القاعدة في العراق خطوة متأخرة للأمام .. ولكن ؟

 

 

شبكة المنصور

سعد السامرائي
وطن لا نحميه, لا نستحق العيش فيه


استمعنا إلى كلمة للقاعدة في العراق تدعو فيها توحيد فصائل المقاومة المسلحة ورص الصفوف للوقوف ضد توحيد واصطفاف قوى الشر من مستعمرين امبرياليين وخونة للأمة والطائفيين ..


و هذه المرة سمعنا أن المناشدة لم تقتصر على الأحزاب والقوى الدينية بل جاءت المخاطبة عامة, بل استطيع التحديد أكثر لأقول إن الخطاب يدعوا جميع الأطياف المقاومة للاحتلال بدون تحديد بل استطيع حصره أكثر تحديدا ليشمل تنظيمات الحزب الإسلامي المسلح وحزب البعث ويبدو الرجحان بالمقصود أكثر هم تنظيمات حزب البعث العربي الاشتراكي فقد تكون هذه الدعوة ردا على انتقادات وجهها له الحزب في سبب تأخير تحرير العراق و ضعف المقاومة المسلحة وذلك حسب ما حدده السيد الأمين العام للحزب في خطابه المشهور والصريح حين حمل القاعدة في العراق المسؤولية المباشرة أو الغير مباشرة من خلال امتناع القاعدة ومؤيديها عن الالتقاء بالقيادات الأخرى المقاومة لغرض توحيد الصفوف ومقارعة العدو المحتل يدا بيد ..


ويبدوا أيضا أن تنظيم القاعدة قد توصل ولو متأخرا إلى قناعة مفادها الاقتناع برؤية القيادة العليا للجهاد والتحرير ذات الباع الطويل في الحياة السياسية والنضالية والشعبية العريضة التي لا منافس لها , ويبدوا أيضا الوصول إلى القناعة الثابتة التي تقول اليد الواحدة لا تصفق , و الاقتناع بصحة كل الدعوات الخيرة من كتاب المقاومة و القوى الوطنية والسياسية التي كانت تدعوا مرارا وتكرارا في سبيل توحيد الجهد القتالي والتنظيمي من اجل الانقضاض بقوة وثم الإجهاز على العدو وتكبيده الخسائر الكبيرة الواحدة تلو الأخرى حتى يذعن للحق ويندحر مهزوما مذلولا ..تخيلوا لو إن الجميع كان موحد وبحجم كثرة الضربات وفي غضون الأزمة المالية العالمية لكانت الآمال والتخطيط بدحر الاحتلال أواخر العام المنصرم هدف قابل للتحقيق .. كما يبدوا ثبات الأمر ليس للقاعدة فحسب وإنما لجميع القوى الجهادية والمناضلة على الساحة العراقية قناعتها بأنها وحدها لا يمكنها من القضاء على الحجم الكبير لقوى السر تلك التي تحالف فيها القريب والبعيد فلذلك نجد أنفسنا سعداء بوصول الجميع إلى هذه القناعة الصحيحة التي هي مطلب العقلاء والسائرين على الدرب الصحيح .. ويبدوا أيضا أن لتصريحات حزب البعث الأخيرة ورفضه التعاون والجلوس مع الخونة والعملاء قتلة الشعب العراقي قد رفعت من رصيده الثابت لدى الشعب العراقي وقواه المتعددة لتخرس جميع الشكوك والمؤامرات التي كانت تحاك ضده ليكون الهدف الثاني والأخير على الساحة العراقية في القضاء على المقاومة الشرعية المسلحة للعملاء والمحتلين ولكنهم بائسون فحزب ذو تاريخ نضالي عريق لا يمكن أن يخدع بالسهولة ولا بالمغريات التي يسيل لعاب الخونة وضعاف النفوس لها ..


كل ما تم جميل ومطلوب وسيفرح الكثيرون و سيعيد إنعاش الأمل بالتحرير القريب بإذنه تعالى ولكن دعوة المجاهد أبو حمزة تذكرني بصديق لي هو عزيز على و أقابله كثيرا و نعمل بنفس المدينة ونتقابل في أعمالنا ومسراتنا لكنه حين أتقدم إليه و أعزمه على العشاء أو الغذاء يقول لا أنت معزوم لدي ..! وكأن الأمر مباراة أو تفضيل وتحديد من الأكرم.. فكنت اردد له القول إذا كنت يا أخي بهذا الكرم وأنت له فلم لم تدعوني للعشاء إلا بعد أن دعيتك أنا ؟! ..فالقيادة العليا للجهاد والتحرير ناشدت وتناشد الجميع لوحدة المقاومة المسلحة واليد مفتوحة للجميع فلنعمل سوية من اجل تنشيط الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية المقاومة للاستعمارين والخونة ..


الأمر كله يا إخوان هو الهدف والهدف الذي يسعى الجميع له هو دحر العدو وإذنابه وعليه حتى يتم هذا الأمر على الجميع التغاضي عن عزة النفس وأنت تأتي إلي أو أنا آتي إليك لا بأس بالتذكير ب( خيرهم من بدأ السلام ) .. فلا يهم من يأتي لمن المهم المبادرة فإذا أخوك كان قد دعاك للوحدة لبي الدعوة وثم اشرح صدر الجميع وبين مبررات الاختلاف وتوصلوا إلى طريق مشترك يلتزم به الجميع ويرضى عنه كحد أدنى للالتقاء والعمل الجهادي الموحد والله يوفقكم . كم أسعدنا الاعتراف بوجود أخطاء فجل من لا يسهو وهذا نصف حل أي علة وكم أسعدتنا رؤية وفرز مساوئ هذه الأخطاء والسعي لتلافيها والانتهاء منها كي لا تتكرر..


تعالوا على أنفسكم أكثر وأنكروا الذات والانا ووحدوا الصفوف , الضعيف يتنازل للقوي والقوي يتواضع مع الضعيف ولتكن يدكم يدا واحدة نبيلة ونجيبة إخوان متعاونين متقابلين جزائكم الحور عين مع الصديقين والصديقات في العليين بإذنه تعالى .


ثم تذكير للجميع في قوله تعالى ( يا أيها الذين امنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا )
71 النساء و في قوله تعالى ( .. وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا ) 102 .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ٢٧ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٣ / نـيســان / ٢٠٠٩ م