عراقيوا الخارج بين التشرذم والضياع في الغربة رد على الدكتور مهند العبيدي

 

 

شبكة المنصور

نبيل ابراهيم

الاخ الفاضل الدكتور مهند العبيدي المحترم

 

تحية نضالية

 

مقالتكم المنشورة في شبكة المنصور .. عراقيوا الخارج الى اين 

http://www.almansore.com/MakalatJ/MK-DrMohaned07-04-09.htm

 

اسمح لي يا اخي ويا رفيقي دكتور مهند ان ارد على بعض ما جاء فيها.

بداية ان البرنامج الصوتي  الذي ذكرته في مقالتك لم و لن يحرر العراق ابدا وهو ليس مقياس للحكم على ملايين من العراقيين من الذين هربوا والتجاؤوا الى دول عربية او غربية في شتى بقاع الدنيا, فنسبة من يرتاد هذا البرنامج المذكور في مقالتك لا يشكل واحد في الاف من الملايين العراقية المهجرة , اضافة لذلك فهذا البرنامج مستغل و مؤدلج وتصرف عليه المبالغ من قبل الاحتلال وعملاء الاحتلال لبث سموم التفرقة بين مكونات الشعب العراقي ضمن سلسلة من مجموعة اساليب يتبعها المحتل في بث سموم الطائفية والفرقة بيننا , خصوصا في موضوعة شيطنة البعث وشيطنة 35 سنة من البناء خلال فترة قيادة البعث للعراق , وانت تعلم ان من يرتاد هذا البرنامج لا تعرف عنه شئ سوى صوت تسمعه ,فلا تعرف صاحب الصوت ولا ماضيه ولا حتى حاضره , ولهذا تم استغلال هذا البرنامج لتمرير اجندة خاصة ترعاها اجهزة خاصة تابعة للاحتلال الامريكي الصهيوصفوي, الا القلة القليلة من من يرتاد هذا البرنامج للتعبير عن دعمه لفصائل المقاومة العراقية الباسلة وحتى هؤلاء وللاسف  فشلوا نوعا ما في ايصال صوتهم وانشغلوا عن هذا بالمشاحنات والملانسات الجانبية.

                             

العراقيون المقيمون في خارج العراق اعدادهم وصلت الى الملايين منهم من لجأ الى الدول العربية ومنهم من لجأ الى الدول الغربية في اوروبا واستراليا وكندا وحتى  امريكا ومنهم من لجا الى الدول الاسلامية كاندونيسيا او تركيا  ولو بأعداد قليلة.

 

ما ذكرته يا سيدي الفاضل من ان على العراقي المقيم خارج العراق عليه ان يعكس الوجه المشرق للعراق المحتل قد يكون فيه نوع من الصحة لان هذا واجب على كل مواطن ان ينقل اجمل صورة لبلده الى المكان الذي يقيم فيه.

 

الا ان حكمك على هذه الملايين من العراقيين ( وان جاء من خلال برنامج صغير لا يرتاده الا القلة القليلة من هذه الملايين) وان  كان فيه نوع من الصواب لكن بالمقابل كان فيه الكثير من المغالطات يا سيدي, لان هذه القلة التي التقيت بها في البرنامج الذي  ذكرته في مقالتك لا يمكن ان تمثل كل العراقيين المقيمين واللاجئين خارج العراق

 

الحقيقة هي نعم مؤلمة فيما لو نظرنا الى ما قدمته هذه الملايين تجاه عراقنا الحبيب المحتل, لكننا حتى يكون حكمنا عليهم صائبا وحتى نعطي مصداقية في احكامنا على عراقيوا الخارج علينا ان نفهم امور عديدة , بداية يجب ان نستثني كل العراقيين الذين التجأوا الى الدول العربية كسوريا او الاردن او مصراو دول الخليج العربي , فلا نستطيع ان نلوم هؤلاء بالتقصير تجاه العراق فانا اعرف وانت يا سيدي يعرف والكل تعرف ان ظروف اقامة هؤلاء العراقيين بالبلدان العربية وللاسف مرهونة بجرة قلم من اي ضابط للمخابرات او للامن في تلك البلدان والنتيجة تكون ان على هذا العراقي المسكين ان يغادر البلد العربي الذي التجا اليه( هربا من عمليات القتل من قبل ميليشيات الاحتلال ) ان  اراد اي مسؤول امني في اي بلد عربي ذلك ولهذا يتصرف المواطن العراقي المقيم بالبلدان العربية بحذر تجاه هذه القضايا خوفا من الترحيل كما ذكرت, الا ان  الحال متغير تماما بالنسبة للعراقي الذي التجا الى البلدان الغربية في اوروبا والغرب فهناك يوجد نوع من الديمقراطية واحترام لحقوق النسان من الممكن ان يستغلها للتعبير عن رأي او وجهة نظر وللاحتجاج عن سلوك ما او تصرف معين وبامكان اي شخص يقيم بدول الغرب ان يقوم بتظاهرات سلمية على سبيل المثال او احتجاجات سلمية وايصال معلومة معينة للعالم كله من خلال القوانين الموجودة هناك بعد ان ياخذ موافقة رسمية ممكنة المنال من السلطات , فعلى سبيل المثال ر اينا من خلال شاشة التلفاز وعلى مدار سنوات الاحتلال وحتى قبل الاحتلال الملايين من البشر من جنسيات مختلفة في بلدان غربية مختلفة خرجت للتظاهر  وللاحتجاج منددة بسياسات وممارسات امريكا وجيش الاحتلال بحق العراق لكن للاسف لم نر حتى عراقي واحد رافعا العلم العراقي يخرج مع هذه الجموع الا ما ندر هنا وهناك,.... هنا علينا ان نتساءل اين هذه الملايين التي تعيش في الغرب من ما يحصل في العراق ؟ لماذا لا يشكلون لوبي خاص بهم لنقل مأساة الشعب العراقي ونقل الحقيقة بالداخل الى العالم اجمع ؟ لماذا لانرى مظاهرات واحتجاجات سلمية للجاليات العراقية المقيمة بالغرب؟ اين هؤلاء العراقيون من فضائح سجن ابوغريب , واين هؤلاء من اغتصابات بحق العراقيات واين هؤلاء من ممارسات حكومة الخضران بحق الشعب داخل العراق واين هؤلاء من مسألة التهجير الطائفي ومسلسل الدمار ؟ واين واين واين هؤلاء من كل ممارسات الاحتلال وفرق الموت والميليشيات التابعة لهم؟

 

بالمقابل راينا الالاف من العراقيين يتبعون احدى الزمر العميلة ان كانت زمر تابعة للحزبين الانفصاليين الكرديين او زمر تابعة للاحزاب الصفوية من المقيمين في الغرب يلوحون باصابعهم البنفسجية  ويتباهون بذلك في فترات مسرحية ما تسمى بالانتخابات, نرى تجمعات لهؤلاء برعاية زمر العملاء القابعين بالمنطقة الخضراء, هذه هي الحقيقة يا سيدي وهي نعم مؤلمة , فالغالبية العظمى من عراقيوا الخارج ساكتين عن ما يجري بداخل العراق  صامتين, لكن هذا لايعني انهم وكما حكمت عليهم من خلال مقالتك...

 

هم ساكتون صامتون مقصرون تجاه العراق نعم بل وحتى  تستطيع ان تقول انهم متخاذلون اقول نعم لكنهم بالتاكيد ليسوا كما ذكرت انت في مقالتك (ان معظم العراقيين بالخارج ماهم الا ابواق مسممومة لاهم لهم الا زيادة الشرخ واستخدام المعول لهدم ماتبقى من جرف العراق المحطم اصلا وجدتهم طائفيون بفترة نحن عراقيو الداخل تجاوزنا الطئفية واصبحت من الماضي ووجدتهم قوميون في وقت هذه المفردة لم نسمعها بالعراق ووجدتهم فرس اكثر من الفرس انفسهم في وقت كل فارسي هو منبوذ على ارض العراق ووجدتهم حاقدين على العروبة وكل ماهو عربي ويتهجمو على كل اخ عربي ياتي لهذه لهذه الغرف من اجل الوقوف مع اخوته العراقيين وكان العراق ليس هو منبع العروبة واصلها فهؤلاء المنبوذين يحاولون هم واسيادهم جاهدين لنزع روح العروبة من العراق العربي ولكن هيهات لكم ولهم يا اشباه الرجال )

 

فهناك من العراقيين من يعمل من اجل العراق ولو بصورة فردية وهذا هو خطأهم وهذا هو عيبهم واما الغالبية كما ذكرت صامتة وهذا ايضا كارثة , بالمناسبة انا لا استثني نفسي من هؤلاء لانني مقيم بالغرب وكما الغالبية من العراقيين هنا مقصرون تجاه العراق انا شخصيا ايضا مقصر تجاه العراق , اما انني كتبت هذه الاسطر ردا على مقالتك يا سيدي ويا رفيقي مهند العبيدي فليس للدفاع عن عراقيوا الخارج وليس ايضا للتبرير لهم انما اردت ان يعرف الجميع الحقيقة كما هي حقيقة العراقي المقيم خارج العراق خصوصا من المقيم في الغرب

 

انني  انتهز هذه الفرصة لاخاطب هؤلاء ان يكفوا عن صمتهم ان يتحركوا ان الاوان فالصمت والسكوت لايجلب الا مزيد من الدمار لعراقنا الحبيب اخاطب هؤلاء ان يفضحوا ممارسات الاحتلال و حكومة الاحتلال اناشد هؤلاء ان يشكلوا جمعيات و تجمعات لتخاطب العالم كله للتعريف بحقيقة جرائم المحتل ولتعريف العالم بان هناك رجال حملوا السلاح ومازالوا للدفاع عن شرف العراق ولتحريره من رجس الاحتلال انشد هؤلاء ان يبينوا للعالم انجازات المقاومة العراقية الباسلة التي مرغت انف المحتل بالوحل العراقي

اخيرا اوجه تحية لكل مجاهد ولكل مقاوم في العراق وانشالله العراق سيتحرر

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ١٣ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٩ / نـيســان / ٢٠٠٩ م