مسرحية إستجواب مجلس النواب لوزير التجارة !

 

 
 

شبكة المنصور

الدكتور محمود عزام

قام مجلس نواب الإحتلال بإستجواب وزير التجارة على مدى اليومين  الماضيين وتم حشر الوزير فلاح السوداني الذي أفسد وزارة التربية ليتحول الى بؤرة فساد وزارة التجارة في زاوية ضيقة جعلت كل ممثلي الأحزاب الطائفية في المجلس وخارجه وفي الحكومة وخاصة حزب الدعوة وتنظيمات الحكيم ينظر بعضهم الى بعض ولسان حالهم يقول :

( عجيب لقد سرقنا ونهبنا وقتلنا وإعتقلنا وصادرنا وإستولينا ولاحقنا بتوجيه ورعاية ودعم قياداتنا التي أعطتنا الضوء الأخضر للتصرف )!..

 

وعيون أعضاء حزب الدعوة والحكيم والحزبين الكرديين تقول بوضوح:

(صحيح إننا عندما كنا نطلب عمولة عن كل عقد نوقعه أو يوقعه ممثلنا كان أغلب المبلغ المستحصل يذهب الى جيب الوزير وجيوبنا إلا إننا كنا ندعم أحزابنا)!..

 

وسبحان الذي جعل عبد الهادي الحساني يتحدث بإسم الأعراف الدستورية وخرق القانون وهو يدافع عن عضو حزبه فلاح السوداني (لأن ما أثاره صباح الساعدي لم يتم تضمينه في بنود الإستجواب وكان على وزير التجارة التهيوء للرد عليه)!..

 

وهكذا تبرر قيادات وأعضاء حزب الدعوة الحاكم سرقة ونهب قوت الشعب وتدافع عن المختلسين والمرتشين من حزبها وتتهم مَن يفضح أعمالهم المخزية بالتجاوز على القوانين والأعراف الدستورية!..

  

وإخوة وزير التجارة ( وهوياتهم التي تحمل صفة سكرتير وزير التجارة وموقعة من أمانة مجلس وزرائهم ومن الوزير!) كانوا يقولونها صريحة عند تعاملهم مع التجار داخل وخارج العراق :

 

(نحن إخترناك لأنك من الطائفة الفلانية وهذه العمولة التي نطلبها هي لدعم حزب الدعوة)!..

 

ألا يعلم بذلك المالكي وعلي الأديب وحيدر العبادي وأمانة حزب الدعوة لمجلس الوزراء؟..

 

تماما مثلما كان يقولها ممثلو حيدر العبادي يوم كان وزيرا للإتصالات!..

وكما يقول كل الوزراء بلا إستثناء!..كل لحزبه أو لمن رشحه !..

 

وبالرغم مما قاله صباح الساعدي وما طرحه من فضائح ومستمسكات تدين الوزير وزبانيته ..إلا أنه لم يكن بالشجاعة الكافية ليقول صراحة بأن كل الذي فعله ويفعله وزير التجارة هو بعلم المالكي وأمانة مجلس الوزراء !..

 

وهو بتوجيه مباشر منهم لأن هذا هو السبب الرئيسي لوجودهم (ونضالهم الطويل !)..

 

ولعل الساعدي بترديده لعبارة (دولة رئيس الوزراء) ومغازلته لأمانة مجلس الوزراء بقوله: (علينا أن لانزج بهم في هذا الموضوع!)..يريد خط رجعة لأنه يعلم إن أكثر من 200 مليار دولار هو مجموع المبالغ المسروقة من قبل مسؤولي الدولة من ثروة الشعب وقوته وحقوقه وهذا المبلغ لايمكن أن يقوم بسرقته لاعبين صغار كالسوداني والشهرستاني والعيساوي والبقية من عصابة النهب والتزوير ..

 

لأن هؤلاء منفذون ويعتاشون على الفتات من هذا المبلغ مع ملاحظة إن أصغر نسبة فتات منه إذا كانت 5% فهي تصل الى عشرة آلاف مليون دولار!..

 

وفي الوقت الذي يأسف الشعب العراقي على الزمن الذي كانت تُقطع به رقاب السارقين لقوت الشعب والمتلاعبين به فهو يعجب لزمن يكافأ به السارق والمرتشي والذي يقبل بأردأ الطحين والحليب للعائلة العراقية المسكينة وأطفالها!..

 

قد تستمر مسرحية إستجواب وزراء آخرين على ذمة ما قاله حيدر العبادي الذي تحول الآن من شراء البيوت والفلل في بريطانيا الى شراء العمارات فيها !..

 

وقد يستضيف مجلس النواب هوشيار الزيباري ليسأله لماذا يشكل الأكراد نسبة 75% من الكادر الديبلوماسي للخارجية العراقية ؟..

ولماذا يتحدث السفراء بإسم البرزاني بدل  المالكي ويروجون لإقليم كردستان بدل العراق؟..

 

وقد يستضيفوا وزير النقط ليسألوه عن سبب عدم وجود عدادات على مضخات النفط الخام لحد الآن ؟..

وقد يستضيفوا وزير التربية ليسألوه لماذا أمرت بان يتم طبع كل الكتب المنهجية في إيران ولماذا يوجد في ناحية ساوة في محافظة المثنى جنوبي مدرسة ابتدائية واحدة فقط في الناحية.

 

ووزير الكهرباء والإسكان والأمانة والداخلية والدفاع وكل الوزراء ..والنتيجة كأي مسرحية هي (للتثقيف أو اللهو)..

 

فإذا كان لهوا فهذا ديدنهم..

وإن كان تثقيفا فهو لغرض تحريم الحلال وتحليل الحرام ليسود الباطل والمنكر ..

 

ويمكن أن تصل الأمور الى الحد الذي يستجوب مجلس النواب وزير الداخلية أو الأمن الوطني أو المخابرات مستفسرا عن كيفية تسهيل هرب إمام جمعة النجف ومفتي المجلس الأسفل واللسان الناطق للحكيم وبدر (صدر الدين القبنجي) إلى إيران بعد صدور مذكرة توقيف بحقه من قبل محكمة جنايات النجف بتهمة أغتيال احد المواطنين المناوئين الى المجلس الاعلى بموافقة عبد العزيز الحكيم وعمار وهادي العامري  وهو من أهالي مدينة الكوفة التابعة لمدينة النجف بعد أعترافات عليه من قبل أفراد حمايته.

 

وقد يستمر مجلس النواب بالإستفسار عن كيفية هروب رئيس شعبة مكافحة الارهاب المدعو أحمد حبيبوش وهو أيراني الجنسية من المسفرين وقد منحه المجلس الاعلى رتبة لواء والمنفذ الفعلي للاغتيالات في النجف وبأوامر من عبد الحسين عبطان نائب المحافظ سابقا و العضو الحالي في مجلس المحافظة .

 

ويمكن ان يستغل اعضاء حزب الدعوة في المجلس للكشف عن إثنان وعشرون حالة أغتيال نفذها المجلس الاعلى في مدينة النجف أخذت طريقها الى المحاكم حتى الان وهناك المزيد من الضحايا!..

 

وعلى ذمة الراوي الذي نشر حكايته على كل مواقع الإنترنيت فمن المؤكد إن مسرحيات الإستجواب ستصل الى المسؤول عن السماح للشقيقة الصغرى لامام جمعة النجف (المفتي بان زيارة كربلاء أفضل سبعين مرة من حج بيت الله!) صدر الدين القبنجي وهي الشقيقة الاصغر من شقيقته الكبرى ( رضية ) بحمل مبلغ أربعون مليون دولار أمريكي بالتمام و الكمال معها أثناء سفرها الى ايران لولا إخبارية من بعض المقربين من القبنجي لأمن المطار والقوات الأمريكية  الذين ألقوا القبض على هذه (العلوية المناضلة طول عمرها لنصرة آل البيت!)..حيث تم تحويلها الى أحد المعتقلات الأمريكية !..

 

ويقال إن هنالك مشاورات ومباحثات مع الجانب الأمريكي بمصادرة المبلغ وإطلاق سراحها وتسوية موضوعها وموضوع اخوها لأن هذا مطلب (مرجعي)!..

 

لأن المرجعية لاتقبل إعتقال العراقية المذكورة وتسمح بإعتقال وإغتصاب خمسة آلاف عراقية غيرها في سجون الداخلية والقوات المحتلة!..

 

وشاهد العراقيون الهوسة السمجة لبعض (الدشاديش الوسخة ) للمالكي وهم يرددون:

(ما ننطيها ما ننطيها...أبداً وألله ما ننطيها)

وهو يجيبهم :

(ليش هو منو يكدر ياخذها منكم؟)..

 

(سنترك الرد على الهوسة وردها لوزير الدفاع الأمريكي ورئيس هيئة الأركان الأمريكية ومدير السي آي أيه ولقائد القوات الأمريكية الوسطى وقائد القوات الأمريكية في العراق الذين إنطوها للدشاديش !)..

 

ستستمر مسرحيات الإستجواب هذه بدون ان تتم إدانة أحد لأن (غالبية الحضور ) في مجلس النواب قاموا ويقومون بأسوأ منها!..

 

اللهم إلا إذا إستضافوا وزيرا أو مسؤولا محسوبا  على جهة ما يكرهونها أو مرشحا منها!..

 

عندئذ سيتصدى له جلال الدين الصغير وحيدر العبادي وعباس البياتي وهادي العامري بإسم النزاهة والدستور والحق العام والشعب ..

ولن يتركوه قبل أن يُعدم في باب مجلس النواب شنقا حتى الموت!..

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٢٢ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٨ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م