الخنازير الإيرانية في المرعى العراقي

 
 
 

شبكة المنصور

ضحى عبد الرحمن / كاتبة عرقية
أشارت الكثير من وسائل الاعلام الى وباء إنفلونزا الخنازير اذ بدأ ينتشر على نطاق واسع في جيله الثالث المتطور، وهو الاكثر خطورة لانه يفتك بالإنسان هذه المرة, ويبدو ان الجارة العزيزة جدا على العراق الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي تمثل الإسلام بأرقى صوره وعظمته كما لمسها العراقيون جميعا قبل الغزو الإمريكي وبعده ولحد هذه اللحظة! لم تترك الفرصة الذهبية هذه تفلت دون إستثمارها كما عودتنا، رافضة أن ينافسها أحد في دورها الفاعل في تمديد مخاطرالوباء الجديد على رقعة العراق شقيقها في الإسلام. فبعد تفريخ الميليشيات المسعورة والمتعطشة لدماء الأبرياء وإضرام الفتنة الطائفية ودعم قوى الأرهاب وتصدير المخدرات والمواد الغذائية الفاسدة والأدوية الملوثة، ونشر الإيدز عبر زواج المتعة وغيرها من المنتجات المبيدة للكائنات البشرية. وافتنا الأخبار بأنها بعد إنتشار انفلونزا الخنازير بدأت بحملة واسعة على حدودها البرية لدفع خنازيرها البرية الى داخل الحدود العراقية بدلا من قلتها أو حصرها, ويبدو هذا الموقف الإسلامي الودي للغاية ينطلق من دعم حكومة نجادي لمولاها المالكي الذي دأب على تبرئة الشقيقة المسلمة من كافة الجرائم التي ارتكبتها ضد الشعب العراقي, فقد أتخذت اللجنة الشبحية التي شكلها المالكي لمتابعة تدخلات إيران في الشأن العراقي من فايلات التدخل الإيراني مهدا ناعما لغفوة عميقة وأحلام وردية.


يبدو أن إيران لم تكتف بالخنازير البشرية التي دفعتها لداخل العراق لتعيث فسادا في أرجائه حيث أرسلت فيلقا من الخنازير يسمى(القدس) لموآزرة أخوانهم من عناصر بدر والميليشيات الحائمة حولها للفتك بالمزيد من العراقيين، لمساعدة الشيطان الأكبر لتنفيذ هدفه في إبادة خمس الشعب العراقي الذي أعلن في بداية الغزو بأن(5) مليون نسمة يكفي لإشغال مساحة العراق بدلا من (25) مليون عراقي ليسهل بلع وهضم اللقمة العراقية في معدة الجارة المسلمة المتخمة بلحوم العراقيين.


جاء في الخبر المنشور " قامت السلطات الايرانية بتهجير الاف من الخنازير البرية المتواجدة على اراضيها ودفعتها باتجاة حدودها الغربية بهدف حملها على دخول الاراضي العراقية. وقالت معلومات اعلامية ايرانية ان السلطات الصحية والامنية الايرانية ورغبة منها في الاحتراز من مرض فلونزا الخنازير قامت بمطاردة الخنازير البرية الموجوده عندها ودفعتها الى الحدود مع العراق لاجبارها على دخول اراضي العراق" ! لكن مافات الجارة المسلمة هو ان العراق كان أول من عانى من وجود الخنازير على أرضه قبل أن يستفحل الوباء اللعين الذي يبدو أنه جاء كنتيجة منطقية للتفجيرات النووية البيولوجية والكيمياوية التي تقوم بها الدول الكبرى حامية حقوق الإنسان والحريات الأساسية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية! سلسلة مستحدثة من الأمراض لم تعرف من قبل من الأيدز الى جنون البقر الى انفلونزا الطيور الى انفلونزا الخنازير وربما الى جنون ومجون الأغنام وانفلونزا الكلاب والقطط، والله أعلم بالأمراض القادمة, ولكن بالتأكيد لا يوجد هناك مرض أخطر من الخنازيرالأمريكية سواء كانت بإنفلونزا أو بدونها والشعب العراقي أدرى بغيره من آثار هذا الوباء!


الخنازير الأمريكية أول من دخل العراق خلال الغزو المشؤوم مرفقة بخنازير من دول أوربا وافريقيا وآسيا وامريكا اللاتينية واستراليا أي إنها خنازير( متعددة الجنسيات) ومن الطريف ان هذه الخنازير تتمتع بالحصانة الدولية، فلأن راعي الخنازيرهو الرئيس بوش فهذا يعني إنها خنازير تحظى برعاية الحظيرة الدولية المتمثلة بالأمم المتحدة وراعيها العام, ومن المؤكد ان الخنازير غير مشمولة بإتفاقيات حقوق الإنسان لذلك فإن لها حصانة قانونية تجنبها الخضوع لمحاكم البشر, وقد إنتشرت عدوى هذا المرض من خنازير المارينز بسرعة فائقة الى العملاء العراقيين الذين قدموا مع قوات الغزو. فقد أشارت منظمة الصحة العالمية بأن" هذا الفيروس ينتشر بسرعة" فهو وباء لا يصيب الحيوانات كما أدلى مدير عام المنظمة(برنار فالا) بتصريحه، مؤكدا بأنه لحد الآن" هو وباء بشري" وهو ينتقل بالعدوى من عميل لآخر لذلك نجد العملاء في العراق تمكنوا بسرعة فائقة من نشر العدوى الى عدد كبير من العراقيين فكل الإصابات كما ذكرت المنظمة " إنتقلت عدواها من إنسان لآخر", ولكون الشباب هم أعمدة الحضارة والتنمية والتقدم في أي مجتمع لذلك فأن الخنازير الأمريكية والعراقية إستهدفت هذه الفئة المميزة لتدمير المستقبل بعد أن دمرت الحاضر وشوهت الماضي، فقد ذكرت منظمة الصحة الدولية ان الفيروس" يصيب الراشدين من فئة الشباب الذين ينعمون بصحة جيدة" فهي تختارضحاياها من بين الشباب ممن معدل أعمارهم(15) عاما وليس الشيوخ والعجائز والمرضى.


لذلك نقول للجارة المسلمة بأن خنازيرها الحقيقية وصلت الى العراق مع بداية الغزو الخنزيري الأمريكي, اما الخنازير الحقيقية التي تدفعها الى داخل العراق فإنها لا تعد شيئا مهما مقارنة مع خنازيرها البشرية, ومن الظلم أن نحمل الخنازير الحيوانية مسؤولية أكبر من ما نحمله للخنازير الإحتلالية الأمريكية والإيرانية أو الذين أصيبوا بالعدوى من حملة الجنسية العراقية. ربما الخنازير الحيوانية تفتك بعشرات أو مئات البشر ولكنها تعجز عن الفتك بأكثر من مليون شخص كما حدث في العراق, فأكثر دولة دفعت خسائر من عدوى إنفلونزا الخنازير هي المكسيك بحدود (152) مصاب. وعندما نقارن ضحاياها بالعراق سندرك إيهما أخطر! الخنازير كحيوانات لا تدرك إنها تحمل عدوى وأن هذه العدوى يمكن أن تنتقل للبشر وتؤدي بحياته, ولكن الخنازير البشرية تعرف جيدا إنها تحمل معها بذور الموت والفناء تنشره إينما حطت رحالها. والمصابين بوباء العمالة من العراقيين يدركون إنهم يحملون هذا الوباء اللعين، وهم سعيدون به ويتلقون جرعات دولارية دورية عنه تزداد حسب نشاطهم في نقل العدوى لغيرهم وارتفاع عدد ضحاياهم.


الخنازير حيوانات ناقلة للوباء تجهله ولكنها لا تحرق ولا تسرق ولا تدمر ولا تغتال ولا تغتصب ولا تهجر قسرا على عكس الخنازير البشرية.

 

إلخنازير كحيوانات تفترس عند الجوع فقط وغير شرهة فهي تكتفي عندما تشبع لا يغريها طيب الطعام إن إكتفت منه، بينما الخنازير البشرية شرهة بلا حدود لا تعرف الإشباع تفترس إن جاعت أم شبعت! انفلونزا الخنازير كما أشار الخبراء لها علاج ويمكن الأستفادة من لقاحات مضادة لإنفلونزا الطيور درءا لشرها.

 

لكن إنفلونزا الخنازير البشرية(العمالة) لا ينفع معها أية مضادات حيوية أو علاجات فقد أعيت من يداويها، ولا سبيل للوقاية منها غير الفتك بها كما فتكت بالناس ولاسيما الشباب.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٢٦ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٢ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م