ليس من المفروض أن تمر تصريحات الكذّاب بريمر بدون تعلق !..

﴿ الحلقة الثانية

حل الجيش العراقي ..
بريمر: (
لم نستعمل تعبير حل الجيش وهو خطأ !) ..

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

تضمن الحوار الذي أجراه محرر صحيفة الشرق الأوسط يوم 10 مايس 2009 مع الحاكم المدني الأميركي وكبير الدجالين بول بريمر العديد من القضايا المهمة في حياة العراقيين خلال حقبة الحملة الظالمة التي إستهدفت تأريخهم ووجودهم وهويتهم وسيادتهم ..

 

وبول بريمر لم يكن إلا واحد من المسؤولين الأمريكان الذين تعاقبوا على الإضطلاع بمهام محددة.. منها ما كان إستخباريا أو عسكريا أوسياسيا ..وكان بريمر وسيلة أدّت دورها المرسوم لها في مرحلة معينة من تأريخ الإحتلال الأمريكي الغاشم للعراق .

 

والوسائل غالبا ما يتم التخلي أحيانا !..

وإذا كانت قد أدت دورا هاما فربما يتم (إتلافها) أو الإحتفاظ بها (في المتاحف)!..

 

وبريمر وهو القاتل والمعوق لملايين العراقيين وعشرات الآلاف من المارينز والطيارين والجنود الأمريكان!..هو الذي يعود اليه الفضل (وبفضل الإدراة الأمريكية التي إستخدمته وأغدقت عليه وأطلقت يده في العراق )  الى إنزلاق أمريكا الى أدنى قاع للحضيض عسكريا وإستخباريا وسياسيا ودوليا..وإقتصاديا ..ومن خلاله حققت الإدارة الأمريكية الحاقدة على العراق أرقاما قياسية في الخداع والكذب والسرقة والتعنت وعدم المصداقية وفي غياب النزاهة وفقدان الشرف العسكري ومقدسات المهنة..

 

وبريمر كأي قاتل مأجور لايمكن أن يتحمل مسؤولية جرائمه في قتل العراقيين وتقسيم العراق ونهب ثرواته لوحده بل يتحملها معه من أصدر له الأوامر ومَن ساعده على تنفيذ أجندته ومَن سكت على أفعاله وينتقدها اليوم أولائك المشاركين في العملية السياسية الأمريكية في العراق.

 

وماقاله بالأمس ويقوله اليوم وحتى غدا ماهو إلا حلقة جديدة من مسلسل الكذب والمخادعة والتحايل على الحق لنشر الباطل ..

 

قرار حل الجيش العراقي

قال بريمر : (إن قرار حل الجيش العراقي كان صائبا).. وقوله : (الكلمة الصحيحة ليس حل الجيش العراقي بل إعادة إستدعاء الجيش العراقي ونحن لم نستعمل تعبير حل الجيش! وهو خطأ!)..وقال:( إن الأكراد في العراق هددوا بالانفصال ما لم يحل الجيش العراقي بعد سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان الأكراد واضحين، قالوا لنا إن إعادة جيش صدام حسين سيعني أنه لن يكون هناك عراق مستقل وديمقراطي. وهددوا بالانفصال عن العراق. وكان تحليلي أنه إذا حدث ذلك، فستنفجر حرب إقليمية في المنطقة يتورط فيها جيران العراق).

 

يقول بريمر : (ونحن لم نستعمل تعبير حل الجيش! وهو خطأ )!

 

الوثيقة المرفقة تكشف كذب هذا المجرم الذي لا يمكن أن يخفي حقده خلف أي قناع سواء كان قناع الديبلوماسية او الإبتسامات الصفراء وحتى الهدوء المصطنع وتحوي هذه الوثيقة الرسمية  النص الكامل لقراربريمر الرقم 2 في 2 /مايس 2003 والتي تحمل عنوان ( حل الكيانات العراقية ) والتي يقول فيها وفي الجزء( 1) (الكيانات المنحلة) مايلي:

 

(تُحل بموجب هذا الأمر الكيانات الوارد ذكرها في الملحق المرفق (الكيانات المنحلة)، وقد تضاف لها أسماء كيانات أخرى في المستقبل)

 

وورد في الجزء (3) (الموظفين والمستخدمين والكوادر) مايلي:

 

(1. تلغى بموجب هذا الأمر الرتب والألقاب العسكرية وغير العسكرية التي منحها النظام السابق لأي مستخدم أو موظف كان يعمل في أحد الكيانات المنحلة....الخ

 

2.يتم تسريح جميع المجندين من الخدمة العسكرية وإلتزاماتها، وتعلق الخدمة العسكرية الإلزامية الى أجل غير مسمى.....الخ

 

3.يسرح من الخدمة او من الوظيفة إعتبارا من تأريخ 16 نيسان 2003 أي شخص كان يعمل في أي وظيفة أو كان يشغل أي منصب في أي من الكيانات المنحلة...الخ)

 

وفي ملحق توصيف الكيانات المنحلة يبدأ الكذّاب بريمر بالقول:

 

المؤسسات المنحلة بموجب الأمر المشار إليه (الكيانات المنحلة) هي المؤسسات التالية :

وزارة الدفاع

وزارة الإعلام   ..............ويستمر

 

ثم يصل الكذّاب الى عنوان الكيانات المنحلة الأخرى :

المنظمات العسكرية التالية :

الجيش ،السلاح الجوي،البحرية ،قوة الدفاع الجوي،والتنظيمات العسكرية النظامية الخرى.

الحرس الجمهوري

الحرس الجمهوري الخاص

مديرية الإستخبارات العسكرية

جيش القدس

قوات الطواريء

 

ومَن يكذب مرة يمكنه الإسترسال بالكذب ..

ومَن يُكذّب مرسوما أصدره ووقع عليه بنفسه ويتعامل مع الناس وكأنهم أغبياء لا تصديق لكلامه ولا يجوز الفرض بصحة ما يقوله ..

 

وإذا كان بريمر يقول بأنه لم يستخدم حل الجيش فما الذي تعنيه فقرات قراره الرقم 2 أعلاه وعندما سطّر التشكيلات العسكرية كافة ..ومالذي إستثناه من قرار الحل ؟..

 

وهذا الكذّاب في كل تبريراته أعطى لنفسه سلطة تجريد كل الضباط وضباط الصف من رتبهم العسكرية في قرار لم يسبق أن تم تطبيقه بهذه الكيفية وهذه الشمولية ..

 

ولأنه غير صادق لا مع نفسه ولا مع شعبه الأمريكي ولا مع الصحافة فهو لم يذكر السبب الحقيقي للتسريح وتجريد الرتب والحل والقتل والسجن والإعتقال والملاحقة !..

 

والسبب الرئيسي هو لأن (الذين رسموا وخططوا لتدمير العراق وتقطيع أوصاله)  يعرفون جيدا  بأن هذا الجيش العظيم صاحب المآثر والبطولات والصولات والتضحيات هو مَن سيقوم بتحرير العراق ..

 

ولايهمنا ما قاله الطالباني يوم 12/مايس 2009 في تصريحه لنفس الصحيفة ردا على مزاعم بريمر الكذّاب الذي ذكر بان القادة الأكراد ( قالوا لنا إن إعادة جيش صدام حسين سيعني أنه لن يكون هناك عراق مستقل وديمقراطي. وهددوا بالانفصال عن العراق) بقوله للصحيفة المذكورة:

 

(انه لم يكن لدى الأكراد أي علم بقرار الحاكم المدني السابق بحل الجيش"، مؤكدا احترامه للجيش السابق، .واعتبر طالباني أن "بريمر تصرف بعقلية الخاسر، وأقدم على هذه الخطوة، التي تسببت في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار ونحن القيادة الكردية وبارزاني التقينا بريمر بعد أسابيع من وصوله بغداد، وكان هو قد حل الجيش العراقي في اليوم الثاني من وصوله)!.

 

وكان طالباني قد نفى أن يكون الأكراد قد هددوا بالانفصال أو عدم المشاركة في العملية السياسية إذا لم يحل الجيش العراقي.

 

ولا يهمنا أيضا ماقاله بارزاني أن رأي الأكراد كان ( إعادة بناء" الجيش العراقي السابق وليس حله)..

 

فيما سارع السكرتير الصحافي لبارزاني فيصل الدباغ الى القول:

( أن ما نريد توضيحه أن بول بريمر لم يكن أميناً في مقولته هذه، حيث كان رأي الكرد حينذاك أن يُعاد بناء الجيش وليس حله)!..

 

مسلسل من الأكاذيب والدجل والهرب !..

 

وفي قراره يشير الدجال بريمر بمكان وآخر الى أن هذا الجيش هو (جيش صدام) ويقول هذا الكذّاب الأشر بان الجيش العراقي الباسل كان من الكيانات التي إستخدمتها الحكومة (كأداة لإضطهاد الشعب العراقي وتعذيب أفراده وقمعهم ونشر الفساد بين صفوفهم)!.

 

وللمتابعين نقول:

لقد كان قرار حل الجيش العراقي قرارا امريكيا مُتخذا منذ المراحل الأولى للتخطيط  لإسقاط النظام الوطني الشرعي وهو رغبة وأمنية وحلم إسرائيلي وما قام به بريمر الصغير ما هو إلا تعبير عن رغبة بوش الصغير الذي نفذ مخطط أسياده الذين يخافون من هرمجديون !..وما قاله  بوش عن حرب العراق: ( لقد قاتلنا صدام بإرادة الله!) دليل على ذلك..

 

وهكذا عمل هذا الدجال  على  حل الجيش العراقي بكل تشكيلاته ليخلق جيش جديد يضطهد الشعب ويعذب ويغتصب حرائر العراق ويتدرب لقمع مقاومته ونهضته ووثبته تجاه المحتل والخائن وينشر الفساد بكل أشكاله في كل المجتمع العراقي وينشر الطائفية المقيتة والعنصرية السوداء ويتخاذل امام أي عدوان خارجي ..لقد خلق الدجال ميليشيات الجيش الجديد التي تأتمر بأوامر إيران ..

 

إن الوطنيين والأحرار في كل مكان ليأسفون على الزمن الذي يَكذِب فيه القاتل والمجرم وسارق قوت الشعب وثروته علانية وأمام العالم .. ويكتب دعاة الحرية ما يتساقط من فمه من كذب ودجل وباطل ليصبح حقيقة بعد أيام. 

 

ومع ذلك فالجيش العراقي والحرس الجمهوري والحرس الخاص وفدائيي صدام ومقاتلي ومناضلي المخابرات والأمن لازالوا محافظين على كل تشكيلاتهم ..

 

وهم اليوم أكثر قوة وتماسك وعزم على تحقيق ما كان يخاف منه بوش وإدارته وبريمر وأسيادهم!..

 
 
 
 
 
 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ٢٣ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٩ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م