الحرب على العراق ... الأوهام الفارسية تقف عند صخرة البعث ...

 
 
 

شبكة المنصور

سعدون شيحان – كاتب سياسي عراقي

كثيرا ما وصفنا بأننا نطمح لإعادة البعث للسلطة !! كأن البعث أصبح ماضي .. وكثيرا ما وصفنا بأننا نروج لأفكار بعثيه .. ويزيدنا فخرا ذلك بل استرسل البعض في محاربتنا لأننا نكتب بروح البعث وقيم الأخلاق البعثيه ونسعى لإعادة المواطن العراقي للحقبة المضيئة., على الاقل للتمسك بما جاد به خيرة ابناء العراق في عهد القيم والفضيلة ..

 

مع كل ما تقدم نتمنى ان يفهم من ابتعد عنا وعن أصالة العراق وطبيعة المواطن العراقي هذا الإنسان الذي يرفض ان يكون عبدا للمحتل وتبعا للأجندة الفارسية أنا مواطن عراقي واكتب من وسط محافظة عراقية تحملت ما تحملت من ضيق وحروب وقاتلت لأنها تتمسك بما افتخر به من قيم ومبادىء وطنية واتسائل أحيانا كما تجرئ البعض ودرجني ضمن قائمة المطلوبين كوني من إعلامي البعث ... لماذا اكتب بالوطنية ذاتها من انتمى لحزب البعث ولا اكترث في كتاباتي بأني أهاجم الفرس مع أنهم تغلغلوا في كل مفاصل المجتمع وان كانت ذو طبيعة هشة لا تشغل حيز سوى مساحة الاستنفاع المؤقت للبعض ؟

 

وللإجابة على الأسئلة أعلاه أود الإشارة إلى إن كل مواطن وكل إنسان حتى وان كان مقيم دون مواطنه ولكنه عربي نعتز به ولكنه عاش في العراق ( البعث يعنى لنا الصوت الحر وقيمة الرجال وكرامة الوطن ) ...

 

ألا يستحق من يمنحني الكرامة ...... الاعتزاز  

ألا يستحق من رفض السلطة الممزوجة بهدر الكرامة رفع القبعات احتراما ..

ألا يستحق الشهيد صدام حسين الوقوف بعز ورفعة راس طالما سرنا على منهج الراحل ( رحمه الله ) وزاد ذلك من قيم الرجال.

 

لم نوقع على ورقة انتماء ربما للبعث طيلة حياتنا .. وليس استعلاء فلا قيمة لنا دون كرامة البعث .. ولا قيمة للرجال دون شهادة بعثيه بحقهم .. ولأننا نرى البعث فكر ودستور أخلاقي وهو التصرف ورد الفعل البطولي هو الوطن هو الجهاد وهو المقاومة هو حق المظلومين في دولة استباحت دم أبناءها وهو التاريخ هو من صفع 33 دولة وهو من أرعب إسرائيل وهو من وقف بحزم ضد الفرس وهو من حرر العرب من التبعية الذليلة لأنياب القوى الاستعمارية .. وهو البعث الذي لم تجرئ عقربة صفراء ان تمس حدوده عندما كان هنا ,, وقبل ان تتآمر عليه الخفافيش ,

ان كلمات ابا عدي دستور لم تخطه إيران ولا بريمر .. لقد وصفنا ونعتز بهذا ( كل المخلصين هم بعثيون وان لم ينتموا ) ..

 

منذ ان رسم البعث منظور ( عقائدي قومي ) كان المواطن العربي وكرامته وتحقيق الوحدة العربية من أهم أوليات العمل .. وكان البعث يسعى دوما إلى تحقيق أفق من التقدم القومي وتوطيد العلاقات(العربية,العربية )مع ان الراحل رحمه الله يدرك ان هناك مصالح وطنية تعلو أحيانا على المنظور القومي خاصة مع بلدان تقدمت في مراحل البناء الوطني دون المساعي القومية مثل ( الأردن و مصر ) وحتى مع البلدان التي شاءت الأقدار بحكم الثقل الاقتصادي والإستراتيجي مثل (العربية السعودية – وقطر ) وكان البعث وقياداته يدركون صعوبة العمل العربي المشترك لان الأفق المنظور يرسم ابتعاد الغالبية عن مسار الحرية الوطنية والقومية في اتخاذ القرار المصيري ..

 

لقد فاقت المصالح الاقتصادية والإستراتيجية مع قوى الهيمنة على مصالح الشعوب العربية ومبادئها الأصيلة ...

 

من ضمن القوى التي عبثت بقيم التقدم القومي وزرعت بذور التفرقة في كل الأصعدة هي( بلاد فارس ) إيران جارة الشر وعصى الغرب في الخليج العربي ..

 

لقد تغلغلت في كثير من المواطن المهمة ..

الحديث عن الدور الإيراني تطلب منا إعداد دراسة سننشرها هنا في موقعنا الوطني لاحقا بعد استكمال أخر لمساتها ولكننا سنتحدث وفق المنظور العام لهذا المرض الخطير الذي دمر اغلب المجتمعات ..

 

عندما أرادت قوى الشر في العالم متمثلة بالولايات المتحدة ان تحتل العراق لم يكن ذلك ممكنا وفق الرؤية (الكيسنجرية ) مالم يكن هناك داعم لوجستي ..ربما أفكار هنري كيسنجر كانت صحيحة بالحسابات الرقمية للاقتصاد ولكنها لم تعر بالا للقيم الأخلاقية مطلقا ..حتى القيادة الأمريكية وشرعية احتلال العراق في صراع منذ ان دخلت العراق ..

 

لقد ارتكزت الولايات المتحدة على جوانب ثبت بطلانها ..( كولن باول ) وزير الدفاع السابق واحد المرتكزات كونه شهد أمام أعضاء الأمم المتحدة بامتلاك العراق أسلحة دمار شامل عاد ليؤكد ان ما قالة ( نقطة سوداء في مساره المهني ) ..

 

كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة هو الأخر تنصل من الموضوع عندما أكد ان لا شرعية للحرب على العراق ونشر ذلك في مذكراته وبعد ان وجد نفسه قد أضاع التاريخ ..

 

أخر شهود الزور بريطانيا الحليف الستراتيجي تتنصل أيضا من لعنة التاريخ عندما فتحت تحقيق حول  مدى مصداقية الحرب ) وأسباب مقتل الجنود ال (179 ) في الحرب على العراق .. رئيس الأركان البريطاني الجنرال (سير ريتشارد دانات) أكد إن تجربة الجيش البريطاني في العراق أساءت لسمعته كجيش جدير بالثقة .

 

كل أدلة الحرب ذهبت مع الريح وانكشف بطلانها ..مع إننا أوضحنا في 2004  لبريطانيا بتقرير نحتفظ به ونشر في الصحافة أنها تتوهم وتوهم معها العالم بصدق الحرب عندما سرقت دراسة طالب عراقي يدرس في أفريقيا والمقدمة لغرض نيل شهادة عليا والمتضمنة طريقة استخدام أنابيب ألمنيوم في المصانع النووية والكارثة درج العراق كنموذج لتلك المحاولات عندما استورد أنابيب من النيجر ..كنا نأمل ان تدرك المملكة التي لا تغيب عنها الشمس أنها تتوهم وتصلح المسار قبل فوات الأوان ..ولكنها غرقت بإرادتها في مستنقع العراق ..

 

نؤكد على هامش بسيط هنا ( الحرب على العراق ) هو الصيغة الصحيحة مع إن القنوات الفضائية مثل الجزيرة واخرين عندما يتحدثون يوصفون ذلك (بالحرب في العراق ) ..لا حرب شرعية والقتال هو مع اهل العراق اذا الحرب ليست في العراق بل على العراق ..ونحن مستمرين بها ..

 

الجميع يعرف ان لا شرعية للحرب مطلقا وان تكالب ألجلبي على شرعنتها مثلما يستميت الحكيم سيء الصيت والمالكي بحكم المصالح الشخصية والربيعي وان ادخل صالون إعادة التجميل بعد ان انكشف دوره في وزارته الملعونة الأمن الوطني فلا امن ولا وطنية ...ولنا وقفة بالتحليل لأسباب أبعادة ودوره .

 

عندما نشير للفرس فان كل العراقيين يدركون نقطة السوء في نواياهم الخبيثة أنهم يسعون جاهدين لاحتلال المجتمع وفق كل السبل من خلال دس أشباه القيادات والشخصيات الضعيفة والتي عاثت بالمجتمع العراقي ..

 

مع دولة غاب الدستور الحقيقي وهمش القانون لا يمكن محاسبة الفساد وضعفاء الأنفس المهم دوما في المنظور هو التمسك بالمكان دون قيمة للوطن ولا لقيمة الدور الذي يقدم ..المهم هو ان تكون الرجل المفضل لدى آيات الله حيث يستمر الدعم وتستمر إزاءها معاناة الشعب ..

 

لقد سعت إيران لدفع الكثيرين ممن زورت شهاداتهم العلمية لان يكونوا فلاسفة العصر وممثلي العراق الحديث !! ولا عجب في تراجع الخدمات وضياع المال العام ,لا يوجد عقول تعمر ولا رجال تبني بل أشباه تخرب وتسرق وتدمر .

 

الكارثة أنهم فقدوا مع نشوة الكراسي الخشبية قدرة الرؤية الصحيحة ..ولكن معها نستمر بالحديث عن مفردات بسيطة وان صعبت عليهم حل لغزها (هل كان لكم مكان في العراق سابقا ؟) بالتأكيد ستكون الإجابة لا .

 

(هل لكم مكان في العراق ألان ؟) ستكون الإجابة نعم, ولكن كمنفذين لرغبات من اتى بكم وبفضل الدبابات .

 

هل لكم مكان في عراق الغد ؟ بالتأكيد لا وبانت أول دلائلها أول الراحلين موفق الربيعي ,,مع ان هناك من سرق أموال العراق وهرب قبلة ,,

 

عندما نقارن بين العراق المتحرر وتكونون بعيدين عنه فأنكم في الضفة الأخرى مع أعداء العراق عندما تكون المسميات صحيحة دون خوف ..

 

قبل الاحتلال كل العراقيين يسمون من ارتبط بإيران بالعميل ..وألان كل العراقيين ينظرون باحتقار لمن يزور إيران ويوصفوه بأنه عميل ..

 

ولكن العمالة في منظور البعض ذو قيمة لأنها شهادة توصله للكرسي وإرضاء (آيات الله )  !!

بأس الكراسي ..وبأس بلاد الفرس ..

 

إيران .. الريح الصفراء هي من جندت التيار الصدري وفيلق بدر وهي من دست العملاء من خلال التجنيد في المحافظات الجنوبية وهي من احتلت الطابق الخامس في شعبة الاستخبارات العراقية لتتحكم بالاجهزة الامنية وتعتقل من تشاء وهي من فتحت الحدود للأدوية والأطعمة الفاسدة والأسلحة لدعم القتال الطائفي وتصفية القيادات والعقول العراقية وغالبية أولئك ممن كانوا مؤثرين في إركاع الجيش الإيراني واسقاء ( كأس السم ) للخميني .. وهي من تشرف على تعذيب السجناء في سجون الداخلية وسراديب الفضائح ..وهي من تنتقي الألبسة الداخلية للوزراء الجدد!!

 

إيران هي من تمسك بلحية (السيستاني) خوفا من النتف على يد الوطنيين سيما وهو مفتي الديار الأمريكية في العراق ..لا شرعية لقتال الأمريكان المحتلين !! لعنة الله على تاريخك وأصلك .. لقد حرم قتل الأمريكان وحلل الذبح للطائفة السنية .. طبعا لان الأمريكان لا يطمحون ( بحكم معرفتهم بالعراق ) لمناصب لعملائهم تدوم .. وهم يعرفون ان الغالبية مرحليين .. مع أنهم ورطوا غالبيتهم بالمناصب ولكن الاتفاقية الأمنية هي الصفقة التي بينت ضعف وثوقهم بالشخصيات الحالية فاستخدموا الرموز الكارتونية لوثيقة تكبل العراق على المستوى البعيد مع أنها ليست ذو قيمة عندما تعود الدولة لرجالها الحقيقيين ..

 

عندما نتحدث عن إيران فالحديث يطول لكثرة المؤشرات الموثقة التي دوناها وكتبها معنا التاريخ كصفحة سوداء في سجل إجرام دولة بربرية ...إلا إننا نستمر بالحديث والفعل ان تطلب ذلك,,, ولكن الفعل سيكون غاليا جدا عندما يطلق الرجال الصادقين  صرخة الحرية من دولة ( الأشباه . وأشباه الرجال ) لان العراق لا يليق به أنصاف القيم ولا أشباه البطولة ,,العراق مربض الأسود ودار العز ولا عزاء في مصائبنا سوى عودة العقال العربي الأصيل يزهو فوق الرأس ,,, عندما تعود الهيبة البعثيه تتصدر سفر التاريخ ... ونحن بالانتظار .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء / ٢٤ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٠ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م