السيادة والانقلاب على التمثال المركزي

﴿ الجزء الاول ﴾

 

شبكة المنصور

سرمد فاضل قاسم الصالحي / كتب في بغداد الجريحة
الزمان : الاربعاء 9 نيسان 2003 بحدود الساعة الثانية والنصف ظهراً
المكان : ساحة الفردوس ببغداد
الحدث : سقوط تمثال

 

الصغار وقبلهم الكبار يتراقصون حول تمثال ساحة الفردوس في بغداد ويهللون بسقوط اعظم تماثيل الشرق الاوسط وكان لوقع هذه الحادثة تأثير على جميع التماثيل في العراق وكأن جميع التماثيل في العراق متصلة بمركز هذا التمثال فجأة وبدون اي مقدمات سقطت جميع التماثيل والنصب الفنية في القطر وبدى العراق بدون تماثيل ولم ينجي منها سوى بعض الرموز والنصب مما حدى بعض المثقفين في القطر ان ينشـأؤوا جمعيات لحماية النصب والتماثيل في العراق حتى لا تمتد يد الاثمين اليها كأن جميع هذه النصب كانت من صنع نحات واحد هو القائد والحاكم والسيد والملهم والبطل الهمام و... يا حسرة ان تنال هذه التماثيل التي لاتمثل الا ثقافة شعب وتراث بلد بغض النظر عن الجانب السياسي لها كل هذه المهانة فمن الظلم ان تقوم مجموعة جاهلة وغير مسؤولة بتدمير تمثال السياسي الوطني عبدالمحسن السعدون وسرقته من قواعده وكذا مع سفينة نيسان وتماثيل الاسرى الشهداء وشهداء مدرسة بلاط الشهداء واخيراً نسف تمثال باني بغداد ابو جعفر المنصور وغيره من النصب والتماثيل والاثار والتحف الفنية الراقية لشعب واعي مثقف بسبب تافه وغير منطقي الا وهو انها اصنام وانصاب بنيت في عهد الفكر العلماني الكافر بزعمهم وقد نسوا هؤلاء الغوغاء ان بعض هذه النصب والتماثيل كانت قبل مجيء البعث الى الحكم بعدة سنوات .


وفي مكان غير بعيد عن تلك الساحة يحمل القائد على الاكتاف ويلتف حوله العشرات من المسلحين وهو يكاد يقف وحده بين تلك الجموع رغم انها فرصة كبيرة لمنافسيه في الحاق الضرر به لكنه اختار ان يقف بين صفوف شعبه دون ان يكون بينه وبينهم اي حاجز وكما كان في ايام السلم والامان لم يهتم ولم يرتعب كما ارتعب اعدائه لحظة سقوط احد تماثيله في مكان ما من العراق .


لقد استطاع العراقيون ولله الحمد ان يمحون ثقافة الـ 1400سنة  من الخلافة الراشدية التي اتخذت من العراق عاصمة للدولة الاسلامية ومنار للفكر التحرري المسلم المبني على الايثار و التضحية بالنفس والتي بقيت كذلك رغم ما مر بها من  الحروب والنزاعات على السلطة والحكم بالحديد والنار في اقل من 3 سنوات كاملة من ابغض احتلال شهده العراق عبر تأريخه العريق وحيث ان تمثال ساحة الفردوس الساقط بيد الاميريكان لم يكن مجرد تمثال رمزي يعبر عن حالة معينة في حينها ولكن الذي حدث جعل جميع تماثيل العالم العربي والشرق اوسطيون تترأجف من وقع صدمة التمثال على الارض والسبب ليس لان هذا هو احد اصنام قريش الذين سقطوا يوم الفتح الاكبر اوانه رمز عالمي او علم من علماء الدنيا بل لانه وقع بيد غريبة وهذا الامر كان بمثابة ناقوس خطر دق في قصور حكام العرب وغير العرب من الذين كانوا يؤمنون بدوام الحال واستمرار السلطة وهذا الامر جعلهم يترأجحون بين مصدقاً ومكذب حتى وقف ذلك المكبل بالحديد رجلاً صلباً لايخشى شيئاً فقد كان وكما عرف عنه في موقف جعل اعدائه يعجبون به وانصاره مستبشرين ان قائدهم وبهذه اللحظات يتقدم للموت بكل صلابة وجأش امام مشنقة الغدر والخيانة التي اصدرت قرار الاعدام يوم 9\4 عندما وضعت اليد الامريكية الحبل والسلاسل حول رقبة التمثال الا انه لم ينفذ الافجر 10ذي الحجة 1427.


ان هذه الواقعة تستدعي ان نقف ونراجع جميع الامور التي مرت على وطننا الكبير منذ غزو المغول الى غزو العلوج واعادة ترتيب الواجهة الحضارية للعرب والمسلمين الذين وبخدعة استخبارية امريكية صهيونية جعلت منهم مصدر خطر اين ما حلوا فمنذ يوم 11\9 والعرب والمسلمين يرزحون باصعب وقت مر عليهم منذ سقوط قرطبة وما تلاه فاصبحوا كأنهم خشب مسندة او حمر مستنفرة والعياذ بالله.


فبعد ان زرعوا الخلل في بناء التركيب النفسي للعالم الغربي بإشاعة الاكاذيب حول الأسلام والمسلمين بدؤا باستخدام ورقة المواقف المحرجة حيث بدى سيناريو الطائفية يظهر على السطح مرة اخرى ولكن الان بعزف منفرد من قيثارة اللامريكان في العراق لان النسيج الاجتماعي للعراق وموقعه الجغرافي الذي جعله ساتر الوطن العربي ضد امتداد المد الشيعي الصفوي القادم من ايران والذي تريد ان تصنع طوق شيعي هدفه الظاهري تحرير القدس في حين انه في الحقيقة تهيئة لبناء دولة شيعية صفوية كبرى في الشرق الاوسط من خلال عزل العراق وسوريا ولبنان عن الوطن العربي وجعلهم ساحة للنفوذ الايراني في المنطقة واداة تنفيذ مطامع الايرانية في الشرق الاوسط والتي ظل العراق يؤخر هذا المشروع طوال هذه السنين حتى حانت فرصته بعد الانتهاء من العدو رقم 1 وهو الرئيس الراحل صدام حسين رحمه الله والذي كان اكثر العرب معرفة بالمخطط الايراني في المنطقة حيث انه وبمجرد الاستمكان من العراق وسوريا ولبنان سيكون الخليج ودويلاتهُ بيد الايرانيين وهذا الامر جعل كل من الاردن ومصر في حالة تأهب لاي طارئ من هذا النوع وهذا ما اكدته المصادر الصحفية المطلعة وكذلك قيام السعودية علنا بمهاجمة السياسة الايرانية في العراق ولبنان وترديد عبارات شديدة اللهجة ضد السياسة الايرانية في المنطقة الامر الذي استدعى الى سحب سفيرها من واشنطن وابلاغه رسالة يقوم بإيصالها الى البيت الابيض والخارجية الامريكية واعلانها دعم المقاومة السنية في العراق ودعم اهل السنة اذا ما وقعت حرب طائفية في العراق وهذا الامر نفس اعلنته بصراحة كل من تركيا ومصر والاردن وبعض الدول الاسلامية والعربية الرافضة تقسيم العراق ولبنان والملفت للنظر قيام احد المواطنين العراقيين بألاعلان على انه يجب على الاميركان أرسال الحبل الذي نفذ به اعدام الرئيس الشهيد صدام حسين الى بعض الدول العربية ليذوقوا من نفس الكاس لانه الذين كانوا يساندون الشهيد الراحل صدام وكأن الامريكان هم اسياد العرب والعالم وانهم سيشنقون كل من لاينفذ اوامرهم مهما كانت ....


اللهم لا تعذبنا بمافعل السفهاء منا يا ارحم الراحمين

 

وللحديث بقية ...

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ١٥ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١١ / نـيســان / ٢٠٠٩ م