معطيات اللعبة السياسية_المخابراتية، وكيفية مواجهتها ؟

﴿ الحلقة الثانية ﴾

 

شبكة المنصور

جابر خضر الغزي

أن العملية السياسية_المخابراتية وكل ما ينتج عنها من سلطة عميلة وأجهزة وقوانين وأنظمة ومشاريع يمثل السلاح الأخطر بيد العدو على المقاومة والقوى الرافضة للاحتلال لان من أهداف وأطماع العدو الأساسية هو تشكيل سلطة عميلة مع أجهزتها كي تنوب عنه في حكم البلد وتنفيذ كل ما يريد من أهداف وأطماع ونوايا شريرة فيضعها أمام الشعب المقاوم وجها لوجه كما هو حال اليوم.

 

ومع الأسف الشديد تتردد في الآونة الأخيرة من البعض ممن أعيتهم المسيرة بقصد أو دون قصد تساؤلات فحواها: لماذا لا نستخدم التكتيك والمرونة بالعمل السياسي خدمة للإستراتيجية، ولطالما الحل بيد أمريكا فعلينا أن نقبل بالأمر الواقع لكي نغيره، وقالها البعض للرفيق المجاهد عزة الدوري "سيدي قد أن الأوان لنضع أيدينا بأيدي أمريكا ونضرب إيران" غير أن البعث تصدى لهذه المؤامرة القذرة فورا كونها كانت تهدف إلى جر جزء من القوات المسلحة وأبعادها عن مقاومة الاحتلال. وكان بعض الضباط من ذوي النفوس الضعيفة والذين أعياهم المسير ومن الذين ارتموا في أحضان العدو ومخططاته لإنجاح مشروعه التدميري للوطن والأمة ولكن رفاقكم في القيادة العامة للقوات المسلحة والمكتب العسكري للحزب قبروها في مهدها، وكان العدو يهدف من ذلك أيضا النيل من وحدة الحزب الفكرية والتنظيمية ومحاولة تفتيته بعد أن فشلوا في اجتثاثه وفشلت المخططات الطائفية الصفوية والتكفيرية التي أطلق لها العنان ووفرت لها المستلزمات في التأثير على أرادة البعثيين الأصلاء وهم يواصلون  نضالهم وجهادهم رغم الظروف القاسية التي يمرون بها ورغم التضحيات الكبيرة التي تجاوزت المائة وسبعة وعشرون الفاً من الشهداء البعثيين يتقدمهم شهيد الحج الأكبر إضافة إلى الآلاف من المعتقلين والمحتجزين تتقدمهم قيادة قطر العراق.

 

ومن خلال ما تقدم نثبت الحقائق التالية:

 

الحقيقة الأولى:

 

"أن العملية السياسية هي مشروع المحتل الأساسي والذي حقق بها ما لم يحققه عسكرياً طيلة السنوات الست الماضية من الصراع". لان العملية السياسية هي الوسادة التي يتكئ عليها المحتلون الأمريكان وحلفاؤهم الصهاينة والفرس لتنفيذ أجندة إستراتيجية وإدامة احتلالهم وجعل العراق منصة انطلاق لتدمير أقطار امتنا العربية الواحد تلو الأخر لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير وأمركة العالم وضمان امن الكيان الصهيوني.

 

الحقيقة الثانية:

 

هناك أطروحات قاصرة تفيد أن العملية السياسية تحرر العراق ونحن هدفنا الأول هو التحرير أذن لماذا لا نوقف المقاومة ونذهب كلنا تحت لواء العملية السياسية ؟ هل ترون حجم الخداع والتضليل ومرت ستة سنوات على الغزو والاحتلال؟ هل استطاعوا هؤلاء الدعاة من العملية السياسية أن يقدموا حرف مما صرحوا به لتحرير العراق؟؟ "أن هذا التزوير والتضليل نابع من وحي الخيانة العظمى التي قلبت الحقائق والقيم والمبادئ رأساً على عقب فصار المجاهد من اجل تحرير وطنه وشعبه إرهابي وصار الغازي المحتل فاتح ومحرر وصارت الخيانة بكل عمقها وشمولها وخستها رجولة وطنية".

 

الحقيقة الثالثة:

أن ما حصل للعراق خلال الست سنوات من الاحتلال من تدمير وقتل وتشريد وتهجير وتخريب وتفتيت وانتهاكات للحرمات والمقدسات وكلهم يتحملون المسؤولية التاريخية أمام الله وأمام الشعب الذين يدعون أنهم يناضلون من خلال هذه اللعبة السياسية زورا وبهتانا هم الذين وفروا للمحتل الأمريكي ولإيران وعملائهم لذبح شعبنا وتدمير بلدنا.

 

الحقيقة الربعة:

أن استمرار الأحزاب السياسية والتيارات التي شاركت بالعملية السياسية_المخابراتية أصبح  يصب كليا في خدمة المنهج الفارسي الصفوي في العراق وان خدمة الست سنوات للعدو وعبر العملية السياسية قد مكنت إيران وعملائها من السيطرة والهيمنة على السلطة العميلة ولذلك لا يجوز أن يستمر هذا الغطاء الهادف إلى تقوية المد الصفوي في العراق من جانب وأضعاف المقاومة من جانب أخر، لذا نطالبهم بمغادرة خندق الخيانة والعمالة فوراً والالتحاق بالمقاومة ودعمها والدفاع عنها للوقوف أمام المد الثورة اللااسلامية الإيرانية الصفراء الحاقدة المدمرة لكل ما هو عربي مسلم صحيح.

 

وعلى ضوء هذه الحقائق لا بد من مواجهة العملية السياسية_المخابراتية التي يدعو اليها الرفيق المجاهد عز إبراهيم الدوري الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي:

 

1.أن العدو سوف لن ينسحب أبدا ولن يتحرر الوطن إلا بالجهاد والمطاولة مهما طال الزمن ومهما بلغت التضحيات، "واليوم كما تعلمون وصل الغازي المحتل إلى طريق مسدود وقد تلاشت كل خياراته بما فيها العمل المسلح وقد أعلن الانسحاب ولم يبق بيده إلا مشروع العملية السياسية_المخابراتية يعول عليها، وعليها يبني أماله وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة فقاتلوه بكل الوسائل المتاحة في ميدانكم الجهادي".

 

2.تمسكوا بالمقاومة والجهاد ولا تدعو أي فرصة للاحتلال للتدجيل والتضليل لإضعاف المقاومة والتأثير عليها، "ولا يجوز أن تكون في الوعاء السيئ بحجة إزالة السيئ منه وإنما الصحيح أن نضرب الوعاء السيئ وما فيه من سوء"، وبهذا على الحزب أن يتمسك بالجهاد والتحرير وبالمسيرة وحلفائه الحقيقيين لكي نمضي نحو التحرير كما مرسوم له، "ولا تتركوا الماء وتلحقوا السراب خداع العيون".

 

3.يؤكد الرفيق المجاهد على دعوة كل من في قلبه ذرة خير للخروج من العملية السياسية والانحياز إلى شعبهم المقاوم الرافض للغزاة ومشاريعه وعملائه، طالما هناك عناصر فيها ذرة خير في العملية السياسية دفعتهم ظروف ذاتية وظروف موضوعية في وقتها ودفعتهم اليها قوة العدو وبطشه ثم ترغيبه لهم ودفعتهم اليها قصر النظر وقلة التجربة ومنهم من ظن أن الغزاة كرماء فسيسلمونهم العراق ويرحلون، والكل سقطت حجتهم اليوم.

 

4.عفا الله عما سلف وانتم أخوتنا في الدين والوطن ولكم ما لنا وعليكم ما علينا أن عدتم إلى شعبكم ووطنكم، والعودُ احمدُ.

 

وفعلاً أنها رسالة رسالية ترفض الانتقام والثار بعد التحرير ممن ارتكب أخطاء وهفوات وهي رسالة واثقة بان النصر عظيم وسيكون القادم أعظم بأذن الله.

 

وسيبقى البعث عصياً على مؤامرات الأعداء ومشاريعهم، وهاهي بشائر النصر تلوح في الأفق وفي الوقت الذي تتوالى فيه هزائم المحتلين وعملائهم، فهاهم رفاقكم رفاق البعث العظيم الغيارى من أبناء  شعبكم يكتبون مجد العراق بدمائهم فمزيداً من الصبر والثبات على المبادئ والتمسك بقيم البعث وثوابته، وستتساقط بعونه تعالى مشاريع المحتلين وعملائهم ويسقط كل ما يروجون له بهدف التشويش على البعث والمقاومة الوطنية والقومية والإسلامية، وليعلم الجميع أن الإخلاص للأمة والعراق لا يكون إلا بالمشروع القومي العربي النهضوي الأمين المؤمن بقيم السلام والحضارة الإنسانية.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء / ١٠ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٦ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م