ذكرى يوم النكبة الثانية في تاريخ العرب الحديث

 

 

شبكة المنصور

د. صباح محمد سعيد الراوي / كييف – أوكرانيا

وكأنه مكتوب على العرب النكبات تلو النكبات... تاريخ العرب يعوج حين تعوج الأمور في جمجمة العرب وحامية البوابة العربية الشرقية... والتاريخ خير شاهد على هذا... هي قاعدة ربما تشوبها بعض الحالات غير الثابتة.. لكنها تظل قاعدة لها أساس.. وهي أنه كلما نامت بغداد.. نام العرب جميعا... وحين تستفيق هذه المدينة العظيمة يهب العرب من المحيط إلى الخليج، والأمر ليس ضرب خيال او مجرد أوهام... بل هو حقيقة...

 

في مثل هذا اليوم من عام 2003 دنست بغداد مرة ثانية بعد التدنيس المغولي الاول لها، واستبيحت دار العز والسلام بفعل الاشرار والحثالات والكسرويين الصفويين الخمينيين الانجاس.. وحصل ما حصل لدرة التاج العربي.... وايقونة العالم الاسلامي وحاضرة الخلافة العظيمة...

 

هذا اليوم لم يكن نكبة على العراق فقط، بل كان نكبة ثانية على العرب أيضا... لقد اهينت الكرامة العربية بأسرها حين دنس تمثال الشهيد القائد المجاهد صدام حسين رضوان الله وسلامه ورحمته وبركاته عليه وعلى باقي إخوانه الشهداء.... واختيار ساحة الفردوس وتدنيس هذا التمثال لم يكن اختيارا عبثيا بل مدروسا بعناية فائقة... إنه اجماع صفوي صليبي صهيوني على الانتقام من الرجل الذي وقف سدا منيعا مع رجاله بوجه مخططاتهم، والانتقام من البلد الذي أذل الفرس في القادسيتين الاولى والثانية، والجيش الذي ضرب الكيان الصهيوني بالصواريخ... جيش أسد بابل الذي كانت تخشاه الصهيونية العالمية والصفوية الكسروية المجوسية الخمينية... فكان التمثال مجسدا لكل تلك المعاني، فلما لم يظفروا بصاحب التمثال الحقيقي في ذلك اليوم، دنسوا تمثاله وأوقعوه أرضا...

 

على أية حال، العراقي والعربي على السواء مقتنع أيما قناعة أن مكعب الصاد الاجرامي إنما أوقع حجارة ليس إلا... وإنه وإن أوقع التمثال، إلا أن صاحبه باق في قلوب العرب والمسلمين إن شاء الله إلى قيام الساعة...

 

في كل عام يتحدث الجميع عن هذا اليوم، ويسميه الاعلام المستعرب المنافق يوم سقوط !!!! (اسقطهم الله في نار جهنم، هم والكسرويين المجوس الخمينيين الأنجاس... وكل من ساهم بالعدوان على عراق الفخر والعز)... ست سنوات والعراق يقاوم وبغداد لم (ولن إن شاء الله) تخضع لهم... ولازال كلاب الاعلام المستعرب يرددون هذه الكلمة الساقطة مثلهم.... ست سنوات عجاف والبلد تحت الاحتلال ولازالوا يقولون تحرير العراق؟؟ ست سنوات والارض مستباحة والثروات منهوبة والخيرات مسلوبة والشعب الجريح يعاني من الجوع والفقر والمرض وانعدام الوظائف ولازالوا يرددون كلمات من مثل تحقيق الامن والازدهار في العراق الجديد!!! وإذ لا أمن ولا إزدهار ولا أمان ولا وظائف في العراق الجريح وليس الجديد... بل سرقات ونهب ولصوصية تتضاءل معها سرقات علي بابا والاربعين حرامي الذين سرقوا بغداد فيما روي من القصص.... ناهيك عن القتل والتشريد وانتشار الميليشيات الغدرية الصفوية الخمينية التابعة للاهبل مقتدى الصدر... والمتسرطين المتأيدز عبد العزى الزنيم وجماعة حزب الدعوة الى الغدر والعار والفجور...

 

هناك أمر حدث في مثل هذا اليوم... علينا جميعا أن نذكره دائما بفخر وعنفوان وعز ورفعة رأس... وهو أنه في ظهيرته... كان شهيدنا الغالي، رضوان الله وسلامه ورحمته وبركاته عليه وعلى باقي اخوانه الشهداء وعلى أولاده وحفيده، يتجول في قلب بغداد المنصورة بالله، التي بناها ابن عمه الخليفة المنصور و أعزها الله سبحانه وتعالى ثم صدام حسين... كان الشهيد رحمة الله عليه يتجول في الاعظمية الباسلة مع السلطان العراقي العربي الاصيل الشهم... سلطان...ابن عشيرة الطائي العريقة الكريمة والبطل قصي... يتفقدون الاهل والبلد... لم يأبهوا لطائراتهم ولا لصواريخهم ولا لقنابلهم... فالعدو وأسلحته وطراطيره وجحوشه ومن أيده بالعدوان على العراق تحت نعال هؤلاء الرجال مسحوقين مدعوسا على رؤوسهم العفنة... فأمثال صدام ورجال العراق لايهابون الموت ويقبلون عليه بنفس راضية مؤمنة مطمئنة... ما بالك بقرقعة سلاح ؟؟

 

من شدة غيظ مكعب الصاد الاجرامي من هذا الظهور البطولي للشهيد ورفاقه، ومن شدة غيظ أذنابهم المستعربين أيضا بظهور بطل عربي يتجول في عاصمة بلده غير آبه بالقصف والطائراات والصواريخ عضوا أناملهم من الغيظ... وكادو يفطسون من غيظهم، فما وجدوا غير الترويج لشائعة حقيرة تقول إن الذي كان يتجول في قلب بغداد هو شبيه صدام وليس صدام بنفسه !!! وراحت الماكينات الاعلامية المستعربة الحقيرة تردد هذه الشائعة كي تبعد صفة الجبن عن بعض الحكام المستعربين الممولين لها...

 

سيبقى يوم التاسع من نيسان عارا على كل حاكم عربي ارتضى لنفسه أن يكون جحشا من جحوش المغول الجدد... ساهم بالعدوان على عراق الفخر والبطولة... كي يرضي أسياده القابعين في البيت الابيض وفي تل أبيب وفي مواخير طهران .... سيبقى هذا اليوم عارا على ملالي العار القابعة في حوزات العار النجسة.... والتي هللت لهذا اليوم كي تنتقم ممن جرعها كأس السم الزعاف، ودعس ببسطاره على ائمة الكفر والضلال المسترخية في مواخير قم وطهران وشيراز....

 

بعد ست سنوات من فاجعة التدنيس... تحول العراق الذي قالوا إنه سيكون نموذجا في الديمقراطية والحرية ورفاهية العيش وفرص العمل إلى بلد المليوني شهيد، والاربعة ملايين مشرد، والمليونين ومائتي الف أرملة، وبلد مئات الألوف من الأيتام والمعاقين... ناهيك عن جيوش الباحثين عن العمل لسد رمق العيش... هذا ولن نتحدث عن السرقات والنهب واللصوصية للنفط وغيره... التي يقوم بها مغول العصر الجديد بالتعاون مع الساقطين العملاء وبالتعاون مع ملالي العار القادمة من دولة السموم الفارسية الصفراء....

 

بعد ست سنوات من فاجعة التدنيس لازال قادة أمريكا يدنسون بغداد سرا وليلا وخلسة... فاللص لايرتكب جريمته إلا متواريا عن الأنظار.... لم يجرؤ الخنزير بوش ولا الخنزير بلير ولا الخنزير رامزفت ولاغيرهم من خنازيرهم على التجول في اصغر شارع في بغداد علانية... وكذلك لم يجرؤ أي من الخنازير القابعة في المزبلة الخضراء على ذلك..... لازال الطلي باني يغادر المزبلة في سيارة الزبالة... لأنه زبالة... وكذلك يفعل المسؤولين الانجاس في نفس المزبلة... يغادرون بسيارات الاسعاف او بمواكب حراسة ضخمة... لأنهم جبناء... حقراء... مخانيث... ليسوا برجال...

 

ست سنوات وبغداد وسائر العراق يقاوم، وقد صرح كبير القادة المغول الجدد منذ أقل من اسبوع بأن عدد الهجمات على القوات المحتلة وصل إلى سبعمائة هجوم اسبوعيا... وقدرت الدراسات العسكرية الامريكية بأن عدد الهجمات البطولية للمقاومة العظيمة منذ يوم التدنيس والى عام 2006 حيث هو عام تشكيل مجالس الغفوات وصلت إلى مائة وأربعة وستون ألف هجمة!!! مائة واربعة وستون الف هجمة... قسموها على عدد السنوات من عام 2003 (شهر نيسان الخير والعطاء) الى عام 2006 واحسبوا كم هجمة شهريا وكم هجمة يوميا... الله يرحمك يا صدام ويحسن اليك والى باقي اخوانك الشهداء... لقد أعددت لها والله بترتيب مذهل... بالفعل لقد كنت لها... وقد صدقت حين قلت نحن لها... الله أكبر... مائة واربعة وستون الف هجوم في خلال ثلاث سنوات... يعني حوالي اربعة الاف وخمسمائة وخمسون هجمة شهريا!!! فأي مقاومة في العالم بأسره وصلت إلى هذا الرقم ؟؟ أي شعب قاوم هذه المقاومة؟؟

 

ونحن نقرأ هذه الارقام المفخرة... ألا يحق لنا أن نلجم ونخرس ونقطع الالسن التي تقول سقطت بغداد في هذا اليوم ؟؟ هل هذا سقوط لبغداد ام لأمريكا وحلفائها ؟؟ ألم تسقط أمريكا في مستنقعات العراق وفي الازمات الاقتصادية والمالية التي ستعجل في انهيارها إن شاء الله ؟؟

 

بغداد العظيمة والعراق العظيم المنصور بالله لم يعرفا السقوط... بغداد تكتب تاريخها وتاريخ العرب من جديد... وهي منبع التاريخ واصل التاريخ وكل التاريخ.... تاريخ العرب معظمه في بغداد والكوفة والبصرة والفلوجة والرمادي وسامراء وكربلاء والنجف وكل شبر من أرض العراق الطاهرة... بغداد تسطر ملحمة بطولية اسمها ملحمة الجهاد والتحرير والتغيير... محلمة تلقين الاعداء درسا في الكرامة والتضحية والشرف والفداء... وملحة تحرير الارض... وملحمة تغيير العراق ليكون عراقا جديدا في ملحمة البناء والتعمير والثفافة والفن كما كان من قبل... يحاولون جعله عراقا فارسيا صفويا كسرويا خمينيا... والمقاومة البطولية ان شاء الله ستعيده الى سابق عهده وستطهره من عمامات الكفر والضلال وتغيره الى عراقا حرا ديمقراطيا جامعا لكل أبناء الشعب العراقي من زاخو الى الفاو....

 

بغداد... بناها المنصور واعزها الله... ثم صدام حسين... ثم المقاومة البطولية العظيمة... بقيادة الامام المجاهد المنصور بالله ان شاء الله .. المعتز بالله أبوأحمد الدوري نصره الله وأيده...

 

المجد والخلود لكل العراق المجاهد المقاوم...

المجد والخلود لشهداء العراق والى شهيد العراق الاول الامام المجاهد صدام حسين رضوان الله وسلامه ورحمته وبركاته عليه وعلى اخوانه الشهداء....

المجد والخلود لشهداء العراق الابرار محمد حمزة وبرزان وعواد وطه ياسين وكل شهيد عراقي قدم روحه لله ثم للوطن..

المجد والخلود للعروبي العراقي الاول سعدون حمادي رحمة الله عليه...

المجد والخلود لشهداء العراق جميعا ولشهداء فلسطين والامة العربية...

 

سحقا لعمائم الكفر والضلال القابعة في حوزات العار في طهران وقم النجستين

سحقا للخمينيين الكسرويين الصفويين الانجاس... أعداء الله والانسانية والعروبة والدين...

سحقا لكل عراقي ساقط ارتضى أن يكون جحشا من جحوش المحتل الصهيوصفوي...

 

والله أكبر وعاش العراق وعاشت أمتنا العربية المجيدة وعاشت فلسطين حرة أبية من النهر إلى البحر... وعاش الجهاد والمجاهدون...

والله أكبر وليخسأ الخاسئون المجرمون...

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ١٤ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٠ / نـيســان / ٢٠٠٩ م