إمبراطورية الكذب

 

 

شبكة المنصور

اللجنة الثقافية - قيادة فرع نينوى العسكري
الكذب والإفتراء الميزة الأولى للساسة في الولايات المتحدة الأميركية ، وعلى مر العصور فهم يعتمدون مبدأ الكذب المستمر حتى يكادوا يصدقون أنفسهم ، ويمررون سياساتهم ويسوقون شعاراتهم بالإفتراء على الناس الآمنين ، فالغاية لديهم تبرر الوسيلة حتى لو كان في الوسيلة سفك دماء الأبرياء وتخريب قيم المجتمعات ، ولعل كذبة ( كولن باول ) وزير خارجية أميركا الأسبق تعد أكبر كذبة أميركية في التاريخ المعاصر ( هيئها وسوقها ) الصهاينة على لسان ذلك المفتري الذي وقف أمام الكونغرس الأميركي وعلى مشهد من العالم أجمع يعرض صوراً لمعمل حليب الأطفال على طريق أبو غريب ويدعي إنها أحد معامل تصنيع أسلحة الدمار الشامل ، وصوراً أخرى لشاحنات نقل المواد الأولية والمنتوج من وإلى المذكور ويصفها بأنها معامل متنقلة لإنتاج الأسلحة المحظورة ، وربما يكون قد عرض صوراً لشاحنات تنقل البضائع بين كينيا ونيروبي أو تلك التي تنقل معونات الإغاثة في دارفور ، وصفقت لمعلوماته الإستخباراتية الدسمة وسائل الإعلام الصهيونية المعادية وبعض خونة العروبة والضمير وصور العراق خطراً على الأمن القومي الأميركي ، ومصدر تهديد للجيران الأبرياء ...!؟ سواء من كان يسمي أميركا بالشيطان الأكبر أو من يسميها بالصديق الحميم والحليف الشهم ...والذين هم أنفسهم ساهموا بعد العدوان والإحتلال في تدمير كل ما أمكن تدميره من حضارته وتراثه وبناءه القيمي ...


وبالكذب والزور جيشت الجيوش وتحركت الأساطيل ونفذت الجريمة النكراء الكبرى بغزو العراق العظيم .... ونفذت خلال الغزو وبعده كل الأجندات المعادية للإسلام ومعانيه السامية والعروبة وقيمها المجيدة ....

 

وجيء بجوقة من الكذابين المتناغمين مع مسيرة الأسياد الأمريكان والصفويين وبدأت مبارات الكذب والدجل ....آلاف الوعود بالحياة السعيدة والرفاهية والديمقراطية وحقوق الإنسان وإنشاء المصانع والمعامل وغزو الفضاء وتوزيع العصائر بدل المياه في أنابيب الإسالة ، وتصدر لوائح المنافسات في مجالات الحياة المختلفة .... وهل هي ست سنوات عجاف تمضي لتترك خلفها أكثر من مليون قتيل وخمسة ملايين مشرد في الداخل والخارج وتحقيق نتائج باهرة سجلت كلها في كتاب ( غينيس ) للأرقام القياسية ، منها على سبيل المثال لا الحصر ، العراق البلد الأول في الفساد الإداري والمالي ...البلد الأول في إهدار حقوق الإنسان ...البلد الأول في خطورة ممارسة العمل الصحفي والإعلامي ...البلد الأول في عدد السجناء دون مذكرات توقيف أو إحالة للمحاكمات ...البلد الأول في قيادة أصحاب الشهادات المزورة لمقاليد السلطة ...البلد الأول في عدد المؤولين مزدوجي الجنسية ...البلد الأول في المهاترات والسب والشتيمة والفوضى داخل مايسمى بالبرلمان ... والقائمة تطول!؟

 

وحتى ينتهي مفعول كذاب أجبر يظهر كذاب جديد تربى في مطابخ الدجل والخديعة ذاتها ليطرح للشعب رؤى وأفكار في البناء والإعمار والمواطنة والمصالحة والنزاهة والشفافية ...ومرادفات أخرى للكلمات والعبارات التي مل العراقيون سماعها ...وذلك ليس بالغريب أو المستغرب في بلد يقوده الدخلاء ويخطط لمستقبله الأعداء ... لكننا نستغرب كثيراً أن ينظم بعض الرسميين من العرب إلى جوقة الكذابين ليصوروا للعالم أن العراق قد أستعاد عافيته و أن يمهد للعراقين في المهجر أن الجو ملائم لعودتهم و أن الأمور تسير بالإتجاه الصحيح وأن الذئب يرعى مع الغنم في الحقول والمزارع العامرة على امتداد مساحة الوطن ، ولم يبق إلا أن تكثف الأقطار العربية وجودها في دولة القانون برعاية إئتلاف دولة القانون !؟ في الوقت الذي نسى ذلك المسؤول بأن القرارات التي تصدر من المركز والأوامر لا تنفذ في أغلب المحافظات اللهم إلا ما كان منها إيغالاً في ظلم الناس وتفتيت عرى المجتمع و إمعاناً في القطيعة بين الناس والمؤسسات الحكومية ... كيف إذن أخي المسؤول العربي تضحي بتاريخك وموقعك بعد جهد السنين برهان خاسر في الدنيا والأخرة ... ألم يخطر ببالك وأنت تتجه إلى القصر الجمهوري إن إمبراطور الكذب الأميركية بدلت أباً ذر بأبي لهب .

 

ألم تستحضر تلك الوقفات لعملاق الأمة حين كانت بغداد قلب العروبة النابض وضميرها و إن رجال العراق كانوا إذا قالوا فعلوا و إذا وعدوا صدقوا الوعد ... فهل يرضى المؤمنون بعد كل ما جرى أن يركبوا مراكب الكذابين طمعاً في فتات زائل وهم يعلمون إن الشرائع والديانات كلها تؤكد أن النجاة في الصدق ... و أن الصديقين في الفردوس الأعلى من الجنة والكذابون في الدرك الأسفل من النار .                                         

 

اللجنة الثقافية - قيادة فرع نينوى العسكري
لحزب البعث العربي الإشتراكي

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ١٨ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٤ / نـيســان / ٢٠٠٩ م