هذا مايحصل في سجون العراق

 
 

شبكة المنصور

شهد الجراح / كاتبة واديبة عراقية
بغية فهم واستيعاب الممارسات البشعة التي تحدث الآن في معتقلات العراق ,أحب إن أتوجه إلى الرأي العام والضمير الإنساني ,لأوضح ولو جزءاً صغير جدا من كمً هائل من الانتهاكات الصارخة التي لا يرضاها الله ولا الضمير الإنساني ولا دعاة الإنسانية,وما تنطوي عليه من كشف لأبعاد وأهداف الاعتقال والطرد والقمع التي يتعرض لها العراقيون النجباء ,الذين أصبحوا محور الاستراتيجية الكفاحية وأدواتها في مقاومة الغزو الأمريكي الصفوي والتصدي له ,


على هذا الأساس فإن ممارسات الحكومات العميلة التي جاءت مع الاحتلال وإضافة إلى سياستها القمعية الإرهابية التي تستهدف وضع المواطن في حالة عجز وضعف لتحول بينه وبين قدرته على مواجهة الاحتلال والتصدي له ,وإحباط خططه التوسعية ’ولكي لا يشكل هذا المواطن عنصر القوة الأساسية في الكفاح والتحرير ,


لكي أتناول الموضوع بشيء من التفصيل وكذلك أنماط وصيغ الاعتقالات والمداهمات المفزعة التي يتعرض لها العراقيون الآمنون بتهم باتت معروفة سلفا وهي (الانتماء للقاعدة _صدامي _تكفيري _إرهابي ).في أوقات متأخرة جدا من الليل من قبل المحتلين وعملائهم غير مراعين البتة حرمة الدار وساكنيها. وإطلاق الشتائم والإذلال والرعب.ومايلي ذلك من أعمال سلب ونهب وتدمير لمحتويات المنزل .واعتقال من في البيت حتى ولو كان طفلا ,ليضطر بعد ذلك ذووه إلى تسليم أنفسهم .ولتأتي بعد ذلك سلسلة من العذابات في داخل المعتقل وأحب أن اروي هنا بعض مما روي لي من أحداث مؤلمة استفزتني بشده , لو بشكل مختصر جدا


1_التعذيب الجسدي . بإتباع أساليب متنوعة ومنها الضرب المبرح حد النزف والإغماء ,أو التسبب بعاهة مستديمة,الصعق بالكهرباء .استخدام مواد حارقة .كصب الزيت الحار على الجسد وماشابه .استخدام الآلات الخطرة كالمثقاب الكهربائي (الدريل) وأداة لحم الحديد ,حقن المعتقل بأبر تحتوي على مخدرات ..وقد روى لي شاهد عيان عن تعذيب طفل لا يتجاوز عمره 14عاماً مما أدى إلى تهشم كامل بالقفص الصدري بتهمة انتماء والده (إلى المقاومة)


2_التعذيب النفسي .ومنها الحرمان من النوم , تجريد المعتقل من ملابسه,التهديد بالاعتداء الجنسي .تسليط الإنارة الساطعة جدا .تشغيل الموسيقى الصاخبة ,إيهام السجين بأن أمه أو أخته تستغيث به .وضع تسجيلات صورية لناس يتعرضون للتعذيب ,اقتياد المعتقل إلى ساحة في وسط السجن حيث تهاجمه الكلاب المتوحشة , ومن ثم ينقل إلى حفرة ليهال عليه التراب لإيهامه بأنه سيدفن حيا .إجباره على تناول ا لمشروبات الكحولية المسكرة واكل لحم الخنزير ,إلقاء الطعام في المرحاض وإجبار السجين على تناوله , وضعه في زنزانه ملطخة بالدماء والفضلات والماء القذر , إجبار الرجال على ارتداء ملابس السباحة النسائية والرقص .إطلاق الكلمات البذيئة عليه


3_التعذيب الجنسي .يتخذ هذا النمط صورا بمنتهى الاشئمزاز والقشعريرة.ومنها الضرب بالعصي على الأعضاء التناسلية, الحروق , الإكراه على ممارسة الرذيلة , وهناك الآلاف من حرائر العراق تعرضن للاغتصاب الجنسي . اذكر منها إجبار رجل دين يبلغ من العمر( 68سنة على الاعتداء جنسيا على بنت مراهقة لا يتجاوز عمرها (15) سنة أمام أنظار الجميع مما جعله يرفض بشده ..مما جعله يتعرض للضرب بالسياط نتيجة مخالفته الأوامر وينتهي به الضرب لحد النزف , مما أدى إلى تدخل الفتاة لرفع الأذى عنها ودعته لتقبيلها لكن بعهد الله كأب ..مما أثار حقد وغيض الحراس

 
4_الازدحام حيث يقدر عددا لسجناء في الزانزنة الواحدة أربعة أشخاص يفترشون مساحة ارض لاتزيد عن (150 ) سم مما جعلهم يتبادلون فيما بينهم أوقات الجلوس والوقوف .وقد اخترعت الحكومة حلا لهذه الإشكالية بتصفية الأعداد الزائدة من السجناء بإطلاق العيارات النارية عليهم ومن ثم رميهم في المزابل و على قارعة الطريق تحت بند الجثث المجهولة


5_الأوضاع الصحية وصلت إلى مراحل خطرة ومنها انتشار الجرب .فقدان البصر .انهيار الوزن .الإيدز .الالتهابات المعوية .الخ مما أدت بالبعض إلى ترك عاهات مستديمة لديهم نتيجة فقدان العناية الطبية بالرغم من وجود طبيب مقيم يقوم بفحص المريض دون أن يلمسه...!!! وما وجوده إلا كتغطية أمام زيارات الصليب الأحمر


6_أوضاع السجون وتعتبر الأسوأ في تاريخ العراق الحديث والعالم..حيث أكد لي احد الأشخاص وجود محققين يتكلمون اللهجة الفارسية في سجون الداخلية يعتقد أنهم ضباط في جهاز المخابرات الإيراني ..وأكد البعض وجود ضباط من دولة عربية مجاورة مشرفين على التحقيق في سجون البصرة (نتيجة التقارب الجغرافي)...وهناك سجون سرية تعود لوزارة الداخلية تمارس فيها فضائع وحشية ..لايمكن الوصول إليها نتيجة وقوعها في أماكن نائية وغير هذا وجود عدد كبير من المعتقلين امضوا ما يزيد على السنتين أو الثلاث دون توجيه تهمة رسمية لهم , هذا اقل القليل وغيض من فيض, وما خفي كان أعظم من الممارسات ا للا أخلاقية واللا انسانية الدالة على الانحطاط الغربي وما وصلت إليه الحضارة الغربية وهذا النتاج الحضاري والديمقراطي بعملاء أمريكا حكام العراق الجديد...!! هذه الأفعال التي تتنافى مع ابسط قواعد حقوق الإنسان وفي الوقت ذاته تكشف عن كره هؤلاء للرقي الإنساني في التعامل على الرغم من اتفاقيات جنيف ومواثيق حقوق الإنسان ومداخلات الصليب الأحمر.


هل سيصيبنا مرض النسيان والإهمال فجأة عن هذه الأعمال الوحشية التي لا تليق بآدمي مثلما حصل مع فضيحة (أبو غريب ) وسجن الجادرية ,التي أصبح فيها جسد العراقيين والعراقيات مسرحا لها ؟ وهل يا ترى لو حدثت هذهالفضائع في بلد غربي هل كان سيتم التعامل مع القضية كما تعامل مع الفضائح المفزعة للعرب والمسلمين ؟ أيا ترى هل نصيب العربي المسلم الذل والمهانة ؟!! وللغربي الحقوق والكرامة؟ !!هل هذه هي حقوق الإنسان التي يتشدق بها الساسة الجدد من المقدسين حد العبادة شعارات أمريكا ..أم انه كشف حقيقي للوجه الأمريكي الصفوي بدون مساحيق ؟؟؟


الحرية لسجناء العراق .

 

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ٠٤ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٣٠ / نـيســان / ٢٠٠٩ م