السوق العراقية مفخخه بالمعلبات والادوية الإيرانية

 

 

شبكة المنصور

ضحى عبد الرحمن / كاتبة عراقية
كان العراق من الدول التي اندفعت في سباق محموم مع الزمن لتطهير أراضيها من الاوبئة والامراض السارية منذ عقود ماضية, وقد اهتمت جميع الحكومات السابقة برفع المستوى الصحي للمواطنين من جبال العراق حتى اهواره وأهتمت بالعراقي منذ طوره الجنيني لغاية بلوغه واعتنت بصحة الحوامل ونشر الوعي الصحي وتلقيح الاطفال ضد الكثير من الأمراض والأوبئة عبر المستشفيات والمراكز الصحية والفرق الدورية التي كانت تطعم الأطفال في بيوتهم إضافة الى التلقيح الإجباري الذي كان يتم في المدارس والكليات, وكانت هذه اللقاحات تقدم مجانا للمواطنين، بل ان بعض الفيتامينات كانت توزع مجانا في المدارس كزيت السمك( زيت الحوت كما يسميه العراقيون). واستمر تقديم الخدمات الصحية بمستوى رفيع حتى اصبح العراق من الدول المتقدمة في هذا المضمار الحياتي المهم. قبل أن تفرض الشرعية الدولية قرارا غير شرعي بفرص حصار إقتصادي مجحف ضد الشعب العراقي أضر بالأطفال والعجائز والمرضى بشكل خاص نتيجة لنقص الأدوية.


ومع كل الصعوبات التي زامنت الحصار الظالم بقي العراق بيئة محصنة ضد الكثير من الامراض باعتراف منظمة الصحة العالمية والبيانات التي نشرتها الأمم المتحدة من قيل الوكالات المختصة، كان العراق بلدا نظيفا من الايدز والمخدرات والأمراض التناسلية كالأيدز والزهري, كما ان أمراض الطاعون والجدري والكوليرا دخلت في خبايا التأريخ ولم يعد لها وجود في العراق الى ما قبل الغزو. فما أن هلت بشائر ديمقراطية العام سام في العراق حتى تحول البلد الى مصدر إشعاع وبائي على الشعب العراقي, فقد كثرت حالات الإصابة بالأمراض السرطانية بفعل تلوث الجو نتيجة للقنابل المحظورة دوليا ومنها العنقودية والفسفورية التي إنهالت على العراق من قبل قوات الغزو الأمريكي وقوات العار المتجحفلة معها, وأصبحت معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية مثيرة للفزع ولا سيما في جنوب العراق كما تشير التقارير الدولية.


من المؤكد أن قوات الأحتلال الأمريكي تحتل المرتبة الأولى في تلوث جو العراق بالإشعاعات المضرة والأوبئة الناجمة عنها وهي تتحمل المسئولية الأولى عن تلوث البيئة, ولكن هذا لا يعني انها تتحمل كامل المسئولية فهناك أطرافا أخرى تلعب دورا خبيثا في هذا الجانب بما فيها الحكومة العراقية التي جعلت حدود العراق سائبة أمام كل من هب ودب، إضافة الى اهمالها المقصود لتنقية مياه الشرب ومكافحة الحشرات والقوارض الناقلة للأمراض, وإهمال الخدمات الصحية العامة, وتحويل العراق الى تلال من القمامة. كما تتحمل الجارة المسلمة أيران مسئولية كبرى لا تقل بشاعة عن قوى الإستكبار العالمي في تفاقم هذه المشكلة، عبر تصدير المخدرات وحبوب الهلوسة والأدوية التالفة والمعلبات الغذائية الفاسدة إضافة الى الامراض التناسلية الناجمة عن زيارة الحاجات الإيرانيات للأماكن المقدسة وترويج زواج المتعة والتي تتغافل الحكومة العراقية من الإشارة لها خدمة لأجندة إيران في تدمير العراق.


بين آونة واخرى تخرج علينا وسائل الإعلام العراقية بأخبارعن إنتشار امراض عفا عنها الزمن في العراق كالكوليرا والطاعون والجدري والحصبة وهي أوبئة طابعها فارسي وليس امريكيا رغم ان الولايات المتحدة كدولة مستعمرة للعراق لا تعفى من المسئولية وتقع على عاتقها مهمة الحفاظ على بيئة الوطن المحتل وسلامة الشعب من التلوث والأوبئة. من البديهي إن عملية إبقاظ تلك الأوبئة من سباتها العميق يحتاج الى كثير من التفسيرات! فالحروب الحديثة تتحدث عن إستخدام الأوبئة الفتاكة لتدمير الشعوب فهذه الأسلحة البيولوجية الحديثة المتطورة تصنع في المختبرات العلمية وليس معامل إنتاج الأسلحة وتأثيرها لا يقل بشاعة عن أسلحة التدمير الشامل.


كشف عن الكثير من الأدوية والمعلبات والمواد الغذائية التالفة المستوردة من الجارة إيران منها فضيحة الأدوية الملوثة بالأيدز و الألبان المطعمة بنكهة الكوليرا و المواد الغذائية المعلبة بافضل انواع الجراثيم الفتاكة بإمتياز إيراني فائق الجودة لاينافسه أحد! وفضائح لا حصر لها وفي كل مرة يطمس التحقيق بطريقة ميتافيزيقية ويخفى الملف في مدرج النسيان الحكومي لغاية في قلب يعقوب! فأرواح العراقيين لا تساوي شيئا عند الأمريكان وحكومتهم المنصبة في العراق ولا قيمة لدماء المسلمين عند ملالي إيران وهذه حقيقة يدركها كل عراقي غير عميل أو من التبعية الإيرانية!


وأحيانا تصل موجة السفالة الى أقصى حالات ارتفاعها عندما يتنكر بعض المسئولين لحقيقة وجود هذه الأوبئة وبدعواهم تلك لا يقلون عن الجراثيم أذى وفتكا بالمواطنين. وهناك تواطؤ ملحوظ بين الجهات الإيرانية المصدرة والجهات العراقية المستوردة التابعة لها من خلال الرشاوي وشراء الذمم وتنفيذ أجندة إبادة الشعب العراقي, والبعض الأخر يفضل أن يحفظ حياته مضحيا بحياة الآخرين من أبناء شعبه بسكوته عن تلك الجرائم القذرة. ومن أقرب الأمثلة على تلك البضائع الإيرانية المسمومة هي الألبان المنتجة من قبل شركة بهاورد التي كشف عنها في محافظة بابل وبعد تحليلها من قبل دائرة صحة بابل تبين أنها غير صالحة للأستهلاك البشري بعد أن دخلت الأطنان منها بطون العراقيين. ولغرض توعية المواطنين من تداعيات إستهلاك المواد الإيرانية المسمومة فقد إنتشرت ملصقات في شوارع بغداد تحذر المواطنين منها كتب فيها" الأيرانيون يدسون العبوات الناسفة في بضائعهم المصدرة للعراق" ومن المثير للسخرية إن النظام الايراني يدعي حماية الشيعة في العراق ومع هذا فإنه يصدر لهم الايدز والمخدرات والمعلبات الفاسدة والأدوية غير الصالحة للأستهلاك البشري فإن كان يحميهم يفعل بهم هكذا! فكيف سيكون الأمر إذا أراد أذيتهم؟


أشار عدد من المحللين بأن بعض جمهوريات الإتحاد السوفيتي السابق ساعدت النظام الإيراني بتقديم المعلومات وتوظيف العلماء وإنشاء المختبرات لإنتاج بعض الأوبئة مثل داء الماربورغ والجدري والطاعون والحصبة والكوليرا والتلريات, بل أن احد التقارير أشار بأنها إجرت " بحوثا مكثفة عن عوامل أشد فتكا مثل الجمرة الخبيثة والحمى القلاعية والتكسينات البيولوجية". وإنتهى التقرير بأن إيران تنتج "الأنثراكس وتكسين البلوتونيوم والريسين و( T2 ميوكوتكسين) وفيروس فاريولا" وهذا الأخير هو المسبب الرئيسي لمرض الجدري الذي إنتشر في العراق مؤخرا.
أليس من الغريب ان معظم الأمراض التي تنتشر في وسط وجنوب العراق كالجدري والكوليرا والحصبة والطاعون هي نفس النوع الذي تنتجه مصانع إيران العسكرية؟ أم إنها الصدفة؟ ولكن الصدفة من إسمها كصدفة لا تتكرر عشرات المرات لأنها بذلك تخرج من سقف الصدفة وتدخل تحت مظلة الفعل المتعمد.


و كما يقول المثل" أدينك من كلامك" لنستمع الى إفادة محمد رضا آيان وكان مسئولا في فيلق القدس الإيراني وقد هرب من إيران ولجأ الى المفوضية العليا للاجئين في تركيا حيث أعترف بأنه يمتلك معلومات ووثائق تدين الحكومة الإيرانية بجرائم إبادة بشرية للشعب العراقي بالمواد شديدة السمية تنقلها لداخل العراق عبر تجار إيرانيين من كردستان العراق ابرزهم (يد الله خدادي) ويتم نقل المواد السمية من خلال تجار اكراد في السليمانية وأربيل ودهوك الى العاصمة بغداد وبقية المحافظات, وتؤدي هذه المواد الى إمراض سرطانية خطيرة.


طبعا محمد رضا آيان من عناصر فيلق القدس وليس من أزلام النظام السابق أو من عناصر المقاومة العراقية البطلة او من السلفيين والنواصب والتكفيريين أو اعداء ديمقراطية بوش في العراق! لذلك فأن شهادته الموثقة يعتد بها وتزيح الستارعن المستور! فهل يا ترى ستأخذ اللجنة العراقية المنسية لجمع وثائق التدخل الإيراني في العراق بنظر الأعتبار هذه الشهادات؟ أم شهادته ستعتبرها عقيمة؟ وتدخلها في طابور قوى الإستكبار العالمي!

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ١٧ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٣ / نـيســان / ٢٠٠٩ م