دعوة للقوى المناهضة في التحالف الستراتيجي الشامل والعميق مع البعث

﴿ الحلقة الاولى ﴾

 

شبكة المنصور

الاستاذ جابر خضر الغزي

على ضوء خطاب الرفيق عزة الدوري الامين العام للحزب لمناسبة ذكرى تأسيس البعث والذكرى السادسة للغزو العراق

 

حرص البعث منذ نشأته الاولى على قيام الجبهة الوطنية والقومية والتقدمية  بدأ من جبهة االاتحاد الوطني عام 1957 التي مهدت لقيام ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958, وعند قيام ثورة السابع عشر من تموز عام 1968حرص البعث في العراق على قيام الجبهة وطرح ميثاق العمل الوطني عام 1973 . وان المكتب الساسي للحزب الشيوعي العراق انذاك اصدر بيانأ يقول فيه ( ان الميثاق من حيث معانيه واتجاهاته الرئيسية معاد للامبريالية ) وبعد مناقشات وحوارات بين اطراف الجبهة تمخضت عن قيام الجبهة الوطنية والقومية التقدمية عام 1973,وبعد سنوات طويلة من التعارض والتناقض والاحتراب بالسلاح ولم تكن تلك اللحظة الا تتويجأ لجهود شاقة طويلة تعرضت للمد والجزر اكثر من مرة حتى أمكن لهذه الجبهة ان ترى النور .

 

وبعد ان وضعت الحرب العراقية الايرانية المفروضة على قطرنا المجاهد اوزارها عام 1988 حتى سارعت قيادة العراق الوطنية بعد اجتماعاتها المشتركة بمناقشة مسودة الدستور الدائم , الا ان العدوان الامبريالي الامريكي الصهيوني المبيت للعراق حال دون تحقيق هذا المشروع .

 

طرح البعث منذ يوم الاول للغزو والاحتلال مسألة قيام الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية للقوى المناهضة للاحتلال لانها  الخطوة الاولى والايجابية نحو قيام جبهة وطنية واسعة وهي الصيغة الوحيدة القادرة على متطلبات النضال الوطني والقومي في هذه المرحلة الصعبة .

 

وعند قراءة جديدة وموضوعية ومتأنية وهادئه للخطاب الصوتي للرفيق المجاهد عزة الدوري لمناسبة ذكرى تأسيس البعث والذكرى السادسة للغزو والاحتلال للعراق نجد فيها الجرأه والوضوح في موقف البعث من التحالف الستراتيجي الشامل والعميق مع قوى الجهاد والرافض للاحتلال كما نجد فيه دعوة مخلصة للقوى المناهضة للاحتلال للعمل الجبهوي حيث يؤكد (ان العمل الجبهوي الشعبي الموسع القادر على استيعاب كل قوى الشعب والامة الخيرة المقاومة المجاهدة اقصى يمينها الى اقصى يسارها وتحريك جماهيرها وتثويرها في مرحلتي التحرير والبناء ) .

 

وعليه ان ان يكون ا لتحالف الجبهوي القائم على ثوابت التحرير والاستقلال القائم على اسس الديمقراطية والتعددية وتداول السلطة لقيادة العراق بعد التحرير لانه لاتسطيع اي حركة او حزب او تيار ان ينفرد في قيادة البلاد بعد التحرير طالمأ هناك استحقاقات دماء وتضحيات سالت على ارض العراق ولكل ابناء الشعب .

 

وكما جاء في اول بيان للحزب بعد الاحتلال يقول ( من يحرر العراق هو الذي سيحكمه) وقد ثبت عبر التجربة الطويلة وخاصة تجربة الغزو والاحتلال خلال ستة سنوات الماضية (ان اي انفراد او تفرد لقيادة المسيرة وباي حجة كانت سيقتل الامال الكبيرة والاماني العزيزة التي يتطلع شعبنا وامتنا ) ويردف الرفيق الامين العام في كلمته الصوتية ويقول (ان قوتنا وعزتنا لاتلبين وسلاحنا الاقوى والامضى في صراعنا مع ادعائنا ,اعداء الله والانسانية هو في وحدتنا الداخلية اولا ومدى قوتها وصلابتها وسلامة بنائها , ثم في تواصلنا الدائم مع شعبنا وجماهيره الثائرة المقاتلة ثم تضامننا وتحالفنا مع كل قوى الخير والجهاد والرفض الاصيلة في شعبنا وامتنا احزابا ومنظمات وتجمعات وفصائل وعشائر وشخصيات في جبهة كفاحية عريضة تتركز على قاسم مشترك مقدس وتنطلق منه هو الجهاد الدائم المتصاعد حتى تدمير الغزاة وتحرير الوطن العزيز واعادة مسيرة البناء الحضاري لبلادنا المجاهد ) وعلى ضوء ماتقدم نثبت الحائق التالية التي ترتكز عليها جبهتنا الستراتيجية :

 

الحقيقة الاولى:

ان الطريق الوحيد والاساس في تحقيق النصر الحاسم والسريع على الغزاة المحتلين وعملائهم هو التحالف الجبهوي العريض القائم على المحبة العميقة للاخر وليس قبوله فقط , والتسامح وسعة الصدر وتحمل المقابل بل حمله على الاكتاف ان تطلب الامر لمصلحة الشعب والامة , ومن هذا نناضل من اجل اقامة قواعد الجبهة الوطنية في اطار مبدئي سياسي جهادي يسع لجميع كل على قدر امكانياته وهمته اي موقف الحخد الادنى لرفض الاحتلال ومحاربته والعمل على اخراجه , كما علينا بهدوء الاعصاب والابتعاد عن التهور والتسرع في اصدار الاحكام على الاخرين ونستعين على الامر بالصبر لان الله مع الصابرين .

 

الحقيقة الثانية :

ان الجبهة ليست وسيلة صعود حزب او جماعة لتسلط بعد التحرير انما هي جبهة المقاومية الدائمين للتحرير والديمقراطية والتعددية وترفض الحزب الواحد كما انها تؤكد على ( تحالف تاريخي يستمر لمراحل تاريخية عديدة ) .

 

الحقيقة الثالثة :

يجب ان يدرك الجميع ان معارك العراق بعد التحرير ستكون  اكثر تعقيدأ وصعوبة من معارك التحرير (لان العدو سوف لن يتركنا حتى بعد الانتصار وسيحاول ان يزرع لاسامح الله في بعض مفاصل جبهتنا ووحدتنا عملاء واذناب يحركهم ساعة ما يريد ووفق اساليبيه الخبيثة وامكانياته الهائلة في هذا المجال ولنا في التاريخ العربي والعالمي ماحصل بحركات التحرير التي سبقتنا في الجزائر وفي فلسطين .

 

الحقيقة الرابعة :
ان مرحلة التعارض والتناقض والاحتراب التي سادت اكثرمن نصف قرن (يجب ان تصفي عبر عمل جبهوي اخوي ورفاقي صادق وجدي لامجال فيه لعقلية التأمر والانفراد والتكتكة .... ان بناء المناخ النفسي للمستقبل يبدأ الان وليس بعد التحرير ) .اي بناء الثقة وأزالة عوامل التوتر والشك والريبة بواسطة الاعمال وليس بالاقوال المعسولة وحسن النية والصدق وبدونهما لايمكن ان نتجاوز عقدة الخوف والانفراد بالحكم بعد التحرير ..

 

الحقيقة الخامسة :

نرى احيانأ ونسمع من بعض انهم ينتمون الى فصائل الجهاد الاسلامية الشريفة والتي نكن لها كل الحب والتقدير  والاحترام ولمقاتليها كل الود , كلامأ عن البعث وتصرفأ يسيى الى مسيرة الجهاد والتحرير (اذ المطلوب من جميع القوى المجاهدة اليوم التألف والتوافق بل الاتحاد والاتفاق الكامل على ثوابت المسيرة الجهادية المقدسة... وانا لااعتقد مثل هذه التصرفات تصدر عن مجاهد مسلم مؤمن حقأ , ولافرق عندي بين البعثي والاسلامي في الجهاد , بل اخذ بمدأ (ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) واقول للاسلامين في فصائلهم وتنظيماتهم انكم تمثلون ركنا اساسيأ من اركان المقاومة وان البعث المؤمن الذي اغتنته التجربة الطويلة ومحصته هذه المحنة الكبيرة ,لم يعد يقبل ويجاهد من اجل دنيا اوحكم اوجاه اومال وانما جهاده خالصأ لله والوطن وهو اليوم صاحب الرسالة الخالدة رسالة العروبة والاسلام وليس طائفيأ ومذهبيأ وليعلم الجميع اننا لانريد وليس من شيمنا الايمانية العربية والاسلامية ان نتفاخر على احد من رجال مسيرة العراق والامة وكلهم ابطال مؤمنون مجاهدون نتفاخر بهم ونفتخر بجهادهم , اما الاداء الجهادي والتضخيات علمها عند الله علام الغيوب وهو الذي يحصيها وهو الذي يثيب عليها ) .

 

الحقيقة السادسة :

ان الرفيق المجاهد عزة الدوري يدعو في خطابه بمناسبة الذكرى السادسة للغزو والعدوان الشرفاء من العراقيين الرافضين للاحتلال من نسمع اصواتهم سواء كانت خافتة او عالية  ان يحددو موقفأواضحأ وصريحأ من هذا المشروع الجبهوي ولنا من شعبنا الذي ضرب المثل والقدوة المتقدمة على الاحزاب والتيارات والشخصيات الرافضة للاحتلال في التتضحية والعطاء والفداء .

 

وتعلمون علم اليقين ان التاريخ لايرحم علينا وعليكم من يتخلف عن هذه الدعوه ,ويجب ايضأ ان نحذر العدو الامريكي الصهيوني ونحذر قول الزور والنفاق والدجل والشرك وضعيفي الايمان

 

الحقيقة السابعة :

ان التفاعل يجب ان يزداد الان وليس غدأ من خلال الاجتماعات واللقاءات والحوارات بين الفصائل والحركات والاحزاب والتيارات والشخصيات الرافضة للاحتلال , وينبغي ان ينظم من خلال لجنة تنسيق ولابد ان يكون الاطلاع على الاراء السياسية والاجراءات الادارية ويقول المثل الريفي (البخور يطرد الخبث) ونحن نقول (الوضوح يطرد الخبيث مثلما تطرد الشمعة  الظلام )........

 

فالاساس الجوهري بالتفاعل وبدونه لامعنى لآي تحالف فالرفيق عزة الدوري الامين العام للحزب يقول (يكفينا من التجارب ويكفينا مزيدأ من التقاطع والتدابر واستخفافأ ,فالمسوؤلية التاريخية على عاتق البعث العظيم  فقد اغنتنا وبصرتنا تجارب الماضي المرير )أذن ماذا نستفيد من الجبهة ؟ ماذا نستفيد لو عشنا متناحرين ؟ ومالذي استفاد منه شعبنا من خلال ظروف التناحرات السابقة ؟ وماذا استفاد الوطن ؟ فالكسب والاستفادة بالحسابات الستراتيجية في دعوة الرفيق خادم الجهاد والمجاهدين بقيام جبهة شعبية واسعة لمرحلتي التحرير والبناء وليس الاستفادة بغقلية نقابية بيعدا عن التصور الستيراتجي التي تنشده هذه الرسالة رسالة الحق للقوى الرافضة للاحتلال بتحالف استراتيجي شامل وعميق مع البعث وعلى ضوء هذه الحقائق فالوحدة والتوحد والتحالف يجب ان تقوم على اسس رصينة وعلى وضوح كامل لكل الاطراف لمالها  وما عليها وفق حجمها وامكانياتها وتواجدها وادائها .

 

ان هذه الافكار والروىءالتي وردت في صوت الحق لابد من دراستها بعمق ونتطلع قدمأ لتجد طريقها الى النور فعلآ جهاديأ ووطنيأ مخلصأ لتتظافر جهود خيرة ابنائه .

 

وقد افرزت الست سنوات الماضية من الاحتلال البغيض صدقيتها وعمق تعلقها بقضية الوطن بعد عمدت بدماء زكية للالاف من رفاقنا والاشراف  من ابناء وطننا وابناء العروبة المؤمنة في معركة التحرير . فنحن  ومن خلفنا شعبنا العظيم في عراق المقاومة والجهاد نتطلع الى ارادة عراقية وطنية ترتقي فوق تباين الاراء والافكار لتوحيد جهود الخيرين من ابناء العراق البرره في اطار تحالف جبهوي استيراتيجي شامل وعميق لتكون في اطار للجميع

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٢١ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٧ / نـيســان / ٢٠٠٩ م