المرأة العراقية تاج رأس كل العراقيين

 
 
 

شبكة المنصور

الدكتور محمود العزام

( تشويه سمعة المرأة العراقية هي مَذمّة من ناقص )

 

لقد كانت المرأة العراقية في كل الأزمنة والعصور والأنظمة عمود البيت العراقي وتاج رأس العشيرة والقبيلة والوطن..

المرأة العراقية كانت وعبر التأريخ أول إمرأة عربية متعلمة ودارسة ومتخصصة في كل مجالات العلم والثقافة والسياسة والأدب والمحاماة وبناء المجتمع ..

وقبلها كانت أول من حَمَل السيف وقاتل قتال الرجال..

 

ولا يستطيع حاقد أو مُحب..

مُنتقم او مُتسامح..

صديق أو عدو..

أن يُحجب حقيقة دور المراة العراقية في بناء الشخصية العراقية على مر العصور إذا كان منصفا مع نفسه..

هذه الشخصية التي كانت ولازالت وستبقى متميزة ومثابرة ومتألقة وناجحة ومتقدمة عن غيرها في كل شيء..

فالعراقي يحب بإخلاص..ويُضحي بكل شيء من أجل هذا الحب ..

وهو في المقابل عندما يكره يصعب على أحد أن يزيل من قلبه ذلك ..

وهو أمين ونزيه وصاحب نخوة وكبرياء وعنفوان وأنفة..

وهو عفيف وأبي النفس والروح..

وهو صادق ووفي..

وطيب القلب مع من يحبه ..وحاد كالسيف مع من يناصبه العداء..

وهو صبور وقنوع ومثابر ..

وذكي ومتابع وسريع التقبل والتفاعل والتعلم ..

 

والعراقي مستعد للموت من أجل شرفه وعرضه وأهله ..

ولديه المرأة شيء مقدس ومَن يمسها بالقول فدونه السيف والبندقية..

وفداها الروح ..وكل الماضي والحاضر والمستقبل..

 

وما يتّصف به العراقي من هذه السيرة فقد نهلها من أمه ..

 

وثبات الزوجة والبنت والأخت على هذه القيم والمباديء جاء من تربية الأم والأب والأخت والأهل ..

وما تعرض له العراق من تخريب ودمار وقتل ونهب ليس هو الهدف!..

فالهدف هو الروح والشخصية العراقية العصية على الإقتلاع من الجذور !..

وإذا كان من غاية لحملة تشويه المرأة العراقية فلأنها جزء من حملة كبيرة تستهدف هوية العراق وتأريخه ومبادئه وقيمه وأخلاقه وتراثه وقوته ..

 

وهذه الحملة هي صفحة أساسية يشرف عليها ويديرها مَن إحتل ودمّر العراق وسرق شرعيته وإستهدف تأريخه وتراثه وثرواته..ورهنوا سيادته وإرادته وكل قراراته..

 

وهم نفس الجهات التي زوّرت كل الحقائق وهدمت كل منظومات وأسس المباديء والقيم..وألغت كل التشريعات والقوانين وصادرت كل البنادق والأقلام والحناجر..

 

ووضعت المجسات على محيط القلب وشريانه..

 

هم نفس المجرمين الذين دمروا كل الذكريات والملاعب والمدارس ..وأحرقوا كل الكتب وحرثوا الأرض بحثا عن كل الجذور ..وحولوا مجرى كل الأنهار وعبثوا بكل منظومات القيم وأركانه..

 

لقد كان تعقيب إحدى العراقيات من على شاشات الفضائيات ردا على حملة تشويه مبرمجة  ببرنامج تلفزيوني ( يروّج لسوق نخاسة المرأة العراقية) مع الأسف بقولها:

 

(شأن المرأة العراقية من شأن حاميها) مؤثرا جدا!..

 

وإذا كان من تعليق عليه نقول:

إن مَن يقف وراء هذه الحملة هم أنفسهم الذين هددوا بأن يجعلوا المرأة العراقية (بنصف دينار ) في الكويت عام 1990!..

 

هم وكل حلفائهم ومناصريهم وأدواتهم ( الذين يفترض أن يحموا المرأة العراقية اليوم !) ..

 

ومن أجل ذلك التهديد..

وعلى هذه الكلمة التي أرادوها أن تمس المرأة العراقية وشرفها وشرفنا..

إنتفض القائد الشجاع والرجل الغيور ..

وقدمناها الروح والدم والماضي والحاضر فداءا لها..

 

رحم الله القائد صدام حسين على رده وسيفه الذي كان يقطع الألسن قبل الرقاب ..

وإذا كنا خسرنا كل شيء كما يقول البعض في ذلك الرد!..

فتعسا لما خسرناه..

 

فإذا لم نخسر كل شيء بما فيها الروح من أجل المرأة العراقية ..

الأم والأخت والزوجة والبنت ..

فلِمَن نَدّخرها إذا..

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ٢٠ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٦ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م