الدروس والعبر لمعركة الفاو العظيمه على طريق تحرير العراق

 

 

شبكة المنصور

فيصل الجنيدي

ان معركة  تحرير الفاو تعد من المعارك المميزه في تأريخ الحروب  التي ينبغي الاستفاده منها لاجل تحرير العراق والتي استندت الى عوامل رئيسيه يجب اخذها بعين الاعتبارولايبنبغي الاستهانه بأي منها  بل ان تجهاهل اي من عواملها يؤثر بما لايقبل الشك على عملية التحرير ورغم ان اي فقره قد تحتاج الى بحوث عميقه لها الا اننا نمر عليها لاطلاع من يعنيه امرها...  ومن اهم تلك العوامل هي :

 

1- الكتمان  - ويشمل كل الخطوات المتعلقه بعميلة الهجوم من التحضير الى التنفيذ وما بينهما ولو راجعنا مراحل نشاط المقاومه الباسله خلال الستة سنات الماضيه لوجدنا ان هناك خسائر قد حصلت في مياديين مختلفه بسبب اهمال هذا العامل من اعتقال للكثير من عناصر المقاومه الى احباط عدد من العمليلت التي كان يمكن ان تنفذ ضد العدو اما اذا عدنا الى معركة تحرير الفاو الخالده سنجد ان هذا العامل كان من ابرز عوامل نجاح المعركة من حيث المباغته للعدو بل ان درجة الكتمان التي  احيطت  بهذه المعركة وصلت الى حد ان الكثير من ضباط جيشنا الباسل ليس لهم علم بها وهذا ليس تقليل من شأنهم بل انها خدمتهم في حسم حرب شرسه امتدت لثمان سنوات وهو ما ينطبق على فصائل المقاومه التي يجب حصر المعلومه بالعناصر التي يتطلب اطلاعهم عليها وفي اضيق الحدود وفي مختلف فعالياتهم وكل التحوطات االتي ينبغي العمل بها مع ثقتنا بقدرات قيادات المقاومه بأدراك هذا العامل .

 

2- القياده -  وهو العامل الرئيسي للاشراف على تنفيذ بقية العوامل وانجاحها و تهيأتها والتي تتطلب مواصفات خاصة لهذا القائد الذي بالضروره ان يختار عناصر على مستوى عالي من المواصفات التي تتطلبها الحاله وفي مقدمتها الذكاء والاراده الصلبه والاستعداد للتضحيه والايمان بالنصر وبالمهمة التي يعمل من اجلها اضافة الى عتاصر اعداده القياديه وخبرته واصالته وقد تحدد لكل هدف او حاله قياده من مواصفات خاصه وفي حال المقاومه الباسله يجب اختيار القيادات على درجه عاليه من الكفاءه والصدق اذا ما علمنا ان المهمة التي يناضلون من اجلها هي مهمة صعبة قياسا الى امكانات العدو والظروف اللوجستيه المحيطه بالصراع والاطراف المؤثره فيه والتي تميل كفتها الى جانب العدو ومع ذلك استطاعت القياده رغم عظم المهمه الى تحقيق مالايمكن تصوره من قبل العالم اجمع وخاصة في بداية الاحتلال قبل ستة سنوات وهو ما عزز ثقة الشعب بهذه القياده بما عزز روح النصر والثقة لدى جماهير الامه بعد ان اصابها الاحباط .

 

3- التضحيه – والتي تعد من العوامل التي تربك العدو وتفزعه بما يؤدي الى هزيمته معنويا على طريق هزيمته الكبرى واذ راجعنا ملفات معركة الفاو التأريخيه سنجد القوات العراقيه المهاجمهه قيادة وآمرين ومقاتلين في احسن صورها رغم مضي اكثر من سبعة اعوام على الحرب ورغم صعوبة الارض التي قاتل فيها الجندي العراقي والتي يصعب تحرك الدروع فيها الا  ان استعداده للتضحيه والارادة الصلبه هي ما دفعتهم لهزيمة العدوا وبالمقابل نجد مقاتلي فصائل المقاومه قد هزموا الروح المعنويه للجندي الامريكي بما نتج عنه من اصابات بالالاف من المصابين بالامراض النفسيه علاوة على حالات الانتحار والهروب والجنون في حالات اخرى وهو ما اعترف به العدو بنفسه

4- التدريب – لاشك ان التدريب العالي كان احد سمات نجاح معركة الفاو ولانحتاج للتعليق على هذه النقطه ففائدتها يعرفها الجميع وخاصه العراقيون الذين تدرب اغلبهم في مناسبات مختلفه قبل الاحتلال الا ان المهم في مرحلتنا هذه هو اعداد المقاتلين ممن لم تتح لهم تلك الفرصه او لايقدرون اهميتها  مما يتطلب من قادة وآمري فصائل المقاومه اعداد مناهج لهذا الغرض كي تكون كفاءة المقاتل عاليه في تكبيد افدح الخسائر بالعدو .

 

5- الاستخبارات – وهي لاتقتصر على جمع المعلومات عن العدو ورصد تحركاته بل معرفة نواياه وخططه من اجل التحصن ضدها واذا كانت الاستخبارات ابان معركة الفاو في مستوى عالي من الاداء ظهر جليا من خلال النصر السريع للمعركه الا ان الامر في حال المقاومه قد يكون صعبا جدا وهو ما ينبغي بذل الجهود المضاعفه لذلك واذا كان العدو الامريكي قد فشل في مواجهة  خطط المقاومه فانه نجح استخباريا في تحقيق مكاسب لايستهان بها وخاصه في معركة الفلوجه الاولى بتسخير عملاءه لاعلان هدنه مكنته من معالجة الحصار الذي كان يحيط بقطعاته من اطراف الفلوجه وان يعزز قطعاته والحديث يطول في الخروقات الاستخباريه وللحديث عنها ستؤلف مجلدات حولها .

 

6- التخطيط – من العوامل التي لايمكن الاستغناء عنها  لاي عمل ناجح فما بالنا في الحروب ويعد اهم اسباب الانتصار في معركة الفاو ولانريد الخوض في تفاصيله ونتركه لمن ساهم فيه الا ان من المعلوم هو من العوامل الرئيسيه للانتصار كما اسلفنا وفي حالة المقاومه الباسله لايختلف الامر فيبقى التخطيط الجيد هو عامل حاسم في تنفيذ الهجمات  الناجحه على العدو.

 

7- الحاضنه  وهو عامل لايرتبط بمعركة الفاو لاختلاف الظروف  الا اننا وددنا الاشاره اليه كي يسفاد منه المعنيون بشأن المقاومه ويعتبر هذا العامل حاسما في نجاح المقاومه الشعبيه المسلحه ( حرب العصابات) وما ان اغفل المقاوم هذا الجانب الا وقد اصبح الفشل طريقه لامحاله , يقول ماو تسيتونغ ان المقاوم ينتقل بين شعبه وحاضنته كما تتنقل السمكه في البحر وفي هذا الصدد وجدنا ان فصائل مهمه قد لفظها الشعب بسبب عدم تعامله مع حاضنته كما ينبغي .

 

النصر للمقاومه الباسلة بكافة فصائلها

المجد لابطال معركة الفاو الخالده

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٢٤ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٠ / نـيســان / ٢٠٠٩ م