صلاح المختار لـ « العرب » القطرية : إيران شريكة للاحتلال الأميركي

 

 

شبكة المنصور

الدوحة - إياد الدليمي
اعتبر صلاح المختار، الإعلامي وسفير العراق السابق في الهند، إيران شريكة أساسية للاحتلال الأميركي في العراق، مشيراً إلى أن قوات القدس الإيرانية تنتشر في العراق وفي العديد من الأقطار العربية.


وأكد المختار في حوار خاص مع «العرب» أن حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق لا يقبل بأي مصالحة مع من نصَّبه الاحتلال، نافياً في الوقت ذاته أن يكون هناك انشقاق في حزب البعث.


وأوضح المختار أن حزب البعث «يسعى للوصول إلى السلطة لأنه قوة وطنية مسؤولة عن مستقبل العراق عن واقع العراق، كما كان مسؤولاً عن حال العراق قبل الاحتلال»، مشيراً إلى أن القوات الأميركية حاولت وسعت لفتح قنوات اتصال مع حزب البعث.


وأكد المختار أن عزت الدوري، نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في العراق، هو من يقود عمليات المقاومة وهو موجود في العراق، وغير مريض كما يُروَّج لذلك.


والمختار أحد أبرز قيادات حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق، وشغل منصب رئيس تحرير جريدة «الجمهورية» قبل أن يصبح سفيراً في الهند.


وفي أدناه نص الحوار:

العراق بعد ست سنوات من الاحتلال .. كيف تنظرون إليه؟
- أهم نتيجة تبلورت في السنوات الست الماضية هي فشل مشروع الاحتلال وسقوط المشروع الأميركي في العالم نتيجة سقوط الاحتلال وفشله في العراق، على اعتبار أن المشروع الأميركي في العالم معتمد على النجاح في العراق وتسخير طاقات المنطقة البترولية لابتزاز العالم، إذن الفشل في احتلال العراق نتيجة المقاومة المسلحة الباسلة كان البوابة التي أفضت إلى انهيار الاحتلال في العراق وانهيار المشروع الأميركي في العالم، وفي العام السادس للاحتلال ثبت بما لا يقبل الشك أن إيران هي الشريك الأخطر لغزو العراق وفي نشر الفوضى الطائفية في المنطقة، وليس بريطانيا والكيان الصهيوني، حيث أصبح دورهما ثانوياً مقارنة بالدور الإيراني الخطير في تنفيذ المخطط الأميركي، وفي الوقت نفسه تنفيذ المخطط الإيراني التاريخي، إيران دولة استعمارية، استعمار إقليمي لا يختلف عن الاستعمار الصهيوني، هو استعمار استيطاني، هناك تشابه شبه كامل في كون الاستعمار الإيراني مثل الاستعمار الصهيوني يعتمد على الامتداد السكاني والانتشار السكاني الفارسي في الأقطار التي تُستهدَف ثم بعد ذلك تتحول هذه الجاليات إلى قوة داعمة لإيران كما حصل في العراق ودول الخليج العربي والمملكة العربية السعودية، إذن السنة السابعة للاحتلال أكدت أن إيران قوة معادية للأمة العربية وتشكل خطراً لا يقل عن الخطر الإسرائيلي على الأمن (القومي العربي )، إيران ليست جديدة على ساحة الاستعمار، ولكن بما أن أميركا هي القوى العظمى الوحيدة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، فإن هذا المخطط المشترك بين الطموحات الفارسية على حساب العرب يلتقي من حيث الجوهر بالمخطط الأميركي الإسرائيلي في السيطرة على مقدرات الأمة العربية، والعنصر الأول هو التلاقي حول إلغاء العروبة وإنهاء صفة العروبة وبعد ذلك يتم تقاسم المنطقة بين الإيرانيين وبين الأميركيين والإسرائيليين.

 

الآن أثيرت قضية خلية حزب الله في مصر، البعض رآها قضية سجال سياسي ليس إلا.. هل فعلا أن إيران تستغل وجودها في العراق لتتغلغل إلى المنطقة العربية ومنها مصر؟
- وصلت ( ايران ) إلى أبعد من مصر.. وصلت إلى موريتانيا، قوات القدس التي تعد القوات الاستخبارية والقتالية المدربة تدريباً عالياً هي المكلفة بالانتشار في الوطن العربي، وقوات القدس هي التي تحتل العراق؛ تنشئ شركات، تنشئ أحزابا وفضائيات وأجهزة إعـــــــــــــــلام وعلاقات مع الأحزاب في مختلف أنحاء الوطن العربي معتمدة بالدرجة الأولى على الأموال في كسب الأنصار والتابعين، لذلك لا يمكن استبعاد أن تكون قوة القدس موجودة في مصر كما هي موجودة في موريتانيا. وفي المغرب مؤخرا قطعت العلاقات الدبلوماسية نتيجة وجود قوات القدس، وهذه القوات لا تقتصر على الإيرانيين فهي تضم عرباً أيضاً، خاصة من العراق، وكان مفترضاً أن يكون الخونة من العراق هم الطليعة التي تستخدمها إيران بعد غزو العراق للانتشار في الوطن العربي، لذلك وبغض النظر عن دور حزب الله الأخير، لا يمكن على الإطلاق إغفال أن قوة القدس موجودة في مصر وتعمل بقوة، بدليل أنها أثارت فتناً طائفية ونشرت ما تسميه التشيع في مصر وبقية الأقطار العربية، وهذه العملية بالذات هي أساس التقدير العالي للدور الإيراني من قبل إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، لأن مخطط التفتيت الطائفي للوطن العربي إضافة للتفتيت العنصري وإن نجح في العثور على عناصر في شمال العراق الكردي وعلى عناصر في المغرب تتحدث ضد الوحدة الوطنية للأقطار العربية، فإن الجانب الأهم وهو الجانب الطائفي المتعلق بإثارة فتن طائفية قد فشل فشلاً ذريعاً عندما تولت الولايات المتحدة الأميركية وقبلها فرنسا وبريطانيا والكيان الصهيوني، فشل فشلاً تاماً ولم ينجح إلا بمجيء «الخميني» إلى السلطة، حيث بدأت الفتن الطائفية تنتشر من إيران نتيجة للنفوذ والشعبية التي اكتسبها الخميني بعد سقوط الشاه، إذن هذا الدور التفتيتي الذي تقوم به إيران هو دور يخدم الولايات المتحدة وإسرائيل في أهم أهدافهما وهو تفتيت الوطن العربي على أسس طائفية وعرقية لذلك لم يكن غريباً أن جميع الوثائق الصهيونية المتعلقة بتفتيت الوطن العربي تمتدح الدور الإيراني وتدعو إلى دعم الدور الإيراني، خصوصاً وثيقة «عوديد ينون» المسماة (استراتيجية لإسرائيل في الثمانينيات ) والتي تقول صراحة وبدون لف أو دوران في عام 1981 يجب أن ندعم نظام الخميني الذي يخوض حرباً مع العراق من أجل إسقاط نظامه وتقسيمه إلى ثلاث دول، هذا هو عنصر الشراكة والتلاقي بين إيران من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى.

 

هناك دعوات للمصالحة أطلقتها الحكومة الحالية، من وجهة نظر حزب البعث العربي الاشتراكي.. كيف تنظرون إليها.. وهل هناك إمكانية للقبول والدخول في مباحثات ومصالحات مع هذه الحكومة أو حتى الحكومة المقبلة؟
- أي مصالحة مع أي حكومة تُنَصَّب في ظل الاحتلال هو خيانة للقضية الوطنية العراقية وخيانة للقضية القومية العربية، لأن أهم سؤال يجب أن يطرح هو التالي: من هم هؤلاء الذين يشتركون في الحكومة الحالية أو التي ستليها؟
إنهم دون أدنى شك المجموعات التي تعاونت قبل الغزو وبعد الغزو في غزو العراق وتدميره، إذن كيف يمكن المصالحة مع من دمر العراق وقتل مليوناً ونصف المليون عراقي بعد الغزو وهجر ستة ملايين عراقي ونهب ثروات العراق، وأنزل البنى العراقية التحتية وغير التحتية إلى الصفر، هؤلاء أدوات الاحتلال، هؤلاء من دمروا العراق وساعدوا الاحتلال، لذلك فإن أي تعاون مع أي عنصر أو جماعة جاءت مع الاحتلال وخدمت الاحتلال مرفوض رفضاً قاطعاً، المعيار الوحيد لتلاقي حزب البعث مع أي جهة أو شخصية هو الوقوف موقفاً جدياً وحقيقياً ضد الاحتلال وتبني استراتيجية المقاومة وليس العكس، أي إن الاتفاق حتى لو كان مع أحد العناصر المؤيدة للاحتلال سابقاً وأرادت أن تتوب، في هذه الحالة فإن التوبة تعني أمراً واحداً هو أن التائب يجب أن يتبنى استراتيجية القوى الوطنية والمقاومة العراقية، هذا هو المخرج الوحيد لهؤلاء، أن يتوبوا ويعلنوا توبتهم ثم يلتحقوا بالمقاومة ويقدموا ( لها ) الدعم الكامل وغير المشروط في عملها، من أجل تحرير العراق بالبندقية، أما المفاوضات فهي عامل مساعد.

 

يقال إن هناك انشقاقاً في حزب البعث، جناح لعزة الدوري وآخر ليونس الأحمد، ويقال إن جناح الأحمد مرضي عليه الآن من قبل الحكومة العراقية وبالتالي هناك إمكانية لفتح قنوات اتصال معه.. إلى أي حد هذا الكلام صحيح؟
- هذا الكلام نسمعه منذ 60 عاما وليس الآن، منذ الخمسينيات ونهاية الخمسينيات نسمع عن وجود انشقاقات في حزب البعث، وكان يشار إلى من يطرد من الحزب أو يفصل من الحزب أو يخرج من الحزب لأي سبب كان، ولكن النتيجة بعد أكثر من نصف قرن ما هي؟ هناك مؤسسة واحدة اسمها حزب البعث العربي الاشتراكي، التي تنتخب قياداتها دورياً، وتمثل الشرعية الحزبية والوطنية والقومية، ما يقال عن وجود انشقاق وجناح، هذا كلام ملفق من قبل جهات معروفة لإضعاف الحزب الشرعي والوحيد الموجود في العراق، وعندما أقول «الوحيد» أقصد من الناحية التنظيمية ومن الناحية المبدئية والاستراتيجية، انظر إلى العراق ماذا تجد؟ هل تجد حزبا يمثل كل العراقيين، على الإطلاق، ستجد حزبا طائفيا يمثل جزءا من السنة، وهو الحزب الإسلامي، وستجد أحزابا طائفية شيعية تمثل جزءا من الشيعة، منها المجلس الأعلى وحزب الدعوة، ولكن من يمثل كل الشعب العراقي؟ فقط حزب البعث يمثل العربي والكردي والسني والشيعي والتركماني، يضم المسلم والصابئي واليزيدي، إذن هذا الحزب مستهدَف أصلا بالاجتثاث، لم يصدر قانون الاجتثاث إلا ضد البعث، لأنه رمز للوحدة الوطنية العراقية، وبالتالي من خلال تحطيم حزب البعث يمكن الخطو خطوة أخرى باتجاه تقسيم العراق، لهذا فالشائعات بوجود انشقاق مرفوضة، وتعد جزءاً من الدعاية الاحتلالية لإرباك حزب البعث وتشويه صورته لدى الجماهير العربية، ولديك دليل واضح، لم يسمع أحد أن هذا الجناح الذي يشار إليه أحياناً موجود في العراق ويقوم بعمليات سياسية وعسكرية كل ما يسمعه العالم هو حزب البعث العربي الاشتراكي بفصائله المسلحة وجبهته الوطنية ورموزه المعروفين، لم يظهر أحد من البعثيين المعروفين ليكون ممثلا لهذا الجناح الذي تشير إليه، هذه المجموعة موجودة فقط في القطر السوري ووجدت في ظروف معينة وأسباب معينة، وهي معزولة عزلة كاملة.

 

بناء على ما قلته من أن البعث يمثل كل العراق، لو أتيحت للحزب المشاركة في الانتخابات القادمة في العراق وضمنت نزاهة الانتخابات.. هل يمكن أن تشاركوا؟
- أي انتخابات في ظل الاحتلال غير شرعية، هذا القانون الدولي، ولن نشارك في انتخابات في ظل الاحتلال، فوجود الاحتلال يسلب أي انتخابات شرعيتها، حتى لو كانت صحيحة، لم يحصل في العالم أن جرت انتخابات في ظل الاحتلال، وجورج بوش عندما كان رئيسا قال تعليقا على رغبة سوريا في إجراء انتخابات في لبنان قبل الانسحاب، أنه لا يجوز أن تجري سوريا انتخابات في لبنان وهي (تحتل ) لبنان، إذن الانتخابات من حيث المبدأ في ظل الاحتلال مرفوضة ومدانة، ولكن الانتخابات بعد التحرير هي المعيار، استراتيجية حزب البعث تقول إن التحرير سيشهد قيام سلطة وطنية ائتلافية تضم جميع من قاوم الاحتلال بالسلاح أو بالقلم أو بالموقف الوطني، ثم بعد عامين تجري عملية انتخابية عامة وحرة ومن يفُز يستلم السلطة في العراق.

 

هل ما زال حزب البعث قائماً كحزب وتنظيم وله قيادة، أم أن عمليات الاجتثاث والاغتيالات والهجرة قد قضت عليه وفككته؟
- حزب البعث بطن ولود، استشهد لنا 150 ألف بعثي بعد الغزو، خصوصاً من الكوادر المعروفة، ولكن الآن كما قلت وهذا الأمر معروف، نحن موجودون في كل مكان من جنوب البصرة إلى إبراهيم الخليل في أقصى الشمال العراقي، موجودون والدليل أن الاحتلال في العام السابع للغزو مضطر أن يحاول فتح قنوات مع البعث للتفاوض.

 

وهل حاولت القوات الأميركية أن تفتح قنوات اتصال مع حزب البعث؟
- طبعاً، حاولت مراراً، الإدارة الأميركية تقوم إما مباشرة أو بالواسطة بإرسال رسائل أو عرض مشاريع على حزب البعث ودائماً رد حزب البعث هو التفاوض مع المقاومة وحزب البعث وغير ذلك لا يمكن.

 

ما العرض الأميركي للبعث؟
- العقبة الأساسية هي أن أميركا تريد التفاوض من دون شروط مسبقة من قبل البعث والمقاومة، والبعث والمقاومة يؤكدان «لا مفاوضات إلا بعد قبول الشروط»، وهي حقوق الشعب العراقي مثل الانسحاب الكامــــــــــــل وغير المشروط والتعويضات للعراقيين كأفراد وللدولة العراقية التي دمرت، من سيدفع ثمن هذا الخراب؟ والعوائل التي قتل أبناؤها وهجرت، هذا واجب الاحتلال، إذن بالإضافة إلى شروط ومطالب أخرى، لا مفاوضات قبل أن تقبل الولايات المتحدة هذه الشروط وتدخل في المفاوضات لأجل تنفيذ الشروط وليس لوقفها ( لوضعها وليس لوقفها – الملاحظة من صلاح المختار) ، هذه هي العقبة الرئيسية التي منعت الوصول إلى اتفاق مع القوات الأميركية، حالما تقبل الولايات المتحدة بهذه الشروط سوف تبدأ المفاوضات بين البعث والمقاومة من جهة وبين قوات الاحتلال الأميركي من جهة أخرى.

 

هل ما زال حزب البعث يسعى للوصول إلى السلطة؟
- يسعى للوصول إلى السلطة لأنه قوة وطنية مسؤولة عن مستقبل العراق، وعن واقع العراق، كما كان مسؤولا عن حال العراق قبل الاحتلال، ولكن وصول البعث إلى السلطة يجب أن لا يترجم على أنه رغبة في السلطة بدليل أن استراتيجية البعث والمقاومة التي أعلنت رسميا في سبتمبر 2003 بعد الغزو تقول إن البعث سوف يقيم هو وحلفاؤه سلطة مؤقتة بعد التحرير لمدة عامين تشترك فيها جميع الفصائل والقوى الوطنية التي قاومت الاحتلال، ثم بعد عامين تجري انتخابات حرة ليفوز من يفوز ويحظى بثقة الشعب، وعند ذاك سوف نحترم من يفوز ويحظى بثقة الشعب، ثانيا نحن ندعو إلى جبهة وطنية عريضة حتى بعد الاحتلال لأن العراق سوف يواجه تحديات أكبر من التحديات الحالية، لذا فالمطلوب هو تشكيل حكومة ائتلافية وطنية تمثل قبل كل شيء فصائل المقاومة المسلحة القومية والوطنية والإسلامية ثم العناصر والشخصيات الوطنية التي عارضت الاحتلال حتى بعد الانتخابات.

 

على ذكر المقاومة، منذ الاحتلال وإلى اليوم، أغلب الفصائل التي نسمع عنها ونرى عملياتها هي فصائل إسلامية، يقال إنه ليس لحزب البعث أي وجود يذكر في الميدان.. إلى أي حد هذا الكلام صحيح؟
- انظر الآن إلى الساحة، أين من كان يقول هذا الكلام عن حزب البعث، أين هو الآن؟ العناصر والشخصيات والفصائل التي كانت تقول هذا الكلام تكاد تكون قد انتهت الآن، استراتيجية البعث قبل الغزو، قامت على عدم العمل باسم حزب البعث بأي شكل من الأشكال، لذلك كان أول فصيل قتالي يشكل بعد الغزو هو جيش محمد، وهو فصيل بعثي، ثم هناك تعليمات أخرى بانتشار البعثيين عسكريين ومدنيين في الفصائل المسلحة الأخرى، وعلى أوسع نطاق، وتشكيل فصائل دون تسميتها باسم البعث.

 

هل تقصد أن هذه الاستراتيجية كانت موجودة قبل الغزو الأميركي للعراق؟
- نعم، أنا تحدثت بهذا الكلام في الهند عندما كنت سفيراً، قبل عامين من الغزو تم التخطيط لهذه الاستراتيجية، وقلت إن هناك تخطيطاً كاملاً للانتقال إلى حرب العصابات بعد احتلال بغداد، بغداد ستحتل، لأن الحرب النظامية لا يمكن كسبها مع أميركا وحلفائها، كانت حربا عالمية، إذن عندما تنهار قوة الجيش العراقي أمام الضربات، سينتقل القتال إلى مرحلة جديدة وهي حرب العصابات، وصدرت تعليمات إلى ضباط في الجيش والمخابرات وكوادر الحزب بأن يتصرفوا بمبادرات منهم لتشكيل فصائل مقاتلة، لهذا تجد الآن أن أكثر من %85 من قادة الفصائل جميعها دون استثناء هم من البعثيين والعسكريين وضباط المخابرات بالدرجة الأولى، بما فيها بعض الفصائل التي كانت تكفر حزب البعث، من أنشأ المقاومة؟ هم عناصر حزب البعث، من المخابرات والجيش والكوادر البعثية، نعم بعضهم ترك الحزب ولكن أغلبهم بقي مرتبطا بالحزب، والآن أكبر فصيل مقاتل هو من الفصائل الصديقة لحزب البعث مثل جيش النقشبندية، وأعيد تأسيس جيش محمد بعد أن ضرب في عام 2005، ضرب ضربة قاضية، وعشرات الفصائل التي تعمل باسم القوات المسلحة بالدرجة الأولى باسم فرق وقوات بالأرقام لتجنب الاختراق الاستخباري، على اعتبار أن القوات المسلحة هي الوريث الشرعي للدولة العراقية.


ونعمل الآن في إطار ائتلافي مع قوى إسلامية وقومية، بعثية وغير بعثية، المعيار هو وجود اتفاق على التحرير، فالقول إن البعث غير موجود مردود.


الفعل الأبرز والأكثر تأثيرا على قوات الاحتلال لم يكن لحزب البعث وإنما لتيارات إسلامية؟
- من يقول هذا الكلام؟

 

هناك اليوم بيانات وعمليات مصورة ليس من بينها عمليات لجيش محمد مثلا الذي تقول إنه فصيل بعثي؟
- انظر.. هذا هو الفرق، لم يكن حزب البعث العربي الاشتراكي حينما أطلق المقاومة يفكر بأن يصور عمليات أو نسب العمليات له، حزب البعث فصيل مطارد ومهدد بالاجتثاث ليس مثل بقية الفصائل الإسلامية، عندما يكون التركيز على البعث وفصائله فإنه مضطر للتمويه لتجنب السحق، ولدينا تجربة جيش محمد، كنا ضد العمليات المصورة وما زلنا، لأن العمليات المصورة لبعض الفصائل أدت إلى كشفها، هناك اختراق رئيسي حصل بعد 2006، أدى إلى تفكيك أغلب الفصائل الإسلامية، لم تعد الفصائل الإسلامية التي كانت كبيرة، كبيرة الآن، ضربت ضربات قاضية، الصحوات تشكلت من المرتدين في بعض الفصائل، من كوادر تكفيرية، حصل ذلك لأنها اخترقت من قبل المخابرات الأميركية والإيرانية، الآن أصبحت تنظيمات صغيرة لا يتعدى أفرادها الـ 200 في أحسن الأحوال، حزب البعث له قاعدة جماهيرية هناك نصف مليون بعثي اليوم في العراق، هناك حقيقة أخرى أن مقاطعة كاملة تتعرض لها عمليات المقاومة المنسوبة أو المحسوبة على حزب البعث، وسائل الإعلام لا تنشر تلك العمليات أو بيانات حزب البعث إلا بين الحين والآخر، كل العمليات ترسل للأجهزة الإعلامية ولا تنشر.

 

هل صحيح أن الدوري ما زال يقود المقاومة.. المنطق يقول إن الدوري يفترض أن يكون الآن قد مات بسبب وضعه الصحي السابق المعروف؟
- الدوري ليس مريضاً، الدوري في أتم الصحة.. كانت لديه مشكلة صحية قبل الغزو وتمت معالجتها وهي الحساسية ضد الألبان ولم يكن مصابا لا باللوكيميا ولا بغيرها.. كانت لديه حساسية ضد الألبان لمدة ربع قرن أنهكته جسديا لعدم تشخيص الحالة، حينما ذهب إلى فيينا قبل الغزو شخصت الحالة وانتهت، ثانيا الدوري موجود في العراق ويقاتل بدليل أنه كل فترة تصدر معلومات أنه تم إلقاء القبض عليه، وهكذا، الدوري موجود بالداخل والتقت به عناصر كثيرة بعثية وغير بعثية، التقت به داخل العراق في السنوات الماضية، وهو قائد المقاومة والجهاد، ناهيك عن صفته الشرعية كقائد عام للقوات المسلحة.

 

هل تعتقد أن أوباما سيفي بالتزاماته في سحب القوات من العراق؟
- لن يفي بالتزاماته ما لم تتصاعد عمليات المقاومة، لن يتحرر العراق إلا بخروج آخر جندي تحت ضغط البندقية وليس نتيجة المفاوضات.

 

وكيف تنظرون إلى الانفتاح العربي على حكومة المالكي؟
- هذا موقف خاطئ لأنه سيورط الأنظمة العربية بمواقف بدأت آثارها تظهر الآن، من جهة هذه الحكومة طائفية عميلة للاحتلال تنشر الفتن والمشاكل في الأقطار العربية، ولكن من جهة ثانية تقوم الحكومات العربية نتيجة الضغوط الأميركية بالانفتاح على هذه الحكومة وهي حكومة في ظل الاحتلال.. هناك ازدواجية في الموقف العربي.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ٢٧ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٣ / نـيســان / ٢٠٠٩ م