حكمة قيادة المقاومة في التعتيم الاعلامي (( عملية قصف قاعدة الصقر، نموذجا ً))

 

 

شبكة المنصور

رافت علي  / بغداد الجهاد

في البدء وقبل ان ادخل في خضم موضوعي هذا، اود ان الفت انتباه اخوتي القراء الكرام الى بعض الملاحظات الهامة :

 

اولا، الانترنت كوسيلة اعلامية :

كماهو معروف فالانترنت وسيلة اعلامية علنية يستطيع الجميع الاطلاع عليها، فمثلما يطلع عليه ابناء العراق والعروبة والاسلام الشرفاء يطلع عليه غيرهم .. والعدو اولهم،

فيترتب على هذه الحقيقة ان تكون الاخبار والمواضيع المنشورة في وسائل الانترنت كافة حقيقة نسبية وليست مطلقة، ولنأخذ مثلا للتوضيح .. فصائل المقاومة والجهاد في العراق لديها مواقع على شبكة الانترنت تنشر فيها عملياتها وبياناتها ومواقفها لتعلم الصديق بما يسره وللعدو بما يغيضه .

 

ولكن هل تنشر كل شئ وكماهو بدون مراعاة للجانب الامني؟!

بطبع ..لا..فهي تأخذ بنظر الاعتبار الحفاظ على اسرارها واسباب ديمومتها، بل تحاول جهد امكانها ان تستثمر حتى العدو نفسه لهزيمته هو نفسه، وما يكذب به العدو تستخدمه لمصلحتها ضده .

 

ثانيا، ستراتيجية المقاومة العراقية في التعتيم الاعلامي..

إن سياسة التحجيم الإعلامي سياسة مزدوجة متبعة من قبل وسائط المقاومة والعدو والسبب يعود إلى كون كلا الطرفين يسعى لتحجم الأخر إعلامياً وأهم الأمثلة على ذلك أن مواقع فصائل المقاومة لا زالت تتكلم عن قذائف الهاون و القذائف الصاروخية ذات الأعيرة الصغيرة وهي ذخائر موضعية محدودة التأثير غير مجدية و هذا الأمر مخالف للواقع التطبيقي لحقيقة برنامج القصف الذي تتبعه المقاومة وأكبر الأدلة على ذلك أن عملية القصف تصور من زاوية المطلق وليس الهدف فهي صور لقصف حقيقي و لكن لا يستهدف بها قلاع العدو بل الثكنات الصغيرة والحواجز الأمنية والعسكرية ومقرات الشرطة العميلة وكلكم لاحظ هذه الحقيقة في بعض اللقطات في الطرف المستهدف سواء أثناء القصف أو بعده فإن الانفجارات تقيم من أي خبير عسكري على أنها انفجارات ناتجة عن رؤوس تدميرية تفوق بكثير ما ينتج عن قذائف المورترز أو الكاتيوشا أو غراد أو ما شبهها والتي تذكر في بيانات فصائل المقاومة،

 

والهدف من ذلك :

1- كسب ثقة القارئ من خلال نقل ما يسهل تصديقه على الجميع وتحجيم مظاهر صمود العدو الذي تكبد إلى الآن خسائر يصعب تخيلها أو إحصائها .

2- الحفاظ على سرية الأحداث في نطاق إعلامي ضيق وغير مرتب لأسباب تكتيكية لأن العدو يمتلك جهز تحليل عسكري تكتيكي استخباراتي خطير و خبير يمكنه من خلال جمع المعلومات الإعلامية وتحليلها أن يشكل صورة كاملة عن خفايا تكتيك المقاومة

3- كما أن إظهار الصورة الإعلامية الكاملة لأعمال المقاومة يمكن العدو من التصعيد النوعي ضد هذا العمل الجبار بغية حفظ ماء الوجه ولديه كقوة عظمى إمكانيات مفتوحة في هذا المجال يصعب تجاهلها وعادة يدفع ثمنها الأبرياء .

 

*وللعلم فإن العدو يتبع نفس سياسة التحجيم الإعلامي حتى لا يرفع من قدر الجهة المقاومة و لا يكشف للعالم أنه يتعامل مع مقاومة منظمة محترفة بل مع مقاومة شعبية أو خارجية بإمكانيات محدودة جداً لا تكاد تذكر أو تقارن مع إمكانياته.

 

والسؤال هنا ماذا يحدث إذا تجاهلت المقاومة كل هذه الحسابات وأظهرت بكافة وسائل الإعلام حقيقة الوضع الميداني بغية أرواء ظمئ القارئ و المستمع و المشاهد العربي لزيادة حماسة وثقته بقوة الجهاد ...؟!

والنتيجة هي فتح المجال أمام أمريكيا لحشد تحالف صهيوصليبي معلن يفوق حشد الحواسم الأولى أو مسح كافة أشكال الحياة عن أرض العراق بضربة إستراتيجية نوعيه.

 

*ولبيان فوائد التحجيم الإعلامي أيضاً نلاحظ أن تركيز الإعلام المرئي للمقاومة كان بالدرجة الأولى على العبوات الناسفة ضد عجلات العدو على وجه الخصوص والنتيجة كردة فعل عند العدو كانت تطوير نوعي مخيف لهذه العجلات حيدت فاعلية و تأثير العبوات الناسفة بشكل كبير و السبب الإعلام المرئي الذي حرك الشارع الأمريكي مطالباً حكومته بتأمين أبنائه ضد هذه الأخطار.


مما جعل المقاومة تركز بالإعلام المرئي بالدرجة الأولى اليوم على عمليات القنص التي لم يستطع أحد على مر التاريخ المعاصر أن يجد حل فعال ضدها وخصوصاً في المدن ...
لذلك من أهم أسباب النجاة و النجاح في عمل المقاومة على كافة الأصعدة " السرية " إقتداء بقول سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة و التسليم "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان" صدق رسول الله .

مقطع من مقالة ((سياسة التحجيم الإعلامي سياسة مزدوجة متبعة من قبل وسائط المقاومة والعدو)) للاخ محب المجاهدين في منتديات بغداد الرشيد .

 

ثالثا، عملية قصف قاعدة الصقر:

عملية قصف قاعدة الصقر (فالكون) Camp Falcon/التابعة لقوات الغزو الامريكية والكائنة في جنوبي بغداد وبالتحديد في منطقة الدورة التي حدثت بتاريخ 10/10/2006،

ففي هذه الحادثة ثمة تناقض، بين ما اعلنت عنه فصائل المقاومة والجهاد التي تبنت القيام بعملية القصف (يبدو ان عدة فصائل قد شاركت او نسقت عملها في في تلك العملية البطولية الرائعة) وبين ما شاهده الجميع عبر قناة الجزيرة الفضائية في بثها المباشر او عبر قناة الزوراء فيما بعد او عبر وسائل الانترنت او من كان سكنه قريب من منطقة الحدث او حتى بعيد عنه عشرات الكليومترات .

 

التناقض هنا هو :

ان الفصائل التي تبنت عملية قصف قاعدة الصقر الامريكية قد بينت ان الضربة تمت بواسطة الهاونات وصواريخ الكاتيوشا، ولكن ان مثل تلك الاسلحة البسيطة المتواضعة لا تأتي بمثل تلك النتائج فالدمار الذي لحق بتلك القاعدة كان دمارا هائلا اتى على كل مكونات القاعدة تقريبا حتى البعيدة عن نقاط سقوط تلك القذائف!!

 

فمالذي حدث؟؟!!

ان من يطلع على تصوير العملية من قبل الفصائل التي قامت بها ويتمعن فيها جيدا سيجد :-

 1- اللهب، فثمة لهب في السماء يشبه لحد ما اللهب الناتج من مؤخرة الطائرة النفاذة او الناتج عن مؤخرة الصواريخ (الطائرة النفاذة والصواريخ كلاهما يحتويان على محرك توربيني)مما يدل على ان الضربة تمت على الاقل بصاروخ واحد من النوع الذي يحتوي على محرك توربيني،

والدليل على ذلك : ان قذائف الهاون مهما بلغ حجمها لا تولد لنا لهبا في السماء لانها لاتحوي اصلا على محرك ..او ان محرك القذيفة الصاروخية للكاتيوشا صغير لايولد مثل هكذا لهب..!

 

2- وميض الانفجار، نرى في لحظة وقوع ذلك الصاروخ سرعة وضخامة حجم الوميض الناتج عن الانفجار، فما ان يسقط الصاروخ حتى يشع نورا شديد البياض ويعم السماء كلها فيصبح الليل نهار والضلام الحالك الى نور ساطع في ثانية اواجزاءها،ثم سرعان ما ترتفع كرة نار ملتهبة في كبد السماء تشبه لحد ما الانفجار الناتج عن القنبلة النووية التكتيكية ...مما يدلل على ان الصاروخ كان يحمل مواد شديدة الانفجار ومن نوع خاص يمتلك هذا التأثير الهائل ..

والدليل على ذلك : ان مادة التفجير العادية التي تحمله قذائف الهاون او الكاتيوشا لاتنفجر بهكذا طريقة ابدا..بل حتى صواريخ الحسين التي دكت معاقل الشر والرذيلة في الكيان الصهيوني عام 1991لم تنفجر بهكذا شكل ....!!!

 

3- سلسلة الانفجارات، بعد كرة النار الملتهبة المرتفعة الى السماء نلاحظ بدء سلسلة انفجارات مدوية في عدة اماكن من القاعدة غير نقطة سقوط ذلك الصاروخ .. مما يبين لنا ان المادة الخاصة التي استخدمت في الرأس الحربي للصاروخ لها ميزة مهمة جدا وحديثة التقنية وهي قوة الضغط المفرطة التي تفجر اكداس العتاد التقليدي والغير تقليدي وتفجر الاليات والمعدات وتهدم الابنية وتدمر الملاجئ المشيدة بلخرسانة المسلحة بفعل قوة الضغط الناتجة عن انفجار الرأس الحربي للصاروخ..

والدليل على ذلك : ان سلسلة الانفجارات التي تبعت الكرة الملتهبة اخذت شكل دائري متتابع بعد نقطة سقوط الصاروخ وليس بشكل عشوائي مما يثبت لنا ان سلسلة الانفجارات لم تكن بفعل سقوط بقية القذائف (سواء كانت قذائف هاون او كاتيوشا)خاصة بلمقارنة مع حجم الدمار في تلك السلسلة ..!!!

 

ملاحظة : ان فائدة اطلاق الهاونات والكاتيوشا هي لتشتيت انظار وجهد العدو وزيادة الاذى بلعلوج خاصة عند بدءهم بعمليات الانقاذ والاخلاء.

 

4- تطاير اجزاء القاعدة، فقد تطايرت عدة اجزاء من مكونات القاعدة و واجزاءالاسلحة والمعدات الموجودة فيها ووصلت بعض تلك الاجزاء على المناطق المحيطة بالقاعدة، مما يبن لنا ان اللانفجار ولد موجة عصف عالية جدا وهذا ما لا تفعله قذائف الهاون او الكاتيوشا

 

معلومات هامة جدا على قاعدة الصقر :

بدأت قوات الاحتلال الامريكية مشروع بناء هذه القاعدة في أيلول 2003 فى موقع تابع لوزارة التجارة العراقية (الشركة العامة للسيارات) كان مخصصاً لتجميع السيارات ويحتوي على معامل تصليح وورش ومخازن حديثة ومتطورة، وقد خصصت الادارة الامريكية مبلغاً كبيراً جداً (800 مليون دولار) لإنجازها. وقد تم إستخدام 100،000 طن (مائة الف طن) من الحصى وآلاف الاطنان من السمنت وآلاف الاطنان من الحديد لبناء منشآت القاعدة المذكورة. وقد تم إستلام القاعدة من قبل الفرقة الاولى المدرعة في 23 كانون الثاني 2004.

وقد تم بناء معسكر ملحق بهذه القاعدة للحرس الوثني العراقي، وقد تم تشييد قاعدة الصقر فوق حقل بترول سوبر عملاق (حسب تسمية ال سي أي إيه) ذو إحتياطي 5 مليار برميل نفط، وتم تجهيز المعسكر بنظام مائي وري وصرف صحي يفحر الأمريكان بأنه غير موجود بالعراق كله . وتحتوي القاعدة على محطة تلفازية داخلية، كما أنها ترتبط وتبث وبشكل مباشر على منتسبيها برامج قناة وزارة الدفاع الامريكية. وفيها محطة للأنترنيت تتصل بالاقمار الصناعية مباشرةً وهي أسرع قناة إتصال في أي قاعدة أخرى للجيش الامريكي خارج الولايات المتحدة الامريكية. كما تحتوي القاعدة على عشرات العمارات السكنية وكل عمارة تتكون من طابقين وتحتوى كل عمارة على اربعين وحدة سكنية. والقاعدة معدة لأن تضم عدداً من العلوج يبلغ حوالي الـ 5000 علج سكناً وحركةً وتسليحاً وتغذيةً كما تحتوي القاعدة على واحد من أكبر المطابخ (والذي كانت قد استوردتهُ حكومة العراق الوطنية قبيل الاحتلال بفترة قصيرة للمستشفيات العراقية) والذي يستطيع أن يوفر 3000 آلاف وجبة طعام كاملة في وقتٍ واحد، كما تحتوي القاعدة على مطار تدريبي ومطار فعلي.. وساحات تدريبية متقدمة.
وكانت القيادة العلجية الامريكية قد صممت هذه القاعدة كأكبر قاعدة عملياتية وتدريبية في العراق. ولاتوازيها أي قاعدة أخرى في العراق أو أفغانستان. وقد تدرب فيها –وما زال- عدد من الكتائب ووحدات المشاة ووحدات العمليات الخاصة خلال الثلاث سنوات الماضية.
والاهم من كل ذلك أن هذه القاعدة تحتوي على مخازن عملاقة للأسلحة الامريكية التقليدية. وهي أحد أهم مراكز خزن الاسلحة في العراق. كما أنها –أي قاعدة الصقر- هي المركز الوحيد في العراق المسؤل عن إعادة تأهيل الوحدات العسكرية الامريكية من النواحي التدريبية والآليات والاسلحة والمعدات. وأضيف سمي هذا المعسكر أولاً بإسم الصقر ثم تغيرت التسمية إلى معسكر فيرين هاجينز ثم عادت مرة أخرى إلى التسمية القديمة معسكر الصقر أو فالكون .ومنذ إنشاء هذا المعسكر وهو يتعرض للقصف بشكل مستديم وشبه يومي نظراً لأهميته وهذا يفسر بوضوح لماذا تبنت ثلاثة مجموعات من المجاهدين حفظهم الله هذا القصف فكلهم قصفوا بالفعل وغيرهم كان يقصف يومياً ..

 

ومن الوحدات الدائمة في هذه القاعدة هي :

فريق ديفارتي المقاتل.

الكتيبة الاولى لفوج المدفعية 94

الكتيبة الاولى لفوج مدفعية الدفاع الجوي الرابع

بطاريات الدفاع ضد صواريخ وقذائف الهاون التي تطلقها المقاومة

فوج المشاة المظلي رقم 504

إضافة الى الوحدات المتدربة المجولقة والوحدات التي تعسكر في القاعدة لعدة اسابيع لحين إستكمال نواقصها من العلوج المستهلكين والآليات المدمرة بأسلحة المقاومة البطلة. والآن تخيلوا 800 مليون صرفت على التجهيزات فقط وحتى يناير 2004 فكم صرف على التحسينات بعد ذلك والتجهيزات من يناير 2004 وحتى أكتوبر 2006.

 

من شهود عيان بعد يومين من الانفجار والتدمير نقل الآليات المتفحمة ومخلفات القاعدة التي تعرضت للاحتراق بالكامل، تساعدها في ذلك مروحيات أمريكية وآليات رفع وشوهد

شاحنات نقل عسكرية كبيرة تحمل على متنها دبابات متفحمة بالكامل من قاعدة "فالكون " العسكرية وسط حماية المروحيات والعربات الأمريكية، وتم انزال الدبابات المتفحمة خلف علوة الرشيد (سوق الجملة لبيع الخضار) ووضع نقاط حراسة امريكية خلف سياج العلوة .وأن عدد الدبابات المتفحمة التي تم مشاهدتها إلى الآن (ليلة الخميس 12-10-2006) قد بلغ حوالي 30 دبابة من نوع 'برامز' و'برادلي'

وهذه المعلومات من المصادر الامريكية نفسها ومن العلوج الامريكيون من داخل القاعدة ونشروها عبر الانترنيت هم أو عوائلهم وأصدقائهم..

 

مما يضيف لنا دليل اخر مهم على ان عملية القصف لم تكن عملية عادية بل استخدم فيها صاروخ وبرأس حربي ذات مادة متفجرة خاصة وبأسلوب تقني حديث ومتطور فضلا عن دقة التهديف والمعلومات مما يبين وجود مصدر استخباري للمقاومة العراقية الباسلة وعن وجود كادر عسكري محترف سواء باطلاق الصواريخ او بتحديد نقاط سقوط الصواريخ او بلتعامل مع احدث التقنيات العسكرية العالمية او بوسائل تشتيت نظر وجهد العدو .

 

ومماتقدم ايضا فان الفصائل التي تبنت عملية قصف قاعدة الصقر..لم تنشر في مواقع الانترنت التابعة لها الا جزء من الحقيقة اي ان الحقيقة هنا كانت نسبية وليس مطلقة ..

وحتى كلامي هذا فحقيقته نسبية .. و اسباب عدم نشر الحقائق كما هي ..

هي ستراتيجية المقاومة العراقية في التعتيم الاعلامي ...(فقد حولت ممارسة العدو للتعتيم الاعلامي من عنصر ضار الى عنصر مفيد لها وهذا ما قصدته في بداية موضوعي هذا حيث قلت ((بل تحاول جهد امكانها ان تستثمر حتى العدو نفسه لهزيمته هو نفسه .. وما يكذب به العدو تستخدمه لمصلحتها ضده)).

 

رابعا، الخلاصة :

ان المقاومة العراقية البطلة تمتلك الكثير في جعبتها سواء كانت اسلحة او اعتدة اومعدات اوتمويل كما فيها الرجال البواسل الافذاذ من خيرة ابناء شعبنا العظيم وخاصة رجال القوات المسلحة وعلماء التصنيع العسكري وعيون العراق الساهرة مجاهدي الامن القومي والاهم وهي القيادة الحكيمة التي تعمل وفق برنامج مدروس بعناية جدا فنراها تستثمر كل شئ لتحقيق النصر بأذن الله على الغزاة .

فلا نراها تعمل كرد فعل انما الفعل نفسه ولا تنساق لمخططات العدو الذي طالما اراد لها ان توقع فيها،فتختار الوقت المناسب والمكان المناسب والظرف المناسب لعملياتها سواء تلك التي تصنف تحت خانة العمليات العسكرية او التخطيط السياسي او الامني او الاعلامي .

ان معارك الفلوجة والقائم وحديثة وسامراء والكثير غيرها لم تأتي اعتباطية ابدا،انما كانت غاية لتحقيق اهداف خاصة ومثلها مثل التركيز على العبوات الناسفة تارة وعلى عمليات القنص تارة اخرى او عمليات التعرض او الكمائن او القصف الخفيف او القصف الستراتيجي الممنهج للقواعد الامريكية والبرطانية وحلفهم البغيض او لمقرات الحكومة العميلة،

ونفس الحال ينطبق على عمليات (القصاص العادل) بحق من اجرم بشعب العراقي وخان دينه وارضه وعرضه (من سياسي المنطقة الخضراء او من عناصر الملشيات الاجرامية القذرة او من اعوان الغزو من جواسيس ومتأمرين وعملاء)، فلكل مجرم يومه بأذن الله عزوجل،وما حادثة ستار بزيغ ابو ريشة، وعدو العزيز الحكيم وعمار اللا حكيم وجلال الطلي باني او مسعور البرزاني .. بعيدة عنا.

 

ان العدو الامريكي وحلفاءه وعملاءه يعملون كل طاقاتهم على انهاء الجهاد في ارض الرافدين، ليس بعملياتهم العسكرية فحسب بل السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاهم بعمليات مخابراتهم وعلى اوسع نطاق...!!!

 

خامسا، للمقاومة قيادة حكيمة:

ولكن وكما قلت فأن للمقاومة قيادة حكيمة استغلت ما يمكن استغلاله لمصلحة الجهاد والتحرير :

1- فبعد ان تمكن العدو من احداث عدة اختراقات امنية لصفوف المجاهدين، أمرت رجالها الافذاذ المجاهدين الصادقين على الانسحاب الوقتي ريثما تهدء الامور وتستقر الاحوال وتعالج مشاكل الاختراقات الامنية بأحسن حال كفعل لا كرد فعل قد يسقطها في مشاكل اضخم واكبر واخطر ..وهنا ظهرت لنا جبهات المقاومة الرئيسية (الاصلاح والتغيير والتحرير والخلاص)...انتبه اخي القارئ جيدا للتسميات.

 

2- استغلال مجالس الصحوة خير استغلال ..فاعطت لمناطق الجهاد الثائرة كمدن الانبار شيئا من الراحة فقد نكبت تلك المناطق (بسبب فتن الامريكان لعنهم الله) نكبا اثما .

 

3- ان الموازنة التي احدثها الغزاة الامريكان في العراق (اي البدء بانهاء نفوذ الملشيات الاجرامية المدعومة من ايران بتزامن مع ظهور مجالس الصحوة في بعض المناطق الثائرة) قد استفادت منه قيادة المقاومة خير استفادة،فقد تمكنت (ومع تراجع الحرب الاهلية في العراق الى الوراء. .) ان تخلق بؤر عنف واضطرابات داخل صفوف الاعداء خاصة بين جيش المهدي وفيلق تسعة بدر وحزب الدعوة وقوات الغزو الامريكية .

 

4- مما سهل على رجال العشائر العربية الاصيلة في جنوب العراق ان تبدء في عملها الجهادي ضد الاحتلالين الايراني والامريكي وما بيعة عشائر الجنوب للقيادة العليا للجهاد والتحرير واستعدادها للقتال تحت راية جيش رجال الطريقة النقشبندية و زيارة المعتز بالله عزت ابراهيم ((حفظه الله ورعاه وايده بنصره العزيز)) لمحافظة واسط لخير دليل على ذلك .

 

5- ان قيادة المقاومة التي تعمل وفق نظرية التعتيم الاعلامي على ابسط عملياتها واضخمها ومثلما تعاملت بحكمة بالغة مع عملية ضربة قاعدة الصقر ومع مجالس الصحوة، فلديها الكثير من المفاجئات على ما يبدو فقد علمتنا دوما ان لكل داء دواء ولكل ضيق مخرجا، وان شاءالله المخرج قريب قريب .

 

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ٢٩ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٥ / نـيســان / ٢٠٠٩ م