على هامان يا اوباما

 

 

شبكة المنصور

د. محمد رحال / السويد
الرواية الامريكية  المزعومة لانقاذ القبطان الامريكي البطل هي رواية رامبوية كوبوية امريكية بامتياز , وهذه الرواية العجيبة الغريبة ذكرتني تماما بقصة جحا والثعلب , فمن ما يروى عن جحا انه كان في احدى سهراته يقص على سماره كيف ذهب الى الغابة وهناك اصطاد ثعلبا طول ذيله اكثر من مائة متر , وامام دهشة الحاضرين  لم تتمالك المسكينة زوجته الا ان وكزته ليخفف طول الذنب قليلا خوف الفضيحة , وبالفعل فقد نزل الى الخمسين ثم الاربعين ثم الثلاثين ثم العشرين ثم العشرة امتار ثم الخمس امتار , وفي كل مرة كانت زوجته توكزه لتبدو القصة واقعية والمشهد صادقا , وفي النهاية قال نصف متر , وحينما وكزته زوجته صرخ فيها قائلا اتريدين ثعلبا من غير ذنب , والرواية الامريكيية عن القبطان والقراصنة والبطولة المفبركة للقبطان وهروبه واوامر الرئيس الامريكي بقتل القراصنة لاتكاد ان تقل في ضخامة الكذبة عن ذيل ثعلب جحا والذي بلغ مائة متر , والمضحك ان الاعلام العربي التافه يردد كالببغاوات ان طول ذيل القبطان الامريكي مئآت الامتار , كيف لا والواضح ان الصومال والتي افاقت بين ليلة وضحاها لتصبح اقوى دولة بحرية في العالم , بحيث ان القوات البحرية لاكثر من خمسين دولة حتى الان لم تستطع ان تضع حدا لاعمال القرصنة التي يقوم بها ابناء الصومال , ولم ادر هل هي معضلة في الفهم , ام في القوة ام هي معضلة كبيرة في التآمر والذي يقوده اليوم تحالف اوروبي من اجل اعادة احتلال الشرق الاوسط دولة اثر دولة .


كذبة القراصنة الصوماليون والذين يركبون موج البحر يبحثون عن بقايا ماترك لهم الاوربيون من سمك بعد صيد جائر استمر لعشرات السنين , وهذا الصيد الذي يتم بمراكب بدائية للغاية ,والصور الملتقطة لهم لم تظهر في اي منها مركبا واحدا متقدما او متطورا او بارجة حربية او طراد عسكري , وهذه المراكب والتي تتحاشى في العادة الاقتراب من السفن الكبيرة والعملاقة بسبب ارتفاع الموج الذي تخلفه السفن الكبيرة وهو امر يعرفه كل انسان امتطى عباب البحر باستثناء اعلامنا العربي والذي كما يبدو لم يمتط البحر بسبب ان امهاتهم خلفتهم على كراسي الاعلام المتصهين ليكونوا ابواق دعاية تردد ومع التضخيم كل مايقوله الاعلام الغربي  ودون تحليل, وتحت شعار الحيادية في نقل الخبر , او تحت مسميات وادعاآت انهم يصنعون الخبر والاخرون يركضون ورائه, وكان من المفروض فيهم ان يبحثوا عن الدقة في تناول  الخبركما يتناولوا مقالاتنا ويرموها في سلات الزبالة خوف العدوى من روح الرجولة والمقاومة,  ومن ثم تحليل هذا الخبر ان كان معقولا او كاذبا , وماذا يراد من ورائه , وخاصة اننا اعتدنا على التلفيق الاخباري الامريكي , ولن ننس ابدا ان رجلا عسكريا وسياسيا بارزا ككولن باول حمل الى مجلس الظلم العالمي شريطه الملفق المشهور عن التصنيع العراقي النووي في المركبات الشاحنة , وهو امر لو عرض على طلاب المرحلى الابتدائية لاعتبروه نوعا من النكت البليدة ولاشبعوه سخرية , ومع ذلك فان الاعلام العربي المأجور طبل وزمر لتلك الاشرطة , وانساقت دول عربية تنتسب ظلما الى جامعة الدول العربية وطالبت العراق بالاستسلام بلا قيد او شرط الى القوات الامريكية وذلك بعد ان قام دجال امريكا كولن باول بعرض مفبركاته في هيئة الظلم الدولية , وما اشبه اليوم بالبارحة , ولنا ان نتصور ان مركبا خشبيا صغيرا فيه ثلاث بحارة صوماليين يساعدهم السندباد البحري ومعهم الفانوس السحري, واستطاعوا القفز فوق امواج البحر العالية القادمة من سفينة الشحن الامريكية , والتي يتجاوز ارتفاعها عشرات الامتار , ثم طار هؤلاء البحارة كنوارس البحر , واحتجزوا السفينة , ولكن قبطان الباخرة الامريكية والشجاع جدا فانه عرض على الخاطفين ان يذهب معهم الى المركب الخشبي , ولهذا فقد نزل الصوماليون الثلاثة ومعهم القبطان الامريكي بواسطة مصعد كهربائي اعد خصيصا لمساعدة القراصنة ولتسهيل عمليات الخطف الصومالي , وبعد ان ابتعد مركب القراصنة استطاع القبطان الامريكي الهرب منهم بسبب شجاعته الكبيرة , ولكنهم اعادوه الى المركب , ثم اصدر الرئيس الامريكي السيد اوباما اوامره بقتل القراصنة ولهذا فقد عاد المركب الى قرب السفينة الامريكية من اجل المفاوضة على تسلم الفدية , وصعد احد الخاطفين الى ظهر باخرة الشحن بعد أن فرد جناحيه وطار الى سطح الباخرة , وهنا قفز القبطان من الخاطفين , واطلق الامريكان النار على القراصنة واردوهم قتلى , ونجا القبطان الامريكي , وهذه الرواية الامريكية الاوبامية جعلتني اترحم على ايام فقيد البيت الابيض جورج بوش والذي كان ذيل الثعلب الذي اصطاده اقصربكثير من ذيل القبطان الامريكي ومعه الذيل الاؤبامي والذي يبحث عن بطولات فقاعية, والذي يظهر ان الامر اكبر بكثير من قراصنة فقراء صوماليون , وانما هناك مخططا اسود يدار هناك في القرن الافريقي والذي بدأت فصوله تتضح تماما امام غفلة شديدة من حكام البط العربي ابطال التبويس والقبلات الرومانسية , وفي مرحلة الثبات الشتوي الطويل لشعوب البط العربي الحالم السعيد.

 

تحرير العراق وفلسطين واجب شرعي فساهم في هذا الشرف الرفيع وساهم في نشر الفكر المقاوم

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء / ١٩ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٥ / نـيســان / ٢٠٠٩ م