الحزب الاسلامي العراقي ... احد رموز الخيانة في عراق ما بعد الاحتلال

﴿ الجزء الثالث والاخير ﴾

 
 

شبكة المنصور

نبيل ابراهيم

إن الشيطان يحلو له دائما أن يتخفى خلف كثير من العمائم واللحى ،فإذا اشتقت إليه فانظر إلى بعض العمائم واللحى وابتعد عنهم مستعيذا بالله العزيز العليم من الشيطان الرجيم.

 

في زيارته الأخيرة إلى أمريكا قال الهاشمي بأنه يشارك بوش همته وعزمه على الانتصار في العراق الذي هو خيارهم الوحيد وبأنه سيحشد قواه لدعم الرئيس الأمريكي والإدارة الأمريكية لتحقيق النصر , فيما أشاد بوش بالهاشمي وقال انه يدرك أهمية الهاشمي وحزبه لعراق يكون حليفا للأمريكان في حربهم ضد المتمردين وضد الإسلاميين والانتصار عليهم وهزيمتهم على حد قوله....هذه الزيارة وهذا الحديث من قبل الهاشمي ومن قبل بوش هو تأكيد على سياسة ونهج الحزب الإسلامي التي اقرها في خطة عمله والتي نوهنا عنها في الجزء الثاني من هذه الدراسة.

 

الحزب الإسلامي وأعضائه و قياداته تتخذ من التقية أسلوبا لها في تصريحاتها , ففي تصريح لنائب رئيس ما يسمى بلجنة حقوق الإنسان في برلمان الاحتلال الأمريكي الصهيوصفوي عن الحزب الإسلامي قال حارث العبيدي لإحدى الصحف ... (انه التقى بامرأتين تعرضتا للاغتصاب خلال التحقيق معهما مضيفا انه تحقق من إحداهما شخصيا وقالت إنها خلال التحقيق كانوا يعرَونها ويغتصبونها يوميا أمام ولدها السجين أيضا قبل أن تنقل إلى سجن النساء), هذه التصريحات وهذه التقية  ذكرتني بزيارة الهاشمي في وقت سابق إلى سجن النساء ولقائه بالسجينات, وقد شاهد الجميع ومن على شاشات التلفاز صرخات واستغاثات السجينات و هن يتوسلن بالهاشمي من اجل مساعدتهن في إطلاق سراحهن, وحديثهن عن ما يجري لهن داخل هذه السجون من انتهاكات وتعرضهن إلى عمليات اغتصاب مستمرة من قبل السجانين والمحققين وانتهاك شرفهن الغالي, وجميعهن كان يحدوهن الأمل بان الهاشمي سوف يكون المنقذ لهن, وتوقعنا أن ينتفض انتفاضة الخليفة العباسي المعتصم عندما وصله خبر استغاثة مسلمة من عمورية فلم يهدأ له بال إلا وقد جيش الجيوش واقتص من المعتدين وطردهم خارج البلاد الإسلامية, وهذا الهاشمي وهو يرى أمامه وبأم عينه ماذا حصل للعراقيات من انتهاكات ولم تتحرك به قطرة واحدة لا غيرةً على دينه ولا على شرف العراقيات, ولكن الصدمة الكبرى عندما قال لهن إن وضعكم داخل السجن افضل من الموجودين في الخارج !!!.. ويعزي ذلك لتردي الوضع الأمني.

 

هذا هو ديدن الحزب الإسلامي وأعضائه, فالعبيدي وبتصريحه هذا وكأنه حصل على براءة اختراع أو علم من علوم الذرة أو اكتشافه لعنصر جديد وهو إن يقول السجينات العراقيات يتعرضن إلى عمليات اغتصاب داخل السجون, وكأنه أتى بشي جديد , فهذا الأمر معروف من قبل القاصي والداني وهم يعرفون هذا الأمر قبل غيرهم بل الحزب الإسلامي منذ دخوله العملية السياسية فأنه شريك رسمي بكافة الجرائم والانتهاكات التي تطال العراقيين والعراقيات ويتحملون جميعهم وزراً كبيراً لا فعالهم وافعال شركائهم.

 

انتهج الحزب الإسلامي بعد غزو العراق  نهجاً يتلخص في عدم جواز الجهاد ، أو العمل في أيّ تنظيم مناوئ للسلطة القائمة وفق مبدأ التهلكة المعروف ووجوب السمع والطاعة للإمام وليّ الأمر على اعتبار أنّ الإمام هو الأكثر فهماً وعلماً من الرعية ، وهو الأعلم بمصلحتهم وأين تكون ، لذلك ووفق هذه الرؤية لا يجيز الحزب لأتباعه قتال المحتلين.

جاء في أهداف الحزب الإسلامي العراقي المادّة الأولى ( مشاركة القوى الوطنية لإقامة نظام نيابي تعددي عادل ) ، في حين أنّ ممارساته لا تنسجم مع هذا ، فالحزب يؤمن باجتثاث البعث فكراً ووجوداً ، وهذا يتناقض مع تصريحات مسئوليه بإيمانهم بالنظام النيابي التعددي ، وعلى صعيد الواقع ، فإنّ عناصره هم أصحاب الحظوة في إعادة هيكلة الإدارات المدنيّة في جغرافية انتشارهم ، حيث تتمّ عملية اختيار المناصب المهمة في المحافظات والأقضية على أساس انتمائهم للحزب ، كإدارات المدارس والكليات ورئاسة وعضوية المجالس البلدية ، والمؤسسات الخدمية والجماهيرية كالمنظمات الخيرية وجمعيات الإغاثة.

 

يرفض الحزب الإسلامي في المادّة الرابعة من مبادئه ( أشكال العنف والغلو والإرهاب كافة في الفكر والممارسة ) ، وتماشياً مع رؤية قوات الاحتلال وفهمها للإرهاب والمقاومة ، وكذلك الحكومات المتعاقبة التي لم تعترف بالمقاومة العراقيّة ومشروعيتها والحزب الإسلامي كشريك معها ، وعليه فإنّ ما يجري من عمل مسلّح في مجمله لا يعدو ( كونه إرهاباً قادماً عبر الحدود أو قتلاً لأجل القتل ، أو هي محاولات لإعادة نظام صدام حسين إلى الحكم ) ، كما تقول قيادات الحزب الإسلامي في منشورات وزعت على أعضاء الحزب في آب 2003 ،و ينطلق الحزب الإسلامي في موقفه هذا من نهجه المعلن في تبني خيار المقاومة ( السلمية ) لإنهاء الاحتلال ( لأنّ الحزب وجد فراغاً كبيراً في المجال السياسي ) ، كما يبرّر على لسان الدكتور عمار زين العابدين مسؤول مكتب الإعلام ، ويعتبر ( المشاركة السياسية تعزيزاً للمقاومة السلمية الراشدة ) واستمر الحزب في رفضه المقاومة المسلحة ، رغم أنّه حزب سياسي يستمد أفكاره من تعاليم الإسلام ، بل إنّ أئمة المساجد وخطبائها من المنتمين إلى الحزب دعوا الناس في ذلك الوقت صراحة إلى عدم مقاومة المحتل عسكرياً بدعوى ( ضرورة انتظار المحتل حتّى يفي بوعوده للأمم المتحدة والعراقيين في الانسحاب بعد عام ).

 

أما فيما يخص الفيدرالية والمطالبة بها والعمل على تحقيقها في ظل الاحتلال ، والتي هي خطوة نحو تقسيم العراق ، فلم يعترض الحزب الإسلامي على الفيدرالية ، بل هو يقف إلى جانبها من خلال قراره ودعوته العراقيّين للتصويت على الدستور بـ ( نعم ) في 13/10/2005 ، والدستور يقرّ الفيدرالية كأساس من أسس بناء العراق الجديد ، فيما ( يسعى الحزب لجعل العراق وطن العراقيّين جميعاً ، ويسعى صيانة وحدته واستقلاله ) كما جاء في نصّ المادّة الثانية من مبادئ الحزب ، وهي تتناقض تماماً مع موقف الحزب الحقيقي من الفيدرالية, وهو بهذا الموقف يكون قد شارك بشرعنة الاحتلال وشرعنة مشاريع الاحتلال من خلال المشاركة الفعلية في الاستفتاء على الدستور المسخ الذي سنه الاحتلال وحسب ما اقر في برنامجه في احتواء أهل السنة ممثلين بالحزب الإسلامي ومحاولة دمجهم بالمشروع الأمريكي واعطاء الشرعية للمشروع الأمريكي , فقد أطلقوا الحجج الواهية بضرورة المشاركة في التصويت على الدستور على أساس لو حصلنا الرفض  بنسبة الثلثين في ثلاث محافظات فان الدستور سيكون باطلا, وبهذا استطاعوا أن يخدعوا المواطن في محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين وديالى و كركوك بالرغم من تيقنهم بان عملية التصويت لم تكن إلا مسرحية لإضفاء الشرعية على الدستور الذي وضعه فيلدمان , وللآسف انطوت نفس اللعبة على مواطني نفس المحافظات أثناء مسرحية الانتخابات التي تلت التصويت على الدستور, وبحجج واهية منها  أننا كطائفة سنية يجب أن لا نكون بعيدين عما يجري على الساحة السياسية في العراق كي لا ندع المجال أمام الميليشيات الشيعية للعبث في أمننا وفي عيشنا, وهكذا وبمشاركة مواطني هذه المحافظات ولو بصورة رمزية تم إضفاء نوع من الشرعية على مسرحية الانتخابات على أساس مشاركة جميع أطياف الشعب العراقي فيها وبالطبع باقي اللعبة معروفة لدى الجميع من تلاعب وتزوير وتضخيم للأرقام وبالتالي توزيع الحصص الطائفية التي كانت معدة سلفا

 

أن  البيان رقم 97 الصادر عن الحزب الإسلامي في 13/10/2005 يعتبر من أهمّ ما يعكس موقف الحزب من الدستور المسخ الذي وضعه فيلدمان ، وحسب ما جاء في نصّ البيان ( وجد الحزب الإسلامي العراقي نفسه مضطراً لتحديد موقفه من مسودة الدستور بأنّه الرفض الكامل.. وأخذ بتحشيد جماهيره وكلّ العراقيّين ليصوتوا على مسودة الدستور بـ (لا) لإدراكه المخاطر التي تحيق بالعراق أرضاً وشعباً وهوية وثروة من جراء مسودة الدستور ) ، كما يعبّر البيان ، ويضيف من منطلق الحرص على عدم تراجع العملية السياسية ، مؤكداً على إمكانية تغيير مسودة الدستور تحت ما أسماه بضغط الإرادة الخيرة للجماهير ، معتبراً أنّ إسقاط الدستور يساهم في ( زيادة الاحتقان في الشارع العراقي المحتقن أصلاً ) ، وعلى الرغم من أنّ الحزب الإسلامي قد وافق على قانون إدارة الحكم الانتقالي المبني أساساً وفق مواد القانون المذكور ، إلاّ أنّ الحزب الإسلامي على لسان أمينه العام السيّد طارق الهاشمي اعتبر أنّ ( إسقاط الدستور بالقول (لا) يعني الرجوع إلى قانون الدولة الانتقالية الذي فيه من المثالب والعيوب الكثير ) .ويمكن أن يكون الموقف من مسرحية  الانتخابات التي جرت بعد الانتهاء من مسرحية التصويت على الدستور في 30 كانون ثاني 2005 من المحطات المهمة في مسيرة الحزب الإسلامي العراقي الخيانية،ولم يكن الحزب الإسلامي وحده بهذه اللعبة القذرة إنما شاركه بها مجموعة أخرى من الخونة ومن الطامعين من أمثال ما يسمى بمؤتمر أهل العراق والذي هو عبارة عن مجموعة من الخونة يرأسهم عدنان الدليمي دخلوا مع الحزب الإسلامي في كتلة واحدة سموها كتلة التنافق العراقي...عفوا اقصد كتلة التوافق العراقية وهي ائتلاف سياسي انبثق في  26 تشرين الأول 2005 للدخول بقائمة انتخابية موحدة في الانتخابات التشريعية التي أجريت في 2005/12/15 ، وهي تدعو المسلم ( إلى المشاركة في الانتخابات لترشيح وانتخاب من تثق بـه من ذوي الأيادي المتوضئة الذين يريدون الخير لهذا الوطن ) ، تعمل الجبهة من خلال وجودها في مجلس برلمان الاحتلال ومشاركتها في الحكومة العميلة المشكلة من قبل الاحتلال الأمريكي الصهيوصفوي لتحقيق أطماعها وتنفيذ اجندة رؤسائها من الأمريكان والبريطانيين, أما الكيانات الأساسية المكونة للجبهة هي...

 

ـ تجمع المستقبل الوطني و  امينه العام .. د. ظافر ناظم سلمان العاني 

ـ مؤتمر أهل السنة و امينه العام هو الدكتور عدنان محمد سلمان الدليمي

 

موقف الحزب الإسلامي من المقاومة العراقية

 

انطلقت المقاومة العراقيّة من أول يوم للاحتلال العراق ، وبمرور أسابيع تمكّنت من فرض نفسها كواقع لا يمكن تجاهله ، فاتسعت رقعة انتشارها الجيوسياسية ، وتزايدت مشاعر التعاطف الشعبي معها عراقياً وعربياً وإسلامياً وعالمياً إلى حدّ ما ، ووسط هذه الأجواء ظهر الحزب الإسلامي بنشاط علني في عموم المناطق التي تشهد عمليات مقاومة للاحتلال ، وعادة ما تكون مناطق عربيّة سنيّة شبيهة بالوسط الذي ينتشر فيه الحزب ، إلاّ أنّ الكثير من فصائل المقاومة صنفت الحزب الإسلامي كأحد القوى المساندة للاحتلال ، وفي ضوء هذا التصنيف تلقت مقراته وقياداته ضربات متتالية من المقاومة العراقيّة ، وتمّ استهدافه في أغلب المدن التي يمارس فيها نشاطاته ، ولم يسلم رئيسه من محاولات فاشلة استهدفت اغتياله شخصياً.

 

أدرك الحزب الإسلامي كما هي الإدارة الأمريكيّة ، أنّ الاتجاه الإسلامي الأصولي في العراق لـه الثقل الأكبر في مقاومة الاحتلال ، لذلك لابدّ أن يكون هناك تنسيقاً ما قد جرى بينهما بهدف توجيه دفة نشاط ما أمكن من العرب السنّة باتجاه يخدم هدف الاحتلال في اختراق البنى التحتية والتنظيمية للمقاومة ، ومعرفة أساليب عملها وأهدافها الآنية والمستقبلية ، وعناصر قوتها ومكامن ضعفها ، وحقيقة برنامجها السياسي والعسكري بما يسهّل اختراقها واحتوائها ، ومن ثم الانقضاض عليها لتمرير مشروع الاحتلال مقابل امتيازات مادية ومكاسب سياسية ونفوذ اجتماعي.  

 

نشط الحزب الإسلامي في استقطاب الشباب المسلم على أوسع نطاق ، وضمهم إلى صفوفه مستغلاً في ذلك منابر المساجد التي جيّرَ أكثر من 90 % منها لصالحه عن طريق الترغيب لمن هم ليسوا معه من الخطباء ، أو ترهيبهم بالتخلي عن منابرهم لصالح مناصريه ، وكذلك عن طريق الهيمنة على جمعيات الإغاثة الإسلاميّة التي استغلها لغايات الكسب التنظيمي عن طريق التوزيع غير العادل لإيراداتها ، وقد أولى الحزب اهتماماً عالياً بالتربية الفكرية لهؤلاء الشباب من خلال المحاضرات السياسية والدينية ، وإدخالهم دورات مكثفة على الحاسوب ، وأشغالهم بأنشطة رياضية تستنزف جلّ وقتهم ، وقد أنفق الحزب على هذه النشاطات بسخاء مادي يثير علامات استفهام حول مصادر تمويل الحزب وضخامتها.


معلوم إنّ المقاومة العراقيّة في عمومها اتخذت من المناطق ذات الكثافة السكانية للعرب السنة مأوى ومنطلقاً لها ، وبيئة لاستقطاب المقاومين وتجنيدهم في صفوفها ، لذلك بدأ الحزب الإسلامي بمهمة احتواء الشباب المسلم خاصّة كما أوردنا ، وتحييدهم مرحلياً ومن ثم تجنيدهم للعمل بالضد من المقاومة في مرحلة لاحقة إذا كان هذا ممكناً ، فالكثير من المقاومين الإسلاميين بدا عليهم التثاقل بادئ الأمر ، ثم الانسحاب إثر قناعات مكتسبة تولدت لديهم فحواها عدم توفّر شروط الجهاد في الوقت الحاضر

 

لعب الحزب الإسلامي العراقي في طبعته الأمريكية الجديدة التي ظهرت عقب الاحتلال البغيض في التاسع من نيسان (ابريل) 2003، أدوارا سياسية خطيرة ألحقت أضرارا بالغة بالعراق ، تفوق في حجمها الاضرار التي أحدثتها الاحزاب الكردية الانفصالية ونظيرتها الشيعية الطائفية، وخصوصا في ما يتعلق باسهامه الكثيف في ترسيخ المحاصصة الفئوية والعرقية والمناطقية، ومشاركته في عضوية مجلس المستر بريمر (مجلس الحكم) ولعبته في تمرير الدستور الاعرج، وتحالفه مع حزبي طالباني وبارزاني في التآمرعلى عروبة العراق ومساندتهما في ضم كركوك الى اقليمهما الجيب المعزول، والتواطؤ المدفوع الثمن مسبقا في الموافقة على الاتفاقية الامنية والعسكرية بين حكومة نوري المالكي وادارة الرئيس الامريكي المنتهية ولايته جورج دبليو بوش، واخيرا تخليه عن حليفه رئيس مجلس النواب محمود المشهداني تلبية لرغبة الحزبين الكرديين واستجابة لارادة المجلس الاعلى الذي يترأسه عبد العزيز الحكيم.

 

ان مشكلة الحزب الاسلامي تكمن في انه حزب طائفي لا برنامج له على الصعد السياسية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية، وهو الوجه الاخر لحزب الدعوة الاسلامي ايضا،وصحيح انه امتداد لجماعة الاخوان المسلمين في العراق التي حلت نفسها وديا وبالتراضي مع النظام السابق في العام 1970 ولكن الصحيح ان الجماعة في العراق لم تكن يوما جزءا من الحركة الوطنية والقومية والديمقراطية العراقية بل كانت تابعة لسلطات العهد الملكي وداعية لحلف بغداد (السنتو) وبعيدة عن نبض الشارع الشعبي، والسني تحديدا، وهي تختلف عن نظيراتها في مصر والاردن والكويت وباقي الدول العربية، التي نجد جماعات الاخوان المسلمين فيها ذات حراك سياسي يعارض الفردية والتسلط الحكومي ويناهض امريكا والصهيونية، بينما نجد الحزب الاسلامي في العراق وهو امتداد الاخوان المسلمين كما أسلفنا، جزءا من سلطة الاحتلال وطرفا يؤيد الاحتلال، وهو يرفض انسحاب قواته ويتوسل بقاءها الى أمد طويل، وينقل عن أحد نواب الحزب انه جادل أحد ضيوف الحزب في مقره باليرموك حول الاتفاقية الامنية بين حكومة المالكي وادارة بوش وهو يصرخ: 'يا يمعودين يا انسحاب امريكي .. قولوا غيرها، بعدنا ما ماخذين نفس'

 

هؤلاء هم أحد رموز الخيانة في عراق ما بعد الاحتلال ويقيني أن المقاومة العراقية ستقتص منهم يوم يتحرر العراق حينها لن يجدوا مفرا من العقاب الصارم والعادل وسوف يرمون في مزابل التاريخ , ورجائي من كل عراقي حر شريف أن ينبذ هذه القذارة المتمثلة بالحزب الإسلامي وكتلة التوافق وان يفضحهم بل ويحاربهم أينما وجدهم كما اطلب من كل من غرر به من من انتمى أو عمل مع هؤلاء الخونة أن يراجع نفسه ويراجع حساباته وان يضع مصلحة الوطن ومصلحة الشعب العراقي فوق كل اعتبار.

 

عزيزي القارئ أود أن اختم رسالتي هذه بمقتطفات من وصية  الشهيد صدام حسين رحمه الله عندما أوصانا بمايلي ...

 

ومنها ان تتذكروا ان الله يسر لكم الوان خصوصياتكم لتكونوا فيها نموذجاً يُحتذي بالمحبة والعفو والتسامح والتعايش الاخوي فيما بينكم.. والبناء الشامخ العظيم في ظل اتاحه الرحمن من قدرة وامكانات، ولم يشأ ان يجعل سبحانه هذه الالوان عبثاً عليكم، وارادها اختباراً لصقل النفوس لصار من هو من بين صفوفكم ومن هو من حلف الاطلسي ومن هم من الفرس الحاقدين بفعل حكامهم الذين ورثوا ارث كسري بديلاً للشيطان، فوسوس في صدور من طاوعه علي ابناء جلدته او علي جاره او سدّل لاطماع واحقاد الصهيونية ان تحرّك ممثلها في البيت الابيض الامريكي ليرتكبوا العدوان ويخلقوا ضغائن ليست من الانسانية والايمان في شيء.. وقد وجد اعداء بلدكم من غُزاة وفرس، ان وشائج وموجبات صفاة وحدتكم تقف حائلاً بينهم وبين ان يستعبدوكم.. فزرعوا ودقوا اسفينهم الكريه، القديم الجديد بينكم فاستجاب له الغرباء من حاملي الجنسية العراقية وقلوبهم هواء او ملأها الحاقدون في ايران بحقد، وفي ظنهم خسئوا، ان ينالوا منكم بالفرقة مع الاصلاء في شعبنا بما يضعف الهمّة ويوغر صدور ابناء الوطن الواحد علي بعضهم بدل ان توغر صدورهم، علي اعدائه الحقيقيين بما يستنفر الهمم باتجاه واحد وان تلوّنت بيارقها وتحت راية الله اكبر، الراية العظيمة للشعب والوطن...

 

إن شاء لله سنواصل فضح باقي خونة العراق واحدا تلو الآخر في رسائل قادمة إيمانا مني بوجوب فضح العملاء والخونة كي يطلع كل من لم يطلع على جرائم هؤلاء الخونة راجيا من المولى القدير أن تكون رسائلي هذه نبراسا لكل أعمى بصيرة ولكل من ما زال يتبع هؤلاء الخونة أقول عسى ولعل أن يهتدون إلى الطريق الصواب .

 

عاش العراق حرا عربيا ابد الدهر

عاشت المقاومة العراقية الباسلة بكل فصائلها وصنوفها ومسمياتها

المجد والخلود لشهداء العراق وعلى رأسهم شهيد الحج الأكبر صدام حسين رحمه الله

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٠٦ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠١ / حزيران / ٢٠٠٩ م