مرة أخرى
هل ستقوم إسرائيل بضرب إيران ؟

﴿ الجزء الثاني

 

شبكة المنصور

اللواء الركن الدكتور نوري غافل الدليمي

تناولنا في الجزء الأول  طرح الاعتبارات والمعطيات والتساؤلات وتوصلنا إلى بروز ثلاثة احتمالات للإجابة على التساؤل " هل ستقوم إسرائيل بضرب إيران " وتناولنا الاحتمال الأول الذي يذهب إلى الإجابة " نعم " وفي هذا الجزء سنتناول الاحتمالات الأخرى .

 

الاحتمال الثاني . يرى مؤيدو هذا الاحتمال أن الضربة الإسرائيلية غير محتملة وأن التلويح الإسرائيلي بتوجيه ضربة لا يخرج عن كونه تهديداً فقط قد يصل إلى مستوى الاستفزاز لكنه غير قابل للتنفيذ في الظروف الراهنة .

ما هي الدلائل التي يستند عليها أصحاب هذا الرأي؟

- إن ضرب إيران يعني القضاء على عدو "مفترض" لدول الخليج العربية لان وجود إيران كعدو مفترض يعطي لأمريكا مبرراً للبقاء في المنطقة وشفط ثرواتها .

 

- ضرب إيران يعني انتهاء مبررات شراء الأسلحة الأمريكية والغربية من قبل الكثير من الدول العربية لمواجهة العدو " المفترض" إيران وبالتالي ستفقد صناعة الأسلحة الأمريكية والغربية أهم أسواقها وهذا مما يزيد في تفاقم الأزمة الاقتصادية.

 

- إن ضرب إيران يعني ردها بضرب كل مناطق إسرائيل بما فيها مفاعل " ديمونا" النووي وقواعد الأمريكان في المنطقة باستخدام الصواريخ ارض / ارض بعيدة المدى والتي تمتلك المئات منها.

 

- إسرائيل تعي جيداً انه في حالة الأزمات فان الشعب الإيراني يلتف حول قيادته.

- ستتسع دائرة الحرب وسيتدخل حزب الله وفصائل فلسطينية كما ستنشط الخلايا النائمة الداعمة لإيران في كل دول العالم وبالأخص في دول الخليج العربية لضرب أهدافاً أمريكية وإسرائيلية .

 

- الظروف الدولية حالياً هي ليست الظروف التي أتاحت لإسرائيل تدمير مفاعل تموز النووي العراقي عام 1981 .

- إن عرض اوباما على إسرائيل تزويدها بمظلة نووية ضد إيران بقصد إثنائها عن القيام بهجوم وقائي ضد إيران.

- تصريحات عمرو موسى بأن " إسرائيل أكثر خطراً في إيران".

 

بريجنسكي يقول " لن يكون الأمر مفيداً للعلاقات الأمريكية – الإسرائيلية وسيولد ذلك مشاعر الغضب تجاه إسرائيل لاسيما أنها مشاعر سائدة بعد الحرب على الطرق ويسترسل "إذا ما نظر المرء إلى الخريطة بإمكانه أن يفهم السبب".

- إيران تعلمت الدرس جيداً من ضرب المفاعل العراقي لذلك وزعت منشآتها النووية على أكثر من موقع كي لا يسهل الوصول إليها وتدميرها في عملية واحدة ووضعت بعضها تحت الأرض بأعماق كبيرة جداً .

 

- إن سلاح الجو الأمريكي يسيطر على المجال الجوي العراقي وتحتاج الطائرات الإسرائيلية إلى عبوره ... وسيكون ذلك صعباً ولكن ليس مستحيلاً . علماً أن خط الطيران هذا هو الأقصر بين فلسطين المحتلة والمنشآت النووية الإيرانية.

 

- يعتقد بعض الإسرائيليين " أن الهجوم على إيران هو رهان كبير للغاية ينبغي أن لا تأخذ به ".

- أمريكا تشاطر إسرائيل رغبتها الهادفة إلى توجيه ضربة قاسية لبرنامج إيران النووي لكنها لاتقاسمها الاندفاع ذاته ولا الرغبة الجامحة والمتسرعة .

 

- هجوم بدون تنسيق مع أمريكا يؤدي إلى شرخ في العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية .

عوزي روبين مدير برنامج صواريخ أرو الإسرائيلية يقول " إذا أطلقت إيران 12-36 صاروخ كمعدل في الدفعة الواحدة وفي ظل الإمكانيات الحالية لدى إسرائيل في مقاطعة الصواريخ فربما تدمر بحدود (5) قواعد جوية أما إذا زادت إسرائيل قدرتها الاعتراضية بمعدل 2 صاروخ لكل صاروخ إيراني  " فضلاً عن الأنظمة الاعتراضية الأخرى " فان صواريخ إيران سوف تدمر بحدود (3) قواعد جوية ... أما إذا أطلقت إيران (36) صاروخ برأس نووي فان التأثير سوف يطال مصر، الأردن ، العراق ، سوريا.

 

-  وجود القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان يعتبرون من وجهة نظر إيران أسرى لدى إيران.

-  إن أي عمل عسكري ضد إيران يُعقد طموحات أمريكا في انتقال السلطة إلى الإصلاحيين.

 

الاحتمال الثالث . يرى مؤيدو هذا الاحتمال أن أمريكا وإسرائيل تسعى لتغليب فكرة التفاوض على تقسيم مناطق النفوذ في الشرق الأوسط والتي ستُرضي طموحات إيران ومنها على سبيل المثال تحويل حزب الله إلى حزب سياسي وتهدئة الأوضاع في العراق لصالح سيطرة الأحزاب " الشيعية " ، والتأكيد على الحقوق السياسية " للشيعة " في المنطقة وإدخال إيران كشريك فعلي في السيطرة على المنطقة أي بمعنى آخر تقليص للنفوذ الأمريكي لصالح النفوذ الإيراني مقابل تخلي إيران عن أنشطتها النووية للأغراض العسكرية .

ما هي الدلائل التي يستند عليها أصحاب هذا الرأي؟

- تأكيدات الإدارة الأمريكية الجديدة على تفضيل الطرق الدبلوماسية للحل .

البرادعي يقول " إن على إيران أن ترد على المبادرات الفردية الأمريكية بالمثل".

 

اوباما يقول " نحن على استعداد للتكلم مع الإيرانيين مباشرة وإعطائهم خياراً واضحاً والسماح لهم في نهاية الأمر بان يتخذو قراراً بشأن الطريق التي يرغبون سلوكها أكانت الطريقة صعبة أو سهلة".

- لدى بعض الدوائر الإسرائيلية " إن إيران ليست عدو إسرائيل الأول ولا حتى ابرز أعدائها لان مصالح إيران ترتبط بوضعها في الخليج العربي قبل كل شيء ".

- حكمة القيادات الإيرانية ومراوغتها بالوقت والوسائل والمواقف .

 

-  إغراء الدول التي تساعد إيران في المجال النووي وخصوصاً روسيا على التخلي عن مساعدة إيران في البرنامج النووي العسكري ، وإدخال دول أوربية كشريكة في المفاوضات الأمريكية الإيرانية لتعزيز الجهود السلمية .

 

دنس روس مستشار الشرق الأوسط  وغرب أسيا يقول " إتباع سياسة مقاومة وردع من خلال تقديم مغريات لإيران تتعلق بالمشاركة في معالجة مشاكل القرصنة والتهريب وتشكيل نظام امني إقليمي".

 

- السعي الأمريكي لتسوية النزاعات العربية الإسرائيلية وإدخال إيران كشريك في إيجاد الحلول والدليل على ذلك ما أكده ليبرمان " لا حل مع الفلسطينيين دون تسوية ملف إيران النووي".

 

- أكدت إيران أكثر من مرة بأنها لن تقبل أن تكون شرطي للخليج كما كانت في عهد الشاه بل تريد أن تكون الشريك الحقيقي في المنطقة ولها مستحقات اقتصادية وسياسية أي أنها تريد أن تكون الأب الأكبر للدول العربية . وهذا ما أكده الرئيسي الإيراني أحمد نجاد في استعراض القوات المسلحة حيث قال " إن إيران مستعدة الآن للمشاركة في إدارة العالم".

 

-  تريتا بارسي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "جون هوكبنز " يشرح في كتابه " التحالف الغادر" التعاملات السرية بين إسرائيل وإيران وأمريكا وطرق الاتصال والتواصل في تحقيق المصالح المشتركة التي لا تعكسها الشعارات والخطابات الإعلامية.

 

جيمي كارتر يقول " نصيحتي إلى الحكومة الإسرائيلية هو أن لا تنظم إلى هذه الحملة لشن اعتداء على إيران لأني لا أظن أن أمريكا ستهاجم إيران وفي حال فعلت ذلك ستكون العواقب وخيمة.

 

والآن أيها القارئ الكريم لقد استعرضنا لكم كافة الاحتمالات وفرشنا كافة المعطيات ولكم أن تقتنعوا بما ترونه مناسباً ، أما أنا شخصياً فلو سألني احد هل ستضرب إسرائيل إيران ؟ فستكون إجابتي:

  
بسم الله الرحمن الرحيم " قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين " صدق الله العظيم ... الله وحده يعرف ثم نتنياهو وايهود باراك ثم أوباما .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ٠٢ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٨ / نـيســان / ٢٠٠٩ م