خبراء عراقيون لـ « الشروق »: تقسيم العراق هدف رئيسي للمحتل الأمريكي

 
 

شبكة المنصور

 

تمر هذه الأيام 6 سنوات كاملة على الغزو الأمريكي الهمجي على العراق، وخلال هذه الفترة تغيرت أحوال المحتلين، فقد رحل زعيم الغزو الرئيس الأمريكي جورج بوش، وحليفه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، ومازال العراق على حاله بلد بلا سيادة وبلا أمن أو أمان.


ومع مرور هذه السنوات الست تحاول «الشروق» رصد الموقف الحالي ولكن مع خبراء سياسيين وديبلوماسيين عراقيين آثروا الابتعاد عن بلادهم واللجوء الى القاهرة، وكان تقييمهم للوضع الحالي بأن مخاوف تقسيم العراق مازالت قائمة إن لم تكن قد أصبحت أكبر وخاصة مع التقارب الملحوظ بين أمريكا وإيران والذي سيكون ضحيته في كل الأحوال هو العراق والعراقيين. وفي تحليله للموقف الحالي يرى الديبلوماسي العراقي السابق الدكتورعبد الستار الراوي أن الاحتلال دمر كل المؤسسات العراقية، ولم تستعد روحها وكيانها حتى الآن، ولفت الى أن أكبر جريمة ارتكبها الاحتلال كانت تفكيك وتدمير الجيش الوطني العراقي، وأكد أن أمريكا لا تريد أن يكون للعراق جيش قوي وقال: «الجيش العراقي الذي كان يضم 800 طائرة لم يعد العراق يمتلك حاليا سوى 5 طائرات لرش المحاصيل الزراعية بالمبيدات اشترتها وزارة الزراعة»! ويشير الى أن ما يتردّد من الجانب الأمريكي عن الانسحاب لا يمكن تصديقه، فقد قالوا انهم سيخرجون من المدن العراقية في جوان 2009 بشرط مراعاة الواقع على الأرض وهو تعبير فضفاض، ثم عادوا وقالوا ان الانسحاب سيقتصر على القوات المقاتلة فقط . ولا ينسحب ذلك على المستشارين مع ملاحظة أن أمريكا لديها أكبر سفارة في العالم بالعراق تضم عددا هائلا من الموظفين بما يعادل ربع الديبلوماسيين الأمريكيين في كل دول العالم.


ويلفت الدكتور فهمي القيسي مساعد وزير الخارجية السابق الى أن الولايات المتحدة سارعت نتيجة الخسائر المادية والمعنوية التي لحقت بها نتيجة الغزو الى توقيع الاتفاقية الامنية خاصة وأن الأمريكان يعلمون أنهم سيخرجون حتما من العراق، وضاعف من حدة الموقف الأمريكي تداعيات الأزمة الاقتصادية التي جعلت من الإنفاق على احتلال العراق مع المقاومة الشريفة التي تواجهها عبئا لا تقدر عليه.   


ويشير الى أن الإدارة الأمريكية سارت من فشل الى فشل طوال سنوات احتلالها للعراق حيث جاءت فور الاحتلال بالجنرال جارنر، ومع اشتداد المقاومة العراقية التي ظهرت في اليوم التالي لإحتلال بغداد ومشهد إسقاط تمثال الرئيس صدام حسين جاؤوا ببول بريمر الذي فشل هو الآخر، ولم يجدوا سوى الاستعانة بحكومات وسلطات طائفية لتقوم بهذه المهمة. ويرى د. القيسي أن الخطر الأكبر هو العزف الأمريكي على وتر الطائفية والتقسيم العرقي واللعب بمكونات العراق والسعي من أجل الفتنة الطائفية التي مازالت خطرا، مشيرا الى ما تم في الشمال العراقي حيث كرس الاحتلال ثقافة انفصالية وسلطة منفصلة للأكراد.


ويلفت بدوره الدكتور فراس الجبوري وهو خبير في القانون العام الدولي أن الانتخابات التي تمت في عهد الاحتلال كانت مزورة فاقدة للشرعية لأنها تمت تحت الاحتلال الذي قتل أكثر من 500 ألف عراقي وشرّد أكثر من 6 ملايين منه ويقول: كل من شارك في الحكومة العراقية تحت الاحتلال لديه جواز سفر ديبلوماسي يكفل له الهرب فور خروج الاحتلال لأنه يعلم أن الشعب العراقي سيأكل لحمه نيئا جراء كونهم عملاء للمحتلين الذين جاؤوا للانتقام من تاريخ وحضارة العراق فحلوا مؤسساته وعززوا الطائفية وعملوا على تقسيمه. ويؤكد د. الجبوري بدوره أن الادارة الأمريكية الحالية ستسير على طريق سابقتها وستعمل على تقسيم العراق مشيرا الى أن جون بايدن نائب الرئيس الأمريكي الحالي هو مهندس عملية تقسيم العراق في الكونغرس تحت هاجس أن العراق لن تستقيم أوضاعه الا إذا تم تقسيمه طائفيا، وعلى طريقة «فرق تسدّ»، ويشير الى أن استبعاد مدن السليمانية وأربيل ودهوك وكركوك من الانتخابات الجهوية التي تمت مؤخرا لا يعكس إدارة الشعب العراقي ولكن يعكس واقع انفصالي تسعى اليه الإدارة والاحتلال الأمريكي للعراق.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٠١ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٧ / نـيســان / ٢٠٠٩ م