أزددت شموخا ياعراق

 
 
 

شبكة المنصور

فيصل الجنيدي

ان الله سبحانه وتعالى قد فلق الارض وما عليها بقياسات متفاوته وطاقات مختلفه ففيها الاشياء القويه والمتوسطة القوه والضعيفه وهذا يشمل اغلب المخلوقات سواء الكائنات الحيه اوالمواد الجامده فنجد الصخور مثلا فيها الصلده والمتوسطة الصلاده والهشه ونجد المزروعات متباينة القوة والعطاء فالنخيل مثلا نجد فيهن عالية  الانتاج والمتوسط وهناك الضعيف وتتحكم في كل ما اشرنا اليه عوامل مختلفه وهكذا الانسان منهم القوي ومنهم متوسط القوة ومنهم الضعيف كذلك الايمان بالمعتقدات والاستعداد للتضحيه من اجلها نجد ذوي الايمان القوي والتضحيه العاليه والمتوسط ثم الضعيف . ان هذه الكلمات هي مدخل للرد على رسالة من احد اعزائي في المهجر نقل لي فيها مقال للدكتور محسن حنون بعنوان وداعا ياعراق منشوره على موقع كتابات ( انظر نص المقال )*  وحين قرأته حزنت لصاحبه وهو يعبر عن معاناته و معاناة العراقيين في ظل ديمقراطية الاحتلال واذنابه لهذا بدأت بمقدمتي كرد عن حالة اليأس الذي قد يصيب البعض وهم اعزاء علينا وعلى وطنهم الا اننا لانريد ان يتصور البعض بأن هذا اليأس هي حاله جمعيه وليس العراقيون وحدهم من يمرون بمثل هذه الظروف العصيبه فهناك الكثير غيرهم من شعوب الارض من مروا بمحن وصعاب قد لاتقل عما نمر فيه وأخوتنا في فلسطين خير مثال يقتلون ويشردون منذ ما يقارب القرن من الزمان ولايزالون يقاومون والجزائر احتلت قرن ونيف او يزيد الى ان حققت حلم ابناءها بالتحرير والاستقلال وهناك تجارب لدول كثيره اخرى قاومت حتى حققت اهدافها ’  فقد تعلمنا منذ نعومة اظافرنا بأن الحرة تجوع ولاتأكل ثديها فمهما يلم بنا الآن فهناك اشراقات في ظل هذه العتمه في مقدمتها المقاومه العراقيه الباسله البطله التي اجهضت المشروع الكوني الامريكي ومشروع الشرق الاوسط الكبير وهناك اغلبية من الشعب من يقف مع مقاومته ويحتضنها ويمدها بالمال وكل اشكال العون اذن فأن هذه الاشراقات المضيئه لاتدفعنا الى اليأس والقنوط رغم انها تصيب من هم من الدرجه الثالثه وربما الثانيه من مواصفات الرجال مما اسلفنا وهو ليس عيب طالما ان الله سبحانه وتعالى قد فلقنا على هذه الانماط ولكن هذا النمط الثالث لايصلح لتصدر التوجيه ولاالقياده رغم ان له المقدره على اداء وظيفه بقدر ما يستطيع فهل يعجز هذا الصنف من الدعاء رغم انه مطلوب من الاصناف الثلاثه والجواب كلا وهنا اتوقف عند دعاء اعتدت ترديده من خلال سماعي له من خطباء المساجد والذي يقول اللهم اجعل  كيدهم في نحرهم ونحرهم في كيدهم  واجعلهم يقتلون انفسهم بأيديهم يالله وصراحة كنت اتأمل هذا الدعاء كثيرا وكيف يتحقق الا ان شاء الله عظمت قدرته لنرى جنود الغزاة يقتل بعضهم بعضا ويصبح اعداد المنتحرين ارقاما اصبحت تخيف قادة الغزاة واصبحوا يرصدون لها المليارات والاطباء من اجل معالجتها سبحان الله جل قدرته  في علاه اذن يوجد لكل انسان شريف وظيفه للمشاركة في المعركه ولايحق شرعا لنا القنوط اذ قال الله في محكم كتابه ولاتقنطوا من رحمة الله ويمكننا المساعدة بالتبرع بالمال وغيره .

 

وهنا لااريد ان اكون مثاليا واقول سيخرج المحتل غدا او بعد غد لاننا في صراع مفتوح مع اعتى قوة في العالم ولها من القدرات ان تحول هزيمتها الى نصرا اذا وجدت منافذ لذلك وليس معنيا اليوم بأهميه الحديث عن سد الثغرات التي يمكن ان يوظفها العدو فهذا متروك لقادة اقل ما يمكن ان نقول عنهم ان الانسانية تقف وقفة اجلال وتقدير لهم في قبر مشروع امريكا للهيمنه على العالم بعد ان تحدث كبار منظري المحافظين الجدد فو كياما بعد الغزو مباشرة عن نهاية التأريخ وتراجع بعدها  الى مزابل التأريخ مع رفاقه بول ولفوفيتز ورتشارد بيرل ورامسفيلد وتشيني  وكوندليزا وبوش وغيرهم اننا يجب ان نفخربشعب العراق العظيم الذي لايزال يقارع قوى الظلام في تحالف شيطاني لم يشهد له التأريخ , هذا الشعب الذي ما ان يستمر بمقاومته واستنزافه للعدوا سيظطر العالم عاجلا ام اجلا لاعادة السياده لاهله ولايمكن ان تستمر الفوضى في هذا البلد الذي يختزن اكبر احتياطي لشريان الحياة في العالم , هذا الشعب لو لم يكن عظيما  لما حشدت جيوش اكثر من ثلاثين دولة الاكثر تطورا في العالم وتواطئ دول الجوار وخونة بعض المستعرقين وفي قمة ضعف وتواطئ الاشقاء والاصدقاء .

 

فلنتذكر قليلا ثورة العشرين وتفاخرنا بها بعد ان قاتل الشعب الدبابات والطائرات بالفاله والمكوار وكانت الثوره سببا الى انهاء الاحتلال ومن ثم الانتداب ولنتذكرايضا  ثورة مايس وتفاخرنا بها رغم الفارق بين اسلحة الطرفين والتي مهدت لقيام ثورة 14 تموز المجيده نعم سيتفاخر احفادنا مثلما تفاخرنا نحن احرار العراق وماجداته . ان محدثكم وعائلتي التي فيها اطفال عاش اكثر من عام  كامل تحت قنابرالهاون للمليشيات بمعدل اكثر من خمس قنابر يوميا وحوصرنا واصبنا باطلاقات ناريه ولم نغادر منزلنا ليس لاننا لانملك البديل ولكنه موقف مبدئي اتجاه التمسك بالحي والارض والوطن ومثلي الملايين  وهناك من تحمل اكثر منا بآلاف المرات فهل ننسى اهالي الفلوجه وسامراء وغيرهم  ولا اظن ان السيد الدكتور محسن حنون يصمد يوما واحدا لما تعرض له هؤلاء  مع تعاطفنا معه لانه عراقي الا انه من الصنف الثالث الامر الذي دعاه ان يقول وداعا ياعراق ونحن نرى ان العراق قد ازداد شموخا وعزا .  

 

ومهما حصل ويحصل سيلد مجاهد مكان كل مجاهد يقتل

ونغرس فسيلة مع كل نخلة تحرق

وسيتحدث العالم عنا بفخر

وستتخلص الانسانية من مجرم آخر اشر

ونبني مساجدنا ومدارسنا

ونحكي قصص البطولات لاحفادنا

 جيل بعد جيل لانه العراق مهد الانبياء والعظماء

عراق تعيش فيه كل الاطياف مثلما عاشوا على مر الدهور

عراق الشهيد عثمان علي ابن الاعظميه بطل منتشلي زوار الامام الكاظم

وسيرتدي الخونه العباءه ويتخفون مثل نوري السعيد وسيقول الشعب قوله

 

وداعـاً ياعـراق


كتابات - د.يونس حنون
 
مافيش فايدة .....
أخر كلمتين نطقهما الزعيم سعد زغلول قبل ان يغادر دنيانا للقاء وجه ربه
ماكو فايدة ......


آخر كلمتين نطق بهما العبد الفقير لله يونس بن حنون وهو يغادر البلد الذي عاش فيه 45 عاماً دون أن يبرحه ثانية واحدة بعد صراع مرير مع كاتمي الانفاس وغربان البين ممن جاءؤا باسم الديمقراطية ليذبحوها... قررت الفرار بجلدي قبل أن تفلت من لساني كلمة حق توردني موارد الهلاك ولأول مرة في حياتي أرى مطاراً، ولأول مرة في حياتي يكون لي جوازسفر دفعت فيه 700 دولار عداً ونقداً وآنا الممنون لانه كما قال من احضره لي انه ماركة ( جي ) هذا الحرف الانكليزي الذي اصبح الهوية الوحيدة المعترف بها للعراقي خارج اسوار الوطن تركت البلد للجلادين و الذباحين و اللصوص الذين جاءؤا من وراء الحدود ليصبحوا أسياداً علي أنا الذي أكلت طحين الحصة المخلوط بالتراب 13 عاماً، فهم قد ضحوا كما يقولون أكثر مني، تركت البلد للمتخلفين والجهلة من حملة شهادات الماجستير في ندب الحسين وحب آل البيت، والدكتوراه في صناعة الأحزمة الناسفة وقطع الرقاب لأنهم أفهم مني أنا الطبيب الذي قضيت ثلاثين عاماً في الدراسة تركت البلد الذي أودع فيه البشر عقولهم خزانات مقفلة وسلموا مقاليد التفكير إلى أي شعيط ومعيط نصب نفسه أميراً للجماعة أو ممثلاً لمكتب السيد ينهي ويأمر ويحرم ويحلل ومؤهله الوحيد لحية قذرة أو خاتماً يدعي به إنتساباً غير شرعي لرسولنا الكريم الذي جعله البعض صاحب مطعم مهمته إقامة المآدب لمخبولي الجهاد من الإنتحاريين، وجعله ألاخرون رئيس عشيرة لا تحل بركاته الا لأقاربه !


تركت البلد للبهلوانات والمهرجين الذين جعلوا من العراق سيركاً تتراقص فيه القرود وتستعرض الوحوش المدربة أفانينها.


تركت البلد لأهل الفتاوي من قوادي الحور العين ومحللي تمزيق اجساد الاطفال سعياً لنيل مكافأة اطفاء الشبق في الجنة التي أصبحت بفضلهم ماخوراً سماوياً.
ظننت إننا أكبر من الطائفية، فخاب ظني
ظننت إننا أكبر من الاحقاد فهزمتني الكراهية
ظننت إننا أكبر من الخوف وها انا افر مذعورا"
ظننت إننا أكبر من الجهل فتولى الاميون مقاليد الحكم
ظننت إنني عراقي فتبين إني إما شيعي أو سني أو كردي ليس إلا .!!


لم يبقى هناك عراقاً لأنتمي اليه، مياه الرافدين جفت، وجبال كردستان تتهاوى فوق رؤوس أهلها دواوين السياب والجواهري إحترقت... لوحات جواد سليم مزقت.... أغاني ناظم الغزالي منعت، فلمن اقرأ وعلى ماذا أتفرج ولمن أستمع؟


تمنيت أن تأتينا الديمقراطية فما كان منها عندما جاءت إلا أن تركلني وتقذف بي تحت أقدام الإخوة العربان ذليلا ً واقفاً أنتظر كلمة الرضا من ضابط جوازات كان في يوم ما مستعداً لبيع أهله لدخول العراق.


وأدارت الطائرة أنفها نحو السماء وبدأت التحليق وأنا أستمع في مذياع عقلي أغنية لكاظم الساهر الذي أدرك هذه الحقائق قبلي بكثير وهو يقول:
لم يعد صدر الحبيب موطني لا ولا أرض الهوى المذبوح أرضي
لم يعد يمكن أن ابقى هنا فهنا يبكي على بعضي بعضي

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ٢٠ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٦ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م