البعث لم يكن سُلّما .. إلا للطامعين

 

 

شبكة المنصور

الدكتور محمود عزام

قديما..

لما إعتنقنا البعث..

لم يغرينا أحد بمنصب أو وظيفة أو جاه ..

ولم يخطر في بال أي منا أن يأتي يوم نستغل فيه صفتنا كبعثيين لنكون فيه وزراء أومسؤولين وقادة..

ويعرف الرفاق في الحزب وخاصة من عضو قيادة فرقة فما فوق كيف أن فرص تقلد المنصب في زمن البعث كانت تضيق علينا كلما تقدمنا في الحزب لأننا لايجوز أن نفضل أنفسنا أو رفاقنا على جماهير الحزب وأصدقائه ..

ومَن لا يعرف عليه ان يصدّق أننا كنا  نتراجع ليتقدم غيرنا.. ولو إن لكل قاعدة إستثناء!..

وكان ذلك يلقي بظلاله الواضحة على البعثيين عندما يتنافس الرفيق الحزبي والنصير والمؤيد والمستقل على منصب أو تكريم فيفوز المستقل ..وبعدها صعودا من المؤيد بالحزب ..

 

نستغرب اليوم مَن يردد أننا كنا مستفيدين اكثر من غيرنا ..ومميزين !..

وإن الكثير من البعثيين دخلوا الحزب لأنهم مجبورين على ذلك ..أو لتحقيق منفعة مصيرية لا تتحقق إلا بالإنتماء للحزب !..

 

لقد كانت الكفاءة والشهادة للمستقل ( حتى وإن كان منتميا في السابق الى تنظيم آخر) سلاحا حاسما بيده وكان ذلك يجري بتوجيه القيادة المباشر وهي العامل النهائي في الإختيار بغض النظر عن كون المرشح مستقل أو (كان!) في تنظيم معادي سابق ..

 

وعلى الرغم من أن رفاقنا سلكوا مسلكا مهنيا صرفا بدون إستغلال سلطة الحزب وثقل درجاتهم الحزبية وإعتمدوا الطريق المهني في التنافس والإمتحانات والتقديم والمقابلة والتدريب والمنافسة بالخبرة فقد وجدوا لهم مكانا بين تيار جارف من الزمالات والبعثات والتعيينات ..

 

ومع ذلك فقد تراجع من تراجع من خيرة المناضلين ..

 

وتأخر من رفاقنا المناضلين الكثير بسبب ضياع الفرص ..والتضحية ونكران الذات ..

ولو أن البعض تشبث للتقدم بوسائل بقيت مأخذا عليه الى اليوم..

 

وتقدم وفق هذه المعادلة الكثير أيضا ممن خدموا العراق وإنتموا للحزب لاحقا وأبدعوا فيه والبعض الآخر غدر به وتنكر لمكارمه ..

 

ومَن يقول اليوم إنني إنتميت الى البعث لحاجة وفائدة فهو يعني بالتأكيد حاجة لا علاقة لها بإستحقاقه الذي كان يصله قبل كل البعثيين.

 

فالبعث كان ثقلا كبيرا نحمله معنا أينما نكون ..

وكان منهجا وفكرا وسلوكا لم نكن قادرين على المس به والحيود عنه..

ولم يكن البعث في كل أيامه سُلّما لجني الثمار إلا للطامعين..

وإن تخلّى هذا الطامع عنا اليوم ..

فلن نأسف عليه ..

لأن البعث في ذلك سيكون أول الرابحين..

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء / ٢٦ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٢ / نـيســان / ٢٠٠٩ م