السيادة والانقلاب على التمثال المركزي

﴿ الجزء الثالث

 

شبكة المنصور

سرمد فاضل قاسم الصالحي
كما عرفنا ان العراق كدولة ذات نظام ودستور وقانون وحكومة وطنية شريفة قد سُبّي بدبابات وطائرات وجحافل قوات اجنبية  اشتركت معها بعض الايادي العربية العميلة والخونة من العربصفويون والكرد العراقيين المسترزقين من عملية السبي والاحتلال يوم السابع من صفر لسنة 1424 (( كان كُتّاب التأريخ والمهتمين بـتأريخ الامم والشعوب يكتبون عن الاسر البابلي الاول والثاني لليهود على يد الملك البابلي العظيم نبوخذ نصر بعبارة السبي البابلي وهذه العبارة تدل على ان نبوخذ نصر وجيشه كانوا قُطاع طرق ولصوص سطوا على دولة اليهود وغزوهم على الرغم من أنهم (اليهود ) كانوا أعداء الامبراطورية البابلية في تلك الفترة وقد طالب الرئيس الشهيد صدام حسين بإعادة كتابة التأريخ وتصحيح كلمة السبي الى الاسر وهي أصح كون الدولتين كانتا في حالة حرب )) وقد ولا يخفى علينا وجود بعض القوى الاقليمية التي وقفت وساعدت هذه القوة الاجنبية على احتلال بلد جار لها واعطاءهم فرصة قتل حرية شعب في مطلع القرن الواحد والعشرين وان كانت قد سبقتهم مجموعة قرضاي الافغانية ولكنها ليست بنفس المستوى من انحطاط الاخلاق وسوء العاقبة فلم يقوم اي شخص من مجموعة قرضاي بنهب او سلب ممتلكات ومباني الدولة حسب ماذكرته المصادر الصحفية الامريكية وغيرهم لقد أدت عملية غزو الى حالة غوغائية وعبثية وغير مسؤولة تحت أنظار قوات جاءت معلنةً تحرير العراق والعراقيين ونشر الأمن والديمقراطية لبلد كان قد شق طريقه نحو الشمس في عتمة الرجعية والامبريالية العالمية (( لطالما رقصت على جثث الاُسودِ كلابُ )) كانت لهذه العملية تأثير على المجتمع العراقي ككل والذي تُرك ليواجه مصيره في بغياب السلطة التشريعية والتفيذية وكذلك صمت غير مبرر من قبل ما يسمى بالمرجعية الدينية وكأن هذا الامر الجلل لايعنيهم ولا أدري كيف ؟؟؟؟ واستمرت حالة فوضى اللاحكم وغياب الرقابة والضمير لدى العراقي فترة اسبوعين او اقل منذ دخول القوات الغازية الى بغداد وهذا بالضبط ما حصل بعد يوم السابع من صفر سنة  656  عندما دخل المغول بغداد وأعملوا فيها الدمار والخراب وفجأة تعالت الاصوات ونطقت المرجعيات بوجوب وقف عمليات النهب والسلب المنظم واعادة المنهوبات العشوائية الى الدولة من خلال اعادتها الى الجوامع والحسينيات لغرض ترتيب عملية اعادة تلك المسروقات لاصحابها والتوجه الى الله والاستغفار من الذنوب والاخطاء المرتكبة والتهيأ لإداء وإحياء شعائر الله والذهاب مشياً على الاقدام نصرةً للامام الحسين عليه السلام والمضحك المبكي في الامر ان الذي سار مشياً الى كربلاء هو نفس الشخص الذي سطا بالامس على مخازن وزارة الشباب واللجنة الاولمبية وكذا وزراة التجارة والزراعة والمؤسسات الرسمية والحزبية والدوائر الامنية وكنت آرى العديد منهم وهم يرتدون ملابس رياضية مخصصة للرياضين وكذا الاحذية الجديدة ناهيك عن المواد الغذائية التي استخدمت في اعداد الولائم الحسينية والذي أضحكني حد البكاء قيام بعض ضعاف النفوس والسطو على أغنام في مناطق متفرقة من غرب وجنوب بغداد بحجة انها مملوكة لعائلة الشهيد القائد صدام حسين رحمه الله !!!!!! هذه الاغنام اخذت طريقها الى الذبح والتهريب الى خارج العراق كان الدافع وراء السرقة والنهب ان هذه المسروقات والمنهوبات هي انها  وكما يزعمون ملك لنظام صدام ولذا فهي غنيمة حربهم ضد السلطة والقانون  !!!!!

 

 اننا اذا ما جعلنا العراقيون يمارسون طقوسهم الدينية بحرية لم يشهدوها سابقاً ولكننا كنا نأمل ان نشاهد طقوس اقل دموية....!! ((بوش الثاني))

 
يقول احد مؤسسي مواكب عزاء الحسين عليه السلام (( تأسس موكبنا سنة 1970 واستمر بالمشاركة في احياء هذه الشعائر حتى منع من قبل سلطة نظام البعثصدامي ولكن الحمد لله رجعنا الى المشاركة في هذه الشعائر المقدسة منذ صفر 2003 والى الان وهذا موكبنا امامكم يشارك في التطبير تأسياً بالامام الحسين الذي استشهد على هذه الارض المقدسة في البقعة الطاهرة من كربلاء وأننا مستعدين للتضحية على درب الامام الحسين .... ابو كرارالحسيني - كربلاء))


وتستمر دعوة السادة والمشايخ من المراجع العظام الى إحياء الشعائر والطقوس الدينية على نحو منتظم وبشكل جعل الكثيرين يهرولون الى الاسراف في البذخ عليها وممارستها بشكل مكثف لجعل المتلقي يقول انه زمن الحرية في كل شيء وما زاد الامر أصراراً ((كما يقولون )) هو العمليات الارهابية التي نُفذت ضد هؤلاء الحشود المليونية المتوجهة الى العتبات المقدسة والتي تكاد لا تخلو من تورط جهات اجنبية وعراقية فيها وبمباركة الشيطان الاكبر ليضمن وجوده في المنطقة من خلال اثارة النعرات الطائفية بين ابناء الوطن الواحد وكسر اللحمة واواصر الترابط فيما بينهم وقد افلحوا في ذلك وكان لهم ما يريدون واستعرت النار الطائفية لتأكل اخضر ويابس الشعب العراقي المتلاحم وكانت الاعوام الاربعة الاخيرة من اشد ما واجهه العراق طوال سنين الاحتلال فأكاد أُجزم انه لم يخلو بيت في العراق الا واصابته هذه النار في عزيز او قريب من خطفٍ او تهجيرٍ او تقتيل.


وتسلق المنابر فقهاء وخطباء كانت مهمتهم أسعار النار وتأجيج المشاعر وكان لاثر حادثة تفجير العتبات المقدسة في سامراء اكبر أثر في ذلك لقد صدرت اوامر من المراجع الشيعية في قم بشرعية تفجير المرقد وذلك بحجة تعجيل ظهور الامام المهدي عليه السلام ولكن الواضح هو ايجاد ذريعة لقتال اهل السنة في العراق كون هذا المرقد يقع ضمن دائرة مسؤولياتهم وفق التقسيم الذي رافق احتلال العراق فكانت احداث 24شباط 2005 وما رافقها من تجاوزات طالت المساجد والاضرحة في عموم القطر الاثر البالغ في اشتعال نار الفتنة الطائفية في العراق وجعله من اسوء مناطق العالم لغرض قتل وتهجير اكبر عدد من ابناءه كحالة محبطة ومذلة لكي ما تتعالى الاصوات الخرساء بضرورة بقاء المحتل الى ما لا نهاية .

 
(الفتنة نائمة لعن الله من ايقضها ... حديث شريف)

 
ابدعت ثقافة الكبت في أثارة مشاعر المسلمين كافة والعراقيين بشكل خاص رغم اننا نعلم جيداً ان الانظمة التي توالت على حكم العراق في بداية القرن العشرين الى عام 2003 قد تفاوت في سياستها تجاه المسيرات الحسينية ومراسيم تشابيه يوم العاشر من محرم الحرام غير ان ما شهدته محافظة النجف سنة 1978 جعلت سلطة البعث تفكر في ايقاف مثل هذه المظاهر وهذا ما تم فعلاً بعد تلك الاحداث رفعت جميع مظاهر الحزن من الشوارع وكذلك صدرت اوامر صارمة بحق المخالفين واستمر الكبت لمدة 10 سنوات أو اقل حتى صدرت اوامر وتعليمات للمنظمات الحزبية في عموم القطر بصرف مبالغ لاحياء مراسم ليلة العاشر من محرم من خلال اعداد الولائم وتوزيع الطعام في تلك المناطق ولقد قدمت وزارة الاعلام ووزارة الثقافة عدة عروض مسرحية واذاعية كذلك امسيات شعرية كانت مادتها مستلهمة من واقعة الطف ومأساة عاشوراء لقد ارادت السلطة تقريب وجهات النظر بينها وبين الشعب من خلال تصوير مأساة العاشر من محرم كعمل ادبي راقي أضافةً الى كونه شعيرة دينية وحادثة يندى لها جبين الانسانية على مر العصور .((حسين مني وانا من حسين..... حديث شريف))


ولكن ما جرى في العراق بعد تغييب نظام البعث والترويج لسياسة التطرف الاحمق أثارت واقعة الطف شجون المسلمين وعلماءهم في العراق فمنهم من وقف مع اقامة مجالس العزاء واستذكار الحدث وترك ما يصاحب ذلك من ايذاء للنفس وخروج عن نهج الاسلامي الحنيف (جلد النفس وتطبير الرأس ) في حين برز فريق يعظم تلك التصرفات التي من شأنها الحاق الضرر بالنفس وما شابه ذلك حتى وقف احد الخطباء على منبره قائلا أفلح من طّبر (اي افلح من شج رأسه بالسيف ) حتى وصف احد الاخوة ذلك الامر وسئلني هذا السؤال :


أيعقل هذا التخلف والتصرف الجاهل في القرن الواحد والعشرين؟ ونحن نستخدم أحدث وسائل وتقنيات الانترنت والفضائيات؟


كان جوابي له نعم ......
ويمكن ان تلاحظ ذلك جلياً في جميع الاقنية ذات الترددات الصفوية وشبكة التطرف الاحمق فانت بالامكانم الاستماع ومشاهدة الشيخ المهاجر وهو عالم من علماء ما يسمى الدين الاسلامي (الاسلام منهم براء ) وخطيب من اشهر خطباء المنبر الحسيني (الحسين منه براء) يجمع حوله اكثر من 800 الى 1200 من الرجال والنساء والشيوخ والاطفال في مجلس عزاء اقيم في مدينة السماوة في العراق من يوم 1محرم الحرام 1430 ولمدة 13 يوم وهذا الرجل يخطب ويتاجر بالعبرات ويستجدي الدمعات المسكوبة على زين السموات والارض سيد شباب اهل الجنة يخاطبهم بانهم مثقفين وعقلاء ثم يذكر لهم رفضه القاطع لما افتى به علماء وفقهاء المنبر الحسيني (أمثال السيد محمد حسين فضل الله والمرحوم أية الله العظمى الشيخ احمد الوائلي قدس سره ) والذين افتوا بحرمة التطبير والضرب بالزنجيل لما يوقع من يمارسونه في الشبهات والخروج من الملة لانها طقوس متوارثة من الوثنية الهندوسية والشعوب الكافرة الاخرى ، وقد قال في محاضرة له ان ما يعلوهم من غبار اثارته الخيول المستخدمة في تشبيه واقعة الطف والتي غمرتهم من رؤوسهم الى اقدامهم ما هي الا شفاء لابدانهم المريضة وان جبرائيل والملائكة يحسدونهم على ذلك وهي شهادة تشفع لهم عند الله يوم العرض على انهم حضروا وقاموا بتشبيه واقعة قتل الحسين بعد 1257 سنة من استشهاده لا بل يتمادى في اثارة عواطفهم وملىء صدورهم بغل اتجاه الصحابة العظام وكذلك الشيخين رضا الله عنهما وارضاهما قائلاً( ولما سقط السهم المثلث على قلب الحسين وضع يده الشريفة على موضوع النزف التي امتلاءت دماً ورمى به الى السماء فلم ينزل منه قطرة ومسح بيده الكريمتين وجهه الشريف وقال :ـ هكذا ألقى جدي رسول الله مخضباً بدمي وأقول يا جداه قتلني فلان وفلان ) أتعرفون من فلان وفلان انا لااريد ان اذكر اسماء وانتم مثقفون وتفهمون نعم الحسين قتل يوم السقيفة ،


الحسين قتل يوم كسر ضلع الزهراء سلام الله عليها ،
الحسين قتل يوم استشهاد ابيه الامام علي عليه السلام
الحسين قتل يوم سم اخيه الامام الحسن عليه السلام
نعم حبيبي الحسين قتل منذ ذلك الحين لان هذه الحوادث هي التي مهدت لقتل الحسين احبائي )


تأمل معي ما قاله الشيخ الجليل خادم آل البيت كما يقول (لعنه الله من آفاك) وهو يصف اللحظات الاخيرة للحسين عليه السلام يوم العاشر من محرم علماً ان هذا الحديث متلفز ومتاح للجميع صغاراً وكباراً متعلمين وجهلة وضع يدك انت فوق الخلل اذا كان هذا ديدنهم وتنشره وكالات انباءهم والله وتالله وبالله وهو قسم لو تعلمون عظيم لئن تشاهد وتسمع وتصفح اقنية العهر والفشل السياسي والاجتماعي اقل خطراً على مبادئك من ان تسمع او تشاهد او تقرأ هذا الحديث الذي هو شرُ من ذلك.

 
نعم قد يكون يزيد هو من ظلم الحسين (ع) لانه ارسل جيشاً جراراً ليقف بوجه ثورته ولم يعي يزيد ان الحسين (ع) لم يخرج عليه طمعاً بالكرسي وما للامارة من سلطة وجاه فالحسين (ع) اسمى وارفع من ذلك ولولا ان رسائل صُدرت أليه من كبار وثقات شيعة ابيه (ع) لما خرج قاصداً الكوفة والتاريخ صّور لنا ذلك والان يلعن بعضهم بعض قال تعالى (كلما دخلت امةُ لعنت اختها ) وفي آيةً اخرى (تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم)


وسئل الشافعي (رض) عن الفتنة الكبرى قال :ـ (( تلك فتنةُ قد عصم الله بها سيوف الصحابة فانعصم نحن السنتنا عنها )).


اللهم اعصم عنها السنتنا ووفقنا لما تحب وترضى
فهناك علماء افذاذ من كبار مشايخ وسادة الشيعة في العالم الاسلامي لا تؤيد تلك الاساليب التي يتبعها بعض عوام ابناء الشيعة في تأدية شعائر إحياء واقعة الطف التي أستشهد فيها الامام الحسين بن علي (سيد شباب أهل الجنة ) ولعل من اهم القضايا التي تثيرالكثير من الجدل بين الأوساط الشيعية، كما تثير الاشمئزاز لدى عموم المسلمين الآخرين الذي يرون فيها بدعة باطلة هي قضية "التطبير" (شق الرؤوس وضربها بالسيف) ويقول المؤرخون ان التطبير ماهي الا بدعة صفوية فارسية، استخدمت من اجل المبالغة في أظهار "حب أبناء الإمام علي بن أبي طالب"، وذلك للتغطية على المبالغة في النزعة القومية الصفوية التي منحت الفرس هيمنة مطلقة على الأقليات والطوائف في إيران تحت ستار أيديولوجي ديني. ويرد ابن الأثير ظهور مراسم إحياء ذكرى عاشوراء إلى زمن الدولة البويهية (932 ـ 1055م)، ويقول إن معز الدولة أحمد البويهي (915 ـ 967م) هو أول من أحيا ذكرى استشهاد حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم.أما تمثيل موقعة كربلاء؛ فلم يبدأ إلا في القرن السادس عشر في إيران الصفوية. وينسب التراث الشعبي الفارسي إلى الشاه إسماعيل الصفوي استخدام هذا التمثيل لنشر المذهب الشيعي في فارس، ثم شجّع الشاه عباس الصفوي (توفي عام 1629) هذا التقليد وقد تابع حكام فارس القاجاريون تقليد تمثيل موقعة كربلاء، وفي عهد أول شاه قاجاري، وهو الأغا محمد خان، أصدر المجتهد فاضل القمي فتوى تشرع هذا التمثيل، لكن الممارسات الدامية التي كانت تصاحب التمثيل مثل اللطم وشج الرؤوس بالسيوف، والجلد بالسياط، لم تصل إلى المركز في إيران، ولم تُعرف في البلاد العربية إلا في القرن التاسع عشر، مع أن بعض المصادر التاريخية تتحدث عن وجود هذه الممارسات في بعض أنحاء القوقاز الجنوبي منذ عام 1640.


ويعيد البعض الآخر من الباحثين نشوء ظاهرة اللطم إلى روسيا أيام القياصرة؛ حيث نقلها في البدء رجل إيراني، دُهش من طريقة التعبير عن الحزن لدى بلاد الروس، ورأى أن مصيبة آل البيت أوْلى بأن يُعبّر عنها بهذا الأسلوب الدراماتيكي، فنقلها إلى بلاده، ومنذ ذلك الوقت انتقلت إلى لبنان وإلى النبطية خصوصا.‏وقد ظهرت فرقة دينية مسيحية نشرت اسلوب تعذيب النفس للتطهر من الذنوب والخطايا تأسياً بالسيد المسيح الذي كما تقول الروايات النصرانية انه حمل صليبه وتعذب ليغسل خطايا بني البشر وذلك أثر انتشار وباء الطاعون في اوربا اواسط القرن السادس عشر وبالتحديد سنة 1660 وفكانت هذه الفرقة تجوب شوارع روما وفينيسيا ومدن كثيرة في ايطاليا والنمسا واوربا الوسطى وهم يضربون انفسهم بسلاسل من حديد ومقامع حديدية غايتها اللتطهر من الذنوب لانهم يعتقدون ان ما اصابهم هو غضب الرب لذا عليهم السير على خطى ونهج ابنه في التكفير عن ذنوبهم  وتحمل الالام اخطاءهم (كما يزعمون ) وتثير هذه الطقوس منذ زمن جدلا محتدما بين المسلمين الشيعة في العالم بل حظرها العديد من رجال الدين الشيعة لانها تضفي صورة وحشية على المذهب ومثل تلك الاعمال دليل على تخلف وإهانة للمذهب الشيعي وغير جائزة.


ونظراً لما لواقعة الطف من تأثير شديد على الثقافة الاسلامية الشيعية والسنية على السواء فقد أستغلت من قبل بعض الشخصيات الاسلامية لاغراض سياسية بحتة ولضرب الدين الاسلامي من الداخل فلقد قام  ما يسمى بالمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق برئاسة المجرم عبد العزيز الحكيم أستغلال شعائر إحياء ذكرى عاشوراء لاسباب انتخابية بحتة ففي تصريحات نقلت مصادر صحفية عراقية عن مستشار المالكي والقيادي في حزب الدعوة  المدعو حسين الشامي والذي كان مسؤولاً عن المركز الاسلامي لحزب الدعوة في لندن لسنوات عدة قبل عودته الى بغداد بعد احتلال العراق عام 2003 وتولى منصب ما يسمى برئيس الوقف الشيعي قوله " نرفض رفضًا قاطعًا تسييس الشعائر الحسينية واستغلالها لتصفية الحسابات الحزبية والمعارك الانتخابية وغيرها، وألا يتحول دم سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) إلى سوق للمزايدات حول مسألة الولاء للنهضة الحسينية المباركة فكل أبناء العراق حسينيون وفي خط النهج الحسيني المبارك.. كما ندين محاولة البعض احتكار ذكرى عاشوراء وتسخير الشعائر الحسينية لمصالحهم الفئوية الضيقة فالإمام الحسين (عليه السلام) أكبر من ذلك وسيبقى مشعلاً هاديًا يستضيء به كل الأحرار في العالم .. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون” حيث أكد أن الطقوس والشعائر التي يمارسها الشيعة في عاشوراء ذكرى استشهاد الامام الحسين بن علي بن ابي طالب عليهما السلام عام 61 للهجرة ما هي ألا بدعة من البدع وقد "جاءت من الفرس والترك وغيرهم من الاقوام”وقد أنفجر القزم عمار الحكيم غضباً وذلك في مجمل رده على تصريحات الشامي واصفا اقواله بأنها "افتراءات ظالمة”.وقال "من ناحية أخرى نود إعلام الجماهير الحسينية الواعية أن بعض الأوساط غير الواضحة التي تستخدم عناوين تضليلية تحاول إشاعة افتراءات كاذبة حول الشعائر الحسينية الشريفة فيها إساءة إلى حزب الدعوة الإسلامية هدفها التشويش على مسيرة العملية الانتخابية التي مازالت ولله الحمد تسير بهدوء وشفافية معبرة عن تلاحم العراقيين وأصالتهم”. ورفض القزم عمار الحكيم الانتقادات التي وجهها مستشار المالكي للشعائر الحسينية مشيرا إلى أن "كل ممارسات عاشوراء يطلق عليها "الشعائر الحسينية" بإجماع المراجع والفقهاء .

 

وقال "إننا لا نتماشى مع أي نداء يريد تفكيك هذه الشعائر ويريد أن ينظر إلى الشعائر المبتكرة على أنها بدعة ولا تتمتع بالشرعية اللازمة لأدائها" مشيرًا إلى أنه "من المعيب جدًا التشكيك بالشعائر الحسينية لوجود خطأ هنا أو هناك ونسبة الخطأ موجودة في كل مكان وزمان" على حد تعبيره وشدد بالقول "إن موقف حزب الدعوة الإسلامية من الشعائر الحسينية واضح وصريح منذ البداية يتبنى رأي المرجعية الدينية العليا صاحبة الكلمة الفصل في مثل هذه الأمور".. في تنصل من موقف عضو قيادته الشامي ومؤيد لمرجعية علي السيستاني التي تجيز شج الرؤوس اذا لم يكن فيها ضرر وجاء في نصها (ان اقامة الشعائر الحسينية من ابرز مصاديق تعظيم شعائر الله فهي مندوب إليها ما لم يصحبها ما يناسب مجالس اللهو والعياذ بالله .. والاضرار بالجسد ما لم يؤد الى الهلاك وما حكمه فلا دليل على حرمته). وكان اللاحكيم دافع عن "الشعائر الحسينية" في عاشوراء واصفًا إياها بأنها "ركيزة مهمة من ركائز الإسلام". وقال أمام حشد من مسؤولي المواكب الحسينية قدموا من محافظات عراقية عديدة واجتمعوا في كربلاء " إن "الشعائر الحسينية مشروع صمم له أهل بيت النبي محمد". واوضح اللاحكيم أن "ممارسة الشعائر الحسينية ليست بدعة أو ابتكارًا أو مزاجًا كما يصفها بعضهم"، مشيرًا إلى أن "بعض الروايات التاريخية دلت على ضرورة الالتزام بالشعائر الحسينية في عاشوراء"..


واوضح اللاحكيم أن "ممارسة الشعائر الحسينية ليست بدعة أو ابتكارًا أو مزاجًا كما يصفها بعضهم"، مشيرًا إلى أن "بعض الروايات التاريخية دلت على ضرورة الالتزام بالشعائر الحسينية في عاشوراء". وشدد على أن "كل ممارسات عاشوراء يطلق عليها "الشعائر الحسينية" بإجماع المراجع والفقهاء. واضاف "إننا لا نتماشى مع أي نداء يريد تفكيك هذه الشعائر ويريد أن ينظر إلى الشعائر المبتكرة على أنها بدعة ولا تتمتع بالشرعية اللازمة لأدائها" مشيرا إلى أنه "من المعيب جدًا التشكيك بالشعائر الحسينية لوجود خطأ هنا أو هناك ونسبة الخطأ موجودة في كل مكان وزمان" على حد تعبيره. ومن جهة أخرى ظهرت جماعة جديدة تطلق على نفسها ((لفيف من علماء الحوزة العلمية )) ووصفت تصريحات الشامي بانها تشابه تصريحات اعداء المذهب من السلفية التكفيرين مشددة بالقول ((طلع علينا صوت عبر الأثير خدش مشاعر المؤمنين ونغّص عليهم نعمة انتهاء الشعائر الحسينية بسلام وأمان وحسن تنظيم وأداء حيث تجرأ فندد أحد المعممين من أعضاء المكتب السياسي لحزب الدعوة الإسلامية واحد مستشاري رئيس وزراء العراق الموقر ((طيييط)) ببعض هذه الشعائر الحسينية زاعما أن أي شعيرة ما عدا البكاء والزيارة واللطم الخفيف خدعة وبدعة جاءت من الترك أو الفرس مدعيا حرمة الشعائر إن الحوزة العلمية إذ تشعر بعميق الأسى والأسف من أن يقف بعض من يتزيى بزيها الى جانب السلفيين التكفيريين المتحاملين على شعائر الإمام الحسين (عليه السلام) تطلب من السيد المذكور والجهة التي ينتمي إليها المبادرة الى التوبة الى الله والاعتذار الى الملايين من المؤمنين الحسينيين الذين سفههم ورماهم بالجهل والبدع )) وقال ان الشامي "بزعمه" هذا يكون "كل لبس للسواد وإطعام للطعام وتمثيل للواقعة وضرب بالسلاسل والتطبير وخروج للمواكب الحسينية بضمنها (ركضة طويريج ) وغيرها من الشعائر الأخرى محرمة بل يحرم حضورها ومشاهدتها كون محض الحضور والمشاهدة تشجيعا لها ودعما وتأييدا لإقامتها ، أن علماء الحوزة العلمية في النجف الأشرف إذ يأسفون لعدم علم السيد المتحدث بقواعد استنباط الأحكام الشرعية من الكتاب الكريم والسنة المطهرة ذلك أن الشعائر الحسينية مصداق لقوله سبحانه وتعالى (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) وأنها من الجزع على مصاب الحسين (عليه السلام) حيث قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (كل الجزع والبكاء مكروه ما سوى الجزع والبكاء لقتل الحسين (عليه السلام)" .


ومن جانب آخر طالب بعض علماء الحوزة الدينية الشامي بعدم الولوج في مثل هذه الامور وجاء في بيان اصدرته هذه المجموعة (( ان على الشامي وأمثاله ألا يلبسوا لبوس الفقيه المفتي فيحرمون ما أحل الله ويفتون الناس بما لا يعلمون ،ولو قدر للسيد المتحدث وغيره أن تعتريه شبهة من الشبه تجاه شعيرة من الشعائر الحسينية فإن مناقشة الشبهة ودحضها تتم في الحوزات العلمية وفي مقدمتها الحوزة العلمية في النجف الأشرف وفي مجالس البحث العلمي وليس عبر الفضائيات ووسائل الإعلام))


وقد يكون تصريح الشامي هذا يدخل ضمن موضوع التغطية على الأغراض الحقيقية او ما يسمى بالتقيّة في الثقافة الشيعية والتي تشمل فعل شيء والتغطية عليه ويمكننا القول هنا ان رفض حزب الدعوة بزعامة المالكي إستغلال اقرب منافسيه على السلطة المجلس الأدنى اللإسلامي لممارسات شج الرؤوس واللطم والضرب بالسلاسل في عاشوراء واعتبارها من البدع ولاتعتبر من ركائز الاسلام اي انها تستخدم التقيّة كما في دعوة  المالكي في وقت سابق الى مقاطعة الكيان الصهيوني بسبب احداث غزة، في حين ان حبر توقيعه على ورقة الإتفاقية الأمنية مع حلفاء الصهاينة لم يجف بعد.

 
{... قل لا اسئلكم عليه من اجر الا المودة في القربى ...}

 
على رغم من ان كبار علماء الدين والمراجع المعتدلين يرفضون مثل تلك الممارسات الا مسؤولة حتى لو كانت بحجة التأسي بالامام الحسين(ع) وبإجماع اراء كبار علماء الدين الشيعة التي تتراوح بين التحريم المباشر لاراقة الدماء وتعمد ايقاع الاذى بالنفس الى الكراهية الشديدة ولكن هناك من المنتفعين بأراقة الدم العراقي ويصر على ممارستها رغم علمه بانها لا تزيد او تنقص في الاسلام شيء فمن الغريب جداً ان تسمع منهم من ان اراقة الدماء بهذا الشكل تسمح لهم باستشعار مأساة الحسين(ع) والتضحية في كربلاء رافضين القول بان هذه الدماء كانت اولى أن تراق في المعركة ضد الاحتلال الأميركي للعراق او الصهيوني لفلسطين وبنفس القُدسية التي سالت من اجلها دماء الحسين(ع) واولاده واخوته والانصار في معركة كربلاء بل ان البعض يقول انه وفي حالة تحريم التطبير من قبل المراجع والعلماء سيجرح مشاعر الشيعة اذا ما حظره رجال الدين رغم انها ليست الطريقة المثلى التي تظهر بها حبك للحسين (ع).

 

الواضح من ما تقدم الايدي الصفهومريكية الخفية  لهذه الممارسات وما تبينه لنا المبالغة التي رافقت عمليات القتل والترهيب التي استخدمتها العصابات الارهابية والميليشيات المدعومة من نظام ايران الصفوي والدوائر الاستخبارية المرتبطة به وبمباركة صهيوامريكية وكل ذلك يندرج تحت شعار حباً لآل بيت النبوة والرسالة  وهم منه براء الى قيام الساعة محاولين ابعاد الشباب واتجاهتهم عن التفكير في خيار المقاومة ورفض الاحتلال من خلال ايهامهم بأنه وما ان يخرج المحتل من العراق حتى يصبح تحت سيطرة المجاميع الارهابية  وكأن العراق لقمة سائغة كما يتصوروه آلا خابوا وخابت امانيهم .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء / ١٩ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٥ / نـيســان / ٢٠٠٩ م