لم يكن البعث غائبا لكي يعود

 

 

شبكة المنصور

عماد عبد الكريم مغير

استوقفتني مقالة كتبها فرياد رواندزي بعنوان "عودة البعث الى المرتبة الأولى" نشرت في موقع صوت العراق بتاريخ 22 نيسان 2009، وبعد ان اطلعت على تلك المقالة، وجدت انه لا بد من تصحيح افكار الكاتب واتمنى ان تتاح له الفرصة لقراءة ما أجيب عليه، اذ يبدو انه لا يعرف ما هو حزب البعث ربما بسبب غربته عن العراق.

 

بداية، ورد في العنوان "عودة البعث الى المرتبة الأولى"، وهذا بالتأكيد ليس وجه الحقيقة. فلم يكن البعث في غير مكانته الأولى لدى العراقيين الشرفاء الذين لم يبيعوا ضمائرهم وشرفهم وكرامتهم الى المحتل بكل اشكاله، ولم يكن البعث غائبا ليعود. البعث زرع امتدت جذوره في ربوع الوطن وانتشر في صدور الوطنيين وفي دمائهم.

 

جاء المحتل ليطبق الديمقراطية المزعومة، فأن كان ذلك حق، لم تخافون من البعث الكائن الحي؟ اليست التعددية الحزبية تطبيق للديمقراطية؟ فلماذا لا نترك الشعب "الذي ينعم بالديمقراطية" يختار ما يرغب وما يعتقد ونفسح له المجال ان يقول كلمته؟

 

تقول يافرياد ان عودة البعث وانتشاره تشكل خطورة على الوضع للبلاد. ترى اي وضع تقصد به؟ كان العراق وطنا واحدا ينعم بين ربوعه جميع العراقيين، والآن ينادي المحتل وأذنابه بتقسيمه الى أقاليم ورقعات جغرافية وعرقية ومذهبية وغيرها مما لم نكن نسمع به. ويبدو ان الخوف من البعث يأتي من قدرة البعث واستطاعته على إعادة الوضع السياسي الى سابق عهده "بلد واحد وشعب واحد".

 

في النقطة الرابعة تقول ان "الحكومة وكثيرين في الشارع الياسي يعتقدون ان عودة البعث افضل من بقائه ورقة بيد عواصم عربية تحركه لضرب العراق". وهنا اؤكد لك، ان لم تكن تعلم ربما بسبب غربتك الأكيدة، ان البعث لم يكن يوما بيد أحد، سواء كان هذا الأحد عربيا ام أجنبيا. الم تكن تعلم ان العالم العربي كان يطمح لكسب رضا العراق وقادته الشرفاء؟ هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية، هل هناك عاقل يقتنع ان يضرب البعث العراق؟ البعث الذي دافع عن الأمة قبل دفاعه عن العراق. ان اردنا ان نفسر باطن قولك هذا الذي يؤكد عدم عروبتك، ان البعث سيقوم بضرب أيران التي راحت تصول وتجول باياديها اللئيمة المنتشرة انتشار السرطان الذي لم يعد له علاج الاّ الاستئصال.

 

مما لا شك فيه ان الفقرة الأخيرة تثبت فارسية الحديث الذي تناولته يا فرياد رواندزي. فلو حللنا الفقرة التي تقول:

 

( المؤسسات الامنية والاستخبارية التي على عاتقها مسؤولية تصنيف "الاعداء" حسب الخطورة والحضور وعلى الحكومة إتخاذ موقف سياسي، تاهت عليها خطورة البعث وتحركاته ولولا "الحماقة" التي ارتكبتها قيادة البعث في الداخل وسبقت الاحداث والزمن وارتكبت مجموعة من الاعمال الارهابية والتفجيرات والتغلغل في صفوف "الصحوات" لما استيقظ النائمون واعادوا تقييم دعواتهم لعودة "البعث"، ولما دفعت بالمؤسسات الامنية والاستخبارية الى البحث عن معلومات جديدة وتصنيف جديد لاعداء العراق، حيث قفز "البعث" الى المرتبة الاولى في تسلسل اعداء العراق حسب التصنيف الجديد للمعلومات الاستخبارية!!. )

 

يتبين ان المؤسسات الأمنية والأستخباراتية التي تعمل تحت مظلة المحتل، اي باتت متمرسة في كشف الحقيقة، لديها معلومات مؤكد عن ان المنفذين للعمليات التخريبية هم اما ايرانيون او من القاعدة، التي هي من صنع ايران، وتاكدها من هذه الحقيقة جعلها على يقين ان حزب البعث بريء من تلك الأعمال الأرهابية. اما النقطة الأخرى في هذه الفقرة، فهي ان كان البعث قد تغلغل في الصحوات، فعليك ان تحترمه وتقدره وتعتمد عليه. فقد اكدت الحكومة والشارع السياسي الذي تعتمد عليه في كتابتك، ان الصحوات ساهمت في فرض القانون واستتباب الأمن. فكيف يكون للبعث دور للأعمال الأرهابية والتفجيرات.

 

يا فارياد، تأكد ان البعث موجود وسيتمكن من إعادة وحدة الوطن والشعب واجبار المحتلين على الهروب. والقصاص قادم ان شاء الله.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ٢٧ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٣ / نـيســان / ٢٠٠٩ م