الهر في الثقافة العربية

 
 
 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد
الهِرُّ أوالسِّنَّوْرُ، وجمعها هررة مثل قِرْدٍ وقِرَدَةٍ، والأُنثى هِرَّةٌ بالهاء,وجمعها  هِرَرٌ مثل قِرْبةٍ وقِرَبٍ. وفـي الـحديث: أَن النبي  نهى عن أَكل  الهِرِّ وثَمَنِه, قال ابن الأَثـير: وإِنما نهى عنه لأَنه  يَجوب الدُّورَ ولا يقـيم فـي مكان واحد، فإِن حُبِسَ أَو ربِطَ لـم ينتفع  وخوف تنازع الناس فـيه إِذا انتقل عنهم، وقـيل: إِنما نهى عن الوحشي منه دون الإِنسي, والهرَّة سمّيت لصوتها إذا هَرَّت (وَهَرَّ الشَّوْك، إذا اشْتَدَّ يُبْسُه، وله حينئذ هريرٌ)ومن طبائع الهر المستأنس انهُ  يتخذ له حدود لمملكته لا يجوز لأحد من الهررة الذكور الاقتراب منه يحدد ذلك من خلال (البول) يكون  محرماً وبمثابة حدود لا يمكن أن يتجاوزها غيره أو الوصول إليها ويعطي لنفسه حق الدفاع عنها ,وفي الحديث النبوي الشريف حين رأى النبي  أحدهم يشرب الماء واقفاً فقال له : أيسرك أن يشرب معك الهر؟ قال: لا. قال:فقد شرب معك الشيطان. وفي الأمثال يقال لا يعرف الهر من البر(الهر القط والبر الفأر) ومعروف عن الكلب انه آلفُ من الهرِّ لان الكلب يألف الإنسان والهر يألف المكان و يختلف الهر عن بقية الحيوانات  فهو يجمع بين الخمش والعض بالناب والهر موصوف بالعقوق فقيل :( تأمر بالبر وتعق عقوق الهر) ويسمي الفرس الهر الصغير (الغتال) وقد أخذ بعض البشر طبائع الحيوان  كما هو الحال في أحدهم ادعى ان قضاء النخيب يعود إداريا لمحافظة كربلاء وهذه الدعوة الباطلة أطلقها من على منبر جريدة الشرق الأوسط مدعياً أحقيته لقضاء النخيب الذي تقطنه قبائل عنزة وقبائل أخرى منذ مئات السنين تؤازرها وثائق ثبوتية ويساندها الأمراء وشيوخ العربية لمجرد طرح الفكرة جملةً وتفصيلاً ولم يبق تفسير آخر لهذا الأمر سوى الفتنة التي يحملها الهر ويريد من خلالها إشعال نار فتنة أخرى تكون هذه المرة ساحتها مدينة كربلاء والانبار, فلو كان العراق على سابق عهده لكان الأمر يحتمل مثل هذا الأمر وببساطة يصار إلى معالجته  بجواز قانوني ومصلحة عامة ولكن الظرف الحالي  ويطلب توسيع واقتطاع فهذا لا يمكن لعاقل أن يتحدث به خاصةً وإن هناك فتاوى تنادي  بالتقسيم  تحت مسمّى(الفدرالية)ولوأنها فشلت فشلاً ذريعاً إلا أنها تحدث نوعاً من الإرباك الإداري في وضع كوضع العراق تحت ظل احتلال لازال جاثماً على صدورنا فإلحاق منطقة النخيب والمنطقة الصحراوية لبادية كربلاء  واقتطاعها من محافظة الانبار, خط أحمر لأننا نعرف النوايا الخبيثة وما تصريح المحافظ في هذا التوقيت إلا لخلط الأوراق وإبقاء النار الطائفية مستعرة خدمة لأجندة معروفة.


إن تصريحات الهر تنبع من عقلية ضحلة طائفية ضيقة معبئة بالفتنة وتخاطب العقل الباطن لجذر الطائفية فمن باب أولى أن يهتم بأبناء المحافظة الذين تكتظ بهم مكبات القمامة ويعيشون عيشة العدم رغم أن محافظة كربلاء من أغنى المحافظات نتيجة ما يرد من عائدات السياحة الدينية والتي تشكو إلى الله ظلم العباد الذين لا يرعوون لنداء الحق يلوون أعناقهم إلى جار سوء يحركهم لأداء ادوار استحال تحقيقها لكنه الحقد المتأصل في نفوس هؤلاء على هذا البلد الذي صرح أحد كبارمسؤولي دولة عربية جارة  أسر به لإحدى الراقصات انه لا يهنأ له بال الا برؤية الدم يملأ شوارع المدن وبذلك تشترك المتناقضات في السعي لزرع الفتنة في العراق   .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٠٦ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠١ / حزيران / ٢٠٠٩ م