الادب الناعم في بلدان العرب المسترجل

 

 

شبكة المنصور

د. محمد رحال / السويد
التجربة النسائية الماليزية تجربة رائدة في العصر الحديث , هذه التجربة الرائدة قادها ابو النهضة الماليزية الحديثة رئيس الوزراء الماليزي السابق محاضر محمد او مايعرف عالميا باسم مهاتير محمد , وهذه النهضة والتي تستحقها نساء ماليزيا وشعب ماليزيا والتي ساهمت والى حد كبير في تطوير ماليزيا الحديثة ورفعت من سمعة ومكانة الامة الاسلامية , وقد وجد رجل الدولة محاضر محمد ان الدولة الماليزية لن تنهض منفردة برجالها ولهذا فقد عزم على ادخال العنصر النسائي الماليزي في سلم الاعمال الادارية  والعملية, وكان رجل الدولة الكبير محاضر محمد محقا في ذلك وناجحا , وقد زرت هذه الدولة الفتية وشاهدت بأم العين كيف ان المراة الماليزية تدير وبكل اقتدار دوائر الدولة والتي احتلت المرأة فيها اكثر من سبعين بالمائة من هذه الدوائر والتي انعدم فيها مظاهر الفساد الذي يعشعش ويبيض ويفرخ في عالمنا العربي , ولم يثن المراة الماليزية لباسها المحتشم ابدا عن القيام بمهام العمل بل كان لها دافعا للاخلاص في عملها  , كما وان الشعب الماليزي من الرجال كان مرحبا بهذه الخطوة والتي انعكست على ماكينة العمل والانتاج والادارة الماليزية والتي وصلت الى مراحل متقدمة ومتطورة من التقدم  .


وبلداننا العربية مازالت حتى اليوم تعيش في صراع وجدال حول عمل المراة , وجدوى عملها , ومدى سماح الشرع لها بالعمل , وحشر الرجل نفسه في الكثير من الاحيان بأعمال تخص المرأة حصرا , ولست ادري مامعنى ان يعمل بعض الرجال في البلدان العربية في محال الالبسة النسائية , او في اماكن الالبسة الداخلية للمرأة, وكم صادفت في هذه المحلات الخاصة بحاجات النساء من الرجال الذين طالت لحاهم لاكثر من نصف متر ثم وقفوا للبيع يعرضون على زبائنهم من النسوة احدث المصنوعات من الكلاسين التايوانية الحديثة والتي تقطر اغراء , ولايختلف الامر عن ممارسة بعض الاطباء في اقسام التوليد النسائي في امة نصف شعبها من النساء وتحت شعار الضرورات واقول هذا وانا اجد ان السويد وهي بلد في اول خطوط التحرر الجنسي ومع ذلك فان قسم التوليد هو حكر على الطبيبات في هذا المجتمع  , وكم اضحكني رؤية بعض الرجال المحشورين في المؤتمرات الخاصة بالنساء وهو شيء لم يستطع عقلي فهمه او تبريره, وانقسم المجتمع العربي الرجولي في وقت ضاعت فيه الرجولة الا على هذه المراة المسكينة الى فئآت واصناف وليغرق مجتمعنا والذي لايحترم قواعد الخلاف , ولا يحتمل الرأي الاخر بل ويسفهه , ليغرق هذا المجتمع في محاور جدلية تدور في فلك واحد يشبه تماما قصة البيضة ام الدجاجة اولا , والواضح والظاهر في بلداننا ان المراة العربية المتعلمة والمثقفة قد قطعت اشواطا كبيرة في التطور العلمي والادبي والثقافي تجاوزت فيه الرجال وربما باشواط , وهذا امر محسوس وملموس لدى مراجعة الكليات الجامعية العلمية والادبية ولنشاهد ان نسب التفوق العلمي لدى الجانب الانثوي اكبر بكثير من النسب لدى الطرف الرجولي بسبب التزام الفتيات العربيات غالبا بضوابط الدراسة والتعلم , وهو سؤال طالما طرحته على المقربين مني عن مدى الاجحاف الذي تعاني منه المراة ومدى الظلم والحيف الذي تعاني منه اختنا الكريمة , والمصيبة ان البعض علل الامر بالضوابط الشرعية , ولم اجد في الشرع ابدا في ان تاخذ المراة حقها في هذا المجتمع خاصة وان الاسلام هو دين العدل والعدالة والذي جاء ليحرر المراة قبل الرجل من عبودية الجهل والتخلف , وهاهي المراة العربية اليوم نشاهدها كاتبة مبدعة , اوشاعرة متالقة , او اعلامية تطارد الخبر الاعلامي , او صحفية تغوص في اعماق المجتمع تبحث عن صدفاته او عثراته , او معلمة تلقن الاجيال حروف النور , او طبيبة تداوي جراحات المرضى , او مهندسة ترفع من بنيان امتنا .


وتعليم المراة في الشرع واجب , وحرمانها من العلم  وعدم الاستفادة منه جهل وتخلف واستهتار برسالة النور القائمة على العلم والتعلم , وليس عيبا ابدا ان تكون المراة الماليزية قدوة لنسائنا في المساهمة في بناء المجتمع والدولة ولكن العيب كل العيب في ان تتعلم المراة وتحصل على شهاداتها العليا ثم تجلس في البيت تنتظر عريس الهنا  لتكتنز اللحم والشحم وتنتظر الخدم من الدول الفقيرة لكي يقدموا لها كاس الماء , ويطبخوا لها لقمة الطعام , ويحتضنوا لها اولادها فتصبح الخادمة الاجنبية اما , وتصبح الام هما على القلوب وعلة البيوت وعالة على المجتمع ورمزا لتفاهة الامهات اللواتي يصرفن الوقت بالحديث عن انواع الخادمات واخر الصرعات , واين وصلت الموضات , واحدث انواع العطور , واغلى انواع البخور , في الوقت الذي يعمل فيه الرجل ثلاثة اضعاف عمل الرجل الطبيعي من اجل ان يسدد فواتير حساب البيت والتي تبدو كفم حوت لايشبع ولايرتوي, ولهذا فاني احيي المراة العربية العاملة والمربية الفاضلة وخاصة تلك الام التي ربت ابنائها على العزة والفخار والعلم فكان من ابنائها العلماء والشهداء, واعزي مجتمعاتنا بتلك النوعيات التافهة من الامهات واللواتي هن الى الراقصات اقرب في الوقت الذي تستبيح امتنا اقل الامم مكانة.

 

تحرير العراق وفلسطين واجب شرعي فساهم في هذا الشرف الرفيع

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ٢٢ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٨ / نـيســان / ٢٠٠٩ م