عن ماذا جاءت تبحث هيلاري في بغداد ؟

 
 

شبكة المنصور

كــامــل مـــراد
تباينت التكهنات حول اسباب زيارة وزيرة اخارجبة الاميركية هيلاري كلنتون للعراق الاسبوع الماضي ، الا ان القاسم المشترك لمعظم التكهنات ان السبب الرئيسي هو التدهور الامني الخطير في بغداد.


رغم اننا نتفق مع ما ذهبت اليه التكهنات حول التدهور الامني المتسارع في  ا لعديد من مناطق العراق وخاصة في العاصمة بغداد ،الا ان هذا التدهور كان يعكس ارهابا تمارسه عصابات مرتبطة بأيران واخرى مرتبطة بقوات الاحتلال الامريكي فهو تدهور له غايات مرسومه واهداف محددة مرتبطة باثارة الذعر والخوف وبذر الشقاق وتكريس الفرقة بين ابناء الوطن الواحد وصولا الى التمسك ببقاء قوات الاحتلال الاميركية وفي ذلك اطالة بأمد الاحتلال الغاشم بعد ان اجبرته المقاومة على حزم اغراضه لمغادرة وطننا العزيز، ومن جهة اخرى تقوية الموقف التنافسي لنظام ملالي طهران


امام اميركا فيما يتعلق بتقوية نفوذها في العراق وتحسين وضعها التفاوضي مع المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي مستغلة نفوذها المتصاعد في العراق من خلال عملاؤها في حكومة الاحتلال ، بعد الاخذ بنظر الاار موجات المتسللين من ما يسمى الفرق الخاصة والاسلحة الى العراق عبر الحدود الايرانية.

 

الا ان ما اثار قلق ادارة اوباما ووزيرته هيلاري وحفنة العسكريين المتمسكين بسياسة مجرم الحرب بوش ، هو قلق من نوع اخر يتمثل في تصاعد وتيرة عمليات المقاومة العراقية الباسلة كما ونوعا، فقد ارتفعت خسائر القوات المحتلة لشهر نيسان لتقارب ارقام ايلول من العام الماضي ، وفشل اجراءات المحتل واجهزة حكومته المحتله في تتبع عناصر القاومة ، وتوسع قاعدتها الشعبية وحاضنتها الجماهير العراقية، فيظل انكشاف الاهداف الحقيقية لانشاء ما يسمى جماعات الصحوة او مجالس الاسناد.

 

هذا هو القلق الحقيقي الذي يدفع هيلاري للقدوم الى بغداد على عجل لاظهار الدعم العلني لحكومة العميل المالكي، والبحث عن الوسائل والسبل الكفيلة لتخطي هذه المرحلة الحرجة  التي بشر بها رئيسها عند زيارته العراق بقوله (ان امام قواتنا ايام صعبة حتى انسحابها)،، لكن مظاهر الدعم العلني تلاشت منذ اللحظة التي التقت بها هيلاري مع خونة العراق ن فاذا بها تسرف عن وجهها الاستعماري ولتبلغ حفنة الخونة وفقا لما تسرب عن الزيارة :

 

-  انني جئت لاخفف من وطأة فشل والغاء اجتماع وزراء 6 +3+1(دول الخليج العربي ومصر والاردن وسويا والولايات المتحدة الامريكية) بعد ان كان مقررا عقده الاسوع الماضي في بغداد وقام هوش زيباري بالتهيئة والاستعداد له ، وفشل عقد الاجتماع جاء بعد المعارضة الشديدة من السعودية (لفشل حكومة المالكي في تجاوز صيغ العمل الطائفي واستمرار سياسة الاقصاء )ولاسباب تتعلق بسياسة واستراتيجية الحلف السعودي المصري الاردني  في التعامل مع الملف الايراني من خلال الوضع في العراق.


وفي هذا الصدد تؤكد المصادر ذاتها ان السعودية اضافة لاشتراطها تغيير العملية السياسية وتوسيعها قبل اي تطبيع جدي مع الحكومة القادمة في بغداد  تشترط السعودية ان يكون منصبي رئيس الجمهورية ووزير الخارجية من حصة العرب السنة .


-  انني جئت لاقول لكم ( كفاية .. كفاية) لم يعد بامكاننا الاستمرار بقبول التلكوء في تنفيذ مصالحة حقيقية تساعدكم وتساعدنا على ايقاف تنامي المقاومة ، فاذا حانت ساعة انسحابنا الكبير فلن تتمكنوا من احتواء الموقف والسيطرة عليه ولن نكون في وضع يمكننا من المساهمة بشكل كبير في دعمكم .. ولتكونوا على يقين من اننا جادون لايقاف النزيف الامريكي..كما اننا لن نترك العراق ليقع في فراغ امني تستغله قوة اخرى حتى لو اضطررنا لتغيير تحالفاتنا.
التهديد المغلف بالدبلوماسية واضح ولالبس فيه ،وان اختاف عن تهديد سلفها (كوندابيسا رايس) عندما اخبرة زمرة حكومة الاحتلال في احدى زيارتها (لو فسحنا المجال للشعب العراقي لقام بتعليقكم على اعمدة النور في شوارع بغداد).
انه المأزق الاميركي وعملاؤه الموالين لايران في العراق بين تنفيذ استحقاقات اوباما الانتخابية  بايقاف حالة النزف المادي والبشري واعادة القوات من العراق وبين تعقدات الازمة داخل العراق في ظل تنامي تدخل ايراني مع استمرار تدهور المستوى المعاشي وانعدام الخدمات وتفشي حالة الفساد المالي والاداري وظاهرة الجشع المادي والرغبة بالسيطرة والاستمرار بالحكم  غير المحدوده  لمن اوكل لهم امر ادارة العراق.


ان:
1- استمرار المقاومة بجهدها النضالي والجهادي حتى خروج المحتل او قبوله بالتفاوض معها باعتبارها الممثل الشرعي للعراقيين .


2- تنسيق  الجهد المقاوم ماامكن (ولانقول توحيده) او رفع درجات التفاهم السياسي والامني الى مراحل اعلى مما هي عليه الحال تتناسب مع مرحلة انهيار الاحتلال واستعداده للانسحاب، وانهاء اية مخاوف قد تكون ترسبت لدى البعض بخصوص احتكار السلطة او العمل السياسي التي يلعب عليها الاحتلال او ضعاف النفوس.


3- العمل بكل الوسائل لايصال تصور المقاومة وبرنامجها السياسي للعراق بعد خروج المحتل الى الاقطار العربية التي بدأت تدرك حجم المخاطر التي سببها احتلال العراق  وخروجه من من محيطه العربي.


المجد للرئيس الشهيد صدام حسين
المجد لشهداء العراق والامة العربية
النصر للمقاومة العراقية وقائدها المجاهد عزة ابراهيم

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٠٨ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٤ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م