انهيار احلام المصالحة .. والحكومة تستعد للرحيل !!

 

 

شبكة المنصور

سعدون شيحان – كاتب سياسي عراقي
منذ ان بدءات المناورات السياسية تتجه صوب الاعداء ....طغى انطباع واضح بالفشل لدى حكومة نوري المالكي ولم ينفع خطوط التقارب التي سميت بالمصالحة مع القوى المعارضة للعملية السياسية الحالية اضافة للكتل الوطنية واخرها التقارب الذي لم يكن واقعا مع حزب البعث ...ومع اننا حذرنا من ان الموافقة على تلك الدعوات الحكومية وان سميت بالمصالحة الوطنية فأنها احرقت مقدما أي افق للمصالحة او اسس الوطنية ولم تخرج عن محاولة لاستقطاب القيادات لحرق ما تبقى منهم من خلال الاقصاء والتهميش ان لم تطال الاصابع القذره الايرانية رقابهم ...


قبل فترة من الزمن طرحت العديد من المشاريع السياسية لتبييض وجه الحكومة وتسويقها عربيا ودوليا ..لم تمنح حكومة المالكي المساحة الفعلية للمناورة السياسية بسبب الضغوط الايرانية التي وضعت العراقيل بوجة أي توجة اتجاه المجتمع العربي مع ان كل الخطوط التي رسمت بعيدا عن الافق العربي بائت بالفشل لان العراق يبقى عربيا وامتداده وقيمته وسط الاجماع العربي ودعم القوى العربية وابرزها المملكة العربية السعودية ومصر ..


ابرز القوى الوطنية التي استهدفت في محاولة للتقارب معها من قبل الحكومة العراقية هي حزب البعث ..وهنا رسالة تؤكد ان البعث يبقى الرقم الصعب في المعادلة العراقية كونه ضم كل القوى الوطنية الحقيقية التي قاتلت المحتل وبقيت تمسك بالتاريخ الابيض لانها لم تتعاون مع المحتل اما باقي الكتل السياسية فأنها تنزعج دوما من افق التقارب مع هذا الحزب لانه يبقة ينذرها بعواقب التقاربات والمزايدات التي حصلت في العراق واسلوب الابتزاز السياسي وحرق تاريخ العراق من خلال بيع المصير لمحتل احترق في ارض لم يحسن الجلبي رسم منافذ هروب اسياده منها ...


بعد فشل اغلب المحاولات الحكومية لرأب الصدع مع القوى المؤثرة الحقيقية في الشارع العراقي يتبين ان هناك مأزق حقيقي لدى الحكومة تتمثل بالفشل في تحقيق شرعية وطنية داخلية تتمثل بقبول وطني وفشل اضافي يتمثل بالافق المحيط العربي والافق الدولي ومن هنا كانت المحاولات الحثيثة لاستعادة الشرعية من خلال المرور على جسور التيارات الوطنية الحقيقية ولكن تلك القوى فهمت المعادلة وابت ان تكون جسورا لعبور جوقة تجار السياسة الحديثة ..


قبل ايام استمعنا لحديث السيد عزة إبراهيم امين سر حزب البعث والممثل الشرعي للقيادات البعثية الحالية تضمن الحديث نقاط ثمان رسمت بعناية كشروط لعودة البعث للمسرح السياسي وتفتح الافق لحوار سياسي مع الولايات المتحدة ولكنها استباقيه لغرض تمكين الحوار الكثيرين رؤى ان تلك الشروط فيها غرابة بعض الشيء كون الحزب يعد أي فرص للحوار مع المحتل من المحضورات ولكن مطالعة دقيقة للشروط يبين ان لا جديد في تلك الشروط خاصة مع الإصرار على عودة القيادات السابقة لمناصبهم ولكن القرار البعثي اتى متزامنا مع رغبة عربية على أيجاد قوى حقيقية بعيدة عن النفوذ الايراني تكون وطنية تقود الشعب العراقي ولا تهدد بحكم الامتداد الإيراني لدول الجوار العربي ..


ان المحيط العربي بات على يقين ان من يمثل الواقع العراقي هو القيادات السابقة التي لم تلبس رداء الطائفية او الانتماء الديني لجهات رمزية هشة كالتي تعيث الان بالواقع العراقي ومنها الصدري والسيستاني والحكيم ..الخ


ان قراءة واقعية للاحداث السياسية تؤكد ان الحكومة الحالية تعاني من ازمة كبيرة وخطيرة تتمثل بعدم القدرة على معالجة الداخل العراقي وما يعنى بحياة المواطن من جهة ومن جهة اخرى فقدان الحلول لايجاد توازن بين الكتل المتصارعة في الشأن السياسي العراقي ....


ان مخرج الحكومة الحالية الوحيد هو العودة من حيث اتوا ..مع ان ذلك لا يحميهم من لعنة التاريخ ..ومن مسائلة اخلاقية للتردي الذي اصاب العراق ...


احيانا نتسائل بين افق الامنيات وبين الواقع ونجد ان هناك تباين بين امنيات وطنية وبين واقع مزري لكن الان يبدو ان الامنيات والواقع قد اتخذوا مسار موحد يتجة نحو افق واحد وهو ان الحكومة الحالية لن تصمد اكثر من الاشهر الستة القادمة عندها تدل كل المؤشرات نحو تغيير لن يكون وفق رغبات امريكية او حكومية حالية بل الدلائل تشير الى تقدم مؤشرات التاثير العربي في الشان العراقي وعودة القوى الوطنية الحقيقية لتتصدر القيادة المستحقة للعراق ...


اننا لا نستبق الاحداث ولكننا نستقرء وفق ما مطروح حاليا ومع ذلك هناك الكثير من الدلائل التي لا نود ان نشير لها حاليا ولكنها وفق القراءات الفعلية واضحة للمعنيين مع اننا لا ننفي وجود خطة جديدة للواقع العراقي ستكون اكثر وطنية وقبول لدى المحيط العربي ...


ختاما اود ان انقل رسالة للحكومة العراقية تتمثل بالاعوام التي رسمت كمأزق ساروا فية وساعدوا المحتل في ذبح بلدهم مالذي سيكون في رصيدكم بعد الرحيل ...


وهل رحيلكم يشبة رحيل الرئيس صدام حسين .... بالتاكيد هناك فرق عظيم بين الرحيلين ... ولكن انا لله وانا اليه لراجعون


تحية لرجال الوطن .. وقيادته الفعلية .. الف تحية لابناء الرافدين ممن ارتضوا الشهادة على مداهنة المحتل ..

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ٢٠ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٦ / نـيســان / ٢٠٠٩ م