنين تُثقفون قواعدكم على إنهم أعداء فكركم ونهجكم وعقيدتكم !..

ومع إن أعضاء وانصار وجماهير صدام والبعث لن تثنيهم هذه الطعنات على المضي في منهجهم ..

ندعو بإخلاص أقلامكم وقلوبكم لتقف مع الحق ..

طالما إنكم تخليتم عن البنادق طريقا شرعيا للتحرير..

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٠٨ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٤ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م